الأربعاء، 11 يونيو 2014

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج









ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج





يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت



 منذ أكثر من مائة سنة تقريبًا فهي واقعية ...




يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع 


الحليب ، كلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة


 والخير ، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنها خلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ،


 فقير الحال ، فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ، والله يقول : 



{لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}

 

وأحب مالي إلي هذه الناقة


يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري وقلت خذها هدية مني لك


 ...







يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب 



على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!


فلما انتهى الربيع





وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن 


الماء والكلأ ، يقول شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول : هي حفر



 في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو .





يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ


 وأولاده الثلاثة خارج الدحل 


ينتظرون ـ فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !


وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات .. 


لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم 


المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث


فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره


إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب 


منه الناقة وابنها ، فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار
وقالوا: أخرج الناقة 

...
قال : إن أباكم أهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني عن الطعام 


والشراب كما يُخبر النبي، فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها 


وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !


قال : أشكوكم إلى أبيكم ...


قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات !!


قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟


قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج



قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم 



، فلما ذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً

 وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان 


يحبوا فيه وآخر يتدحرج ... ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،وإذا به يسمع أنينًا


 وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ، ووقعت يده على طين ثم 


على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع فقام وجره وربط


 عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره


 وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون
قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !!


قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى 


الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه, ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ...
يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي


 سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في

 الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب ، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم 

ثلاث مرات ، ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ما سبب انقطاعه ؟

يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ! ظن أولادك أنك مت جائوا إلي 

فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها .. والمسلم في ظل صدقته ، وكما قال :


( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )


فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين نصفه لي ، ونصفه 

لجاري !


أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة ... !


ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج


إذا أعجبك محتوى الرسالة . . أرسلها لغيرك

سيجعلُ اللهُ بعد عُسرٍ يُسراً





الفرج بعد الضيق

 (سيجعلُ اللهُ بعد عُسرٍ يُسراً)

سيجعلُ اللهُ بعد عُسرٍ يُسراً



عسى فرج يكون عسى نُعلل نفسنا بعسى

فلا تجزع إذا حُملت هما يقطع النفسا

فأقرب مايكونُ المرُء من فرج إذا يئِسا

إذا ضاق الأمر اتسع .. وإذا اشتد الحبل انقطع .. وإذا اشتدا الظلام بدا الفجر وسطع .. سنُة ماضية .. وحِكمة قاضية .. يامن بكى من ألمه ومرضه وكده .. يامن بالغت الشدائد في رده وصده .. عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده

دعِ المقادير تجري في أعِنتها ولا تبيتن إلا خالـي البال

مابين غمضةِ عين وانتباهتِها يُغيرُ الله من حالٍ إلى حال



ماعرفنا لكثرة حزنك عذرك .. سهل أمرك وأرح فكرك .. أما قرأت 

[ ألم نشرح لك صدرك ] 

 

؟ .. ألا تفرح     وفي عالم الأمل تسرح وفي دنيا اليُسر تمرح .. وأنت تسمع 

[ ألم نشرح ]

يا من داهمته الأحزان, وبات وهو سهران .. وأصبح وهو حيران ..

 ألم تعلم أنه في كل يوم له شأن ..

يا من هدهُ الهم وأضناه .. وأقلقه الكرب وأشقاه .. وزلزله الخطب وأبكاه .. أنسيت 

[ أمن يُجيب المُضطر إذا دعاه ]

إذا اشتملت على اليأسِ القُلُوبُ وضاق بما به الصدر الرحيبُ

وأوطـنـت المكارهُ واطمأنت وأرست في أماكِنِها الخُطُوبُ

ولم تــرَ لانكشافِ الضر نفعاً ومـا أجـدى بحيلتِهِ الأريبُ

اتاك عـلـى قُنُوطِ مـنك غوثٌ يـمُـن به اللطيفُ المُستجِيبُ

وكـل الحاثاتِ وإن تـنـاهـت فموصُولٌ بـهـا فـرجٌ قريبُ


[ لاتدري لعل الله يُحدِثُ بعد ذلِك أمراً ]

هل رأيت فقيراً في الفقر أبداً .. هل أبصرت محبوساً في القيد سرمداً .. لن يدوم الضرممتداً لأن هنالك أحداً فرداً صمدا

أيها اليائسُ مُت قبل المماتِ أو إذا شِئت حيـاة فالرجا
لايضق ذرعك عند الأزمات إن هي اشتدت فأمل فرجا

من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً .. ومن كل هم فرجاً بلا حول ولا قوة إلا بالله تحمل الأثقال وتسهل الأهوال وتُصلح الأحوال ويُشرح البال ويرضى ذو الجلال .. بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال .. وبشر القحط بماء زُلال يلاحقه في أعماق الرمال .. وبشر الفقير بمال يُزيل عنه الإملاق والإمحال

لاتيأسن فـي النـوب من فرجةٍ تجلُو الكُرب
واصبر إذا خطب دهى يأتِ الزمانُ بالعجـب
وارج الإله رحـمـةً أخلص دعاءً يُـستجب


فارحل بقلبك إذا الهم برك .. واشرح صدرك عند ضيق المعترك .. ولا تأسف علىما مضى ومن هلك .. فليس بالهموم عليماً درك .. واعلم أنه لا يدوم شيئ مع دوران الفلك .. وعسى أن تكون الشدة أرفق بك .. والمصيبة خير لك

لا تـعجلـن فرُبما عجِل الفتى فيما يضر
فالعيش أحلاه يعُودُ على حــلاوتِهِ بِمُر
ولرُبما كـره الفتى أمراً عواقبهُ تـسـر

أيها الإنسان في آخر النفق مِصباح .. ولِباب الهموم مفتاح .. وبعد الليل صباح .. وكم هبت للقانط من الفرج رياح .. أيها المتشائم أمسِك حبل الرجاء .. كُن كالنملة في صعود وهبوط ولا تعرف اليأس ولا القنوط .. كن كالنحلة في طلب رزقها قائمة .. وفي حُسن ظنها دائمة

أيهذا الـشـاكـي وما بكـ داء كيف تغدُو إذا غــدوت عليلاً

أترى الشوك في الوُرُودِ وتعمى أن تـرى فوقهُ النــدى إكليلاً

والـذي نفسُهُ بـغـيـر جمالٍ لا يرى في الوُجُود شيئاً جميلاً


افتح عينيك ..ارفع يديك ..لاتساعد الهم عليك... ولا تدع اليأس إليك



وختاماً

اللهم اجعل لليل همومنا صباحاً من الفرج يشرق

ولظمأ أكبادنا نهراً من الأمل يتدفق
ولجراح مآسينا يداً بالشفاء تترفق
اللهم أغنِنا عن الناس .. وارزقنا مما في أيديهم اليأس .. ورُد عنا البأس

واجعل التقوى لنا أجمل لباس .. وأقوى أساس

اشتدي أزمة تنفرِجِي .......قد آذن ليلُكِ بِالبلج




الثلاثاء، 10 يونيو 2014

حِـــوَارٌ بين ناصِــحٍ ومُـسْـبِـــلٍ






   حِـــوَارٌ بين ناصِــحٍ ومُـسْـبِـــلٍ     

● الناصح :
 لماذا تُـسْبِـل ثوبٓـك ؟
●المسبل :
 وما في هذا؟
●الناصح :
 ألم تسمع قول الرسول ﷺ :
« ثلاثةٌ لا يكـلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ،ولهم عذاب أليم...» وأوَّلُ واحدٍ عَــدَّه الرسول ﷺ هو ( المسبل ).
وقوله ﷺ: « من جَرَّ ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة » 
● المسبل : 
ولكنني لا أقصد الخُيلاء بالإسبال.
● الناصح :
إنْ قَصَد المسبلُ الخيلاءَ، فهذا من كبائر الذنوب وعقوبته عظيمة:
١-لا ينظر اللهُ إلى فاعله.
٢- ولا يُـكَـلِّمه.
٣-  ولا يُـزَكِّيه يوم القيامة .
٤- وله عذاب ٌأليم.
وإنْ لم يَـقْـصِد الخيلاء ، فَـفِـعْـلُـهُ حرامٌ ، ويُـخْشى أن يكون من الكبائر؛ لأن النبي ﷺ  توعَّـد فيه بالنار، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ  قال:
« ما أسفلَ من الكعبين من الإزار، ففي النار».
فعقوبته : أن يُـعَـذَّبَ الجزءُ الذي وقعتْ فيه المخـالَـفة بالنار.
قال الحافظ ابن حجر:
"وأما الإسبالُ لغير الخيلاء ، فظاهرُ الأحاديث تحريمُه ".

وقال ابن العربي المالكيّ :
( لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبَه ، ويقول : لا أجُرُّه خيلاء ؛ لأن النهيَ قد تناولَـه لفظاً، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكماً أن يقول: لا أَمْـتَـثِـلُـه؛ لأن تلك العلة ليست فِيَّ، فإنها دعوى غير مُسلَّمة ، بل إطالتُه ذَيْـلَـه دَالَّـةٌ على تكبُّره ).


وقال ابن باز:
(ولا يجوز أن يُـظَـنَّ أن المنع من الإسبال مقيَّـدٌ بقصد الخيلاء...) 

● المسبل :
ليس لي بعد كلام رسول الله ﷺ رأيٌ، أسأل الله أن يغفر لي ما مضى، وأن يوفقني لترك الإسبال وغيره من الذنوب.

? انـظـــر :
١- فتح الباري (١٠/ ٢٦٣-٢٦٤ )
٢- فتاوى ابن باز( ٣٨٣/٦ )
٣-فتاوى ابن عثيمين : (١٢ / ٣٠٩-٣١٠)

حوارالصدق و الكذب








حوارالصدق و الكذب





قال الكذبُ للصدق:

· كم لوناً لك؟

* لماذا تسأل؟ لي لونٌ واحد، لون الصدق والصراحة. أنا ثابت في لوني. وأنت هل لك أكثرُ من لون؟

· بالطبع إني أتلون وأتغير حسب الظروف. أما سمعت بالكذبة البيضاء؟

* هذا يعني بالتأكيد أن لك ألواناً عديدة. لأنهم فيما يتكلمون عن كذب أبيض، فهذا أكبر دليل على وجود كذب أسود وغيرِ أسود أيضاً. وأريد أن أسألَك ما الفرقُ بين الكذبة البيضاء والكذبة السوداء؟

· إنهم يسمونها بيضاء لأنها تنجي صاحبَها، وتستر عليه، وتخفف من حدة النقاش والتساؤلات بين الأطراف، ولكن، لوقت قصير.انهم يستعملونها وقد تعودوا عليها وليست سوى مدخلٍ لكذب أخطر.

* لقد سألتك عن الفرق فرحتَ تشرحُ بإسهاب, فإني أكررُ السؤالَ، ما الفرق بينهما؟ ما الفرقُ بين الكذبة البيضاء والكذبة السوداء؟

· كله كذب. 

* هذه هي الحقيقةُ. فالفرقُ بينكما كما الفرقُ بين هرٍ أبيضَ وآخر أسود، أو كلبٍ أبيض وكلب أسود، فكلاهما كلب. فلماذا التلون؟

· إني أتلون لأسهّلَ عملية الكذب على الكثيرين ولأغري الكثيرين.

* هذه عادةُ معلمِكَ إبليس فهو كذّابٌ منذ البدء.

· هذا ذكاء. هذا دهاء. وتجارتي رابحة وزبائني لا يُحصون، أما أصحابُك فقليلون.

* إسمح لي أن أقول: إن أصحابي، مع قلّتهم، كلّ واحد منهم يساوي ألف كذاب وكذاب. لأن رجلَ الثقة لا يُقدّرُ بثمن ومن يجده؟ الإنسان الصادقُ يُفرّح القلب، يُريح البال، يُثلجُ صدورَ محبيه. هو مصدرُ سعادةٍ وارتياح. 

· وأنت، اسمح لي أن أقول: كم من عداوةٍ سبّبتها لك صراحتُك وصدقُك.

* إني أوافقُك ولا أوافقك في الوقت ذاته.

· ما معنى كلامِك؟

* سأشرح لك. إن التقى صريحٌ صادقٌ مع كذاب، فلن يتفقا، وبالطبع ستنشأُ العداوةُ بينهما. أما إذا التقى صريحان صادقان فإنهما سيتوافقان، حتماً، مهما توسعت صراحتهما.

· لماذا لا توافقني على أن الكذبةَ البيضاء لها طابعُ المزاح أكثرُ من الكذب.

* سوف أناقشك بأسلوب آخر. ماذا لو مزح قلبُك معك وتوقف لعدة دقائق مثلاً؟ ماذا لو توقفت رئتاك عن التنفس بعضَ الوقت؟ مهما أطلقت على نفسِك من أسماء لن تكونَ سوى مجرّد كذب.

· لقد ضخمت الأمور، فالكذبةُ البيضاء ليست الا كذبةً صغيرة لا تقدّم ولا تؤخّر.

* كلُ شيء يبدأُ صغيراً لينتهيَ كبيراً وخطراً.

· لا يهمُني. سأحافظُ على ألواني طالما أكثريتُهم يفضّلونني ولا يميّزون.

* مع الأسفِ إنهم جاهلون، وإن أصرّوا على جهلهم سيُحاسبون. إن الحقيقةَ ستفضحُك عاجلاً أم آجلاً وينتهي عملك.


للحوار قصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

بينما كان حطاب يحطب ويجمع الحطب ويصنع منه أكواماً قبل نقله إلى بيته ، إذا بشاب يركض ويلهث من التعب ، فلما وصل إليه طلب منه أن يخبئه في أحد أكوام الحطب كي لا يراه أعداؤه الذين هم في أثره يريدون قتله ،
فقال الحطاب : أدخل في ذلك الكوم الكبير ، فدخل وغطاه ببعض الحطب كي لا يرى منه شيء .
وأخذ الحطاب يحتطب ويجمع الحطب .
وبعد قليل أبصر الحطاب رجلين مسرعين نحوه ، فلما وصلا سألاه عن شاب مر به قبل قليل ووصفاه له ، وإذا به الشاب نفسه المختبئ عنده ، فقال لهم :
نعم لقد رأيته وخبأته عنكما في ذلك الكوم ابحثوا عنه فأنكم ستجدونه ، والشاب في كوم الحطب يسمع الحديث ، فكاد قلبه يقف لشدة الخوف والهلع عندما سمع الحطاب يخبرهم بمكانه .
فقال أحدهما للآخر :
إن هذا الحطاب الخبيث يريد أن يشغلنا في البحث عنه في كوم الحطب الكبير هذا ليعطيه فرصة للهرب ، لا تصدقه ، فليس من المعقول أن يخبئه ثم يدل عليه ، هيا نسرع للحاق به .
ومضيا في طريقهما مسرعين .
ولما ابتعدا واختفيا عن الأنظار خرج الشاب من كوم الحطب مذهولاً مستغرباً ، وقد بدت عليه آثار الاضطراب والخوف والغضب ، فقال معاتباً الحطاب : كيف تخبئني عندك وتخبرهم عني ، أليس لك قلب يشفق ؟ !
أليست عندك رحمة .. أليس .. أليس ... ؟
فقال الحطاب :
يا بني إذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى ، ووالله لو كذبت عليهم لبحثوا عنك ووجدوك ...
سر على بركة الله وإياك والكذب .
وأعلم أن الصدق طريق النجاة 
.

 

وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
أنه قال:
أربع من كنَّ فيه فقد ربح:
الصدق ..والحياء.. وحسن
الخلق.. والشكر.






الأحد، 8 يونيو 2014

كلكم يبكي لنفسه............





طوبى لمن استغفر كثيرا طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا



كلكم يبكي لنفسه............

قصة فيها من الحكم والعبرة فأبيت ان اضعها هنا

كان بالبصرة عابد حضرته الوفاة ..
فجلس أهله يبكون حوله فقال لهم أجلسوني

فأجلسوه فأقبل عليهم 

وقال لأبيه : يا أبت ما الذي أبكاك 

قال : يا بني ذكرت فقدك وانفرادي بعدك .


فالتفت إلى أمه 

وقال : يا أماه ما الذي أبكاك 

قالت : لتجرعي مرارة ثكلك .

فالتفت إلى الزوجة 

وقال : ما الذي أبكاك 

قالت : لفقد برك وحاجتي لغيرك .

فالتفت إلى أولاده ، وقال : ما الذي أبكاكم  

قالوا : لذل اليتم والهوان من بعدك ، فعند ذلك نظر إليهم وبكى .

-----*******-----

فقالوا له : ما يبكيك أنت 

قال أبكي لأني رأيت كلا منكم يبكي لنفسه لا لي . 

أما فيكم من بكى لطول سفري  أما فيكم من بكى لقلة زادي 

أما فيكم من بكى لمضجعي في التراب 

أما فيكم من بكى لما ألقاه من سوء الحساب 

أما فيكم من بكى لموقفي بين يدي رب الأرباب 

ثم سقط على وجهه فحركوه 
فإذا هو ميت .




سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي * * * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي

وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * * * الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * * * وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ * * * ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ

أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * * * عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها * * * وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * * * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

نعم أيها الأحبة مشاهد الموت تمر أمام أعيننا كل يوم , بل كل ساعة , ولكن قليل منا من يتعظ بتلك المشاهد , ومن تؤثر فيه صورة النعش وقد حمل فيه الميت على الأعناق ليواروه في مثواه الأخير .

قال تعالى :

 وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) سورة الأنبياء .

عن البراء بن عازب . قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أبصر بجماعة فقال : علام اجتمع هؤلاء ؟ قيل : على قبر يحفرونه ؟ قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب مسرعاً حتى انتهى إلى القبر ، فبكى حتى بل الثرى من دموعه ، ثم أقبل علينا فقال : أي إخواني لمثل هذا فأعدوا ؟.فقال صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات ) الترمذي وحسنه.
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أحزم الناس؟ قال: أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة . الطبراني وحسنه المنذري.
يا نفس قد أزف الرحيل *** وأظلك الخطب الجليل

فتأهبي يا نفس لا يلعب *** بك الأمل الطويل 

فلتنزلن بمنزل ينسى *** الخليل فيه الخليل

وليركبن عليك فيه من *** الثرى ثقل ثقيل

قرن الفناء بنا جميعاً *** فلا يبقى العزيز ولا الذليل

((تواقـــــــــــــــيع اسلاميه متحــركــــــــــــــــــــه ...........روووووووعه

وكلنا حينما يموت عزيز لديه يبكي على حاله هو لا على الحال والمآل التي صار إليها الميت , وما هي إلا بعض الدموع وبعض الأيام وننسي من ودعناه الوداع الأخير ولا نتذكر إلا أنفسنا وشهواتنا وملذاتنا .


ضعوا خدي على التراب ضعوه *** ومن عفــر التراب فوســدوه 

وشـقوا عـنـه أكفاناً رقاقاً*** وفي الرمس البعيد فغــيبوه 

فلو أبصـرتــمــوه إذا تقضت *** صبيحة ثالث أنكرتموه 

وقد سالت نواظر مقلتيه*** على وجناته وانفض فوه 

وناداه البلا هذا فلان*** هلموا فانظروا هل تعرفوه

مر إبراهيم بن أدهم بسوق البصرة يوماً فالتف الناس حوله، وقالوا: يا أبا إسحاق ! يرحمك الله، مالنا ندعو الله فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم : لأنكم أمتم قلوبكم بعشرة أشياء: عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه، وزعمتم حب رسوله ولم تعملوا بسنته، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نِعَم الله ولم تؤدوا شكرها، وقلتم: بأن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه، وقلتم: بأن الجنة حق ولم تعملوا لها، وقلتم بأن النار حق ولم تهربوا منها، وقلتم بأن الموت حق ولم تستعدوا له، ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم، وانتبهتم من نومكم فانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم.
إذن فنحن لا نتذكر من وضع في التراب وتخلى عنه الآهل والأحباب .. لا نتذكر من أكله الدود وصار أسيرا للحود .. لا نتذكر من كان بالأمس يجالسنا ويؤانسنا .. لا نتذكر من كان يضاحكنا ويمازحنا .. فقط نتذكر أنفسنا .. فقط نبكي على حظوظنا في الحياة .. فقط نبكي لأنفسنا. 


((تواقـــــــــــــــيع اسلاميه متحــركــــــــــــــــــــه ...........روووووووعه