~~:: قم ياحبيبي قد دنا الموعد::~~
يا أيها الراقد كم ترقــد *** قم يا حبيبا قد دنا الموعد
و خذ من الليل و ساعاته*** حــظــــــا إذا هجــــع الرقــــد
من نــــام حتى ينقي ليله *** لــم يبلــغ المــنزل أو يجــهــد
قل لذوي الألباب أهل التقى *** قنـطرة العرض لكم موعد
قيام الليل عبادة المحبين
قيام الليل هناء العاشقين
قيام الليل راحة المسافرين
ولقيام الليل في رمضان طعم آخر ، ففيه تختلط الأنفاس بالدموع ، وفيه تضطرب خفقات القلوب
خوفاً من حرمان الفوز فيها ، ورجاءا لنيل المغفرة الموعودة ..
وهاهي العشر الأواخر من رمضان قد حلت ، ها هي خلاصة رمضان ،و زبدة رمضان ، و تاج رمضان قد قدمت .
فهل زدنا في النشاط والعبادة أم انشغلنا بالدنيا وزينتها، فإن الأجير يوفى أجره إذا انتهى من عمله.
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ** [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
إليكم أحبتي
وقفات من سيرة رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - والسلف الصالح
مع قيام الليل ..
هذا هو رسول الله قائد المجاهدين، وسيد العباد، وإمام الغر المحجلين، يعلمنا قيمة هذه الليالي، تحدث عائشة رضي الله عنها عنه قائلة: (كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) رواه البخاري.
و لفظ لمسلم : ( أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لها عند مسلم : ( كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها )
عن جعفر بن سليمان قال: بكى ثابت البناني حتى كادت تذهب عيناه، فجاءه رجل يعالجها فقال الطبيب: أعالجك على أن تعطيني شرطاً أشرطه عليك، قال ثابت : على أي شيء أطيعك؟ قال: على ألا تبكي، قال ثابت : فما خيرهما إن لم تبكيا، أما قال الله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم:58]، أما قال الله عن أوليائه: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء:109]،
سهر العيون لغير وجهك باطل *** وبكاؤهن لغير فقدك ضائع
وتأملوا معي كيف وصف يزدجرد ملك الفرس المسلمين - تلك أوصاف من عرف الصيام والقيام الحق -
كان يزدجرد ملك الفرس قد أرسل يستنجد بملك الصين، ووصف له المسلمين، فكان من أوصافهم: لا ينامون بالليل ولا يأكلون بالنهار، شعث رءوسهم، بالية ثيابهم، فأجابه ملك الصين: إنه يمكنني أن أبعث لك جيشاً أوله في منابت الزيتون -يعني: في الشام- وآخره في الصين، لكن إن كان هؤلاء القوم كما تقول، فإنه لا يقوم لهم أهل الأرض، فأرى لك أن تصالحهم وتعيش في ظلهم، وتأمن في عدلهم.
يا رب فابعث لنا من مثلهم *** نفراً يعيدون لـنا مجداً أضـعناه
عباد ليل إذا جن الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجــراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد *** بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في سبيل الله، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه، كان أهل الجيش الذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة، لأن عمرو قد كفاهم ذلك بصلاته طوال الليل، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة رحمه الله يصلي من الليل والجيش نائم، إذ سمعوا زئير أسد مفزع، فهربوا وبقي عمرو في مكانه يصلي وما قطع صلاته!! ولا التفت فيها!! فلما انصرف الأسد ذاهباً عنهم رجعوا لعمرو فقالوا له: أما خفت الأسد وأنت تصلي؟!! فقال: إني لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه"!!
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : "إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل!!".
لها أحاديث من ذكرك تشغلها *** عن الشراب و تلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستـضيء به *** و من حديثك في أعقابها حادي
إذا شكت من كلال السير أوعدها *** روح القدوم فتحيا عند ميعاد
قال ابن كثير في ترجمة السلطان الزاهد المجاهد، نور الدين زنكي: "إن جماعة من العباد ممن يعتمد على قولهم دخلوا بلاد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعوهم يقولون أن القسيم ابن القسيم يعنون نور الدين له مع الله سر، فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعوه، فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا، قال: فهذا كلام الكفار في حقه"
يحيــون ليلهم بطاعة ربهـم *** بتلاوة وتضرع وسـؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم*** مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم***لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بــــدا عــلـم الرهان رأيتهم*** يتسابقون بصــالح الأعــمال
بوجوههم أثر السجــود لربهم *** وبها أشـــعة نـوره المتلالي
و خذ من الليل و ساعاته*** حــظــــــا إذا هجــــع الرقــــد
من نــــام حتى ينقي ليله *** لــم يبلــغ المــنزل أو يجــهــد
قل لذوي الألباب أهل التقى *** قنـطرة العرض لكم موعد
قيام الليل عبادة المحبين
قيام الليل هناء العاشقين
قيام الليل راحة المسافرين
ولقيام الليل في رمضان طعم آخر ، ففيه تختلط الأنفاس بالدموع ، وفيه تضطرب خفقات القلوب
خوفاً من حرمان الفوز فيها ، ورجاءا لنيل المغفرة الموعودة ..
وهاهي العشر الأواخر من رمضان قد حلت ، ها هي خلاصة رمضان ،و زبدة رمضان ، و تاج رمضان قد قدمت .
فهل زدنا في النشاط والعبادة أم انشغلنا بالدنيا وزينتها، فإن الأجير يوفى أجره إذا انتهى من عمله.
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ** [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
إليكم أحبتي
وقفات من سيرة رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - والسلف الصالح
مع قيام الليل ..
هذا هو رسول الله قائد المجاهدين، وسيد العباد، وإمام الغر المحجلين، يعلمنا قيمة هذه الليالي، تحدث عائشة رضي الله عنها عنه قائلة: (كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) رواه البخاري.
و لفظ لمسلم : ( أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لها عند مسلم : ( كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها )
عن جعفر بن سليمان قال: بكى ثابت البناني حتى كادت تذهب عيناه، فجاءه رجل يعالجها فقال الطبيب: أعالجك على أن تعطيني شرطاً أشرطه عليك، قال ثابت : على أي شيء أطيعك؟ قال: على ألا تبكي، قال ثابت : فما خيرهما إن لم تبكيا، أما قال الله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم:58]، أما قال الله عن أوليائه: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء:109]،
سهر العيون لغير وجهك باطل *** وبكاؤهن لغير فقدك ضائع
وتأملوا معي كيف وصف يزدجرد ملك الفرس المسلمين - تلك أوصاف من عرف الصيام والقيام الحق -
كان يزدجرد ملك الفرس قد أرسل يستنجد بملك الصين، ووصف له المسلمين، فكان من أوصافهم: لا ينامون بالليل ولا يأكلون بالنهار، شعث رءوسهم، بالية ثيابهم، فأجابه ملك الصين: إنه يمكنني أن أبعث لك جيشاً أوله في منابت الزيتون -يعني: في الشام- وآخره في الصين، لكن إن كان هؤلاء القوم كما تقول، فإنه لا يقوم لهم أهل الأرض، فأرى لك أن تصالحهم وتعيش في ظلهم، وتأمن في عدلهم.
يا رب فابعث لنا من مثلهم *** نفراً يعيدون لـنا مجداً أضـعناه
عباد ليل إذا جن الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجــراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد *** بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في سبيل الله، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه، كان أهل الجيش الذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة، لأن عمرو قد كفاهم ذلك بصلاته طوال الليل، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة رحمه الله يصلي من الليل والجيش نائم، إذ سمعوا زئير أسد مفزع، فهربوا وبقي عمرو في مكانه يصلي وما قطع صلاته!! ولا التفت فيها!! فلما انصرف الأسد ذاهباً عنهم رجعوا لعمرو فقالوا له: أما خفت الأسد وأنت تصلي؟!! فقال: إني لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه"!!
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : "إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل!!".
لها أحاديث من ذكرك تشغلها *** عن الشراب و تلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستـضيء به *** و من حديثك في أعقابها حادي
إذا شكت من كلال السير أوعدها *** روح القدوم فتحيا عند ميعاد
قال ابن كثير في ترجمة السلطان الزاهد المجاهد، نور الدين زنكي: "إن جماعة من العباد ممن يعتمد على قولهم دخلوا بلاد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعوهم يقولون أن القسيم ابن القسيم يعنون نور الدين له مع الله سر، فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعوه، فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا، قال: فهذا كلام الكفار في حقه"
يحيــون ليلهم بطاعة ربهـم *** بتلاوة وتضرع وسـؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم*** مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم***لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بــــدا عــلـم الرهان رأيتهم*** يتسابقون بصــالح الأعــمال
بوجوههم أثر السجــود لربهم *** وبها أشـــعة نـوره المتلالي