إياك وإياك يا أخي
********************************
***********************
**************
غدا توفي النفوس ما كسبت ... ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ... وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا
فالله ذو رحمة وذو كرم ... وإن جهلنا فحمله يسع
يا رب اكتبنا اليوم في ملاء ... تمسكوا بالكتاب فانتفعوا
وأغننا واعف عن جريمتنا ... وافن بأمن نتضرع
********************************
***********************
**************
فلا تكن يا أخي غافلاً عنها فأنت تحاسب بها يوم القيامة، وإذا أردت أمراً من أمور الدنيا فعليك بالتردد فيه، فإن رأيته موافقاً لآخرتك فخذه، وإلا فقف عنه حتى تنظر من أخذه؟ كيف عمل في؟ وكيف نجا منه؟ ونسأل الله السلامة.
وإذا أردت أمراً من أمور الآخرة فشمر إليه وأسرع من قبل أن يحول بينك وبينه الشيطان.
وإياك أن تخون مؤمناً، فمن خان مؤمناً فقد خان الله ورسوله.
وعليك بتقوى الله والعمل بما علمك الله، والمراقبة لله تعالى حيث لا يراك
أحد إلا الله.
********************************
***********************
**************
وإياك والحرام، فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من حرام.
وإياك والطمع، فإن الطمع هلاك الدين وإياك أن تضلل نفسك.
وأحذر يا أخي أن يراك الله مشتغلاً بغيره فتسقط من عينه، ولا تكن غافلاً عنه فإنه ليس بغافل عنك.
وعليك بتقوى الله العظيم وأن لا يفارق ذكر الموت قلبك، وأن يكون ذكر الله عز وجل لازماً لسانك وقلبك، وأن تديم النظر في كونه مطلعاً عليك.
********************************
***********************
**************
فعليك بالاستغفار لما قد سلف عن ذنوبك، واسأل الله السلامة لما بقي من عمرك. وإياك أن تخرج من الدنيا على غير توبة.
واعلم يا أخي أنك ميت، ومبعث، ومحاسب بعملك، ثم الوقوف بين يدي الله وأنت خاضع وذليل، قد نشر ديوانك وطهر كتابك، والجنة عن يمينك والنار عن يسارك والصراط بين يديك والله عز وجل مطلع عليك، يقول لك: إقرأ كتابك.. وأنت مشفق مما فيه حذراً من فضائحه ودواهيه. فإن كنت سعيداً فإلى جنة عالية، وإن كنت شقيا فإلى نار حامية.
فتزود يا أخي لنفسك ... ومثل الآخرة عليك بقلبك. واجعل الموت بين عينيك.. ولا تنس وقوفك بين يدي الله عز وجل ... وكن من الله على وجل.. وأد فرائض الله ... وكف عن محارم الله وخالف هواك.. واذكر الله عز وجل في كل وقت.. واحمد الله على كل حال.. واجعل شوقك إلى الجنة ... واستعذ بالله تعالى من النار.. وإياك ومخالفة الله تعالى فيما أمرك به ودعاك إليه.. واعلم أن بين يديك أهوالا وموقف.
فإن استطعت يا أخي أن تعد لك كل يوم زاد لما بين يديك فافعل، فإن
********************************
***********************
**************
الأمر أعجل من ذلك.
فتزود يا أخي لنفسك وخذ في جهازك، وكن وصي نفسك..
واعلم يا أخي أن الليل والنهار لا يرجعان، والعمل لا يعود والطالب حثيثما، والليل والنهار يسرعان في هدم نفسك وفناء عمرك وانقضاء أجلك.
فلا تطمئن يا أخي حتى تعلم أين مسكنك ومصيرك ومستقرك ومنزلك.
فانظر لنفسك، واَقض ما فاتك، وأقض ما أنت قاض من أمرك. وكأني بالأمر يأتيك على بغتة.
وإنني لا أقول ولا اًعلم أحدا أشد تضييقاً مني لذلك، فكأنك بالقيامة وقد قامت، وبالنفس الأمارة وقد لامت، وانفجعت عين طال ما نامت، ونحرت قلوب العصاة وقد هامت
********************************
***********************
**************
خذ القناعة من دنياك وارض بها
لو لم يكن لك فيها الا راحة البدن
يازارع الشر موقوف على الوهن
فعلا جميلا لعل الله يرحمنى
عسى تجزين بعد الموت بالحسن
********************************
***********************
**************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق