السبت، 20 سبتمبر 2014

صوت رنين الهاتف





 صوت رنين الهاتف









.....................................................
.....................................................
 عاصم احمد سالم: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته * شعري حر أقصد منه مباركتي لعائلتي ( آل الضباعي - وآل الفحه ) وطرح الفكاهه والنكته لإظهار الفرحه على محيى الحضور وايضا لضيق الوقت عندي ( فعذرا يا اهل اللغه) قلت فيها
.....................................................
.....................................................





  عاصم احمد سالم  ***  صوت رنين الهاتف


بعد صلاه المغرب 
***   ترن ترن يا عاصما


أجب نداء الهاتف   
***   ارنوا إليه ناظرا 


شزرا اخاف الحاذر 
***   فقال هلا ومرحبا


هلم جئناك بالبضاعه  
*** قلت وما نوع البضاعه


وآجل دفعتها ام حاضر 
***  رد علي ضاحكا


أضاء منها الهاتف   
***     عندي عطور يا فتى


مسكا يفوح في المناطق 
***  والماء والزهر معا


نثرا يجوب في الجوانب  
***  والورد طق طق طقطق


من فتحه القطاره   
***   يصب في زجاجه 


فالورد من ارض الطائف 
***  رددت عنه ضاحكا


أخطأت رقم الهاتف  
***   نحن نبيع سلعه


من تونه وقشطه 
***   أو رز هندي غدا


اسعاره في العلل  
***  أو جبنه سائله


سعر رخيص فأشتري
***    فقال: لا لا لا لا


وقد أثار الضحكه 
***  بالله قل لي ما اسمك


ذكرا يجول في الخاطر 
***   رددت عنه حاذرا


بالقول إني مسلم 
***   ثنى علي مقسما


إسم القبيل فانتمي 
***   رددت شعرا محفظا


من عصر ذاك الأموي 
***  وقلت قولا صادقا


إني امرئ من يافع 
***  انسابنا من حمير


وجدنا هو اليعرب 
***  بيتي علا من حجر


نقشا من اصل ذاك الجبل 
***   فقلت: في تفطن


دوري بدأ بالسؤللي 
***  قال: كفاك قولنا 


أنك ابن احمد 
***  تعرفه بلادنا


فجده المجمل  
*** إني امرئ من يافع
.....................................................

.....................................................


آل الضباعي انتمي
***
   
فقلت: فخرا باذخا  




فنعم ذاك المنزل 
***  بيتا علا في أنجم


يلمع لمعا بارق 
***  توسطت ابياتكم

في قلب كل يافع   قال: أراك شاعرا


تجيد نظم الأحرف 
***
  
أدعوك للعرس غدا 


بإذن ربي الأعظم 
***  تجيئنا فمرحبا 


بضيفنا المكرم  
***  عاصم احمدابن سالم


 حضوركم يسرنا 
***  حيا هلا بالنازل


أفراحنا في الذهبي 
*** قصرا بحي الملز


في وسط بستان حلي
***  بالزهر والسرور لي


نريدها أمسيه 
***  من جمعنا المكرم


الشعر فيها حاضرا 
*** وأنغام نشد تعتلي


فقمت بعدها مباركا
***  ومفعما بالفرح


وكاد قلبي فرحا 
*** يطير لولا قفصي


مبارك مبارك  
***  لعرسنا المبجل
.....................................................
.....................................................


سألته بين ومن 
***  قال: رويدا فعلم


تعلم آل فحه 
***  قوم كرام المنزل


قلت :نعم الف نعم 
***  أخبرت شمسا معتلي


فقال : هم أصهارنا  
***وأنعم بآل الفحه


إذا طرت اذكارهم  
***على لسان السامع


سمعت ذكرا زاهرا 
***  من أجمل المحاسن


قلت : لزاما أن نجب 
***  دعوتهم بواجب


فقمت فوري عاجلا 
***  وراكبا سيارتي


مشيت فيها مسرعا 
***  أطوي بها شوارعي


لفت يمنا يسره  
***ارقب خط الدائري


أتيته مفرملا  
*** بددسن مخرب


إذا رأيت شكله  
***  قلت ولي يا ويل لي


موديل قرن قد خلا  
***  من عصر حرب الهتلر


وقفت فيها ماثلا 
***  أرنوا إلى الإشاره


رأيتها محمره 
***  قلت : أنا من حمير


لنا التياج رصعت 
***  لنا اللباس الأحمر


وغيرنا من حمير 
***  أهل اللباس الأخضر
.....................................................

.....................................................



قلت لنفسي حاكيا 
*** إمض ورب الكعبه


ولو تراني داعسا 
***   أقطع في الإشاره


ملوحا بغتره 
***  حمراء كأدم دم دملي


أنا الفتى من حمير 
***  لنا اللباس الأحمر


والكل يعجب ساكتا 
***

بجانب الإشاره 


رأيت ضوءا أبيضا 
***  خلى عيوني تعتمي


هذا هو العم ساهرا 
*** يرصدني بصوره


يقول هاك يا فتى 
***  هديه من ساهر


ثلاث مآئه هاتها 
***  قيمه تلك الصوره


ولو تراني حاسرا  
*** اخاف بطش الساهر


أمشي بلا فرامل 
*** كمشيه الدواشر


لا لمبه نواره   
***كمثل تيس هائم


حتى وصلت منهكا 
***  بجانب المربع


فغرغرت وغرغرت 
***  فقلت لا تغرغري


فمايلت ومايلت   
*** حسبتها تطرب


نزلت نحو الكفر  
***رأيته مبنشر


فقلت قولا صادقا  
***  هذا حمار الأصمعي 


يمشي على ثلاثه 
***  كمشيه العرنجل


والناس ترقب ددسني  
***  بضحكه ونكته


والكل كعكع كعكع 
***  خلفي ومن حويللي


لكن مشيت هاربا  
***  من خشيه العساكر


يممت وجهي ذاهبا 
***  اقول حسبي خالقي


لمحت شيئا احمرا  
***  يلوح في سيارتي


بنزيننا قد انتهى 
***   يا نشبه النواشب


ولو تراني واقفا 
***   أشر لراعي الأجره


قلت له: بسرعه  
***  لقصرنا المذهب


دخلت قصرا رونقا 
***    مزخرفا مشيد

قناتنا الصحراء جت   حي هلا وأرحبي

لهم وسام قد علا
***   أهل الطراز الأول


وكل فرد قد اتى  
*** لعرسنا المبجل


لسان حالهم نطق 
***  مبارك مقدم
  
.....................................................
.....................................................






يحفظكم إللهنا 
***  من شر عين الحسد


انا الأديب الصومعي 
***  من   حي ارض اليافعي


نظمت شعرا زاخرا 
***  يعجز عنه الأدب لي


جئت إليكم عاجلا
***    أطيل مد الخطوه 


هذه قبائل أتت    
***من كل حدب صائب


تبارك العرس لكم    
***
يا تاج كل 
يافع 


صلوا على نبينا 
***   محمد وآله


والصحب والإخوان من  
***  سار بنهج عارف


أقول في مطلعها  
***   صوت رنين الهاتف
.....................................................
.....................................................
أعجبني .....................................................
  • عبدالله اليافعي

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

فوائد النظر إلى الوالدين‏










فوائد النظر إلى الوالدين‏









alt











قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة" البيهقي في شعب الإيمان، وفي رواية بلفظ "ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة " قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟
 قال "نعم  الله أكبر وأطيب "




















قال العلماء : أكبر أي أعظم مما يتصور وخيره أكثر مما يحصى ويحصر وأطيب : أي أطهر من أن ينسب إلى قصور. 
 وعن عائشة رضي الله عنها : النظر في ثلاثة أشياء عبادة " النظر في وجه الأبوين، وفي المصحف وفي البحر " رواه أبو نعيم وفي رواية "النظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى وجه الوالدين عبادة والنظر في كتاب الله عبادة " أبو داود

احذر أن تحد النظر إلى الوالدين :
قال صلى الله عليه وسلم : " ما بر أباه من حد إليه الطرف بالغضب " البيهقي ومعناه أن من نظر إلى والديه نظرة غضب كان عاقا وإن لم يكن يتكلم بالغضب .
 فالعقوق كما يكون بالقول والفعل يكون بمجرد النظر المشعر بالغضب والمخالفة ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه : ‘مَنْ أحزن والديه فقد عَقَّهُمَا رضا الله في رضا الوالدين’ .
 قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد " الترمذي







رضا الوالدين يجعل لك بابين مفتوحين من الجنة : 
قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحتان من الجنة  وإن كان واحدا فواحد ومن أمسى عاصيا لله تعالى في والديه أمسى له بابان مفتوحان من النار وإن كان واحدا فواحد " قال رجل : وإن ظلماه ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه " الحاكم "

من بر والديه بره أولاده جزاء وفاقا :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم " الطبراني.
 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان " .
 وعن ثابت البناني قال : رأيت رجلا يضرب أباه في موضع فقيل له : ما هذا فقال الأب : خلوا عنه فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع.

بر الوالدين يطيل العمر ويوسع الرزق :
 قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه " أحمد .

إن الله يغفر للبار وإن عمل ما شاء :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ’قال النبي صلى الله عليه وسلم يقال للعاق اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك ويقال للبار اعمل ما شئت فإني أغفر لك ‘ أبو نعيم في الحلية .






بر الوالدين أفضل من الجهاد :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن في الجهاد فقال : " أحي والداك؟"
 قال : نعم . قال " فيهما فجاهد" مسلم.

بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله :
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟
 قال " الصلاة على وقتها قلت ثم أي ؟
 قال بر الوالدين قلت ثم أي ؟
 قال الجهاد في سبيل الله . " متفق عليه .
 قد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم وذكره بعد الأمر بعبادته فقال جلَّ شأنه :

(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا)  


وقال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا) 


وقال تعالى 

: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير)  








فالمسلم يبر والديه في حياتهما ويبرهما بعد موتهما بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة وينَفِّذَ عهدهما ويكرم أصدقاءهما، يحكى أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ‘يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما ؟
قال : "نعم، الصلاة عليهما أي الدعاء والاستغفار لهما وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما" ابن ماجه.
وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات فقال :

(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)  


وقال عز من قائل :

(رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات) 






الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

أَبْكِي زَمَانًا صَالِحًا قَدْ فَقَدْتُهُ ... فَقَطَّعَ قَلْبِي ذِكْرُهُ حَسْرَاتِ








 أَبْكِي زَمَانًا صَالِحًا قَدْ فَقَدْتُهُ ... فَقَطَّعَ قَلْبِي ذِكْرُهُ حَسْرَاتِ


**************************


عَنِ الْأَصْمَعِي قَالَ: رَأَيْتُ جَارِيَةً بِالْبَصَرَةِ كَأَنَّهَا الشَّمْسُ وَهِيَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ مَا سَمِعْتُ كَلَامًا أَسْبَقَ إِلَى قَلْبِي مِنْهُ، ثُمَّ وَقَعْتُ صَوْبَهَا فَقَالَتْ:

أَنُوحُ عَلَى دَهْرٍ مَضَى بِغَضَارَةٍ ... إِذِ الْعَيْشُ رَطْبٌ وَالزَّمَانُ مُوَاتِي

أَبْكِي زَمَانًا صَالِحًا قَدْ فَقَدْتُهُ ... فَقَطَّعَ قَلْبِي ذِكْرُهُ حَسْرَاتِ

فَيَا زَمَنًا وَلَّى عَلَى رَغْمِ أَهْلِهِ ... أَلَا عُدْتَ كَمَا قَدْ كُنْتَ مُذْ سَنَوَاتِ

تَمَطَّى عَلَيْنَا الدَّهْرُ فِي مَتْنِ قَوْسِهِ ... فَغَرَّقَنَا مِنْهُ بِسَهْمٍ شَتَاتِ



**************************

 
عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ مَعَهَا ابْنَانِ لَهَا كَأَنَّهُمَا مُهْرَانِ عَرَبِيَّانِ قَالَ: فَمَا انْقَلَبَ عَلَيْهَا شَهْر حَتَّى دفنتهما بفنائها، قَالَ: فَكُنْتُ أَغْدُو إِذَا هِيَ قَاعِدَةٌ بَيْنَ الْقَبْرَيْنِ، قَدْ وَضَعَتْ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ يَدًا وَهِيَ تَقُولُ:

فَلِلَّهِ جَارَايَ اللَّذَانِ أَرَاهُمَا ... قَرِيبَيْنِ مِنِّي وَالْمَزَارُ بَعِيدُ

مُقِيمَانِ بِالْبَيْدَاءِ لا يَبْرَحَانِهَا ... وَلا يَسْأَلانِ الرَّكْبَ أَيْنَ يُرِيدُ

هُمَا تَرَكَا عَيْنَيَّ لا مَاءَ فِيهِمَا ... وَشَكَا سَوَادُ الْقَلْبِ فَهُوَ عَمِيدُ

قَالَ: فَكُنْتُ أَبْكِي مَعَهَا حَتَّى يَظُنُّ مَنْ رَآنِي أَنِّي أَبُوهُمَا 



**************************


قَالَ:  مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ ذَرٍّ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ لِلْخَائِفِينَ؛ طُولُ الْكَمَدِ، أَوْ إِسْبَالُ الدَّمْعَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: أَرَقُّ قَذَرًا شَفَا فِسْلا، وَإِذَا كَمَدَ غَصَّ فَشَجا، فَالْكَمَدُ أَعْجَبُ إِلَيَّ، قَالَ فِي مِثْلِهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:

إِذَا رَقَّ قُلْبُ الْمَرْءِ أَذْرَتْ جُفُونُهُ ... دُمُوعًا لَهُ فِيهَا سَلْوًا مِنَ الْكَمَدِ

وَإِنْ غَضَّ بِالأَشْجَانِ مِنْ طُولِ حُزْنِهِ ... عَلاهُ اصْفِرَارُ اللَّوْنِ فِي الْوَجْهِ وَالْجَسَدِ

فَأَحْمَدُ حَالَ الْخَائِفِينَ مُقَامَهُمْ ... عَلَى كَمَدٍ يُضْنِي النُّفُوسَ مَعَ الْكَبَدِ


**************************


 عَنِ الأَصْمَعِيِّ  

الْعِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ ... فَاطْلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ الْعِلْمِ وَالأَدَبَا

لا خَيْرَ فِيمَنْ لَهُ أَصْلٌ بِلا أَدَبٍ ... حَتَّى يَكُونَ عَلَى مَا زَانَهُ حَدِبَا

كَمْ مِنْ حَسِيبٍ أَخِي عِزٍّ وَطَمْطَمَةٍ ... فَدمٍ لَدَى الأَقْوَامِ مَعْرُوفٍ إِذَا انْتَسَبَا

فِي بَيْتٍ مَكْرُمَةٍ آبَاؤُهُ نُجُبٌ ... كَانُوا رُءُوسًا فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا

وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ ... نَالَ الْمَعَالِيَ وَالأَمْوَالَ وَالنَّسَبَا

الْعِلْمُ كَنْزٌ وَذُخْرٌ لا نَفَادَ لَهُ ... نِعْمَ الْقَرِينُ إِذَا مَا عَاقِلا صَحِبَا

قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالا ثُمَّ يُسْلَبُهُ ... عَمَّا قَلِيلٌ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرَبَا

وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا ... فَلا يُحَاذِرُ مِنْهُ الْفَوْتَ وَالسَّلَبَا

يَا جَامِعَ الْعِلْمِ نِعْمَ الزُّخْرُ تَجْمَعُهُ ... لا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرًّا وَلا ذَهَبَا

فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِ تَحْمَدْ مَغَبَّتُهُ ... بِهِ تَنَالُ الْغِنَى وَالدِّينَ وَالْحَسَبَا


**************************

مِنْ ا قَوْا لِ عَلِيٍّ  ابن ابي طالب رضي الله عنه

ابْنِي إِنِّي وَاعِظٌ وَمُؤَدِّبٌ ... فَافْهَمْ فَإِنَّ الْعَاقِلَ الْمُتَأَدِّبَ

وَاحْفَظْ وَصِيَّةَ وَالِدٍ مُتَحَنِّنٍ ... يَغْزُوكَ بِالآدَابِ لا يَتَغَضَّبُ

ابْنِي إِنَّ الرِّزْقَ مَكْفُولٌ بِهِ ... فَعَلَيْكَ بِالإِجْمَالِ فِيمَا تَطْلُبُ

لا تَجْعَلَنَّ الْمَالَ كَسْبَكَ مُفْرَدًا ... وَتقى أَكْهَل فَاجْعَلَنَّ مَا تَكْسِبُ

وَاتْلُ الْكِتَابَ كِتَابَ رَبِّكَ مُوقِنًا ... فِيمَنْ يَقُومُ بِهِ هُنَاكَ وَيَنْصِبُ

بَتَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ وَتَقَرُّبٍ ... إِنَّ الْمُقَرَّبَ عِنْدَهُ يَتَقَرَّبُ

وَاعْبُدْ إِلَهَكَ بِالإِنَابَةِ مُخْلِصًا ... وَانْظُرْ إِلَى الأَمْثَالِ فِيمَا تَضْرِبُ

وَإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ تَصِفُ الْعَذَابَ ... فَقُلْ بِعَيْنِكَ بِالتَّخَوُّفِ تُسْكَبُ

يَا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِقُدْرَةٍ ... لا تَجْعَلَنِّي فِي الَّذِينَ تُعَذِّبُ

إِنِّي أَبُوءُ بِعُثْرَتِي وَخَطِيَّتِي ... هَرَبًا وَهَلْ إِلا إِلَيْكَ الْمَهْرَبُ

بَادِرْ هَوَاكَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ... وَتَجَنَّبِ الأَمْرَ الَّذِي يُتَجَنَّبُ

وَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ إِنْ أَرَدْتَ حَيَاتَهَا ... إِنَّ الزَّمَانَ بِأَهْلِهِ يَتَقَلَّبُ

ابْنِي كَمْ صَاحَبْتُ مِنْ ذِي غُرَّةٍ ... فَإِذَا صَحِبْتَ فَانْظُرْ مَنْ تَصْحَبُ

وَاجْعَلْ صَدِيقَكَ مَنْ إِذَا آخَيْتَهُ ... حَفِظَ الإِخَاءَ وَكَانَ دُونَكَ يَضْرِبُ

وَاحْذَرْ ذَوِي الْمَلَقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُمْ ... فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ فِيمَنْ يَخْطُبُ

وَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي ... وَالنُّصْحُ إِنْ حُصِرَ مَا يُبَاعُ وَيُذْهَبُ


**************************


إِنَّ الْكَرِيمَ الَّذِي تَبْقَى مَوَدَّتُهُ ... وَيَكْتُمُ السِّرَّ إِنْ ضَاقَا وَإِنْ صَرَمَا

لَيْسَ الْكَرِيمُ الَّذِي إِنْ ذُلَّ صَاحِبُهُ ... فَشَى وَقَالَ عَلَيْهِ كُلَّ مَا كَتَمَا

***************************

قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الضَّرَّابُ الْأُطْرُوشُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:


أَلَا كُلُّ جَدِيدٍ بَالِي ... وَكُلُّ شَيْءٍ فَإِلَى زَوَالِ

يُعْجِبُنِي حَالِي وَأَيُّ حَالِي ... يَبْقَى عَلَى الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي

يَا صَاحِ أَيْنَ الْأُمَمُ الْخَوَالِي ... إِنَّ شِفَاءَ الْعِيِّ فِي السُّؤَالِ

أَيْنَ رِجَالِي وَبَنُو رِجَالِي ... كَانُوا أُنَاسًا مَرَّةً أَمْثَالِ

ذَوِي فِعَالٍ وَذَوِي مَقَالِ ... يَا لَيْتَنِي أُعْمِلُ مَالِي مَالِي

تَمُوتُ أَحْبَابِي وَلَا أُبَالِي ... سَقْيًا لِتِلْكَ الْأَعْظُمِ الْبَوَالِي

يَا عَجَبًا مِنِّي لِمَا انْشِغَالِي ... وَالْمَوْتُ لَا يَخْطُرُ لِي بِبَالِي


***************************


يَا خَاضِبَ الشَّيْبِ بِالْحِنَّاءِ تَسْتُرُهُ ... سَلِ الْمَلِيكَ سَتْرًا لَهُ مِنَ النَّارِ

لَنْ يَرْحَلَ الشَّيْبُ عَنْ دَارٍ أَقَامَ بِهَا ... حَتَّى يَرْحَلَ عَنْهَا صَاحِبُ الدَّارِ

***************************

فَوَا أَسَفَا أَسِفْتُ عَلَى شَبَابٍ ... نَعَاهُ الشَّيْبُ وَالرَّأْسُ الْخَضِيبُ

بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْنِي ... فَمَا نَفَعَ الْبُكَاءُ وَلَا النَّحِيبُ

أَلَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا ... فَأُخْبِرُهُ بِمَا صَنَعَ الْمَشِيبُ

عَرِيتُ مِنَ الشَّبَابِ وَكُنْتُ غَضًّا ... كَمَا يَعْرَى مِنَ الْوَرَقِ الْقَصِيبُ


***************************


قَالَ: أَبُو هريرة أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن الحسن بْن أَبِي القصام العدوي لنفسه:

نزل الشيب برأسي وألم ... ونفى عني قناعا كالحمم

ما أتى الشيب على مقداره ... بل أسى في السير منه ظلم

لاح منه علم في مفرقي ... ونكا القلب بأنواع الألم

كلما أفنيت هما بعده ... وتذكرت شبابي عادهم


***************************


, قَالَ: وَقَفَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ عَلَى الْفَرَزْدَقِ , وَهُوَ يُنْشِدُ النَّاسَ فَقَالَ لَهُ:

أَيُّهَا السَّائِلُ الْعِبَادَ لِيُعْطَى ... إِنَّ للَّهِ مَا بِأَيْدِي الْعِبَادِ

فَسَلِ اللَّهَ مَا طَلَبْتَ إِلَيْهِمْ ... وَارْجُ فَضْلَ الْمُقْسِمِ الْعَوَّادِ

لا تَقُلْ لِلْيَتِيمِ مَا لَيْسَ فِيهِ ... وَتُسَمِّ الْبَخِيلَ بِاسْمِ الْجَوَادِ.

***************************

 قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ , قَالَ: أُتِيَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِرَجُلٍ مِنَ الْخَوَارِجِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ , وَالْحَجَّاجُ يَتَغَدَّى , فَجَعَلَ الْخَارِجِيُّ يَنْظُرُ إِلَى حِيطَانِهِ , وَمَا قَدْ يَجِدُ , فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اهْدِمِ اللَّهُمَّ اهْدِمِ اللَّهُمَّ اهْدِمِ , فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: هِيه كَأَنَّكَ لا تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ , فَقَالَ الْخَارِجِيُّ: هيه نَزَعَ اللَّهُ مَا ضغنك , وَمَا عَلَيْكَ لَوْ دَعَوْتَنِي إِلَى طَعَامِكَ , أَمَا إِنَّ فِيكَ ثَلاثَ خِصَالٍ مِمَّا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ عَادًا , فَقَالَ: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ {128} وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ {129} وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ {130} }

 
 فَامْتَلأَ الْحَجَّاجُ غَيْظًا , فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ , وَأَخْرَجُوهُ إِلَى الرَّحْبَةِ لِيَقْتُلُوهُ , فَقَالَ لَهُمْ: دَعُونِي أَتَمَثَّلُ بِثَلاثَةِ أَبْيَاتٍ , فَقَالُوا: تَمَثَّلْ بِمَا شِئْتَ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:


مَا رَغْبَةُ النَّفْسِ فِي الْحَيَاةِ ... وَإِنْ عَاشَتْ طَوِيلا فَالْمَوْتُ لاحِقُهَا


أَوَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا لا تَعُودُ كَمَا كَانَ ... بَرَّأَهَا بِالأَمْسِ خَالِقُهَا

أَأَتَمَّتْ غَبْطَةً تَمَّتْ هَرمًا لِلْمَوْتِ ... كَأْسٌ وَالْمَرْءُ ذَائِقُهَا.


***************************


قَالَ: حَدَّثَنِي الأَصْمَعِيُّ , قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ:

إِذَا مَا الْمَنَايَا أَخْطَأَتْكَ وَصَادَفَتْ ... حَمِيمَكَ فَاعْلَمْ أَنَّهَا سَتَعُودُ

وَإِنِ امْرُؤٌ يَنْجُو مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا ... تَزُودُ مِنْ أَعْمَالِهَا لَسَعِيدُ


***************************


قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَصْمَعِيُّ , عَنْ عُمَيْرِ بْنِ حُجَيْرِ الشَّيْبَانِيِّ , قَالَ: ضَلَّتْ إِبِلٌ لِي فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهَا يَعْنِي فِي الْبَدْوِ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ , فَإِذَا أَنَا بِجَارِيةٍ عَلَى بَابِ خَيْمَةٍ , كَأَنَّهَا فِلْقَةُ قَمْرٍ أَغْشَى جَمَالُهَا بَصَرِي , قَالَتْ: مَالِي أَرَاكَ مُوَلَّهًا؟ قُلْتُ: ضَلَّ إِبِلٌ لِي فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهَا , فَقَالَتْ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُ؟ قُلْتُ: بَلَى , قَالَتْ: أَخَذَهُنَّ الَّذِي أَعْطَاكَهُنَّ، وَهُوَ أَحَقُّ بِرَدِهِنَّ، فَسَلْهُ مِنْ طَرِيقِ الْيَقِينِ , لَا مِنْ طَرِيقِ الاخْتِبَارِ , قَالَ: فَأَعْجَبَنِي كَلامُهَا مَعَ مَا رَأَيْتُ مِنْ جَمَالِهَا فَرَاوَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا , فَقَالَتْ لِي: هَبْكَ لَيْسَ لَكَ مَانِعٌ مِنْ أَدَبٍ أَمَا لَكَ زَاجِرٌ مِنْ حَيَاءٍ , قُلْتُ لَهَا: إِنَّهُ مَا يَرَانَا إِلَّا الْكَوَاكِبُ , قَالَتْ: فَأَيْنَ مُكَوْكِبُهَا؟ قُلْتُ: أَلَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ فَدُعِيَ لِمَا خُلِقَ لَهُ , فَأَجَابَ وَصَارَ إِلَى مَا خُلِقَ مِنْهُ , فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ لَكِ فِي زَوْجٍ لَا تُذَمُّ خَلَائِقُهُ وَلَا تُخْشَى بَوَائِقُهُ , قَالَ: فَنَكَّسَتْ رَأْسَهَا وَأَرْسَلَتْ عَيْنَيْهَا وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:


كُنَّا كَغُصْنَيْنِ فِي أَصْلٍ غِذَاؤُهُمَا ... مَاءُ الجَدَاوِلِ فِي رَوْضَاتِ جَنَّاتِ

فَاجْتَثَّ خَبَرَهُمَا مِنْ جَنْبِ صَاحِبِهِ ... دَهْرٌ يَكُرُّ بفَرْحَاتٍ وَتَرْحَاتِ

وَكَانَ عَاهَدَنِي إِنْ خَانَنِي زَمَنٌ ... أَلَّا يُضَاجِعَ أُنْثَى بَعْدَ مَثوَاتي

وَكُنْتُ عَاهَدتُّهُ أَيْضًا فَعَاجَلَهُ ... رَيْبُ الْمَنُونِ قَرِيبًا مِنْ سُنَيَّاتِ

فَاصْرِفْ عِنَانَكَ عَمَّنْ لَيْسَ يَرْدَعُهُ ... عَنِ الْوَفَاءِ خِلابٌ فِي التَّحِيَّاتِ


***************************