الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

لا تفرح إن الوقـت أسعدك واعطاك

















لا تفرح إن الوقـت أسعدك واعطاك

لابــد مـا ســود اللـــــــيالي تبكيـــك


دنــــــيا تقلـــب علــها مـــاتــولاك

تمسي عزيز وتصبح من الصعاليك


إلى اقبلت تخفي عيوبك عن اعداك

وإلى ادبرت تظهـر عيوبك لاهاليـك


اغنم من صروف الدهر كانه امداك

قبل اللحد عن ظاهر الارض يخفيك


وترى التشكي للمخاليق يشــــــنـاك

يحط من قدرك ويفـرح امــعــاديـك


وكـثر التـشره يجعـل الناس تجـفاك

ولا عــاد تلـقى بيـنهـم من يخـاويك


ولا تمادى في زعل من ترضــــاك

مادام جاء عاني على شأن يرضيك


ولا تخــاوي من على ابوه بـــــداك

هذاك وان طال الزمان يغدر فـيـــك


والـجـاهل احـذر لاتجـادلـه يـبلاك

في كـلـمة بين الـمخاليـق تعـمـيــك


والهرجه العوجى لو أنه تنصــــاك

حـاول تجـاهـلهـا وخــله تـعـديـــك


ولاتخـيـب هـقـوت اللي تـهـقـــوا

مادام جاء بين المخاليق ناصيـــــك



واحـذر تـهـزا يـافـتـى بخلق مولاك

تـشـوفـها باقـرب قـريـبٍ يوالـيـــك



ولاتفرح بزودٍ على الحق وان جاك

زودك ترى نقصٍ على حق ذوليـك



وخل القناعه ميزةٍ من مزايـــــــاك

مـع الـقـناعـه كــل شـيٍ يـكـفـيـــك



وان جت لك الدنيا على غير مشهاك

اصبر ترى بالصبر تدرك امانيـك



لا تأمـن الدنيــا تـرى الوقـت فتــاك

لجا القـدر كثـر الحـذر ما ينجيـــك

البساطة والقناعة كنز لايفنى



البساطة والقناعة كنز لايفنى








‏طلب الخليفة عمر بن الخطاب

 (رضي الله عنه)

 من اهل حمص ان يكتبوا له اسماء الفقراء والمساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين ؛

 وعندما وردت الا‌سماء للخليفة فوجئ بوجود اسم حاكم حمص/ سعيد بن عامر موجود بين اسماء الفقراء

وعندها تعجب الخليفة من ان يكون واليه على حمص من الفقراء سأل اهل حمص ؛ فأجابوه انه ينفق جميع راتبه على الفقراء والمساكين ويقول (ماذا افعل وقد اصبحت مسؤلا‌ عنهم امام الله تعالى)
وعندما سألهم الخليفة هل تعيبون شيئا عليه؟ اجابوا نعيب عليه ثلا‌ثا ؛ فهو لا‌ يخرج الينا الا‌ وقت الضحى ؛ ولا‌ نراه ليلا‌ ابدا ؛ ويحتجب علينا يوما في الا‌سبوع
وعندما سأل الخليفة سعيد عن هذه العيوب اجابه ؛ هذا حق يا امير المؤمنين اما الا‌سباب فهي؟ اما اني لا‌ اخرج الا‌ وقت الضحى لأ‌ني لا‌ اخرج الا‌ بعد ان افرغ من حاجة اهلي وخدمتهم فأنا لا‌ خادم لي وامرأتي مريضة ؛ واما احتجابي عنهم ليلا‌ لا‌ني جعلت النهار لقضاء حوائجهم والليل جعلته لعبادة ربي ؛ واما احتجابي يوما في الا‌سبوع لا‌ني اغسل فيه ثوبي وانتظرة ليجف لا‌ني لا‌ املك ثوبا غيره ..
فبكى امير المؤمنين عمر
كم نفتقد لمثل هؤلاء الناس في زماننا هذا ..
البساطة والقناعة كنز لا يفنى
كان هدفهم الآخرة
فما هدفنا نحن
طبتم بطاعة الله

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

من العلامات الساعة الصغرى:


















     من العلامات   الساعة  الصغرى:



من العلامات الصغرى:
1– أن تلد الأمة ربتها (وذلك كناية عن كثرة الفتوحات الإسلامية، وكثرة السراري وهن الإماء فتلد الأمة ولداً يكون سيدها لأنه ابن سيدها. أو كناية عن كثرة العقوق فيعامل الولد أمه معاملة فيها جفاء كأنه سيدها وكلا الأمرين قد كان).
2– أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، جاء في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام لما سأله عن الساعة "... ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال-أي جبريل عليه السلام- فأخبرني عن أماراتها قال: أن تلد الأمَةُ ربَّتْها وأن ترى الحفاة العراة العالة رِعَاءَ الشاءِ يتطاولون في البنيان".
3- إسناد الأمر إلى غير أهله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"(رواه البخاري).
4– قلة العلم وظهور الجهل. فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العِلم، ويظهر الجهل، ويفشوا الزنى، وتشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيّم واحد" (متفق عليه) والمقصود بالعلم هنا هو العلم الشرعي، فهناك الكثير ممن يجهلون العلوم الشرعية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "فرض على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين" ويقول صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
5– كثرة القتل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل" (متفق عليه).
6- شرب الخمور وتسميتها بغير اسمها، (رواه أحمد والنسائي بإسناد صحيح وهو في الصحيحة).
7– كثرة الزنا والخنا، وهذا واضح ففي دول الغرب يأتون فاحشة الزنا بالطرقات والحدائق، وفي بعض الدول الإسلامية ممن تحكم بالقوانين الوضعية لا تعاقب على جريمة الزنا إن كانت عن تراضي الطرفين.
8– لبس الرجال الحرير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " (رواه البخاري).
9– استحلال الأغاني والمعازف قال صلى الله عليه وسلم : "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" والمقصود بالحِرَ: الفَرْجْ، وهو دلالة على فعل الزنا بدون حرج، وهذا الحديث جمع الخمر والزنا والحرير والمعازف، فكان ذكر المعازف في هذا الحديث لَهُو دليلٌ على تحريمها إذ قرنها النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا والخمر والحرير.
10– اتخاذ القينات ( المغنيات). فهناك من يتلذذ بسماعهن والنظر إلى تراقصهن عبر شاشات التلفاز وغيرها، قال عليه الصلاة والسلام: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (رواه ابن أبي الدنيا وصححه الألباني) الخسف: الذهاب والغياب والغوص في باطن الأرض.

المسخ: تحويل الصورة والخِلقة إلى ما هو أقبح منها كالقرد والخنزير.
القذف: الرَّمي بما يهلك كالحجارة ونحوها.
والخسف والمسخ والقذف-والعياذ بالله- من العقوبات الربانية العاجلة، والانتقام الإلهي في الدنيا لمن عصى وتكبر وبغى وتمرّد. نسأل الله السلامة.
11– ظهور الفحش والتفحش (بذاءة اللسان).
12– قطيعة الرحم.
13– تخوين الأمين واتهامه.
14– ائتمان الخائن وتقريبه . قال صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين وائتمان الخائن".
15- ظهور موت الفجأة في الناس.
16- اتخاذ المساجد طرقاً، أي يمر الرجل في المسجد مروراً لا يصلي فيه قال صلى الله عليه وسلم: "… وأن تتخذ المساجد طرقاً وأن يظهر موت الفجأة".
17- اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين دعواهم واحدة: وهو قتال علي ومعاوية المعروف.
18- تقارب الزمان، أي قلة البركة في الوقت.
19- كثرة الزلازل: وها نحن اليوم نرى ونسمع عن هذه الزلازل في كل مكان.
20- ظهور الفتن وعموم شرها. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل".
21- تداعي الأمم وتكالبها على أمة الإسلام كما تتكالب الأكلة على قصعتها، وها هم أعداء الإسلام يقيمون المؤتمرات والمعاهدات من أجل القضاء على الإسلام وأهله، فها نحن نرى أعداء الإسلام وجرائمهم في الشِّيشان وفي البوسنة والهرسك وغيرها من البقاع الإسلامية، ومع هذا اتجه أبناء وبنات المسلمين إلى الإقتداء بأعدائهم وموالاتهم بل وأخذوا يتشبهون بهم في لباسهم وهيئتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من تشبَّه بقوم فهو منهم"، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية، لكان في أمتي من يصْنَع ذلك"، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً، حتى لو دخلوا جحر ضَبٍّ تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!"، فكيف نرضى يا مسلمون أن نكون من هؤلاء الكفار بتشبهنا بهم.
22- التماس العلم عند الأصاغر وهم طلبة العلم غير المتمكنين الراسخين في العلم يُسألون فيفتون بغير علم فَيَضِلُّون ويُضَلُّون. قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر".
23- ظهور النساء الكاسيات العاريات اللائى يغطين بعض جسدهن ويكشفن بعضاً أو يغطين بالملابس الضيقة والشفافة وما هن بمغطيات، وقد وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" وفي رواية العنوهن فإنهن ملعونات، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرِّحال، ينزلون على أبواب المساجد، نِساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهنَّ فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم، لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم"، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشْرَفَها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها"، وفي رواية للطبراني، قال: "النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس، فَيَسْتَشْرِفَها الشيطان، فيقول: إنَّكِ لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضاً، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد، وما عَبَدَت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها"، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أنه قال لفاطمة رضي الله عنها: ما خير للنساء؟ قالت: أن لا يرين الرجال ولا يرونهن، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنما فاطمة بضعة مني"، وفي هذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، بل من المؤسف أن ظهر في زماننا من النساء من تتشبه بلباسها بالرجال، ولا أدري كيف تقبل المرأة على نفسها أن تلبس من الملابس ما فيه تشبه بالرجال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن الله الرجلة من النساء"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال" والله سبحانه وتعالى فطر الإنسان على أن يميل الرجال للنساء وتميل النساء للرجال فكيف بمن تعرض مفاتنها أمام الرجال إما بكشفها لمفاتنها أو بلباسها الضيق الذي يظهر مفاتنها ويُفَصِّل تقاطيع جسمها وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطر هذه الفتنة حيث قال "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، ونهى عليه الصلاة والسلام عما هو أدنى من ذلك وهو تعطر النساء ومرورهن على الرجال وهن متطيِّبات ووصفهن بالزنا حيث قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"، فهل تقبل من كانت تؤمن بالله واليوم الآخر أن يصفها بذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى عليه الصلاة والسلام، وهذا كله وللأسف واقع في زماننا من المقلدات لنساء الإفرنج والمتشبهات بهن، فكان هؤلاء النسوة الضائعات على الحقيقة يمشين في الأسواق، ويحضرن في مجامع الرجال ومعارضهم ومؤسساتهم شبه عاريات، قد كشفن رؤوسهن، وإن غطَّينه لا يُحْسِنَّ غطاءه، وكشفن رقابهن وأيديهن إلى المناكب أو قريب منها أو أكثر، وكشفن عن سوقهن وبعض أفخاذهن، وقد طلين وجوههن بالمساحيق، وصبغن شفاههن بالصبغ الأحمر، وتصنَّعن غاية التصنُّع للرجال الأجانب، ومشين بينهم متبخترات مائلات مميلات يفتِنَّ من أراد الله بهم الفتنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
24- تصدُّر السفهاء وتكلمهم في الأمور العامة للناس. قال صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة سنون خدَّاعة يُتَّهم فيها الأمين ويُؤتمن فيها المُتَّهم وينطق فيها الرويبضة قالوا: وما الرويبضة؟ قال: السفيه ينطق في أمر العامة".
25- يكون السلام للمعرفة، فلا يسلم الرجل إلا على من يعرف. قال صلى الله عليه وسلم: "أن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم إلا للمعرفة".
26- عدم تحري الرزق الحلال. قال صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام" وهذا ظهر باستحلال الربا وغيره من التعامل المحرم، سواء بالبيع والشراء أو بالتعامل مع البنوك الربوية، أو الأسهم الربوية أو غير ذلك.
27- يكثر الكذب ويعم.
28- تتقارب الأسواق دلالة على كثرة التجارة وفشوها. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج. قيل وما الهرج. قال: القتل" (رواه أحمد).
29- تكون إبل للشياطين وبيت للشياطين. أي يركب الرجل ناقته ويصطحب أخرى لا ليركبها ولا ليواسي بها المحتاج فتركبها حينئذ الشياطين. وكذلك يشتري الرجل البيت لا ليسكنه في الحال ولكن يدخره سنوات عديدة فتسكنه الشياطين. قال صلى الله عليه وسلم" تكون إبل للشياطين وبيت للشياطين ..".
30- تباهي الناس في المساجد وتفاخرهم بها وبأثاثها وزخرفتها. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد" (رواه أحمد وأبوداود).
31- خضاب الناس رءوسهم باللون الأسود. قال صلى الله عليه وسلم: "يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة" (رواه أبوداود وأحمد والنسائي)، ومن هذا يتبين تحريم صبغ الشعر بالسواد وإباحته بألوان أخرى ما لم تكن تشبه بالكفار، بل واستحبابه بغير السواد لقوله صلى الله عليه وسلم عندما أُتِيَ بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغمة (نبات أبيض الزهور والثمر) بياضًا: غيروا هذا بشئ واجتنبوا السواد (رواه مسلم).
32- تمني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عند عموم الفتن وغربة الدين. قال صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله" (جزء من حديث متفق عليه).
33- يقل إقبال الناس على الطاعات والعمل للآخرة، فنسأل الله أن لا نكون من هؤلاء، وأن يعيننا على طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
34- يلقى الشح وينتشر بين الناس فيبخل كل بما في يده، صاحب المال بماله والعالم بعلمه والصانع بصناعته وخبرته. قال صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان وينقص العمل ويُلقى الشُح ويكثر الهرج. قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل القتل" (رواه البخاري).
35- قتل الناس بعضهم بعضاً بغير ما هدف. قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل فيما قَتَلَ ولا المقتول فيما قُتِلْ" (رواه مسلم).
36- أن يكون المال العام نهبة للجميع لا يتورعون عن نهبه والغل منه.
37- تقل الأمانة.
38- تثقل على النفوس شرائع الدين، نسأل الله أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا وَيُكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين.
39- يطيع الرجل زوجته ويعق أمه، وهذا من كبائر الذنوب ومن قطيعة الرحم.
40- يجفوا الرجل أباه ويُقَرِّب صديقه، وهذا أيضاً من كبائر الذنوب ومن قطيعة الرحم، وللأسف ها نحن نرى دور الرعاية قد امتلأت بالآباء والأمهات وقد تخلَّى عنهم الأبناء والبنات وامتنعوا حتى عن زيارتهم والسؤال عنهم، وأي عقوق أكبر من هذا العقوق، وبأي وجه سيقف هؤلاء أمام رب الأرض والسماء، اللهم اجعلنا من البارِّين بآبائنا وأمهاتنا، الواصلين لأرحامنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
41- ترتفع الأصوات في المساجد.
42- يكون زعيم القوم أرذلهم ويسود القبيلة فاسقهم.
43- يُكرَم الرجل مخافة شره لا لفضله وكرامته. قال صلى الله عليه وسلم: "… إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه وبرَّ صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وساد القبيلة فاسقهم وأُكْرِمَ الرجل مخافة شرِّه وشُرِبَت الخمور ولُبس الحرير واتُّخِذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو مسخاً وآيات تتابع كنظام بالٍ قطع سلكه فتتابع" (رواه الترمذي).
44- تكثر الشرطة وذلك لزيادة الفساد.
45- تقديم الرجل لإمامة الناس في الصلاة لجمال صوته وإن كان أقل القوم فقهاً وفضلاً.
46- بيع الحكم، أي: تُنال المناصب بالرشوة.
47- الاستخفاف بالدم. قال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال ستاًّ، إمارة السفهاء وكثرة الشُّرَط وبيع الحكم واستخفافاً بالدم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقهاً".
48- أن تشارك المرأة زوجها العمل والتجارة. قال صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم" (رواه أحمد).
49- فشو القلم وكثرة التصانيف والتأليف.
50- أن يكون الولد غيظاً، وذلك لكثرة عقوقه لوالديه وجلب المشاكل لهما فيغيظهما في كل وقت.
51- ويكون المطر قيظاً، أي أنه يكون عذاباً بدلا من أن يكون خيراً ورحمة.
52- ويتعلم لغير الدين، أي ابتغاء منصب أو وظيفة أو مال يكتسبه.
53- ظهور السيارة وهذا من عجيب أخبار النبي صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال ينزلون بها على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات"، ومعنى كاسيات عاريات أي أنهن لابسات ملابس شفافة أو ضيقة أو مظهرات لبعض مفاتنهن فيكن كاسيات ولكنهن بالحقيقة عاريات.
54- ظهور التَّرف وحياة الدعة في الأمة الإسلامية. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مشت أمتي المطيطاء -أي: مشية فيها تبختر ومد اليدين- وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط شرارها على خيارها" (رواه الترمذي).
55- ترتفع التحوت وتوضع الوعول أي: يُكرم الفسقة ويُهان الكرام، فها نحن اليوم نرى الكثير من الناس إلا من رحم الله يأخذ الفنانين والفنانات والمتبرجات والساقطات قدوة يقتدي بهم ويرى أن العلماء والفقهاء والإسلاميين معقدين ومتطرفين ونسي قول الله تعالى: " اَلأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ عَدْوُ إِلاَّ اَلْمُتّقِينَ " ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب" أي يحشره الله تعالى يوم القيامة مع من أحب، فإن أحب الصالحين فهو معهم، وإن أحب الفاسقين فهو معهم، ونحن لا نقول عن هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيتكلمون على الإسلاميين والملتزمين ويشوهون صورتهم إلا كما قال الله تعالى: "كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُج مِنْ أَفْوَاهِهمَ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبَا".
56- يقال للرجل ما أجلده وما أظرفه وما أعقله وما في قلبه حبة خردل من إيمان.
57- تمني الموت لكثرة الفتن. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه" (رواه البخاري).
58- تحاصر العراق ويمنع عنها الطعام والمساعدات.
59- ثم تحاصر الشام (سوريا-لبنان-الأردن-فلسطين) فيمنع عنها الطعام والمساعدات. وهاتان العلامتان السابقتان من أعجب ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في آخر الزمان، فقد وقع هذا قريباً جداً حوصرت العراق ثم حوصرت فلسطين وتحقق قول نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إذ قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا: من أين ذاك، قال: من قبل العجم يمنعون ذلك. ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى. قلنا من أين ذلك، قال: من قبل الروم…" (رواه مسلم وأحمد).
60- موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
61- فتح بيت المقدس. وقد كان هذا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
62- الموت الجماعي بالأوبئة والطواعين وغيرها كطاعون عمواس في زمن عمر والحروب العالمية.
63- ظهور الغلاء وارتفاع الأسعار حتى يعطى الرجل مائة دينار بل ثلاثمائة فيظل ساخطاً.
64- فتنة تدخل كل بيت من بيوت العرب وغيرهم كالتلفاز والأغاني فقد اقتحما كل بيت، والتلفاز خطره عظيم لا يخفى على عاقل ولا سيما الستلايت، والتعري الفاحش الذي يظهر فيه، قال الله تعالى: "قَل للمْؤْمِنينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِم"، وقال سبحانه: "وقُل للمؤمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن"، وهذا لا شك يشمل النظر عموماً سواء كان نظراً مباشراً، أو عن طريق التلفاز أو غيره، فعن جرير رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال اصْرِفْ بَصَرَكْ " وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين: يا علي لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظَرَة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لِكُلِّ بني آدم حَظُ من الزنا، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرِّجْلان تزنيان وزناهما المشي، والفَمُ يَزْني وزناه القُبَلْ، والقلب يَهْوَى وَيَتَمنىَّ وَالفَرْجُ يُصدِّق ذلك أو يُكَذِّبَه"، ولو سَأَلْنَا مَنْ يَجِلسْ مع زوجته وأهله أمام الستلايت أو في دور السينما هل تقبل أن تجلس أنت وأهلك في بيتك وترى أمامك رجل وامرأة مثلما تراهما في التلفاز، أي أنك تراه يُقبِّلها ويداعبها ويفعل ما يفعله الأزواج، سواء كان في بيتك أو في مكان آخر، لكان الجواب لا، ولا شك أن هذا من السَّفَه في العقول، إذ كيف تفرق بين هذه الحال وبين ما تراه في التلفاز وهو مشابه له، وأي فرق يوجد إلا أنك في هذه الحالة تَرَاهُمْ أنت وأهلك، وهم يَرَوْنِكْ، وفي التلفاز تراهُم ولا يَرَوْنِكْ، والرجل الغيور لا يقبل بذلك لأهله، وإلا تحقَّق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة ديوث، قيل: ومن الديوث يا رسول الله، قال: الذي يُقر في أهله الخبث"، والديوث هو الذي لا يغار على عرضه، فأي غيرة مع مِثلَ هذا، والله سبحانه وتعالى يقول: "يَا أيُّها الَّذين آمنوا قُوْا أَنْفُسَكُم وَأَهْلِيكَم ناراً وَقودُها النَّاسُ والحِجَارة عَلَيْها مَلائِكَةُُ غِلاظُ شِدَادْ لا يَعْصونَ اللهَ ما أَمَرَهُم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤُمَرُون" والتلفاز والستلايت ما هما إلا وسيلة لتدمير الإسلام والمسلمين كما قال زعيم الماسونية: كأسُ وغانية يفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فَأَغْرِقوها في حب المادة والشهوات، وللأسف استعملوه في إفساد الأمة الإسلامية ونحن ننظر، فالتلفزيون يعلِّم نساءنا كيف يَتَبَرَّجْنَ ويَتَعَرَّيْنَ وكيف يَخْتَلِطْنَ بالرجال، وكيف يَكْذِبْنَ وَيَخْدَعْنَ وَيَخُنَّ أزواجَهُنَّ، فهو حقيقةً دعوة صريحة إلى الزنا والخنا والخمر والقمار والاختلاط والسفور والانحلال، فاتقوا الله في أنفسكم وأولادكم وأهليكم، واعلموا أن الدنيا فانية وما عند الله باق.
65- هدنة ومصالحة تكون بيننا وبين الروم (أوروبا-أمريكا).

وهذه آخر علامة صغرى لأنه يكون في أعقابها وعلى إثرها الملاحم الأخيرة.

وقد تمت المهادنة وبدأت أطراف هذه العلامة الأخيرة تتراءى، فنحن الآن في صلح مع الروم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم (هو داء يميت الدواب فجأة)، ثم استفاضة المال حتى يُعْطَى الرَّجُل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يَبْقَى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فَيَغْدُرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية (راية) تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً"(رواه البخاري وأحمد).

فالهدنة التي بيننا وبين الروم أو بني الأصفر أو أمريكا وأوروبا هي آخر علامة من علامات الساعة الصغرى وذلك لأن الملحمة الكبرى التي سيقود المسلمين فيها "المهدي" عليه السلام ستكون في أعقاب هذه الحرب القادمة التحالفية (العالمية).
أما عن وصف هذه المعركة: فهي معركة عالمية تحالفية مدمِّرة تدور رحاها في أرض فلسطين يكون المسلمون والروم (أمريكا-أوروبا) فيها حلفاء فيقاتلون عدواً لهم كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم "ستصالحون الروم صلحاً آمناً فَتَغْزونَ أنتم وهم عدواً من ورائهم فَتَسْلَمُونَ وَتْغنَمون ثم تَنْزِلونَ بمَرْجٍ ذي تَلُولَ فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غَلَبَ الصَّليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فَيَقْتِلُه فيغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم في ثمانين غاية مع كل غاية إثنا عشر ألفاً"(رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود وصححه الألباني)

وفي هذه المعركة ينتصر المسلمين والروم على عدوهم ويُهزم الأعداء شر هزيمة فيرفع رجل من الروم الصليب ويقول انتصرنا بفضل هذا، فيقوم رجل من المسلمين ويقتله كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بالحديث، فيغدر الروم بالمسلمين ويقوم بتجهيز جيش لقتال المسلمين يستغرق تجهيزه تسعة أشهر ويكون القتال فيه بالسيوف والخيول والرماح كما كان في أول الزمان وذلك لأن هذه المعركة تُدَمِّرْ جميع الآليَّات والأسلحة النووية وغيرها.

ويتبع ذلك (الملحمة الكبرى) وهي التي تكون بين المسلمين والروم، ففي أثناء تجهيز الروم لقتال المسلمين يخرج المهدي المنتظر، ذلك الرجل الشاب وهو من المسلمين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وَلَدْ الحسن بن فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل الذي رواه أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي"، وهو كذلك فإن إسمه محمد بن عبد الله ووصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أقنى الأنف، واسع الجبهة، ومعنى أقنى الأنف: أي أن أنفه طويل مع حدب بوسطه مع دقة في أرنبته، وهذا المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ويحكم الأرض سبع أو ثمان أو تسع سنوات كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ومن العلامات التي تدل على أن هذا هو المهدي المنتظر هي أنه يبايعه قوم ليس لهم عدد ولا عدة عند الكعبة المشرفة بين الحجر الأسود ومقام ابراهيم، ومن العلامات الدالة أيضاً على أنه المهدي هي: أنه يأتي جيش من المسلمين ليقاتل المهدي ومن بايعه ويقضي عليهم، ولكن الله تعالى يخسف بهذا الجيش الأرض فتنشق الأرض وتبتلعهم ولا ينجوا منهم إلا رجل أو رجلان لكي يخبر العالم بأمرهم فيسمع بذلك الناس فيأتون من كل مكان لمبايعة المهدي المنتظر عليه السلام وهذا في التسعة أشهر التي يُجَهِّزْ فيه الروم للقتال وبعد ذلك تقوم الحرب بين المسلمين والروم وينتصر فيها المسلمون على الروم ويكون المهدي من ضمن جيش المسلمين.

وستكون هناك حروب كثيرة في عهد المهدي المنتظر وذلك بعد انتهاء حرب المسلمين والروم، فسيقوم المهدي المنتظر عليه السلام بفتح جزيرة العرب وفارس والروم والقسطنطينية، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن ماجة "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله"، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري وأحمد "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خَوْزاً وكِرْمَاَنْ من الأعاجم حُمْرَ الوُجوه فُطْسَ الأُنوفْ صِغارَ الأَعَيُنْ كأن وجوههم المَجَانُّ المطرقة"، والمجان المطرقة: هي الدرع الواقي للمقاتل. وبعد فتح القسطنطينية سيخرج المسيح الدجال:-

الذي ما من نبي إلا وحذر أمته الدجال وهي أشد فتنة يمر بها المسلمون فقد قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال". وهو رجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة، شيطاني النشأة، شيطاني الشكل والصورة، تحيط به الشياطين ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود وهو حيُّ يرزق ولكنه محبوس في دير إلى أجل مسمى. ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مُصَلاَّه ثم قال أتدرون لم جمعتكم، قالوا الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تَميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أَقْرُبِ السَّفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أَهْلَبْ كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا وَيْلَكِ ما أَنْتِ فقالت أنا الجسَّاسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال لما سمت لنا رجلاً فَرِقنا (خفنا) منها أن تكون شيطانه قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم، قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (هاج) فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أَقْرُبِهَا فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانه فقال أخبروني عن نخل بِيسَانْ قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يُثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال أخبروني عن بحيرة الطَّبَرِيَّة، قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيهما ماء، قالوا هي كثيرة الماء، قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال أخبروني عن عين زغر، قالوا عن أي شأنها تستخبر، قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين، قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها، قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل، قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال أقاتله العرب، قلنا نعم، قال كيف صنع بهم، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم قد كان ذلك، قلنا نعم، قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليَّ كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا (مسلولاً) يصدني عنها وإن على كل نقب (الفرجة بين جبلين) منها ملائكة يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك، فقال الناس نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق، قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن مكان الدير المحبوس فيه الدجال هو إقليم يسمى "خراسان" تحديداً من قرية يهودية "اصبهان" (أي على الحدود الروسية الإيرانية) ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه الترمذي والحاكم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان" ومع معرفتنا لمكان الدجال إلا أنه لا يستطيع أحد أن يصل إليه أو يطلق سراحه لأن هناك وقتاً قَدَّره الله لخروجه فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر، وفتنته ليست فتنة قهر وجبر وإكراه وإنما هي فتنة شهوات وإغواء يستميل إليه ضعاف القلوب والإيمان من المسلمين فضلاً عن المشركين والملاحدة.
وتكون فتنة الدجال بأن يسخر الله له كل شئ حتى أنه يقول للسماء أمطري فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت الزرع فتنبت وما من شئ يطلبه إلا ويتحقق حتى أنه يأتي بالرجل فيقول له إذا أحييت لك أمك وأباك أتؤمن فيقول نعم، فيحيي أمه وأباه فيأتيانه فيقولان له يا بني إنه ربك فاتبعه وهو بالحقيقة لا يحييهم ولكن يتمثل له شيطانان بهيئتهما حيث أن الله يسخر له كل شئ. ولذلك وصفه وبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً كافياً لا يدع معه شك ولا تردد في التعرف عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينيه عِنَبَةُ طافية" ومن أوضح العلامات أنه مكتوب بين عينيه "كافر" يقرؤها كل مؤمن قارئ وغير قارئ، وسوف يمكث الدجال في الأرض أربعين يوماً يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وبقية أيامه كأيامنا، فمن قَدَّرَ الله له أن يرى الدجال فليتفل في وجهه وليقرأ عليه فواتح سورة الكهف أو خواتيمها فَيُعصَم بإذن الله، ومن عجز عن كل ذلك عليه أن يفر من أمام الدجال مع لزوم الذكر والدعاء فإنه بإذن الله لا يضره، ونذكر هنا حديث صحيح جامع لفتنة الدجال رواه ابن ماجه وابن خزيمة:

فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبيًا إلا حذر أمته الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم. وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينًا وشمالاً، يا عباد الله أيها الناس فاثبتوا فإني سأصفُه لكم صفةٌ لم يصفها إياه قبلي نبي، يقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب وإن من فتنته أن معه جنةً ونارًا، فناره جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليستعذ بالله وليقرأ فواتح الكهف. وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك.

وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربًا غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك من اليوم.

وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر، فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا يبقي لهم سائمة إلا هلكت.

وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت، وأعظمه، وأمده خواصر وأدره ضروعًا.

وإنه لا يبقى شئ من الأرض إلا وطنه وظهر عليه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته، حتى ينزل عند الضريب الأحمر، عند منقطع السْبخَة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج اليه، قتنفي الخبيث منها، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قيل: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل.

وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكُص يمشي القَهقَرى ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف، قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء. وينطلق هاربًا.. فيدركه عند باب لُدّ الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شئ مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي، إلا أنطق الله ذلك الشئ، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة، إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله.

فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكمًا عدلاً، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يُسعى على شاةٍ ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض وتُنزع حمة كل ذات حُمَة، حتى يُدخل الوليد يده في فَيّ الحية، فلا تضره، وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات.

وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلِف إلا هلكت إلا ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مَجْزأة الطعام".
نزول عيسى بن مريم عليه السلام:-
وبعد هذه الأربعين يوماً التي يمكثها الدجال سينزل المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وعقيدة المسلمين أن عيسى بن مريم عليه السلام لم يُقتَل ولم يُصلَب ولكن رفعه الله إليه في السماء وأنه سيعود في آخر الزمان فَيَقتُل الدجال ويُظهِر الإسلام ويدعوا إليه.

ينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بسوريا ومعه المسلمين حيث مقر المهدي عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق" (رواه الطبراني) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في وصفه لعيسى بن مريم ومكان نزوله "ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين (ثياب فيها صفرة خفيفة) كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل" (رواه أبو داود) وأول ما يفعله بعد نزوله هو أن يبدأ بالصلاة فهو ينزل وقد أقيمت صلاة الصبح وتقدم المهدي ليصلي بالناس وما أن يرى نبي الله عيسى عليه السلام حتى يتأخر ليقدمه لكي يأم الناس فيأبى عيسى عليه السلام أن يتقدم ويقول: (لا إن بعضكم على بعض أمراء)، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا. فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة"، وفي رواية عند الإمام أحمد: "… فإذا هم بعيسى بن مريم فَتُقام الصلاة فَيُقال له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم إمامكم فليصلّ بكم"
وهنا قد يُثار سؤالان:
السؤال الأول: ما الحكمة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام بالذات دون غيره من الأنبياء؟
الجواب: قال ابن حجر في فتح الباري: "قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرَّد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبيّن الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم"اهـ.

وفيه أيضًا رد على النصارى الذين يزعمون إلهيته، فيكذبهم الله بنزول عيسى وإعلانه بشريته، بل وإسلامه بكسر الصليب وقتل الخنزير ورفض الجزية.
السؤال الثاني: لماذا لم يُصلّ عيسى عليه السلام إمامًا ؟
الجواب: ما قاله ابن الجوزي: "لو تقدم عيسى إمامًا لوقع في النفس إشكال وقيل: أتراه تقدم نائبًا أو مبتدئًا شرعًا، فصلّى مأمومًا لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجهُ قوله صلى الله عليه وسلم: "لا نبي بعدي". وبعد رفض عيسى عليه السلام إمامة المصلين، يصلي المهدي بالناس، وبعد الصلاة مباشرة يتولى بنفسه قتل الدجال ثم القضاء على بقية اليهود ثم يدعوا إلى الإسلام، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يَقْبَل إلا الإسلام أو السيف.

ثم تضع الحرب أوزارها، ويعيش الناس في نعمة لم ينعموا مثلها، فترفع الشّحناء والبغضاء، وينزع السُّم من ذوات السُّموم حتى يُدخل الوليدُ يده في فيّ الحية فلا تضره، ويلعب الصبيان مع السباع والأسود فلا تضرهم، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبُها، وتخرج الأرض بركتها وتنزل السماء خيرها، ويتزوج عيسى بن مريم عليه السلام.

ثم يحج عيسى عليه السلام الكعبة المشرفة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليُهِلَّن ابنُ مريم بفج الرَّوْحاء حاجًا أو معتمرًا أو ليثنّينهما".

ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض (سبع سنين) وفي رواية (أربعين سنة) فالله أعلم بما سيكون. ثم يتوفى بعد أن يهلك الله في زمنه يأجوج ومأجوج.
العلامات الكبرى:
وهي على قسمين: علامات يراها المؤمنون وهي ستة علامات، وعلامات لا يراها المؤمنون وهي أربعة علامات.

والعلامات التي يراها المؤمنون بالترتيب هي: الدجال، وعيسى بن مريم عليه السلام، وقد تكلمنا على هاتين العلامتين وبيَّنَّاهما، ويتبعهما خروج يأجوج ومأجوج وذلك بعد أن يقتل عيسى عليه السلام المسيح الدجال.
يأجوج ومأجوج طائفتان من التُّرْكْ من ذرية آدم عليه السلام والدليل على ذلك ما ثبت في الصحيحين: "عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى يوم القيامة، يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك: قم فابعث بعث النار من ذريتك، فيقول: يارب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. فحينئذ يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا يا رسول الله أَيُّنَا ذلك الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا، فإن منكم واحداً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً" وهذا الحديث يدل على كثرتهم، وعلى أنهم أضعاف الناس مراراً عديدة. ومما يدل على ذلك أن المسلمين سيوقدون من قِسِّي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين ومعنى النشاب: السهم

ثم أنهم من ذرية نوح عليه السلام والدليل قول الله تعالى عن نوح "وَجَعَلنا ذُرِيَّتَهُ هُمْ اَلْبَاقِيِن" ونوح عليه السلام له ثلاثة من الأولاد سام و حام ويافث، فسام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك، ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ولد لنوح سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد يافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة ولا خير فيهم، وولد حام القبط والبربر والسودان".

وأما عن وصفهم فلهم نفس أوصاف الترك المغول (عراض الوجوه-صغار الأعين-صهب الشعور (سواده يضرب إلى البياض أو الكدرة)- كأن وجوههم المجان المطرقة (أي التروس المستديرة)، وجاء بهذا الوصف حديث رواه أحمد في مسنده.

وأمتي يأجوج ومأجوج موجودتان الآن وهما محبوستان خلف السَّد الحصين المنيع السميك الذي بناه عليهم ذو القرنين بسبب إفسادهم وشرورهم وهذا ما دلت عليه الآية في قوله تعالى: "حَتَّىَ إِذَاَ بَلَغَ بَيْنَ اَلْسَدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهمَا قَوّمَاً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَولاَ، قَالُوا يَذَا الْقَرْنَيِنِ إِنَّ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مُفِسدُونَ فِي الأَرض فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجَاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَاَ وَبَيْنَهُم سَدَاً، قَاَلَ مَا مَكَّني فِيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلُ بَيُنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمَاً" (الكهف/95:93)، وهذا السد موجود على الحدود التركية الروسية قريباً من جبال القوقاز كما دل على ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما وهو مذكور عند أكثر المفسرين حيث قال: (وهو في منقطع بلاد الترك مما يلي أرمينيا وأذربيجان) ولا يستطيع أحد الوصول إليهم وإخراجهم، وإنما يكون خروجهم عندما يأذن الله لهم بالخروج، وهذا بعد أن يقتل عيسى عليه السلام الدجال فَيُلْهِمَ الله أميرهم بأن يقول ارجعوا سنفتحه غداً إن شاء الله، حيث أنهم مُنْذُ حُبِسُوا في هذا المكان وهم يحاولون الخروج، ويحاولون كل يوم ثقب هذا السور لكي يخرجوا، حتى إذا كادوا أن يروا شعاع الشمس يقول الذي عليهم ارجعوا سنفتحه غداً فيرجعون ويأتون باليوم الثاني وإذا بالسد عاد كما كان حتى يقولوا إن شاء الله فَيُسَهِّلْ الله لهم الخروج، ومما يدل على محاولاتهم ثقب السد قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين عندما استيقظ من النوم فزعاً "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون، قال نعم إذا كثر الخبث" والخبث يعني الفسق والمعاصي والنفاق.

وفتنة يأجوج ومأجوج عامة وشرهم مستطير لا يملك أحد دفعهم، حتى أنهم إذا خرجوا أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام (أني أخرجت عباداً لا يدان لأحد بقتالهم فحرِّزْ عبادي إلى الطَّوْرْ) فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه فسادهم وشرهم فيرغب إلى الله عز وجل فيرسل الله طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. وأما العصمة من يأجوج ومأجوج سيتولى عيسى بن مريم عليه السلام توجيه المسلمين فيها حيث يوحي الله إليه حَرِّزْ عبادي إلى الطَّوْرْ، وهو طَوْرِ سيناء بأرض مصر، ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله وَيُستثنى فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فَيُنَشِّفُونَ المياه وَيَتَحَصَّنَ الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفاً (دود يكون في أنوف الإبل والغنم) في أقفائهم فيقتلهم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمدٍ بيده إن دواب الأرض لتسمن شكراً من لحومهم ودمائهم".
طلوع الشمس من المغرب:-
وتلي هذه العلامة طلوع الشمس من مغربها، والشمس منذ خلق الله السموات والأرض- وهي تطلع كل يوم من المشرق وتغرب في المغرب، حتى إذا جاء الموعد الموعود استأذنت ربها أن تطلع كعادتها فلا يأذن لها ثم تستأذن فلا يأذن لها ثم تستأذن فلا يأذن لها فتبقى ثلاثة أيام لا تطلع الشمس، وبعد ذلك يأذن لها الله بالطلوع من المغرب، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس، إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يُقال لها ارتفعي، ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها، أتدرون متى ذاكم؟ حين "لا يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيْمَاَنُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل أَوْ كَسَبتْ فِي إِيمَاَنُهَا خَيْراَ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا جميعاً فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل" (متفق عليه)، فعند ذلك يُغلق باب التوبة حيث لا ينفع الناس إيمانهم ما لم يكونوا آمنوا من قبل.
الدابة:-
وتليهما الدابة حيث قال تعالى: "وإذَا وَقَعَ اَلْقَوْلُ عَلَيْهم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ اَلأرضِ تُكَلِّمُهُمْ إِنَّ اَلْنَاسَ كَاَنُوا بِآَيَاِتَنا لا يُوقِنُونْ" (النمل/82)، وهذه العلامة قرينة طلوع الشمس فإما أن تسبقها وإما أن تليها كما بيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"(رواه مسلم وأحمد وأبوداود وابن ماجة) وأما عن وصفها فليس هناك أثر صحيح في وصفها إلا أنه قيل أنها دابة عظيمة الخَلْقْ، لها ريش وزغب (زغب: ما يعلوا الغثاء من الوبر فإذا كبر تساقط) وقوائم. وإن كان لا يهمنا وصفها وذلك لأنه لن يكون لأحد اهتمام بشكلها أو أن يقف ينظر إليها وإنما سيخرجها الله لمهمة تكليم الناس فقط فتقول لهم: إن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون. وتضع علامة في وجوههم فَيُعرَف المؤمن من الكافر، وهذا ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلو وجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقال ها ها يا مؤمن ويقال ها ها يا كافر ويقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر" (رواه أحمد وأبوداود).
الدخان:-
وتليها الدخان حيث قال تعالى: "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيم" (الدخان/10،11) وروى ابن جرير عن عبد الله بن أبي مليكة قال: "غدوت على ابن عباس ذات يوم فقال: ما نمت الليلة حتى أصبحت، قلت لم؟ قال طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت"، وهذه العلامة يراها المؤمنون ولا تضرهم شيئاً وإنما هي إنذار للكافرين ببدء حلول العذاب ونزول النقمة بهم. ويمكث الدخان أربعين يوماً.

ولذلك بعد ظهور هذه العلامة تأتي ريح ليِّنة من قبل اليمن فتقبض أرواح المؤمنين جميعاً ولا يبقى إلا الكافرين، وذلك لصب العذاب عليهم وممايدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته" (رواه مسلم والحاكم).ومما ذكرناه يتبين لنا أن العلامات التي يراها المؤمنون بالترتيب هي: (الدجال-عيسى بن مريم عليه السلام-يأجوج ومأجوج-طلوع الشمس من مغربها-الدابة-الدخان) والعلامات التي لا يراها المؤمنون حيث أن الله تعالى يتوفى النفوس المؤمنة قبلها حتى لا يروا زلزلة الساعة وهي ثلاثة خسوف، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، والرابعة نار تخرج من قعر عدن أو من المشرق تسوق الناس إلى محشرهم، والخسف: هو انشقاق الأرض وابتلاعها الناس وهو نوع من أنواع العذاب والنقمة. ومما يدل على عدم رؤية المؤمنين لهذه العلامات قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق" وقوله "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله". 

السبت، 28 سبتمبر 2013

يا حادي العيس



 يا حادي العيس 





صاحب القصيدة جندي جاء مع جيوش الفتح الاسلامي من مصر الى بغداد حيث عاش فيها
رغم قصر القصيدة الا انها خلدت بحناجر عراقية وكويتية وشامية ومصرية ، حيث ترسم مشهدا دراميا يصف ألم رحيل المحبوب وجنونه في تذكرها
فهل حقا كان الشاعر مجنونا؟؟؟؟ 

ما هي قصتها..؟؟؟
ذكرت القصة في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه انه والقصة حدثت في الفترة العباسية في سنة ست وأربعين وأربعمائة هـ :
حدثنا عبد الله بن عبد العزيز السامري قال: مررت بدير هرقل أنا وصديق لي.... ( الدير موجود على طريق بغداد وواسط)
فقال هل لك أن تدخل فتنظر إلى ما فيه من ملاح المجانين،
دخلنا وإذا بشاب حسن الوجه، مرجل الشعر، مكحول العين، أزج الحواجب، كأن شعر أجفانه قوادم النسور، وعليه طلاوة تعلوها حلاوة، مشدود بسلسلة إلى جدار،فحين بصر بنا قال مرحبا بالوفد قرب الله بكم بابي، من أين أقبلتم ؟ فقلنا جعلنا فداءك ومتسع الله بك أقبلنا من كذا، ثم قلنا له ما أجلسك ههنا وأنت لغير هذا المكان أهل وهو لغيرك محل، فتنفس الصعداء وهو مشدود إلى الجدار في سلسلة وصوب طرفه إلينا وأنشد:

الله يعلم أنني كمد ... لا أستطيع أبث ما أجد
روحان لي روح تضمنها ... بلد وأخرى حازها بلد
أما المقيمة ليس ينفعها ... صبر وليس يقرها جلد
وأظن غائبتي كشاهدتي ... بمكانها تجد الذي أجد


ولما فرغ من شعره التفت إلينا فقال هل أحسنت فقلنا نعم ثم ولينا، فقال بأبي ما أسرع ذهابكما أعيراني سمعكما فعدنا إليه فأنشد:






لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم

وحمّلوها وسارت في الدجى الأبل

و أرسلت من خلال الشق ناظرها

ترنو اليّ و دمع العين ينهمل

و ودّعت ببنان عقدهُ علم

وناديت لا حملت رجلاك يا جملُ

يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهـم

يا حادي العيس في ترحالك الأجـل

اني على العهد لم انكر مودتهم

يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا

ويلي من البين ما حل بي وبهم

من ناظرِ البين حل البينُ فارتحلوا

لما علمت أن القوم قد رحلوا

و راهب الدير بالناقوس منشغلُ

شبكت عشري على رأسي وقلت له

يا راهب الدير هل مرت بك الابلُ

يا راهب الدير بالإنجيـل تخبرنـي

عن البدور الللواتي ها هنـا نزلـوا

فحن لي وبكى وأنّ لي وشكى

و قال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ

ان البدور الواتي جئت تطلبها

بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا

شبكت عشري على رأسي وقلت له

يا حادي العيس لا سارت بك الإبـل

ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت

يوم الرحيل فلا يبقـى لهـم جمـل



فقلنا له ( على سبيل المزاح الثقيل )لننظر ما يفعل : لقد ماتوا.
قال: أقسمت عليكم ماتوا
قلنا: نعم
فجذب نفسه في السلسلة جذبة دلع منها لسانه وبرزت عيناه وانبعث الدم من شفتيه وشهق فإذا هو ميت. فما ندمنا على شيء أعظم منه.

____________

شرح بعض المفردات
الدجى : الهودج الذي يوضع على ضهر الجمل
العيس : جمع الجمال
عرج : مر من صوبنا
حادي العيس : قوّاد الجمال
بنان : اصابع اليد
الاجل : الموت
البَينِ : الفراق
شبكت عشري : اي وضعت يداي على رأسي

___________________
 
وللعلم ان الكثير من الشعراء لهم قصائد بعنوان ياحادي العيس..
وذلك لان حادي العيس هو ماسك خطام الابل عند السفر وقائد الركب من القوافل
والسفر في ذلك الزمان كان متعبا ومملا،، لذلك قيلت الكثير من القصائد للتخفيف من وحدة السفر ومشاقه..

وهذه بعض الابيات لشعراء مشهورين وكلها بعنوان ياحادي العيس::

ابو العلاء المعري

وما كان حادي العيس في غربة النوى *-*-*- علي كحادي النجم حين قلاه

احمد البهلول

وإن سار حادي العيس سرت بسيره *-*-*- وقالوا تسلى عن هواه بغيره
دع العيس يا حادي الركائب واتئد *-*-*- وها مقلتي العبرا فخذ ماءها ورد

احمد تقي الدين

يا حادي العيس عرج بي على الخيم *-*-*- على منازل أعراب بذي سلم

ابن الزيات

يا حادي العيس لا تربع فإن لنا *-*-*- بها لحاقا قبيل الصبح أو سحرا

ابن الكيزاني

يا حادي العيس اصطبر ساعة *-*-*- فمهجتي سارت مع الركب
ابن خاتمة الأندلسي

يا حادي العيس نحو القوم مرتهنا *-*-*- يرمي به الشوق من غور إلى تهم
ابن قلاقس

يا حادي العيس قف بها سحرا *-*-*- فحي رسم الكثيب من كثب

الباجي المسعودي

لو أن لسان الدين عاناه لم يقل *-*-*- عسى وقفة بالركب يا حادي العيس

الساعاتي

يا حادي العيس ذرها في ترادفها *-*-*- واقصد بها مهبط التنزيل من إضم
جرمانوس

يا حادي العيس لا ترفق براحلتي *-*-*- شرق و غرب عسى أن ندرك الأملا



وكذلك هناك قصيدة شهيرة بنفس الاسم للشاعر : ابو حسن المصري الشهير ب ماني الموَسوَس

هو محمد بن القاسم أبو الحسن المصري ، الملقب بـ : ماني الموسوس
وكما هو معروف أن الوسوسة
( او الجنون الخفيف ) كان شائعاً في العصر العباسي وذهب المؤرخون والأدباء في تفسير هذه الظاهرة مذاهب شتى لكن معظهم رأى أن الوسوسة كانت غير حقيقية بل أسلوب يجري عليه المسوس لقول مالا يستطيع العقلاء قوله عندما يكبت الحكام الحريات
وربما لهذا كان العرب يقولون
(خذ الحكم من أفواه المجانين)

و قصيدته::

لمّا أناخوا، قُبيل الصبحِ، عيسهمُ

وثوّروها فثارت بالهوى الإبِلُ

وأَبرزت من خلال السّجف ناظرها

ترنو إليَّ ودمع العينِ ينهملُ

وودَّعتْ ببنانٍ خلتُهُ عنماً

فقلتُ: لا حملتْ رجلاكَ يا جملُ

ويلي من البينِ ماذا حلَّ بي وبها

من نازحِ الوجدِ حلَّ البينُ فارتحلوا

يا حادي العيسِ عرَّج كي أودِّعها

يا حادي العيسِ في ترحالكَ الأجلُ

إنّي على العهدِ لم أنقض مودتهم،

يا ليت شعري بطول العهدِ ما فعلوا؟

ذنبي إليه خضوعي حينَ أُبصرُه

وطولُ شوقيْ إليهِ حينَ أَذكرهُ

وما جرحتُ بطرفِ العينِ مهجتهُ

إلا ومنْ كبدي يقتصُ محجرهُ

نفسي على بُخلهِ تفديهِ من قمرٍ

وإنْ رماني بذنبٍ ليسَ يغفرهُ

وعاذلٍ باصطبارِ القلبِ يأمُرني

فقلتُ: مِنْ أينَ لي قلبٌ أُصبِّرُهُ

لا تنكرِنَّ رَحيليْ عنكَ في عجلٍ

فإنّني لرَحيلي غيرُ مختارِ

وربّما فارقَ الإنسانُ مُهجتَهُ

يومَ الوغى غيرَ قالٍ خيفةَ العارِ


مِن الظباءِ ظباءٌ همُّها السُّخُبُ

ترعى القلوبَ وفي قلبي لها عشبُ

أَفدي الظِّباءَ اللَّواتي لا قرونَ لها

وحليُها الدُّرُّ والياقوتُ والذَّهب

يا حسنَ ما سرقتْ عيني وما انتهيت

والعينُ تسرق أحياناً وتنتهِبُ

فتلكَ من حُسن عينيها وهبتُ لها

قلبيَ ولوْ قبلتْ منِّي الذي أَهبُ

وما أريدهما إلا لرؤيتها

فإنْ تأبّت فما لي فيهما أَربُ

إذا يدٌ سَرقتْ فالحدُّ يقطعها

والحدُّ في سرقِ العينينِ لا يجبُ

لو يكتبُ أسماءَ الملوكِ إذاً

أَعطوطَ موضعَ بسمِ اللهِ في الحَسَبِ

لو كانَ يقعدُ فوقَ الشّمس من كرمٍ

قومٌ لقيل اقعدوا يا آل عبّاسِ

ثمَّ ارتقوا في شُعاع الشمس كلكمُ

إلى السماءِ فأنتمْ سادة الناسِ





الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

مالى والدنيا



مالى والدنيا




((كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))
صدق الله العظيم



لم أعرف حقا ً لماذا اعطيتها ذلك العنوان .. لكنني اعتقدت بأنه يناسب الصورة .
ورقة وحيدة فارقت الحياة بعد أن كانت في أعلى الأشجار مع بقية الأوراق
هاهي تسقط ...
فارقت الحياة...
وفارقت الأصدقاء
وانتقلت إلى مصيرها .... وحيدة...
وهذا حال الإنسان...
يعيش فمنهم من يجري خلف الطاعات ومنهم من يجري خلف المنكرات والملذات
وفي النهاية...
يلقى كل منا مصيره ...
(( وحــــــــيـــدا ً ))...

فهل منا من فكر في الاستعداد لاخرته قبل أن يفارق الحياة والأصحاب والأحباب؟؟!؟

يقول عز وجل في منزل تحكيمه::::

"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ" سورة الرحمن...

قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا:
[ مالي وللدنيا, ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,
فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها ] رواه الترمذي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الدنيا..
إذا كسـت أو كست..
وإذا أيـنـعـت نـعــت ..
وإذا جـلـت أوجـلــت ..
وكم من قبـور تـُـبـنى وما تبنا ..
وكم من مــريض عدنا وما عــدنا..
وكم من ملك رفعت له علامات ,فلما علا.. مات..
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرنَكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرنّكُم باللَّهِ الْغَرُورُ "

"يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ "


نعيشُ الحياةَ بسيلِ آمالٍ ..نَحيا أيَّـامهَا بساعاتِهَا ودقَائِقِهَا ..
نُهرولُ لتحقيقِ الأحلامِ فمَا هيَ إلاّ و قدْ سبقتْنَا الآجــالُ

أَينَ منْ كانَ بالأمسِ معنَا؟ .. أيْنَ منْ كانَ لهُ وجودٌ و الآنَ ليسَ هُنا؟

غَيَّبهُ هادِمُ اللذَّاتِ ومُفرِّقُ الجماعاتِ عنَّا

إنَّهُ المـــــــوتُ الذي سَيزورُنا جميعاً .. سأمُوتُ

وتموتُ .. وسَنرْحلُ جميعاً

قالَ تعالَى:

" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " 


أيها العبد : راقب من يراك على كل حال ، وما زال نظره إليك في 

جميع الأفعال ، وطهر سرك فهو عليم بما يخطر بالبال ، المراقبة 

                        على ضربين ، مراقبة الظاهر لأجل من يعلم ، وحفظ الجوارح                                                         
عن رذائل الأفعال ، واستعمالها حذراً ممن يرى ،

 فأما مراقبة الباطن فمعناها أدب القلب من مساكنة خاطر لا يرضاه المولى ،

 وأجد السير في مراعاة 

الأولى ، وأما مراقبة الظواهر فهي ضبط الجوارح عن رذائل الأفعال ،

 واستعمالها في معالي الأعمال ، فمن كان مقامه المراقبة فحال المحاسبة .

قال سري :

 الشوق والأنس يرفرفان على قلب فكان هناك الإجلال والهبية حلاً ولارحلاً ،

 ومن ظهر الخشوع على قلبه دخل الوقار على جوارحه .

قال حاتم الأصم :

 إذا علمت فانظر نظر الله إليك ، وإذا شكرت فاذكر علم الله فيك .

وقال أبو الفوارس الكرماني :

 من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر 

باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره باتباع السنة ،

 وعود نفسه أكل الحلال لم تخطىء ، له فراسة :

     ‌   كان رقيباً منك يرعى خواطري  

  وآخر يرعى ناظري ولساني

        فما نظرت عيناي بعدك منظراً  

  لعمرك إلا قلت : قد رمقاني 

        ولا بدرت من في بعدك لفظةً 

  لغيرك إلا قلت : قد سمعاني 

        ولا خطرت في ذكر غيرك خطرةً  

  على القلب إلا عرجا بعنان

        وفتيان صدق قد سمعت كلامهم   

وعفف عنهم خاطري وجناني

        وما الدهر أسلا عنهم غير أنني 

   أراك على كل الجهات تراني











 

الموت قادم



الموت قادم





 

الموت قادم لا محاله فهل من مستعد له انتبهوا يا كسالى الموت حق والفراق مؤلم


الموت قادم لا محاله فهل من مستعد له انتبهوا يا كسالى الموت حق والفراق مؤلم


الموت قادم لا محاله فهل من مستعد له انتبهوا يا كسالى الموت حق والفراق مؤلم


لابد من ألـــــــــم الفراق فلنستعـــــــــد





أحيانايتعلق أحدنا بشخص تعلقا شديدا، فيحبه ويتفانى في خدمته والتودد إليه 
لدرجة يعتقد معها استحالة الحياة من دونه، وهو في ذلك صادق! 

وعلى حين غرة وعلى غير موعد، يقدم هادم اللذات ومفرق الجماعات، فينتزع المحبوب من محبيه انتزاعا، ويترك المحب من حرقة الفراق يتألم 
سنة الله في خلقه .:" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ".... 
. 

سنة الله العادل التي لا تجامل أحدا، ولو كانت تجامل لجاملت حبيبنا محمد 
صلى الله عليه وسلم، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله 
عليه وسلم: أتاني جبريل فقال: "يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت 
فانك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه 
بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس" 

سنة الله الرحيم بخلقه الذي إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون، فأحبب من شئت،
وتعلق بمن شئت، فإنك مفارقه......لا إله إلا الله وحده الحي الذي لايموت..


لنا أحبة، وما ظننا يوما أن الموت سيأخذهم منا منهم من هم في ريعان شبابهم -بالرغم من إيماننا أن الموت
لا يفرق بين صغير وكبير، سقيم ومعافى، غني وفقير- غادرونا إلى الرفيق 
الأعلى تباعا، واحترقت قلوبنا لفراقهم - ونحن راضون بقضاء الله مؤمنون بأن 
ما يريده المولى لنا خير مما نريده لأنفسنا- . 

فاللهم ياواسع الرحمة،أشملهم بعنايتك، وأدخلهم فسيح جنانك، وتقبلهم قبولك 
للأبرار, ولا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم. 

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ 
وَالإكْرَامِ...


﴿ كل من عليها فان﴾ كل من على الأرض فان، زائل، فأنت لا 
محالة ميت، وكل من تحبه ومن تراه عينك قبور تمشي على الأرض.
لابأس هنا من الإشارة إلى أن الفناء ليس. 
مقتصرا على البشر ولمن على الأرض، يقول عز وجل: ﴿ كل شيء هالك إلا وجهه 
كل شيء هالك... نهاية يتساوى عندها كل مخلوووووووووووق. 

وقد يطرح السؤال التالي: هل قدر الإنسان أن يعيش حياته كلها يتجرع ألم فقدان الأحبة؟ أليس ثمة من حبيب لا يموت؟ 


يقول سبحانه: ﴿ إلا وجهه﴾أدة استثناء –إلا - ويقول أيضا: ﴿ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ أي "ويبقى ذات الله الواحد الأحد، ذو العظمة والكبرياء
والإنعام والإكرام.] 

الله اكبر‼ الله اكبر‼ 

الكل فان والله باق، حي لا يموت، فبشرى- من صميم القلب – لمن كان المولى جل
وعلا محبوبه، هنيئا لمن غلب حب ذو الجلال والإكرام، حبه لمن سواه، فاستعجل
الموت سبيلا للقاء المحبوب. 

كانت إحدى العابدات تقول: "والله لقد سئمت الحياة حتى لو وجدت الموت
يباع لاشتريته شوقا إلى الله وحبا للقائه، فقيل لها: على ثقة أنت من عملك 
قالت: لا والله! لحبي إياه وحسن ظني به، أفتراه يعذبني وأنا أحبه؟" . 

فيا رب! يا الله! يا واسع الرحمة! يا باق، أسالك أن ترزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا من حبك، وحب لقائك. آمين 


سبحان الخالق