الأحد، 23 سبتمبر 2012

أوليس عندكم إلاّ الكلام





أوليس عندكم إلاّ الكلام :

 نعم لدينا الكلام فهو اساس كلّ الاعمال


نسمع الكثير من الذين يقولون " ليس عندكم الا الكلام " نعم هو كذلك ، ولم يأت الرسول صلى الله عليه وسلّم الاّ بكلام نفذّه على ارض الواقع وطبّقه وحلمه الى الناس وعلّم صحابته الكرام كيف يفهمون هذا الكلام وكيف يعملون به وكيف يحلمونه.

ان ما انزل على الرسول هي كلمات يسمعها السامع ويقرأها القارئ ويتدبّرها المتدبر ويعقلها العاقل فيعمل بما فيها.
كتاب انزله الله على نبيّنا ومثله معه وكتب قبل ذلك انزلها الله على رسله ضمّنها الله تعالى المفاهيم الصحيحة عن الحياة ليعتنقها الناس ويحملوها ويعملوا بها ويسيروا على هديها .

ما كشفت عنه التورات أن هناك تيّارا وجد ويدعمه الاعلام والغرب يفضّل العمل على الفكر الصحيح وعلى المفاهيم الصحيحة وكأنّه يمكن ان يكون هناك عمل صحيح لغاية صيحيحة يؤدي الغاية المطلوبة منه بدون فكر ا و بدون مفهوم صحيح.
هل يمكن ان يكون عمل صحيح يحقّق الغابة المطلوبة بدون فكر صحيح وبدون مفهوم صحيح.لا والله.
لا يكون عملا بدون فكر او مفهوم صحيح الاّ ان يكون عبثا .

من اراد الوصول الى نتائج صحيحة لا بد له من مفهوم صحيح ينتج عملا صحيحا لغاية صحيحة والا فإنّه يفقد تمايزه وتميّزه وتكريمه الذّي كرّمه الله تعالى به.
رأينا في الثورات سيرا لغير غاية ... سيرا على غير هدى ..سيرا لمجرّد السير. 
هل يعقل ان يصدر من عاقل عملا لمجرّد العمل فقط ..ان يسير سائرا لمجرّد السير ...ان يثور ثائرا لمجرّد الثورة . هل يعقل هذا؟

لايجوز السير لمجرد السير ولا يجوز السير على غير هدى ولا يجوز السير لغير غاية . فلا بد من غاية ومنهج للتغير نسير على هداه.وان يكون هناك حاجة ودافع للتغيير .


لقد وصل الغرب الى ما وصل اليه من غرس مفاهيمه في الامّة ففكرة فصل الدّين عن الحياة صارت مسيطرة على فكر الامّة واصبح المسلمون يرضون ويكتفون ببعض العبادات من الاسلام ويطبّقون غير الاسلام في باقي شؤون الحياة من حكم واقتصاد واجتماع وتعليم واعلام . ويظنون باكتفائهم ببعض العبادات اتقى الاتقياء واصلح الصالحين.

كلنا نريد التغيير الى الاحسن فما هو الاحسن وما هو الحسن ؟
التغيير الحقيقي يكون بالاسلام وباتباع طريقة النبي صلى الله عليه وسلّم. التغيير يجب ان يكون لغاية محدّدة ولايكون التغيير لغاية محددة الاّ اذا كان مرتبطا بالمفهوم الصحيح عن التغيير . فما المفاهيم الصحيحة التي صرتم عليها يا أمّة الاسلام في بدايات وامتداد الثورات؟
ماهي المفاهيم التي اتخذتموها للتغيير ؟ ام انّ السير كان على غير غاية وبغير هدى الاّ لمجرّد التغيير؟

ما الذي تحقّق ؟ هل انتقل الناس من الفقر الى الاكتفاء على الاقل؟ هلي انتقل الناس من الخوف الى الامن جزئيّا او نسبيّا؟
او تحقّق للناس ما يريدون من رخاء وطمأنينة ؟ هل توحدّت امّة الاسلام وهل حكم المسلمون بالاسلام ؟.....
تحوّل الحاكم الى حاكم ملتح ، بل واخذوا قروضا ربويّة من البنك الدولي ...
هذه نتائج عدم وجود المفاهيم الصحيحة ، لانّ الناس كانوا يريدون التخلّص من الحاكم الظالم فقط 

إنّ اثر عدم وجود المفاهيم الصحيحة لدى من يقوم بالعمل سيجعل عمله هباءا مثنورا ( بدون التقليل من نتائج ما قامت به الامّة)
ولكن ما الجدوى ان نطيح بمستبدّ ونأتي بآخر ملتح.

على الامة ان تبدأ الثورة من جديد ، ثورة فكرية ترفع الافكار والمفاهيم الصحيحة وتوجدها في واقعها . وقتها نقول انّه حصلت ثورة.
هناك مفاهيم بعينها مقصودة للنهضة والتغيير . اساس المفاهيم الصحيحة المقنع للعقل هو العقيدة الاسلامية فهي القاعدة التي يبنى عليها.

أمّا أن نجعل التغيير قاعدة نبني عليها ؟ فماذا سنبني على التغيير والتغيير فكرة فرعية منبثق عن فكرة كلية .


أمّا الذين يدرون في فلك الدائرة التي رسمها وخطّ حدودها الغرب منذ عقود ويريدون معالجة القضايا بنظرة قزميّة للامور وبمعزل عن هيكل العلاقات وعن ما يسمّى بالمجتمع الدولي فهو 
يفكرّون فيما لا يصحّ التفكير فيه باعتبار انّه لا واقع له في العلاقات . 
الذّين يريدون حلّ مشاكل التونسيين بمعزل عن باقي الامّة لن يفلحوا وسيصيبهم الدوار والاعياء ثمّ
الرّكون والميل من البعض لاطالة عمر ما كانوا يعتقدون انّه فسادا. 

إنّ السلوك الانساني مرتبط بمفاهيمه والله تعالى اكرمه بالعقل وجعله في احسن تقويم وحمّله الامانة ولن يتمّ حمل هذه الامانة على الوجه المطلوب ولن تأتي اكلها الاّ بالعمل حسب المنهج الذّي يوصل الى نتائج يقينيّة تضمن السعادة والرفاهة للنّاس فضلا عن أمّة الاسلام.






الرابطة الوطنيّة رابطة منخفضة ضيّقة آنية لا تصلح للربط بين النّاس فضلا عن المسلمين .
دعوها فإنّها منتنة . دعوها فإنّ من افرازات سايكس بيكو.
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء



ليست هناك تعليقات: