الأربعاء، 19 مارس 2014

رحلة ومصــــــــــــير








    
 رحلة ومصــــــــــــير

 


يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ ... كُنْ لِلْمُهَيْمِنِ صَادِقَ الإِيْمَانِ

وَاعْلَمْ بأنَّ الله خَالِقُكَ الذِي ... سَوَّاكَ لم يَحْتَجْ إلى إِنْسَانِ

خَلَقَ البَرِيَّةَ كُلَّهَا مِن أَجْلِ أَنْ ... تَدَعْوُهُ بِالإخْلاصِ وَالإذْعَانِ

قَدْ أَرْسَلَ الآياتِ مِنْهُ مُخَوِّفًا ... لِعَبَادِه كَي يُخلِصَ الثَّقَلانِ

وَأَبَانَ لِلإنْسَانِ كُلَّ طَرِيْقَةٍ ... كَي لا يَكُونَ لَهُ اعْتِذَارٌ ثَانِي

ثُم اقْتَضَى أَمْرًا وَنَهْيًا عَلَّهَا ... تَتَمَيَزُ التَّقْوَى عَن العِصْيَانِ

وَوُلِدْتَ مَفْطُورًا بِفِطْرتَكِ التِي ... لَيْسَتْ سِوَى التَّصْدِيْقِ والإِيْمَانِ

وَبُلِيْتَ بالتَّكْلِيْف أَنْتَ مُخَيَّر ... وَأَمَامَك النَّجْدَانِ مُفْتَتَحَانِ

فَعَمِلْتَ مَا تَهْوَى وَأَنْتَ مُرَاقَبٌ ... مَا كُنْتَ مَحْجُوبًا عَن الدَّيَّانِ ...

ثُم انْقَضَى العُمْرُ الذِي تَهْنَا بِهِ ... وَبَدَأْتَ فِي ضَعْفٍ وَفي نُقْصَانِ

وَدَنَا الفِرَاقُ ولاتَ حِيْنَ تَهْرُّب ... أَيْنَ المَفَرُّ من القَضَاءِ الدَّانِي

وَالْتَفَّ صَحْبُكَ يَرْقُبُوْنَ بِحَسْرةٍ ... مَاذَا تَكُونُ عَوَاقِبُ الحَدَثَانِ

واسْتَلَّ رُوْحَكَ وَالقُلُوبُ تَقَطَّعَتْ ... حُزنًا وَألْقَتْ دَمْعَهَا العَيْنَانِ

فَاجتَاح أَهْلَ الدَّارِ حُزْنٌ بَالِغٌ ... وَاجْتَاحَ مِن حَضَرُوا مِن الجِيْرَانِ

فالبِنْتُ عَبْرَى لِلْفِرَاقِ كَئِيْبَة ... وَالدَّمْعُ يَمْلأ سَاحَةَ الأَجْفَانِ

والزَّوْجُ ثكْلَى والصِّغَارُ تَجَمعُوا ... يَتَطَّلَعُوْنَ تَطَلُعَ الحَيْرَانِ

والابنُ يَدْأبُ في جَهَازِكَ كَاتِمًا ... شَيْئًا مِن الأَحْزَانِ وَالأَشْجَانِ

وَسَرَى الحَدِيْثُ وَقَدْ تَسَاءَلْ بَعْضُهُم ... أَوْ مَا سَمِعْتُم عَنْ وَفَاةِ فُلانِ

قَالُوا سَمِعْنَا والوَفَاةُ سَبِيْلُنَا ... غَيْرُ المُهَيْمِنِ كُلُّ شَيءٍ فَانِي

وَأَتَى الحَدِيْثُ لِوَارِثِيْكَ فَأَسْرَعُوا ... مِن كُلِّ صَوْبٍ لِلْحُطَامِ الفَانِي

وَأَتَى المُغَسِّلُ والمُكَفِّنُ قَدْ أَتَى ... لِيُجَلِلُوكَ بِحُلِّةِ الأَكْفَانِ

وَيُجَرِّدُوْكَ مِن الثِّيَابِ وَيَنْزَعُوْا ... عَنْكَ الحَرِيْرَ وَحُلَّةَ الكتَّانِ

وَتَعُودُ فَرْدًا لَسْتَ حَامِلَ حَاجَةٍ ... مِن هَذِه الدُّنْيَا سِوَى الأَكْفَانِ

وَأَتى الحَدِيْثُ لِوَارِثِيْكَ فَأَسْرَعُوا ... فَأَتُوا بِنَعْشٍ وَاهِن العِيْدَانِ

صَلُّوا عَلَيْكَ وَأَرْكَبُوكَ بِمَرْكَبٍ ... فَوْقَ الظُّهُورِ يُحَفُّ بِالأَحْزَانِ

حَتَّى إِلى القَبْرِ الذِي لَكَ جَهَّزُوا ... وَضَعُوكَ عِنْدَ شَفِيْرِهِ بِحَنَانِ

وَدَنَا الأَقَارِبُ يَرْفَعُونَكَ بَيْنَهُم ... لِلَّحدِ كَي تُمْسِي مَع الدِّيْدَانِ

وَسَكَنَت لَحْدًا قَدْ يَضِيْقُ لِضِيْقِهِ ... صَدْرُ الحَلِيمِ وَصَابِرُ الحَيَّوانِ

وَسَمِعَت قَرْعَ نِعَالِهِم من بَعْدِ مَا ... وَضَعُوكَ في البَيْتِ الصَّغِيْرِ الثَّانِي

فِيهِ الظَّلامُ كَذا السُّكُونُ مُخَيَّمٌ ... وَالرُّوْحُ رُدَّ وَجَاءَكَ المَلَكَانِ

وَهُنَا الحَقِيْقَةُ وَالمُحَقِقُ قَدْ أَتَى ... هَذَا مَقَامُ النَّصْرِ وَالخُذْلانِ

إِنْ كُنْتَ في الدُّنْيَا لِرَبِّكَ مُخْلِصًا ... تَدْعُوْهُ بِالتَّوحِيْدِ والإِيْمَانِ

فَتَظَلُّ تَرْفُلُ في النَّعِيْمِ مُرَفهًا ... بِفَسِيْحِ قَبْرٍ طَاهِرِ الأَرْكَانِ

وَلَكَ الرَّفِيْقُ عَن الفِرَاقَ مُسَلِيًّا ... يُغْنِي عن الأَحْبَابِ وَالأَخْدَانِ

فُتِحَتْ عَلَيْكَ مِن الجِنَانِ نَوَافِذ ... تَأْتِيْكَ بِالأَنْوَارِ وَالرَّيْحَانِ

وَتَظَل مُنْشَرِحَ الفُؤادِ مُنَعمًا ... حَتَّى يَقُومَ إلى القَضَا الثَّقَلانِ ...

تَأْتِي الحِسَابَ وَقَدْ فَتَحَتْ صَحِيْفَةً ... بِالنُّورِ قَدْ كُتِبَتْ وَبِالرِّضْوَانِ

وَتَرَى الخَلائِقَ خَائِفِيْنَ لِذَنْبِهِم ... وَتَسِيْرُ أَنْتَ بِعِزَّةٍ وَأَمَانِ

وَيُظِلُّكَ اللهُ الكريمُ بِظِلِّهِ ... وَالنَّاسُ في عَرَقٍ إِلى الآذَانِ

وَتَرَى الصِّرَاطَ وَلَيْسَ فِيهِ صُعُوبَةٌ ... كَالبَرَقِ تَعْبُرُ فِيهِ نَحْوَ جِنَانِ

فَتَرى الجِنَانَ بِحُسْنِهَا وَجَمَالِهَا ... وَتَرَى القُصُورَ رَفِيْعَةَ البُنْيَانِ

طِبْ في رَغِيْدِ العَيْشِ دُوْنَ مَشَقَّةٍ ... تُكْفِى مَشَقَّةُ سَالِفِ الأَزْمَانِ

وَالبَسْ ثِيَابَ الخُلْدِ واشْرَبْ وَاغْتَسِلْ ... وَابْعِدْ عَن الأَكْدَارِ وَالأَحْزَانِ

سِرْ وانْظُرِ الأَنْهَارَ واشْرَبْ مَاءَهَا ... مِن فَوْقِهَا الأَثْمَارِ في الأَفْنَانِ

وَالشَّهْدُ جَارٍ في العُيُونِ مُطَهَّرٌ ... مَع خُمْرَةِ الفِرْدَوْسِ وَالأَلْبَانِ

وَالزَّوْجُ حُورٌ في البُيُوتِ كَوَاعِبٌ ... بِيْضُ الوُجُوهِ خَوَامِصُ الأَبْدَانِ

أَبكار شِبْهِ الدّرِِّ في أَصْدَافِهِ ... وَاللؤُلُؤ المَكْنُونِ وَالمَرْجَانِ

وَهُنَا مَقَرٌّ لا تَحَوُّلَ بَعْدَهُ ... فِيْهِ السُّرُورِ برؤيَةِ الرَّحمنِ

أَمَّا إِذَا مَا كُنْتَ فِيْهَا مُجْرِمًا ... مُتَتَبِعًا لِطَرَائِقِ الشَّيْطَانِ

ثَكِلَتْكَ أمُّكَ كَيْفَ تَحْتَمِلُ الأَذَى ... أَمْ كَيْفَ تَصْبِرُ في لَظَى النِّيْرَانِ

فَإِذَا تَفَرَّقَ عَنْكَ صَحْبُكَ وانْثَنَى ... حُمَّالُ نَعْشكَ جَاءَكَ المَلَكَانِ

جَاءَا مَرْهُوْبَيْنِ مِن عَيْنَيْهِمَا ... تَرمى بِأَشواظٍ مِنَ النِّيْرَانِ

سَألاكَ عَن رَبٍّ قَدِيْرٍ خَالِقٍ ... وَعَن الذي قَد جَاءَ بِالقُرْآنِ

فَتَقولُ لا أَدْرِي وَكُنْتَ مُصَدقًا ... أَقْوَالَ شِبْهِ مَقَالَةِ الثَّقَلانِ

فَيُوبخِانِكَ بِالكَلام بِشِدَّةِ ... وَسَيْضَرِبَانِكَ ضَرْبِةَ السَّجَانِ

فَتَصِيْح صَيْحَةَ آسِفٍ مُتَوَجِعٍ ... وَيَجِي الشُّجَاعُ وَذَاكَ هَوْلٌ ثَانِي

وَيَجِي الرَّفِيْقُ فَيَا قَبَاحَة وَجْهِهِ ... فَكَأَنَّهُ مُتَمَردٌ مِن جَانِ

وَتَقُوْلُ يَا وَيْلا أَمَا لي رَجْعَةٌ ... حَتَّى أَحلَّ بِسَاحَةِ الإِيْمَانِ

لَو عُدْتَ للدنْيَا لَعُدْتَ لِمَا مَضَى ... في جَانِبِ التَّكْذِيْب والعِصْيَانِ









الخميس، 6 مارس 2014

لهَفِيْ عَلَى الإِسْلاَمِ مِنْ أَشْيَاعِهِ ..




لهَفِيْ عَلَى الإِسْلاَمِ مِنْ أَشْيَاعِهِ






لهَفِيْ عَلَى الإِسْلاَمِ مِنْ أَشْيَاعِهِ ... لْهَفِي عَلَى القْرآنِ والإِيْمانِ

لْهَفِيْ عَلَيْهِ تَنَكَّرَتْ أَعْلاَمُهُ ... إلا عَلَى الخِرِّيْتِ في ذَا الشَّانِ

لْهَفِيْ عَلَيْهِ أَصْبَحت أَنْوَارُهُ ... مَحْجُوْبَةً عَن سَالِكٍ حَيْرَانِ ...

لْهَفِيْ عَلَيْهِ أَصْبَحَتْ أَنْصَارُهُ ... في قِلَّةٍ في هَذِهِ الأَزْمَانِ

لْهَفِيْ عَلَيْهِ أَهْلُهُ في غُرْبَةٍ ... أَضْحَوْا وَهُمْ في الأَهْلِ وَالأَوْطَانِ

لْهَفِيْ عَلَيْهِمْ أَصْبَحُوا في ضَيْعَةٍ ... أَنْوَارُهُمْ تَخْفَى عَلَى العُمْيَانِ

لْهَفِيْ عَلَيْهِمْ كَمْ لَنَا قَدْ أَخْلَصُوْا ... في النُّصْحِ لَوْ كَانَتْ لَنَا أُذُنَانِ

لْهَفِيْ عَلَى مَنْ يَجْلِبُونَ عَلَيْهِمُو ... بالنُّصْحِ كُلَّ أَذى وَكْلَّ هَواَنِ

لْهَفِيْ عَلَى مَنْ هُمْ مَصَابَيْحُ الهُدى ... مَا بَيْنَنَا لَوْ تُبْصِر العَيْنَانِ

لْهَفِيْ عَلَيْهِم أُوْجِدُوْا في أمَّةٍ ... قَنعَتْ مِن الإٍسْلاَمِ بالعُنْوَانِ

لاَ يُعْرَفُ المَعْرُوْفُ فَيْمَا بَيْنَنَا ... والنَّكْرُ مَأْلُوفٌ بِلاَ نُكْرَانِ

فَتَصَدَّرَ الجُهَّالُ والضُّلاَّلُ فِيْـ ... ـهِمْ بادِِّعَاءِ العِلْمِ والْعِرْفَانِ

مِنْ كُلِّ مَنْ يَخْتَالُ في فَضاضِهِ ... فَدْم ثَقِيْلٌ وَاسِعُ الأرْدَانِ

مُتَقَمِّشٌ مِن هَذِهِ الأَوْضَاعِ والْـ ... آرَاءِ إِمَّعَةٌ بِلاَ فُرْقَانِ
يُبْدِيْ التَّمَشْدُقَ في المَحَافِلِ كَيْ يُرَى ... لِلنَّاسِ ذَا عِلْمٍ وذَا إِتقان
تَبًّا لَهُ مِن جَاهِلٍ مُتَعَالِمٍ ... مُتسَلِّطٍ بِوِلاَيَةِ السُّلْطَانِ
رَفَعَتْ خَسِيْسَتَهُ المَنَاصِبُ فازْدَرَى ... أَهْلَ الهُدَى والعِلْمِ والإِيْمَانِ
لَيْسَ التَّرَفُعُ بالمَنَاصِبِ رِفْعَةً ... بالعِلْمِ والتَّقْوَى عُلُّوُ الشَّانِ
تَرَكَ المَنَابِرَ مَنْ يَقُوْمُ بِحَقِّهَا ... مِنْ كُلِّ ذِيْ لَسْنٍ وَذِيْ عِرْفانِ
وَنَزَا عَلَيْهَا سَفْلَةٌ يَا لَيْتَهُمُ ... قَدْ أُدْرِجُوْا مِنْ قَبْلُ في الأكْفَانِ
كَمْ يَأْمُرُوْنَ بِمُحَدَثَاتٍ فَوْقَهَا ... تَقْضِيْ عَلَى سَنَن سُنن حِسَانِ
تَبْكِيْ المَنَابِرُ مِنْهُمُو وَتَوَدُّ لَوْ ... تَنْدَكُّ تَحْتهُمُو إلى الأَرْكَانِ
مَا عِنْدَهُمْ بالأَمْرِ الأَوَّلِ خِبْرَة ... بَلْ نَقْلُ آرَاءٍ أَو اسْتِحْسَانِ
ثَكِلْتْهُم الآبَاءُ إنَّ حَيَاتَهُمْ ... مَوْتٌ لِسُنَّةِ خَاتَمِ الأَدْيَانِ
جَهِلُوْا كِتَابَ اللهِ وَهُوَ نَجَاتُهُمْ ... وَهْدَى النَّبِي مُبَيِّنِ القُرْآنِ
وَجَفَوْا مَنَاهِجَ خَيْر أَسْلاَفٍ لَهَمْ ... في التعلُّمِ والتَّقْوَى وَفي الإِتْقَانِ
لاَ يَرْجِعُوْنَ لآيَةٍ أَوْ سُنَّةٍ ... أَوْ سِيْرَةِ المَاضِيْنَ بالإحْسَانِ ...
بَلْ يَرْجِعُونَ لِرَأْي مَنْ أَلْقَوْا لَهُمْ ... بِأَزِمَّةِ التَّقْلِيْدِ والأَرْسَانِ
وَكذَاكَ يَرْجِعُ مَنْ تَصَوَّفَ فِيْهِمُو ... للذَّوْقِ أَوْ لِتَخَيُّلٍ شَيْطَانِي
والآخَرُوْنَ أَتُوْا لَنَا بِطَرَائِقٍ ... غَيْرِ الطَّرِيْقِ الأقْوَمِ القْرْآنِي
وَمْحَصَّلُ الطُّرُقِ الَّتي جَاءُوْا بِهَا ... أَوْضَاعُ سُوْءٍ رَدَّهَا الوَحْيَانِ
وَكَذا رُءُوسُهُمُ الطَّغَاةُ فَإنَّهُمْ ... لَمْ يَرْفَعُوْا رَأْسًا بِذَا الفُرْقَانِ
مَا حَكَّمُوْا فِيْهِمْ شَرَائِعَ دِيْنهِمْ ... وَالعَدْلُ فِيْهَا قَائِمُ الأَرْكَانِ
بَلْ حَكَّمُوْا في النَّاسِ آراءً لَهُمْ ... مِنْ وَحْيِ شَيْطَانٍ أَخِي طُغْيَانِ
وَيْحَ الشَّرِيْعَةِ مِنْ مَشَايِخِ جُبَّةٍ ... واللَّابِسِيْنَ لَنَا مُسُوْكَ الضَّانِ
غَزَوُا الوَرَى بالزِّيْ والسَّمْتِ الذِي ... يُخْفِيْ مَخَازِيْ الجَهْلِ والعِصْيَانِ
وَرْءُوسُ سُوْءٍ لاَ اهْتِمَامَ بِهمْ بِدِيْـ ... ـنٍ قَامَ أوْ قَدْ خَرَّ لِلأَذْقَانِ
وَلَربَّمَا أَبْدَوْا عِنَايَتَهُمْ بِهِ ... بسِيَاسَةٍ تَخْفَى على الإِنْسَانِ
حُرِمُوْا هِدَايَةَ دِيْنِهمْ وَعُقُوْلِهمْ ... هَذَا وَرَبِّكَ غَايَةُ الخُسْرَانِ
تَرَكُوْا هِدَايَةَ رَبِّهمْ فإذَا بِهمْ ... غَرْقَى مِن الآرَاءِ في طُوْفَانِ
وَتَفَرَّقُوْا شِيَعًا بِهَا عَنْ نَهْجِهِ ... مِنْ أَجْلِهَا صَارُوْا إلى شَنَآنِ
كُلٌ يَرَى رَأْيَاً وَيَنْصُرُ قَوْلَهُ ... وَلَهُ يُعَادِي سَائِرَ الإخْوَانِ
وَلَو أَنَّهُمْ عِنْدَ التَّنَازُعِ وُفِّقُوْا ... لَتَحَاكَمُوْا للهِ دُوْنَ تَوَانِ
ولأَصْبَحُوْا بَعْدَ الخِصَامِ أحِبَّةً ... غَيْظَ العِدَا وَمَذَلَّةَ الشَّيْطَانِ
لَكِنَّهُمْ إذْ آثَرُوْا وَادِي تَخَيْـ ... ـيَبَ أَصْبَحُوْا أَعْدَاءَ هَذَا الشَّانِ
فالمُقْتَدِيْ بالوَحْي في أَعْمَالِهِ ... يَلْقَى الأذَى مِنْهُمْ وَكُلَّ هَوَانِ
لِعُدُوْلِهِ عَنْ أَخْذِهِ بمَذَاهِبٍ ... في الرَّأْيِ مَا قَامَتْ عَلَى بُرْهَانِ
وَغَدَتْ شَرِيْعَتُنَا بِمُوْجِبِ قَوْلِهم ... مَنْسُوْخَةً فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ
حَجَبُوْا مَحَاسِنَهَا بتَأْوِيْلاَتِهم ... فَغَدَتْ مِن الآرَاءِ في خُلْقَانِ ...
وَلَو أَنَّها بَرَزَتْ مُجَرَّدَةً لَهَا ... مَ الأَذْكِيَاءُ بحُسْنِهَا الفَتَّانِ
لَكِنَّهُمْ قَامُوْا حَوَائِلَ دُوْنَهَا ... كالأَوْصِيَاءِ لِقَاصِرِ الصِّبْيَانِ
مَا عِنْدَهُمْ عِنْدَ التَّنَاظُرِ حُجَّةٌ ... أَنَّى بِهَا لِمُقَلِّدِ حَيْرَانِ
لا يَفْزَعُوْنَ إلى الدَّلِيْلِ وإِنَّمَا ... في العَجْزِ مَفْزَعُهُمْ إلى السُّلْطَانِ
لا عُجْبَ إِذْ ضَلُّوا هِدَايَةَ دِيْنِهمْ ... أَنْ يرْجِعُوْا لِلْجَهْلِ والعِصْيَانِ
هَا قَدْ غَلَوْا في الأَوْلِيَاء وَقُبُوْرُهُمْ ... أَضَحَتْ يُحَجُّ لَهَا مِن البُلْدَانِ
وَبَنَوْا عَلَى تِلْكَ القُبُورِ مَسَاجِدًا ... وَالنَّصُّ جَاءَ لَهُمْ بِلَعْنِ البَانِي
يَكْسُوْنَهَا بِمَطَارِفٍ مَنْقُوْشَةٍ ... قَدْ كَلَّفَتْهُمْ باهِظَ الأثْمَانِ
بَلْ عِنْدَ رَأْسِ القَبْرِ تَلْقَى نُصْبَهُ ... قَدْ عَمَّمُوْهَا عِمَّةَ الشِّيْخَانِ
وَلَسَوْفَ إِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهمْ تَرَى ... وَلَهَا يَدَانِ تَلِيْهِما الرِّجْلاَنِ
وَدَعَوْهُمُوْا شُفَعَاءَهُمْ أَيْضًا كَمَا ... قَدْ كَانَ يَزْعُمُ عَابِدُوْ الأوْثَانِ
وَتَقَرَّبُوْا لَهُمُو بِتَسْيِيْبِ السَّوَا ... ئِبِ والنًّذُوْرِ وَسَائِرِ القُرْبَانِ
وَتَمَسَّحُوْا بقُبُورِهِمْ وَسُتُوْرِهِمْ ... وَكَذَاكَ بالأَقْفَاصِ والجُدْرَانِ
وإذَا رَأَيْتَهُمُو هُنَاكَ تَرَاهُمُو ... مُتَخَشِّعِيْنَ كَأَخْبَثِ العُبْدَانِ
مَا عِنْدَهُمْ هَذَا الخُشُوُع إذَا هُمُو ... صَلَّوْا لِرَبِّهِم العَظِيْمِ الشَّانِ
واسْتَنْجَدُوْا بهِمُو لِمَا قَدْ نَابَهُمْ ... نَاسِيْنَ فَاطِرَ هَذِهِ الأَكْوَانِ
تَرَكُوْا دُعَاءَ الحَيِّ جَلَّ جَلاَلُهُ ... لِدُعَاءِ أَمْوَاتٍ بِلاَ حُسْبَانِ
وإلَيْهِمُو جَعَلُوا التَّصَرُّفَ في الوَرَى ... فَهُمُو مُغِيْثُ السَّائِلِ الحَيْرَانِ
فَكَأَنّهم أَرْجَى لَهُم مِنْ رَبِّهِم ... وَعَلَيْهِمُو أَحْنَى مِنَ الرَّحْمَن
فَكَأَنَّهُم وُكَلاَؤُهُ في خَلْقِهِ ... سُبْحَانَهُ عَن إِفْكِ ذِيْ بُهْتَانِ
وَكَأَنَّهُمْ حُجَّابُ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ ... هُمْ قَاسِمُوْها بَيْنَهُمْ بِوِزَانِ
يا قَوْمُ لا غَوْثٌ يَكُونُ مُغِيْثَكُمْ ... إنَّ المُغِيْثَ اللهُ لِلإِنْسَانِ
يَا قَوْمُ فادْعُوا اللهَ لا تَدْعُوْا الوَرَى ... أَنْتُمْ وَهُمْ بالْفَقْرِ مَوْسُوْمَانِ ...
مَا بَالُكُمْ لَمْ تُخْلِصُوْا تَوْحِيْدَكُمْ ... تَوْحِيْدُكُمْ وَالشِّرْكُ مُفْتَرنَانِ
هَا أَنْتُمُو أَشْبَهْتُمُو مَنْ قَبْلَكُمْ ... في شِرْكِهمْ بِعِبَادَةِ الدَّيَّانِ




الأربعاء، 19 فبراير 2014

~ففروا إلى الله~ ||قصيدة في الزهد قوافيها كلها بلفظ الجلالة |(الله)|




  ففروا إلى الله  

قصيدة في الزهد قوافيها كلها بلفظ الجلالة  (الله) 








يا أيها المغتر بالله
... فر من الله الى الله 


ولذ به واسأله من فضله ... فقد نجا من لاذ بالله
وقم له الليل في جنحه ... فحبذا من قام لله
وأتل من الوحي ولو آية... تكسى بها نورا من الله
وعفر الوجه له ساجدا ... فعو وجه ذل من الله
فما نعيم كمناجاته ... لقانت يخلص لله
وابعد عن الذنب ولا تاته... فبعد قرب من الله
يا طالبا جاها بغير التقى ... جهلت ما يدني من الله
لا جاه يوم القضا ... إذ ليس حكم لسوى الله
وصار من يسعد في جنة... عالية في رحمة الله
يسكن في الفردوس في قبة ... من لؤلؤ في جيزة الله
ومن يكن يقضى عليه الشقا ... في جاحم في سخط الله
يسحب في النار على وجهه ... بسابق الحكم من الله
يا عجبا من موقن بالجزا ... وهو قليل الخوف لله
كأنه قد جاءه مخبر ... بأمنه من قبل الله
يا رب جبار شديد القوى ...أصابه سهم من الله

فأنفذ المقتل منه وكم
... أصمت وتصمي أسهم الله 
وغاله الدهر ولم تغنه ... أنصاره شيئا من الله 
واستل قسرا من قصور إلى ... الأجداث واستسلم لله 
مرتهنا فيها بما قد جنى... يخشى عليه غضب الله 
ليس له حول ولا قوة ... الحول والقوة لله 
يا صاح سر في الأرض كيما ترى... ما فوقها من عبر الله 
وكم لنا من عبرة تحتها ... في أمم صارت إلى الله 
من ملك منهم ومن سوقة ... حشرهم هين على الله 
والحظ بعينك أديم السما ... وما بها من حكمة الله 
ترى بها الأفلاك دوارة ... شاهدة بالملك لله 
ما وقفت مذ اجريت لمحة ... أو دونها خوفا من الله 
وما عليها من حساب ولا ... تخشى الذي يخشى من الله 
وهي وما غاب وما قد بدا ... من آية في قبضة الله 
توحد الله على عرشه ...في غيبة فالأمر لله 
وما تسمى أحد في السما
... والأرض -غير الله- بالله

إن حمى الله منيع فما ... يقرب شيء من حمى الله 
لا شيء في الأفواه أحلى من 
....... التوحيد والتمجيد لله
ولا اطمأن القلب إلا لمن ... يعمره بالذكر لله

وإن رأى في دينه شبهة
... أمسك عنها خشية الله 
أو عرضته فاقة أو غنى ... لاقاهما بالشكر لله 
ومن يكن في هديه هكذا... كان خليقا برضى الله 
وكان في الدنيا وفي قبره... وبعده في ذمة الله
وفي غد تبصره آمنا ... لخوفه اليوم من الله 
ما أقبح الشيخ الذي إذا ما صبا... وعاقه الجهل عن الله 
وهو من العمر على بازل... يحمله حثا الى الله 
هلا اذا أشفى رأى شيبه ... ينعاه فاستحيى من الله 
كأنما رين على قلبه ... فصار محجوبا عن الله 
ما يعذر الجاهل في جهله ...فضلا عن العالم بالله 
داران لا بد لنا منهما ... بالفضل والعدل من الله 
ولست أدري منزلي منهما... لكن توكلت على الله 
فاعجب لعبد هذه حاله ... كيف نبا عن طاعة الله 
واسوأتا إن خاب ظني غدا... ولم تسعني رحمة الله 
وكنت في النار أخا شقوة... نعوذ من ذلك بالله 
كم سوءة مستورة عندنا ... يكشفها العرض على الله

في مشهد فيه جميع الورى
... قد نكسوا الأذقان لله 
وكم ترى من فائز فيهم ... جلله ستر من الله 
فالحمد لله على نعمة ... الإسلم ثم الحمد لله 

====


لأبي إسحاق
إبراهيم بن مسعود الألبيري الأندلسي
رحمه الله وغفر له




الجمعة، 14 فبراير 2014

اذكر الموت










اذكر الموت








إخواني : أكثروا من ذكر هاذم اللذات وتفكروا في انحلال بناء اللذات ، وتصوروا مصير الصور إلى الرفات ، وأعدوا عدةً تكفي في الكفات ، واعلموا أن الشيطان لا يتسلط على ذاكر الموت ، وإنما إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة .
قال الحسن : إن الموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب به فرحاً .
وقال يزيد بن تميم : من لم يردعه الموت والقرآن ، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع .
سئل ابن عياض عن ، ما بال الآدمي تستنزع نفسه ، وهو ساكت ، وهو يضطرب من القرصة ؟ قال : لأن الملائكة توقفه .
يا بن آدم ، مثل تلك الصرعة قبل أن تذر كل غرة فتتمنى الرجعة ، وتسأل الكرة ، كم من محتضر تمنى الصحة للعمل هيهات حقر عليه بلوغ الأمل أو يكفي في الوعظ مصرعه ، أو ما يشفي من البيان مضجعه .. أما فاته مقدوره بعد إمكانه .. أما أنت عن قليل في مكانة .
ولما احتضر عبد الملك بن مروان قال : والله لوددت أني عبد رجل من تهامة أرعى غنيمات في جبالها وأني لم أل .
 وجعل المعتضد يقول عند موته : ذهبت الحيل فلا حيلة حتى صمت .
وقال أبو محمد العجلي : دخلت على رجل في النزع فقال لي : سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي ، وفي الحديث : " أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات ؟! " .
يا من قد امتطى بجهله مطايا المطالع ، لقد ملأ الواعظ في الصباح المسامع ، تالله لقد طال المدى فأين المدامع ؟ أين الذين بلغوا المنى فما لهم في المنى منازع ، رمتهم المنايا بسهامها في القوى والقواطع ، فعلموا أن أيام النعم في زمان الخوادع ، ما زال الموت يدور على الدوام حتى طوى الطوالع ، صار الجندل فراشهم بعد أن كان الحرير فيما مضى المضاجع ، ولقوا الله غاية البلاء في تلك البلاقع ، جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا ، وبنوا مساكنهم فما سكنوا ، فكأنهم كانوا بها ظعناً لما استراحوا ساعة ظعنوا . لقد أمكنت الفرصة أيها العاجز ، ولقد زال القاطع وارتفع الحاجز ، ولاح نور الهدى فالمجيب فائز ، وتعاظمت الرغائب وتفاقمت الجوائر ، فأين الهمم العالية ، وأين النجائز ؟ أما تخافون هادم اللذات والمنى والمناجز . أما اعوجاج القناة دليل الغامز . أما الطريق طويل وفيه المفاوز . أما عقاب العتاب تحوي الهزاهز . أما القبور قنطرة العبور فما للمجاوز . أما يكفي في التنقيص حمل الجنائز . أما العدد كثير فأين المبارز ؟ أما الحرب صعب والهلك ناجز ، والقنا مسوغ والطعن واجز ، والأمر عزيز والرماح البوس نواكز . تالله بطلت الشجاعة من بني العجائز ، وتريد إصلاح نادك والأمر ناشز . إن لم يكن سبق الصديق فليكن توبة ماعز .