الثلاثاء، 28 فبراير 2012

لا تكن كهذا الثعلب وتنسى نفسك !!





لا تكن كهذا الثعلب وتنسى نفسك !!





لا تكن كهذا الثعلب وتنسى نفسك !! 







يحكى ان ثعلبا بعد ان اضناه الجوع ،،


 راح يغدوا من هنا وهناك ويمضي يبحث عن طعامٍ ليسد به رمقه!!

فعثر على كهف ضيق في نهايته اناء





 يحتوي ما لذة وطاب وما يشتهى من اصناف المأكولات والطعام

فوثب داخل الكهف وسارة بلطف لضيق الجدار حتى





 وصل الى الاناء واخذ يرتع منه ويأكل حتى امتلئت بطنه!!

وحينما حاولة العودة من حيث جاء عجز عن ذلك





 لانه ما عادة يمكنة السير في ذلك النفق الضيق به بعد ان

انتفخت مَعدتُه بالطعام !! 

فمر به ثعلب عجوز عرف القصة من بدايتها 





وخبر الحكاية من اولها ،، فقال له:





ابق مكانك حتى تجوع وتعطش وتخف وتنحف وعندئذا تتمكن من الخروج من جديد!!





ودعوني هنا اقول ،، لاتكن كهذا الثعلب وتنسى





 نفسك عندما يُنعم الله عليك بنعمة ،، ولاترعِها حق رعايتها!!
فتضطر ان تجوع وتعطش من جديد!!


لاتكن كهذا الذي انعم الله عليه بسيارة من احدث الموديلات ،،



 واشتراها بأثمن الاسعار ،، وراح يطارد بها في



الشوراع متباهيا ،،



 ومزهوا ،،


 يتحارش بتلك ،،


 ويقلد على ذلك ،،


 حتى انتهى بحادث مؤسف وقضي 




بقية حياته مشلولا ،، لايقدر على الحركة ،،



 لانه ببساطة ما راعى نعمة الله عليه


 حق رعايتها!! واكل حتى امتلئت بطنه!!


ومن النساء من ينعم الله عليها بالجمال الاسر ،،



 والوجه الساحر والفاتن ،، فتستغل ما انعم الله 


عليها في ما لايرضيه،، فتقلد على تلك 
الاقل منها جمالا وتضحك على ذلك المغفل الذي



 يلهث ورائها،، وهاهية تقضي ايامها بالحفلات والسهرات والرقصات 
وما ان تصل الى ارذل العمر ،،



 ويزول الجمال ويتجعد الوجه،، حتى تجد نفسها وحيدة ،،


 ومعزولة عن المجتمع !!

فكل من كان يرغب بها لم يرغب بها لنفسها ولشخصها ،،



 بل لجمالها الذي ازله الزمن وحوله الى تجاعيد !!



فأكلها المجتمع حتى امتلئت بطنه منها!!


وكم شاهدنا من الذين انعم الله عليه بالمال ،،





فراح يصرفها على ما حرم الله ،، من متاع الحياة الزائلة ،،


 ويأكل كما 
تأكل الانعام ،،



 حتى اصابه مرض والعياذ بالله من تلك الامراض 


الخبيثة نتيجة افراطه واسرافه،،



فما نفعته ثروة ولا مال ولا شركات ولا عقارت!!



 وياليته راع تلك الاموال حق رعايتها!!


وذلك الذي انعم الله عليه بالصحة والجسد والعافية ،،



وارد ان يصبح فرعون زمانه ،،


 وشقي المنطقة ،، فهو يسب هذا ،، 




ويتشاجر مع ذلك ،، ويضرب الاخر ،،



 فما احترم صغيرا ولا كبيرا،، حتى ابتلاه الله


 بشجار خرج منه مشلولا مكسورا ،،



لايعرف له حال ولا مأل !! فأصبح طريح الفراش بالكاد يلفظ اسمه!! 


واخر انعم الله عليه بدراسة في الخارج كحالي ،،





 فظن المسكين ان لن يقدر عليه احد وماعاد يراقبه احد ،،




 وانه تحرر من قيود العائلة 
والمجمتع ،، وراح يرتكب ما نهاه الله عنه ،،





 وكيف لا وهو في بلد الحريات والملذات ،،


 ولاتوجد رقابات ،، ونسي ان



الله مطلع عليه ويراه ،، فأضاع مستقبله ،،



 ودمر حياته ،،


 وقال ياليتني ارُد فأعمل غير الذي كنت اعمل !! 


ولكن هيهات !! 

والكثير الكثير من القصص ...



احبتي في الله ،،



 كم نحن محتاجين الى تدبر قول الله





( وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)






اذا انعم الله عليك بنعمة ،،



 فراعها حق رعايتها ،،




 واعلم ان الله سائلك عليها وماذا فعلت بها وكيف تصرفت بها 



( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) 





واعلم انك اذا اردت ان يبارك الله لك فيما رزقك ،،







فشكرهُ عليها وتذكر قوله 


(لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)




فشكُر الله على نعمه التي انعمها عليك،،



 وراعها حق رعايتها ،، واسال الله من فضله ،،



ولاتغريك اوضاعك ،، ولاتلهيك احولك ،،



 ولاتكن من الذين اسرفوا واترفوا وتفاخروا وتباهوا 

وتذكر ان الذي اعطاك قادر على ان يحرمك ،،



ويعذبك بما انعمه عليك ان لم تحسن التصرف به واستعماله

كلام فى الصميم








كلام فى الصميم





كن رجلاً الامام الشافعي








 كن رجلا






 على الاهوال جلدا كن جلدا كن جلدا 



أبيات شعر في القناعة و الرضا بقضاء الله و قدره :


دع الأيام تفعل ما تشاء و طب نفساً إذا حكم القضاء


ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء


و كن رجلاً على الأهوال جلداً و شيمتك السماحة و الوفاء


ولا تر للأعادي قط ذلاً فإن شماتة الأعدا بلاء


تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء


و أرض الله واسعة و لكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء 


يجب ان تكون وافياً وصادقاً قبل





 ان تتعامل مع الناس او مع من أحببت .

الصدق والوفاء طريق لن يظلك أبداً 

ابعد عن الكذب والمجاملة لكي تحب لنفسك

ويحبك الأخرين

كن واقعياً ومتفائلاً بالحياةلا تكن عجولاً ومتهوراً 



بادر الى من أسى عليك وقسى 

حب الصدق والوفاء

لا تكن ثعلب خاين أو مجامل ماكر



أبحث في داخل نفسك عن الحق والمصارحة



لا تحرص على حب نفسك كثيراً فتندم 





الحياه هي الأبتسامة والأمل والوفاءوالصدق والإخلاص 





أزرع الإبتسامه الصادقة 


في وجهك والتسامح في تعاملك 



كن وافياً ومقدراً لظروف من جاورك أو رافقك اعطه الوفاء 

أم نحن زمن سادت فيه الأنانية والمصالح الشخصية 

ازرع له الثقة في نفسه 



لا تكن صاحب مصلحة فهي مهما اعطتك اليوم



فسوف تخسر من حولك 



ونفسك وحينها لا ينفع الندم 



اقترب من الكلمة الطيبة



والنابعة من القلب الصادق 



الحياة جميلة الحياة مدرسة 



لا بد من وجود الانذال والمنافقين فيها


عليك برفقة الاوفياء 



امتحن من تتعرف عليه 



قبل ان تستمر في مرافقته ومصاحبته 



احذر من ان تكون صاحب فرح 



وكن صاحب الضيق قبل الفرح 



فرفاق الفرح كثيرون 



ولكن بالضيق لان تجد إلا الأوفياء 



الحياة هيا الحياة 

لا بد ان تكون هناك وضوح وصدق ووفاء 

وبالنهايه تجد مودة دائمة



أبعد كل البعد عن الطمع والمصلحة





عندما تكون صادق ووافي مع الناس فصدقني



تكون محبوب عندالله وعند الجميع

ويكون راسك مرفوع عندهم

لأنهم راح يقولوا في ظهرك هذا صادق ووافي

أما اذا كنت كذاب وتصر على الكذب

فصدقني

مهما تمشي معك الكذبه

يوما من الأيام

فراح تنكشف كذبتك مع الأيام

لأن الكذب

حبله قصير

فنصيحه مني خلى الصدق دائمآ منهجك ولا توعد الأخرين 



بأشياء لم تقدر عليها أو لم ترغب بفعلها وكن صادق مع نفسك 

اخشا أن يقال لقد ذهب الوفاء

بالعهد مع الناس

أم نحن في زمن طغى فيــــه الغـــدر والخيــــانه ... 




أم نحن في زمن انعدم فيــه الصدق والوفاء... 

إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه 

ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس 

فإن الكذب يصور المعدوم موجودا والموجود معدوما 

والحق باطلا والباطل حقا، والخير شرا والشر خيراً.



عجــــبت لحال الدنيـــا 

تجمعنـــا و نحن اغراب 

و تفرقنــــا و نحن اصحاب





فليعلم الجميع ان الصدق والوفاء طريق لن يذل بنا أبداً 


فالصدق والوفاء توأمان, والصبر والحلم توأمان, فيهن تمام كل 



دين, وصلاح كل دنيا.وأضدادهن سبب كل فرقة وأصل كل فساد. 


ولا خير في الصدق إلا مع الوفاء. ...

أحسن الصدق الوفاء بالعهد، وأفضل الجود بذل الجهد

أقبح الصدق ثناء الرجل نفسه

ثلاث هن زين المؤمن: تقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة

لكل شيء حيلة، وحيلة المنطق الصدق


الاثنين، 27 فبراير 2012

دروسٌ عشرة من هِمَّة نملة [2]


دروسٌ عشرة من هِمَّة نملة [2]


دروسٌ عشرة من هِمَّة نملة [2]




|


أهلا ومرحبا بكم إخواني وأخواتي في رحاب: همة نملة، ها قد وصلنا إلى القيمة السادسة من القيم المستفادة من همّة نملة نبي الله سليمان عليه السلام، وقد تحدثنا سابقا عن الهمة والتضحية وإتقان العمل والتيقظ والانتباه وإنكار الذات، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية.
اليوم نكمل سويا هذه القيم العشر، على النحو التالي:  
سادسا: النظام وتقسيم العمل؛ ما أجمل النظام!! لا أقصد به نظام دولة ما، ولكن أقصد به نظام العمل وتقسيمه بصورة تليق بالمجتمع والأمة وتدفع إلى النهضة والتقدم والإنجاز. لعل من قرأ عن عالم النمل قد اكتشف أن النمل يعد أروع عالم منظم في الكون، بالإضافة إلى الطيور في السماء والبهائم في الأرض والنحل في بيوته، وهكذا نكتشف أن الكون كله منظم ويسير وفق خطط منظمة مرتبة، -لكن للأسف هذا الإنسان المكرم – إلا من رحم ربي- يكره النظام وترتيب الأدوار، مع أن حاجة الإنسان لذلك أهم وأخطر. فليتعلم عالّم البشر من عالَمِ النّمل طريق أداء الأعمال وتقسيم الأدوار وتوظيف الطاقات على وجه نهضوي بارع.
سابعا: الحنكة في إدارة الأزمات؛ بالتأكيد الأمة تتأزم أحوالها بين حين وآخر، وتتعد الأزمات والكرب بها، وليست المشكلة في وجود الأزمات فطبيعة الحياة أنها فترة أزمة، لكن المشكلة الأكبر في عدم الحنكة في إدارة الأزمات، النملة أدارت الأزمة بصورة صحيحة غير مستفزة لقومها ولا للجيش الذي يمر من أمامها: ما قالت أن الجيش سيتعمد أن يحطمكم، أو أنه جاء هنا لإهلاككم، ولكنها نسبت الغفلة إلى قومها –فليفعل الآخرون ما يفعلوا- المهم أنت: ماذا تفعل تجاه ما يقوم به الآخرون، فقالت النملة: [وهم لا يشعرون] فانتبهوا يا قوم، وكان بحمد الله تذكرتهم بأهمية الانشغال بالله عن أي شيء آخر.
ثامنا: المبادرة والإيجابية والجديّة؛ لطالما تاهت الأمة في رحاب سلبية مهينة أوردتها المهالك، فترات طوال، غير أن مع ربيع الثورات العربية بدأت الأمة –بفضل من الله وحده- بخلع رداء السلبية وارتدت من جديد ثوب الإيجابية، وهو ما يمكن أنت نتعلمه من شأن هذه النملة: لم تقل: وأنا مالي – هو أنا اللي هغير الكون – هما أحرار؛ المهم أنا – ما ليش دعوة – عيش جبان تمت مستور...... إلى آخر ما نسمع من كلمات السلبية!! لا بل تحركت وكانت صاحبة همة عالية وإيجابية فذة لم يرى الكون لها مثيل في عالم الحشرات!!. فليتعلم بنو الإنسان من هذه الإيجابية ولا تكن النملة أفضل منك أخي المسلم وأختي المسلمة: كن إيجابيا في خدمة أمتك ومجتمعك الذي فيه تحيا وتعيش وقدم اليوم ما ينفعك للغد.
تاسعا: الإنجاز العالي؛ هذا الإنجاز الذي أنجزته النملة بخطابها وهمتها جعل سليمان النبي يتبسم ضاحكًا فرحًا لأسباب عدة؛ من أهمها: شكر نعمة الله الذي منحه فهم اللغات واللهجات، وكذا همة هذه النملة الصغيرة نحو مجتمعها بما ينقص مجتمع البشر أحيانا، لأنها قصة ستخلد وقد علم ذلك والمؤمنون من كل أمة سيعرفون عظمة هذا العالم العجيب [النمل] بما يدفعهم دفعا نحو الاعتراف بقدرة الله الخالق الرزاق. إنجاز ليس له مثيل في الدعوة!! إنجاز تحركت أمة بسبب!! إنجاز يدفع فينا روح الإنجاز والعمل على النهضة!! إنجازنا يا إخواني يحتاج إلى إنجاز، فأنجزوا أعمالكم وراقبوا ربكم وهو من سيحاسبكم على أوقاتكم وجهودكم وأعمالكم.
عاشرًا: الشعور والإحساس بالمسئولية؛ كثيرون أولائك الذين يعيشون في الدنيا بلا أهداف ولا غايات، وهؤلاء تجدهم في كل قطر ومصر، لكن أكثر منهم –بإذن الله- الذي يشعرون بالمسئولية ويملؤهم الحزن على أحوال أممهم ويسعون جادين نحو القيام بما هو مفروض عليهم؛ سواء مفروض شرعا، أو فرضوه هم على أنفسهم؛ من منطلق الإحساس بالمسئولية: إننا بحاجة ماسة هذه الأيام أن يحيا كل مسئول في أي مكان هذا المعنى الإحساس بالمسئولية؛ فإذا أحس الأب أو الأم بمسئوليته تجاه أبنائه ما فرّط في واجبه في التربية السليمة لهم، وإذا أحس الداعية بمسئوليته ما نام عن دعوته، ولا غمضت عيناه إلا وهو يفكر في حلم الأمة الأكبر من أستاذية العالم وسيادة الإسلام، وإذا أحس الحاكم في أي مكان بخطورة المسئولية نحو شعبه ووطنه راجع نفسه أهو ظالم أم لا؟ أهو قائم بالحق والعدل أم لا؟ أهو مراقب ربه أم لا؟ أهو يخاف الله أم لا؟ أو حريص على بلده أم على نفسه فحسب؟ وهكذا لو تحركنا جميعا بهذا المعنى: ما نام موظف في دائرة عمله، ولا تباطأ مسئول عن مسئوليته، وصدق رسولنا الحبيب: [كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته]...
وفق الله الجميع لما فيه خير نفسه والأمة، ونفع الله بهذه الكلمات.
وبهذه الخطة الإدارية وبتلك العناصر التنموية يمكن أن تتقدم الأمم، وتنجز كثيرًا من أعمالها بدون خسائر ولا تضييع وقت أو طاقات أو إهدار مال، كل ما في الأمر: أن نعمل سويا ونتعاون ونجتهد في تحقيق الأهداف، ننظر للأفق الرحب والفضاء الواسع، وننطلق من نقطة بداية إلى نقطة نهاية –وإن كان للمؤمن نقطة بداية لكن ليست له نقطة نهاية؛ فالموعد مع النعيم المقيم الدائم الذي لا ينقطع- فلنعمل ونجد ونجتهد ولا نتوانى أو نتباطأ عن نهضة أمتنا.
والله المستعان.


دروسٌ عشرة من همةنملة 1




دروسٌ عشرة من همةنملة  1 


|



يزداد عجبي كلما قرأت في قصة هذه النملة العجيبة كواحدة من مجتمع النمل المنظم البارع في الإتقان والعمل والنهضة والتقدم، -[نملة نبي الله سيلمان عليه السلام]- وهي تنصح قومها لمّا رأت ما سيأتي عليهم بالسوء -في ظنها وحساباتها- أو على الأقل سيعطلهم عن كثير من العمل والخير الذي يريدونه فكان ما كان من أمرها.

يقول الله تعالى في سورة النمل: [حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)].

لقد منح الله سليمان نعمة فهم كلمات ولغات أقوام كثيرة غير البشر، ومنهم النمل، فمرَّ ذات يوم على واد النمل أو قرية النمل، وكان يرافقه جيشا عرمرمًا قويًّا فتيًّا، فلمّا رأت نملة من بين واد النمل ما شغل بني جنسها وألهاهم عن أعمالهم وعن ذكرهم لربهم، وقيامهم بمهامهم، صرخت فيهم ونادت: [يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم] ثم علّلت لماذا؟ قائلةً: [لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون].
وفي هذا الخطاب النملي إلى النمل، وفي حركة النملة لإنقاذ مجتمعها دروس وعبر كثيرة، أركز على بعض منها في جوانب النهضة الثلاثة [العمل والإنتاج - التربية - الدعوة]، لعل من أهمها ما يأتي -وهو ما يمكن أن يستفيد منه المسلمون؛ كدروس إدارية وتنموية ونهضوية وفكرية وإيجابية، ولا حرج فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق وأجدر بها-:
أولا: إتقان العمل؛ إذا كان العمل قيمة فإن إتقانه أقيم وأروع من العمل ذاته، فلا قيمة للعمل بدون إتقان له، [وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة: 105)]، هذه نملة قامت بإتقان عملها على وجه يرضي خالقها مراقبة إياه، محاولة الوصول بقومها إلى احترام الوقت وتقديره وإتقان المهام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه].
ثانيا: التيقظ والانتباه؛ الأصل ألا يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين، ولكن للأسف كم من المسلمين اليوم من يُلْدَغُون مرارا وتكرارا من جهات وأعمال وأشخاص ولا يتيقظون. ورحم الله ابن القيم؛ حين جعل من أوائل درجات السالكين إلى الله: التيقظ. فأما نملتنا هذه فقد تيقظت وأيقظت وانتبهت ونبّهت، وهو شأن يجب أن يقتدى به؛ وأن يتعلمه المسلمون؛ خاصة في زمان العزة والكرامة والربيع العربي: لا يجوز أن يضحك على المسلمين مرة أخرى أو أن يتركوا زمام أمرهم لغيرهم يتسلط عليهم ويستولي على عقولهم، إنها دعوة لليقظة والتيقظ في كل شأن من شئون الحياة.
ثالثا: الهمَّة والإرادة الفتيّة؛ كثيرًا ما نشكو في الأعمال والوظائف والمهن من كسل بعض الموظفين عن أعمالهم، مما أخرنا كثيرا في الإنتاج حتى صرنا -وللأسف- نستورد كل شيء تقريبا؛ لدرجة أن كل شيء مكتوب عليه: صنع في الصين أو في غيرها، وكذلك في المجال التربوي والدعوي؛ ففي جانب التربية: مَن مِن الآباء والأمهات من يكون لديه همّة عالية وإرادة فتيّة في تعلم وسائل وطرق تربية الأبناء والخروج بهم من مأزق الشهوات والانحرافات، وكذا في جانب الدعوة: أين همّة الدعاة، الذين يشعرون بمسئوليتهم نحو دينهم وأمتهم من أن يطوروا من أنفسهم ويتواكبوا مع الأحداث بما يرفع عنهم الحرج أمام الله.
رابعا: تغليب المصلحة العامة على الخاصة؛ إن قائد القوم لا بد أن يكون أولهم في العمل بما يقول، فهذا أبو بكر يكشف عن بطنه لرسول الله يوما وقد ربط حجرًا على بطنه من الجوع، وكذلك عمر بن الخطاب، فكشف لهم رسول الله عن ثلاثة أحجار يربطها على بطنه، هذا هو القائد وهذا هو الحكيم في إدارة الأمور، وهذا هو الداعية في دعوته، ها هي نملة خافت على مجتمعها وغلبت المصلحة العامة على الخاصة -كان من الممكن أن تصمت ولا تهتم ولكنها ناصحة فتية وقوية بهمتها، ولها رسالة لا تتأخر عن خدمتها- فليتعلم القادة اليوم والسياسيون والزعماء بتغليب مصالح الأوطان العامة على مصالحهم الشخصية مهما كان حجمها ومقدارها؛ فالله رقيب وحسيب!!.  
خامسًا: التضحية وإنكار الذات؛ لا يهمك أن ينسب إليك عمل ما أو أي فكرة كانت!!؛ المهم هل أقيم العمل واستفاد به الناس؟، هذا مبدأ تحركت به النملة في دعوتها وخطابها وبهمتها: ضحت بوقتها وجهدها وما أوتيت به من قوة؛ من أجل مجتمعها وأمتها، لم تهتم بذاتها كثيرا، حتى أن الإشارة جاءت في القرآن الكريم إشارة واضحة إلى أنها نملة، كما قال القرآن: [حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة...] نملة منكرة الذات والشخصية، المهم: المجتمع. فياليت قومي يعلمون بأهمية العمل للأمة والمجتمع والأوطان بدون اهتمام ذاتي بشأن رفعة الذات على الآخرين أو أن يشار إليه بالبنان، المهم أن الله يعلمه، كما كان الأولون: صدقوا الله فصدقهم الله!!.
هنا نقف، وقد بقي لنا خمس وسائل وقيم أخرى من همّة النملة، سنتحدث عنها في اللقاء القادم -بإذن الله تعالى- ونسأل الله تعالى أن يمنحنا همّة عالية لخدمة دينه ودعوته وأن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده المجاهدين في كل مكان.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة، إلى حينها أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.