الخميس، 28 يوليو 2016

كفُّوا عن جعل الحمقى مشاهير




كفُّوا عن جعل الحمقى مشاهير








 2016/07/28
    رحم الله هذا الزمان الذي غدا فيه أشباه المجانين 
والمعتوهين والحمقى والمبتَذلين مشاهير عظماء؛ 
يستدعون إلى برامج ذات توقيت ذكي، يصرف لإنتاجها 
مبالغ مهولة، وتبث على قنوات جماهيرية، يستضافون
 في فنادق ضخمة ويتم تقديمهم للناس بتوصيفات العظماء 
والمنجزين ومن خدموا البشرية جمعاء...

من هم أولئك الذين تتم استضافتهم في البرامج 
ومنحهم شهرة ونجومية!!! مجملهم يمثلون التفاهة 
والسخف والابتذال في أصدق معانيها!!

لمجرد انتهاك قيمة دينية على مرأى ومسمع الناس،
أو تحدي عرف اجتماعي نبيل،
 أو خرق عادة أصيلة بين الناس... غدوا مشاهير عظماء!!

لمجرد أداء أدوار تمثيلية ركيكة وتجسيد أفكار أكثر سخفاً 
وسطحية، بلا حرفية ولا وعي ولا دراية بمفهوم الفن،
 ربما ما قرأ أحدهم كتاباً قط عن الفن والجمال
 وأفق التلقي للجماهير، 
وبراعة الأداء... غدوا مشاهير عظماء!!

لمجرد خروج فتيات من مجتمع محافظ على قيم الحياء 
والتستر والعفة 
نحو السفور وقلة الحياء وتعري الأكتاف والسيقان والتبجح 
بالألفاظ النابية 
والتغرير بالمراهقين والمراهقات ممن يعانون من فراغ 
وينزعون 
للبحث عن قيمة، بملاحقة تصرفاتهم الهستيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، 
يستدعين في البرامج لتكريمهن كما يكرم الأبطال
 الشجعان وصناعتهن كنجمات!!

المثير للاستغراب أن أقل الناس فهماً للفن والحياة والناس 
وأتعسهم إدارة لأوقاتهم بقدرة قادر وبمجرد استضافتهم 
في البرامج يتبنون دور المنظّر المرشد الموجّه الواعظ 
في الحياة والوجود خلال أحاديثهم السطحية وأساليبهم 
الركيكة وذهنهم المشوش.. ومن دون مقدمات تجد لهم 
مقاطع ترشدك للصواب وتحلل النفسيات والمواقف وتعطي 
أحكاماً قطعية للأحداث... وهم أحوج الناس للإرشاد.

أين هم العظماء الحقيقيون ممن شرّفوا أوطانهم وقدموا 
للإنسانية والوجود خدمة وإفادة؛ الأطباء البارعون، الطلاب 
المخترعون، والمبتعثون المميزون ممن أدهشوا العالم، 
الأساتذة المتفانون الذين شكلوا علامات فارقة في حياة 
طلابهم، المفكرون، المؤسسون لمشاريع إنسانية..... 
لماذا لا يستضافون وتتم صناعتهم كنجوم .. وهم فعلاً نجوم 
ومنارات يهتدى بها للناس في خلق قيمة حقيقية لأبنائنا 
وترك بصمة رائعة في معترك الحياة، بدل أولئك التافهين 
المبتذلين المستحوذين على الشاشات 
ومن شكلوا نكوصاً فادحاً في وعي الناس..




ليست هناك تعليقات: