السبت، 29 ديسمبر 2012

أتتك بِحَائنٍ رجلاه







أتتك بِحَائنٍ رجلاه 



  قصة مقتل عُبيد بن الأبرص على يد أبن النعمان 









"أتتْك بحائن رِجْلاه"، والمعنى حملتْه إلى هلاكه رِجْلاه، وقائله الشَّاعر عَبيد بن الأبرص، وقد قدم إلى المنذر بن النعمان يَطمع أن يُدْنِيه ويقرّبه ويصله بالهدايا والأُعْطيات، ولكنَّه وصل إليه في يوم بؤسِه.

وقد كان المنذر بن ماء السماء قد نادمه رجُلان من بني أسد، أحدُهُما خالد بن المضلل، والآخر عمرو بن مسعود بن كلدة، فأغْضباه في بعض المنطق، فأمر بأن يُحْفَر لكل واحد حفيرة بظهر الحيرة، ثم يُجعلا في تابوتين، ويدفنا في الحفرتين، ففُعِل ذلك بهما، حتَّى إذا أصبح سأل عنهُما، فأُخْبِر بهلاكهما، فندم على ذلك وغمَّه، ثم ركب المنذر حتى نظر إليهما، فأمر ببناء الغريين عليهما، فبُنِيا عليهما، وجعل لنفسه يومَين في السَّنة يجلس فيهما عند الغريين، يُسمي أحدهما يوم نعيم، والآخر يوم بؤس، فأول من يطلع عليه يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل شومًا؛ أي: سودًا، وأول مَن يطلع عليه يوم بؤْسِه يعطيه رأس ظربان أسود، ثم يأمر به، فيذبح ويغرى بدمه الغريان، فلبث بذلك برهةً من دهْرِه، يقتل في يوم بؤسه مَن يطلع عليه.


ثُمَّ إنَّ عَبيد بن الأبرص كان أوَّل مَن أشرف عليه في يوم بؤسِه، فقال: هلاَّ كان الذَّبح لغيرِك يا عبيد! فقال: أتتْك بحائنٍ رِجْلاه، فأرْسلها مثلاً، فقال له المنذر: أو أجلٌ بلَغ إِناه، فقال له المنذر: أنشِدْني، فقد كان شِعْرك يُعْجبني، فقال عَبيد: حال الجَريض دون القريض، وبلغ الحزام الطبيين، فأرْسلها مثلاً، فقال له النّعمان: أسْمِعني، فقال: المنايا على الحوايا، فأرْسلها مثلاً، فقال له آخَر: ما أشدَّ جزعَك مَن الموت! فقال: لا يرْحل رحلَك مَن ليس معك، فأرْسلها مثلاً، فقال له المنذر: قد أمللْتني، فأرحني قبل أن آمر بك، فقال عَبيد: من عزَّ بزَّ، فأرْسلها مثلاً، فقال المنذر: أنشدني قولك:

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ

فقال عَبيد:
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عَبِيدُ = فَلَيْسَ يُبْدِي وَلا يُعِيدُ
عَنَّتْ لَهُ عَنَّةٌ نَكُودُ = وَحَانَ مِنْهَا لَهُ وُرُودُ


فقال له المُنذر: يا عَبيد، ويْحَك، أنشِدْني قبل أن أذبَحك، فقال عبيد:
وَاللَّهِ إِنْ مِتُّ لَمَا ضَرَّنِي = وَإِنْ أَعِشْ مَا عِشْتُ فِي وَاحِدَهْ

فقال المنذِر: إنَّه لا بدَّ من الموت، ولو أنَّ النعمان عرضَ لي في هذا اليَوم لذبحتُه، فاختر إن شئت الأكحل، وإن شئت الأبجل، وإن شئت الوريد، فقال عَبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد وارِدُها شرُّ وراد، وحاديها شرُّ حاد، ومعادها شر معاد، ولا خيْر فيه لمرتاد، وإن كنت لا مَحالة قاتلي فاسْقِني الخَمْر، حتَّى إذا ماتت مفاصلي، وذهلتْ لها ذواهلي، فشأنك وما تريد، فأمر المنذر بِحاجته من الخمر، حتى إذا أخذتْ منه، وطابت نفسه، دعا به المنذر، ليقتُله، فلمَّا مثل بين يديْه أنشأ يقول:
وَخَيَّرَنِي ذُو البُؤْسِ فِي يَوْمِ بُؤْسِهِ = خِصَالاً أَرَى فِي كُلِّهَا المَوْتَ قَدْ بَرَقْ
كَمَا خُيِّرَتْ عَادٌ مِنَ الدَّهْرِ مَرَّةً = سَحَائِبَ مَا فِيهَا لِذِي خِيرَةٍ أَنَقْ
سَحَائِبَ رِيحٍ لَمْ تُوَكَّلْ بِبَلْدَةٍ = فَتَتْرُكَهَا إِلاَّ كَمَا لَيْلَةِ الطَّلَقْ

فأمر به المنذر، ففُصِد، فلمَّا مات غري بدمه الغريان".

=========
من جيِّد شعره:
الخَيْرُ يَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ = وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ

اسمه ونسبه:
قال أبو عمرو الشيباني: هو عَبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.

شاعرٌ فحْل فصيح من شُعَراء الجاهليَّة، وجعله ابنُ سلام في الطبقة الرَّابعة من فحول الجاهليَّة، وقرن به طَرَفَة وعلْقمة بن عبدة وعدي بن زيد.

شاعِر ضائع الشِّعر أخبرنا أبو خليفة، عن محمَّد بن سلام، قال: عَبيد بن الأبرص قديم الذِّكْر، عظيم الشُّهرة، وشعره مضطرِب ذاهب، اشتهر قوله:
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ

هلك عَبيد كما هلك كثيرٌ من الشعراء على أعتاب الملوك و ظلمهم؛ {إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34].

لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ ** لم يزل في أَضلُعي برقٌ ورعدُ





لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ  


 










قصيدة للدكتور غازي القصيبي :

رحمة الله عليه




لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ! ** لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ

أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـه ** أنا خيلُ الله نحو النصر تعـدو

أنـا تاريخـي.. ألا تعـرفهُ؟ ** خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ

أنـا صحرائي التي ما هُزِمتْ ** كلّمـا استشـهدَ بنـدٌ ثار بنـدُ

قسـماً ما قفـز الخـوف إلى ** قبضة الفارس.. ما اهتزَّ الفرندُ

ما دعانـا الفتحُ إلا شمخـتْ ** هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ 

**

لا تهيِّئ كفني.. ما زال لـي ** في صمودِ القِمم الشمّاءِ وعـدُ

لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي ** لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ

لا يغـرَّنـّك نصـلٌ موغلٌ ** في عروقـي.. فأنـا منه أحدُّ

لا يغـرَّنّـك عبـدٌ مرجفٌ ** بانتهائي.. لا يُخيفُ الحُرَّ عبـدُ

لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي ** لـي مع الثـأر مواثيقٌ وعَهـدُ

أومأتْ لي عـزّةٌ مجروحةٌ ** ودعتني من خيام الأسـر هِنـدُ

وبـدا لـي مسجـدٌ مكتئبٌ ** دنَّستـهُ بوحـولِ البَغي رُبْـدُ

ذكرَ الإسـراءَ فاهتـزَّ أسى ** ولإسرائيـلَ في المحرابِ جندُ

أيها المسجد يا مسرى الهُدى ** إنّ وعـدَ الله حـقٌّ لا يُصَـدُّ

الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا ** وغداً يمضي الصليبُ المستجدُّ 

**

قلْ لمن طار به الوهمُ اتئدْ ! ** ليس للظامئ في الأوهام وردُ

أيَّ سلم ترتجي من رجـل ** يدهُ بالخنجـر الدامـي تُمـدُّ

أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـل ** ضـجَّ في أعماقه الحقدُ الألدُّ

ديـر ياسيـن على راحتـه ** لعنـةٌ تتبعـهُ أيّـانَ يغـدو

سترى إذ تنجلي عنك الرؤى ** إنّـه للحـربِ لا السّلمِ يُعِدُّ

إنَّ ما ضُيّعَ في ساحِ الوغى ** في سوى ساحتها لا يُستـردُّ

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

درر وحكم من أقوال السلف






درر وحكم من أقوال السلف 




في
الصدق والإخلاص
***************


1. الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه , ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره أن يطلع الناس على السئ من عمله ، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين .
ابن القيم – مدارج السالكين (2/289) (3/186)


2. فلا يكون العبد متحققاً بـ : إياك نعبد إلا بأصلين : أحدهما متابعة الرسول والثاني : الإخلاص للمعبود . 
ابن القيم تهذيب المدارج : 68

3. والإخلاص لله أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده ، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه . 
ابن تيمية /النبوات ص / 147

4. وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته . 
ابن تيمية الفتاوى 10/198

5. بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها . 
ابن تيمية – الصارم المنكي ص/390

6. ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق . ابن رجب كلمة الإخلاص ص/31

7. ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ، ولا زهد إلا بعد التقوى ، والتقوى متابعة الأمر والنهي 
ابن تيمية الفتاوى 1/94

8.اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل إلى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه ، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه .
ابن رجب كلمة الإخلاص ص54

9. فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين. 
ابن تيمية الفتاوى (1/8)

10. إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر .
ابن تيمية الفتاوى (3/277)

11. وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يمده تقوى الرب وحسن القصد 
ابن القيم . أعلام الموقعين (1/69)

12. الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع. 
ابن القيم – مدارج السالكين (2/286)

13. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر .
ابن الجوزي – صيد الخاطر ص 287

14. فالإخلاص هو سبيل الخلاص والإسلام هو مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان. 
ابن القيم – مفتاح دار السعادة (1/74)

15. فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها .
ابن تيمية – الفتاوى (10/602)

16. فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه ، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص ، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله ، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها .
ابن القيم – مدارج السالكين (3/422)


17. الصديقية : كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً . 
ابن تيمية – تهذيب المدارج (399)

18. والصادق مستغرق في شهود الأسماء والصفات قد استولى على قلبه نور الإيمان بها ومعرفتها ودوام ذكرها .
ابن القيم – تهذيب المدارج (544)

19. فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ، ولكن اجذبه وشوقه واحفظ وديعة الله عندك .
ابن القيم – تهذيب المدارج (598)

20. فلا شئ أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل وأنه لا شيء وأنه ممن لم يصح له الإسلام بعد ، حتى يدعى الشرف فيه . 
ابن القيم – تهذيب المدارج(277)

21. وقلب الصادق ممتلئ بنور الصدق ومعه نور الإيمان . 
ابن القيم – مدارج السالكين (2/282)

22. فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده وإرادة وجهه وخشيته وحده ، ورجاءه وحده ، والطلب منه والذل له والافتقار إليه . ابن القيم - مدارج السالكين (202)


23. لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره .
ابن القيم : (الفوائد ص 185)

24. والصادق حقيقة : هو الذي قد أنجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقاءه ومن تكون هذه حاله لا يحتمل سبباً يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه . ابن القيم : تهذيب 401

25. وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً ، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب من أحب وما أحب ، ويبغض من أبغض وما أبغض ، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه . 
ابن القيم : تهذيب 642

26. فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ، والصدق في الأحوال استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص ، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ، فبذلك يكون العبد من الذين جاؤا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامه بها تكون صد يقيته .
ابن القيم : تهذيب 296

27. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء المكروب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد ، فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها . 
ابن القيم : الفوائد ص96

28. ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام وبكمال قوة الإخلاص في ذلك العمل .
ابن رجب : جامع العلوم 2/316


29. لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين . 
ابن القيم : الفوائد ص65

30. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . 
الفتاوى 1/198

31. فإن الإخلاص ينفي أسباب دخول النار ، فمن دخل النار من القائلين لا إله إلا اله فإن ذلك دليل على أنه لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار. 
ابن تيمية الفتاوى 10/261


32. أصدق في الطلب وقد جاءتك المعونة . 
ابن القيم : الفوائد ص127

33. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم . الفوائد ص181

34. من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره . ابن القيم : عدة الصابرين ص82

35. فمن تشبه بأهل الصدق والإخلاص وهو مراءٍ كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب .
عدة الصابرين ص205


36. إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي الله في قلوب العباد حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير . 
ابن حبان : روضة العقلاء ص28

37. فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب .ابن رجب جامع العلوم 2/417


38. فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله . ابن تيمية : مجموع الفتاوى 10/545

39. فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين . 
ابن تيمية الفتاوى 10/215

40. فتفاضل الأعمال عند الله تعالى ، بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها .
ابن القيم : الوابل الصيب ص 22

41. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . 
ابن تيمية: الفتاوى 10/198

42. لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار .
ابن القيم : الفوائد ص267

43. والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك . 
ابن القيم : الفوائد ص292

44. العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه . 
ابن القيم : الفوائد ص89

45. أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص .
ابن القيم : الفوائد ص89

46. والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته ، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة ، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول : لا إله إلا الله ما أمر الزكام.
ابن القيم : مدارج 3/422

47. والصادق تختلف عليه الأحوال ، فتارة يبوح بما أولاه ربه ومن به عليه لا يطيق كتمان ذلك وتارة يخفيه ويكتمه ، لا يطيق إظهاره وتارة يبسط وينشط ، وتارة يجد لسانه قائلاً لا يسكت وتارة لا يقدر ينطق بكلمة وتارة تجده ضاحكاً مسروراً وتارة باكياً حزيناً .
ابن القيم : مدارج 3/442

48. فالصدق والإخلاص هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر إلى بذلك.
ابن القيم : مدارج 3/441)

49. والصديق هو الذي صدق في فعله وقوله وصدق الحق بقوله وفعله فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله ، عكس المنافق الذي ظاهره خلاف باطنه وقوله خلاف عمله . 
ابن القيم : مدارج 3/212

50. كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب. 
ابن القيم : الفوائد ص245

51. لو أبصرت طلائع الصديقين في أوائل الركب ، أو سمعت استغاثة المحبين في وسط الركب ، أو شاهدت ساقة المستغفرين في آخر الركب لعلمت أنك قد انقطعت تحت شجر أم غيلان . ( شجرة السمر ) 
. ابن القيم : الفوائد ص393


52. شجرة الإخلاص أصلها ثابت لا يضرها زعزاع ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) وأما شجرة الرياء فإنها تجتث عند نسمة من كان يعبد شيئاً فليتبعه .
ابن القيم : الفوائد ص395

.53رياء المرائين صَيَّرَ مسجد الضرار مزبلة وخربة (لا تقم فيه أبداً )وإخلاص المخلصين رفع قدر التفث (رب أشعث أغبر ) .. قلب من ترائيه بيد من أعرضت عنه ، يصرفه عنك إلى غيرك ، فلا على ثواب المخلصين حصلت ولا إلى ما قصدته بالرياء وصلت وفات الأجر والمدح فلا هذا ولا هذا . 
ابن القيم : الفوائد ص395

54. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب . ابن القيم : الفوائد ص385
55. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله .
ابن القيم : الفوائد ص328

56. فالله يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق ، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل . 
ابن القيم : الفوائد ص327

57. أصل أعمال القلوب كلها: الصدق .
ابن القيم : الفوائد ص245

58. فأعلى مراتب الصدق : مرتبه الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول , مع كمال الإخلاص للمرسل 
ابن تيمية المدارج ص 396

59. ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى : الحفظ ، الصدق ، صحة الكتاب.
مختصر الكامل لابن عدي ص99

60. إخلاص الدين لله أصل العدل ، كما أن الشرك بالله ظلم عظيم . 
ابن تيمية : الفتاوى 1/87

61. من ترك المألوفات والعوائد مخلصاً صادقاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو أم كاذب .
ابن القيم : الفوائد ص199

62. والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ، ويثيب الصادق بأن يوقفه للقيام بمصالح دنياه وآخرته ، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولامفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب ، قال تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).
ابن القيم : الفوائد ص245

63. وكلما حقق العبد الإخلاص في قول : لا إله إلا الله خرج من قلبه تأله ما يهواه ، وتصرف عنه الذنوب والمعاصي ، كما قال تعالى : ] كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ فعلل صرف السوء والفحشاء بأنه من عباد الله المخلصين وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم ] إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [ وقال الشيطان : ] فبعزّتك لأغوينهم أجمعين .. إلا عبادك منهم المخلصين 
[ ابن تيمية: الفتاوى 10/651
64. ما كان لله بقي .الإمام مالك : الرسالة المستطرفة ص9


65. الإخلاص لله يورث الفهم عن الله . الخطيب البغدادي

66. والمخلصين أطيب الناس عيشاً في هذه الدنيا . الجواب الكافي 

67. ما أسر عبد بسريره إلا أظهرها الله على فلتات لسانه . ابن أبي العز الحنفي : شرح الطحاوية ص152 .
الوابل الصيّب ص / 62 – النبوات ص / 147

68. الصادق مطلوبه رضى ربه وتنفيذ أوامره وتتبع محابه 
ابن القيم : تهذيب 400

69. حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزائم .
ابن القيم : تهذيب 381

70. مع كمال الإخلاص والذكر والإقبال على الله سبحانه وتعالى ، يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين . ابن القيم : مدارج 377


71. فإن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب له لهذه الرؤية : استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها ، وقلة زاده في عينه ، فمن عرف الله وعرف نفسه ، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان.
ابن القيم : مدارج 2/293

72. فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب . 
ابن القيم : مدارج 2/487

73. فاعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم ، بالتعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع . ابن الجوزي : صيد الخاطر ص339

74. والله عز وجل معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ ، وخلع الحول والقوة ، وهو الموفق .
ابن الجوزي : صيد الخاطر ص328

75. فإن الله عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين. 
ابن الجوزي : صيد الخاطر ص387

76.والصادق مضطر أشد الضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرسول في ظاهره وباطنه ، والإقتداء به والتعبد بطاعته في كل حركة وسكون مع إخلاص القصد لله عز وجل 
ابن القيم : مدارج 3/295

77.فإن العبد إذا صدق مع الله رضي الله بعمله وحاله ويقينه وقصده . 
ابن القيم : مدارج 2/295

78. ومن علامة الصادق : أنه لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويستكثر من الأسباب التي تقربه إليه وتدنيه منه ، لا لعلة من علل الدنيا ولا لشهوة من شهواتها ، كما قال عمر بن الخطاب : لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله ، ومكابدة الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر .
ابن القيم : مدارج 3/213

79. الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل به كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به . 
الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص


80. وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلى بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا .
الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص

81. إن العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر . 
الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص

82. فينبغي لطالب العلم أن يخلص في الطلب نيته ، ويجدد للصبر عزيمته ، فإذا فعل ذلك كان جديراً أن ينال منه بغيته . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي 2/179

83. ومن علامات الصادقين : التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة ، والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام ، والإيثار لأمر الله ، والحياء من نظره ، والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول ، وأن يكون نومه غلبه ، وأكله فاقه وكلامه ضرورة، وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به : صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به ، وإذا تكلم انتفع به من سمعه .
ابن القيم : مدارج 2/380

84. وفي القلب فاقه عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغنى بحب الله الذي إن حصل للعبد حصل له كل شئ وإن فاته فاته كل شيء فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غنى سواه ، فالغنى به وبحبه هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره ألبته ، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه حسرات ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح والله المستعان . 
ابن القيم : طريق الهجرتين ص/ 34


85. فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلاهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره ، ولا صلاح لها إلا بمحبته سبحانه ، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ، و.. والمقصود أن إله العبد الذي لا بد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين هو الإله الحق وهو الله الذي كل ما سواه باطل والذي أينما كان فهو معه ، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة .
ابن القيم : طريق الهجرتين ص / 58


86. ولا بد في جميع الواجبات والمستحبات أن تكون خالصة لرب العالمين كما قال تعالى :( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين 
. ابن تيمية : الفتاوى 1/190

87. فمن عمل خيرا ًمع المخلوقين سواءً كان المخلوق نبياً أو رجلاً صالحاً أو ملكاً من الملوك أو غنياً من الأغنياء ، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصاً يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلب من المخلوق جزاءً ولا دعاءً ولا غيره . 
ابن تيمية : الفتاوى 1/188