نصيحة الشيخ البيحاني إلى جميع أهل يافع
*********************************
*********************************
*********************************
َ{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
*********************************
*********************************
*********************************
فإنّ أصدقَ الحديث كلامُ الله،وخيرَ الهديّ هديّ محمد e،وشرَّ الأمور محدثاتها،وكلَّ محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار .
فهذه مشاركة أقدمها للقراء لعل الله أن يثبت بها أهل الحق ،وأن يهدي بها من ضل إلى الهدى ،وهي مقتطفات من رسالة صغيرة لأحد علماء اليمن في القرن الرابع عشر ؛وهو العلامة محمد بن سالم البيحاني–رحمه الله- (المتوفى 1391هـ) ،قَدَّمَها لمن أراد السعادة في الدنيا والآخرة ،وقد عُنون للرسالة بـ(نصيحة صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن سالم البيحاني إلى جميع أهل يافع ،وتقع الرسالة في (26صفحة من القطع الصغير)،وقد طبعت بدار الجماهير للطباعة والنشر بعدن سنة 1386هـ،فأحببت الوقوف على بعض المواضع المتعلقة بالتوحيد ،وبيان آثار صوفية حضرموت على مناطق المسلمين ومنها منطقة يافع،وغرضي –والله أعلم بما قصدت وأردت-بيان الحق الواجب اتباعه،وترك الباطل الذي قد ابتلي به فئام من الناس،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقبل البدء بمقالي هذا أقول للصوفية ومن تأثر بهم:إنّ العلامة البيحاني ذو قدر كبير،ومنزلة عالية في العلم والعمل،حتى إنّ كبار الصوفية المعاصرين شهدوا له بذلك،وما استطاعوا أن يخفوا هذه المناقب والفضائل لهذا العالم،يقول أبو بكر بن علي المشهور العدني-القائم على رباط الصوفية بمسجد العيدروس بعدن- في كتابه قبسات النور (ص232-233) في ترجمة الشيخ البيحاني:الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني الكدادي،والذي أصيب منذ الصبا بفقد حاسة البصر،ولكن الله عوضه انفتاح بصيرته والتلهف على الطلب للعلوم والمعارف ...وكان للشيخ البيحاني مؤلفات عديدة تبين غزارة علمه وفقهه..."،ويقول حسين بن محمد الهدار –القائم على رباط الصوفية بالبيضاء في اليمن-في كتابه (هداية الأخيار ):ص135: بعد أن ذكر رحلات الشيخ البيحاني في طلب العلم:"ثم عاد إلى عدن ،واشتغل بالتدريس والوعظ،ويعد من كبار علمائها ومصلحيها،...".فإذا كان هذا الشيخ بهذه المنزلة،فلنسأل الصوفية ،وليسألوا أنفسهم أيضا َلِمَ رد هذا العلامة المصلح ذو العلم والفقه الغزير على التصوف الدخيل على حضرموت،ولِمَ شن الغارات في محاربة أفكاره ومناهجه،وتمثل ذلك في الرد على مشايخ الصوفية مثل علي باحميش وغيره ،والتشنيع على ما ملئوا به كتبهم من الخرافات والمخالفات لشرع الله المطهر:وأولها الشرك ثم ما دونه من الانحرافات،ومن تلكم الكتب المشرع الروي وغيره،فليترك المخالف غضبه وتعصبه وتسرعه وليتأمل في ذلك مليا،وسيجد الجواب،فقد قيل في المثل العامي(اللي يسأل ما يتوه) .
ابتدأ الشيخ البيحاني –رحمه الله- رسالته بقوله: "إنه قد جاءني كتاب أحد المخلصين لدينه وقومه وبلاده ؛وهو من أهل يافع المعروفة المشهورة بالخير ،والصلاح، والكرم، والشجاعة، والمذكور يطلب مني نصيحة غالية أقدمها إلى سائر الإخوان في الله ،وأتوجه بها إلى أبنائي اليافعيين أعزهم الله..."
ففي هذه المقدمة بيان توفيق الله تعالى لمن أراد به خيرا ؛حيث سأل عن دينه،وعلم أنّ مفتاح ذلك بيد العلماء الربانيين دون غيرهم،ممتثلا
قول الله جل وعلا
{ َاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
وقد وصف الشيخ هذا السائل بالإخلاص لدينه،وقومه ،وبلاده؛إذ لم يدفعه لذلك دنيا،ولا غير ذلك ،فأسأل الله أن يكثر من أمثال هذا الصنف.
وقد أثنى الشيخ على هؤلاء القوم ؛ولا يزال الخير فيهم-ولله الحمد- إلى يومنا هذا ؛ففيهم طلاب العلم،وفيهم العُباد،وفيهم المحسنون وغير ذلك من أصناف الخير،وهذا من حكمة الشيخ؛إذ ذِكْر محاسن القوم وفضائلهم أدعى لقبول النصيحة؛ لما جُبلوا عليه من صالح الخصال.
كما أنّ في هذه المقدمة تنبيه للمسلم بأن العز والرفعة بالدين والتمسك به،وليس الرفعة في الدنيا والتنافس فيها،أو الإكثار من السؤال عنها،فأسأل الله العلي العظيم أن يبصر الناس بطريق سلفهم الصالح في نصر الدين والدعوة إليه.
والكتابة إلى العلماء طريقة سلفية،وسبيل أثرية،فقد كان العلماء يكتب بعضهم لبعض،وكذلك كتب عامة الناس لعلمائهم واستفتوهم فيما ينفعهم،وأقرب الأمثلة لذلك رسالتي (العقيدة الواسطية)
وقد أثنى الشيخ على هؤلاء القوم ؛ولا يزال الخير فيهم-ولله الحمد- إلى يومنا هذا ؛ففيهم طلاب العلم،وفيهم العُباد،وفيهم المحسنون وغير ذلك من أصناف الخير،وهذا من حكمة الشيخ؛إذ ذِكْر محاسن القوم وفضائلهم أدعى لقبول النصيحة؛ لما جُبلوا عليه من صالح الخصال.
كما أنّ في هذه المقدمة تنبيه للمسلم بأن العز والرفعة بالدين والتمسك به،وليس الرفعة في الدنيا والتنافس فيها،أو الإكثار من السؤال عنها،فأسأل الله العلي العظيم أن يبصر الناس بطريق سلفهم الصالح في نصر الدين والدعوة إليه.
والكتابة إلى العلماء طريقة سلفية،وسبيل أثرية،فقد كان العلماء يكتب بعضهم لبعض،وكذلك كتب عامة الناس لعلمائهم واستفتوهم فيما ينفعهم،وأقرب الأمثلة لذلك رسالتي (العقيدة الواسطية)
و(الفتوى الحموية الكبرى)
كلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-أجاب بها لمن سأله من بلدتي واسط بالعراق ،وحماة بسورية عن أمور تتعلق بالعقيدة السلفية وبيان ما يخالفها من العقائد الباطلة.فأسأل الله أن يحيي هذه الطريقة السلفية أهلُ حضرموت خاصة،والمسلمون عامة ،اللهم آمين.
وبعد هذه المقدمة المباركة ساق الشيخ البيحاني -رحمه الله-أدلة كثيرة من الكتاب والسنة على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ووجوبه،وفضل القائمين به؛وبدأ بمنكر الشرك بالله تعالى،فأيّ منكر أعظم من أن تجعل لله ندا وهو خلقك؟!،فبدأ الشيخ نصيحته بالتحذير منه ،والدعوة إلى التوحيد الخالص
وبعد هذه المقدمة المباركة ساق الشيخ البيحاني -رحمه الله-أدلة كثيرة من الكتاب والسنة على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ووجوبه،وفضل القائمين به؛وبدأ بمنكر الشرك بالله تعالى،فأيّ منكر أعظم من أن تجعل لله ندا وهو خلقك؟!،فبدأ الشيخ نصيحته بالتحذير منه ،والدعوة إلى التوحيد الخالص
كما قال تعالى
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
،ووعظهم بترك المنكرات المنتشرة بينهم من القتل،والربا،وقطع السبيل،والمكوس،وظلم النساء في الميراث ونحوه وغير ذلك من المخالفات الشرعية ،وبين حكم الشرع فيها بالأدلة من الكتاب والسنة.
ويقول في ص11:"واعلموا أنّ المعاصي دليل الخسر وطليعة الكفر،ومن تجرأ على ربه في المعصية أفضى ذلك إلى الشرك بالله، واتخذ مع الله إلها آخر،وطلب النفع والضر من المخلوق؛الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.ومن كانت له حاجة فلا يسألها إلا من الله ومن نزلت به مصيبة فلا يدفعها إلا بحول الله وقوته".
ويقول –رحمه الله- في ص12:"وفعل الطاعة وترك المعصية من أفضل القربات،وأعظم الوسائل إلى الله في بلوغ المقصود وإدراك المراد منه تعالى.والسيد ،والشيخ، والقبر، والتابوت، والقبة ،والذبح لغير الله لا ينفع شيئا ،ولا يفيد شيئا ،والإنسان الذي يدع ربه وينذر للشيخ عبد القادر الجيلاني أو للشيخ أبو بكر بن سالم بعقيرة،أو ذبيحة ،أو كيلة من البُن إذا قتل فلان بن فلان، أو نهب ماله لا يستجاب دعاءه ،ولا يقبل نذره ،وعمله مردود عليه،إنما يتقبل الله من المتقين،ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا".ففي هذا الكلام بيان واضح للمقصود من الوسيلة الذي يتقرب بها العبد إلى ربه،
وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى،ورزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ،إنه ولي ذلك والقادر عليه ،والله اعلم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه
*********************************
*********************************
ويقول في ص11:"واعلموا أنّ المعاصي دليل الخسر وطليعة الكفر،ومن تجرأ على ربه في المعصية أفضى ذلك إلى الشرك بالله، واتخذ مع الله إلها آخر،وطلب النفع والضر من المخلوق؛الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.ومن كانت له حاجة فلا يسألها إلا من الله ومن نزلت به مصيبة فلا يدفعها إلا بحول الله وقوته".
ويقول –رحمه الله- في ص12:"وفعل الطاعة وترك المعصية من أفضل القربات،وأعظم الوسائل إلى الله في بلوغ المقصود وإدراك المراد منه تعالى.والسيد ،والشيخ، والقبر، والتابوت، والقبة ،والذبح لغير الله لا ينفع شيئا ،ولا يفيد شيئا ،والإنسان الذي يدع ربه وينذر للشيخ عبد القادر الجيلاني أو للشيخ أبو بكر بن سالم بعقيرة،أو ذبيحة ،أو كيلة من البُن إذا قتل فلان بن فلان، أو نهب ماله لا يستجاب دعاءه ،ولا يقبل نذره ،وعمله مردود عليه،إنما يتقبل الله من المتقين،ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا".ففي هذا الكلام بيان واضح للمقصود من الوسيلة الذي يتقرب بها العبد إلى ربه،
كما قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وقال تعالى
{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً}
،وهذه الوسيلة قد ضلّ في معرفتها المتصوفة وأضلوا كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله،ففسروها بفعل الشرك والبدع،من تبرك لا يجوز ،ونذر وذبح لغير الله، وطواف بغير بيت الله، والسؤال بالميت وبجاهه ونحو ذلك،وهذا التفسير الخاطىء يخالف الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذا كانت صوفية حضرموت تنتسب لمذهب الإمام الشافعي –رحمه الله- ناصر مذهب السلف؛وتهتم باقتناء الكتب التي ينتسب أصحابها لمذهبه ،فإنّ من هذه الكتب: كتاب (تفسير القرآن العظيم )للحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي؛فهو متوفر في كثير من مساجدهم،يقول هذا الحافظ في تفسير آية المائدة السابقة (3/103 ، ط دار طيبة للنشر والتوزيع)" يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه،وهي إذا قرنت بالطاعة كان المراد بها :الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات،وقد قال بعدها: { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }قال سفيان الثوري: حدثنا أبي، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس: أي القربة.وكذا قال مجاهد،وعطاء، وأبو وائل، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، والسدي، وابن زيد.وقال قتادة: أي: تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد:
وإذا كانت صوفية حضرموت تنتسب لمذهب الإمام الشافعي –رحمه الله- ناصر مذهب السلف؛وتهتم باقتناء الكتب التي ينتسب أصحابها لمذهبه ،فإنّ من هذه الكتب: كتاب (تفسير القرآن العظيم )للحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي؛فهو متوفر في كثير من مساجدهم،يقول هذا الحافظ في تفسير آية المائدة السابقة (3/103 ، ط دار طيبة للنشر والتوزيع)" يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه،وهي إذا قرنت بالطاعة كان المراد بها :الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات،وقد قال بعدها: { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }قال سفيان الثوري: حدثنا أبي، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس: أي القربة.وكذا قال مجاهد،وعطاء، وأبو وائل، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، والسدي، وابن زيد.وقال قتادة: أي: تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد:
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ }
وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه ".
انظر إلى قول الحافظ ابن كثير –رحمه الله-بعد أن نقل أقوال أهل العلم بالمقصود بالوسيلة في الآية وهي التقرب إلى الله تعالى بطاعته والعمل بما يرضيه،فهل فعل الشرك والبدع مما يقرب إلى الله أو مما يرضيه؟!.
فهذا هو المعنى الصحيح للوسيلة التي يتقرب بها إلى الله جل جلاله،فعلى من عرف الحق أن يرعوي ولا يتعصب لباطله،ولا يكن من الصوفية المتعصبين لأخطائهم دون علم ولا حلم ،وقد وصف الشيخ البيحاني هذا الصنف بقوله :"وأما طرائقهم المبتدعة ،وأذكارهم المجمعة من كلمات لا معنى لها ،وربما كانت لها معاني مجهولة ،وربما تغنوا بها وتواجدوا ورقصوا وشوشوا على القارىء والمصلي فحينما نفتي بحرمتها ،وأنها غير مشروعة ولا موافقة للسنة يغضبون ويخبطون ،وفي خيوط العنكبوت يجمعون أدلة الباطل ويحطبون نعوذ بالله من هذا المنهج المخالف.
ومن الخرافات التي يروجها الصوفية، ويلبسون بها على العوام ما ذكره الشيخ البيحاني بقوله :" يزعم بعض أهل حضرموت أنّ دابة الفقيه المقدم [ أحد كبار صوفية حضرموت] كانت تعرفُ طرق السماء ،وأنّ زوجته سُئلت عن حالها ،فقالت ( لسنا بخير بعد الفقيه،وقد كانت أخبار السماء في حياته تأتينا صباح ومساء ) ، وفي " المشرع الروي " من هذه الخرافات مالا يحصى كثرة ،فليته لم يبرز إلى حيز الوجود ، أو ليتها أكلته دابة الأرض التي أكلت عصا سليمان بن داود ، والويل لمن كذّب بشيء من هذه الكرامات المكذوبة ، فإنه يعد في نظر القوم كافراً ملحداً زنديقاً ، وكان التصديق بها أعظم شأناً من التصديق بالمعجزات ، فنسأل الله حماية الإسلام وصيانته من هذه الخزعبلات والخرافات)
ومن يزور تريم وما جاورها من القرى في حضرموت لأول مرة ليظن أنه في بلاد وثنية،لم تتنور بنور الإسلام،ولا عرفت سنة سيد الأنام – صلى الله عليه وسلم –ولا حول ولا قوة إلا بالله؛وذلك لما يراه من كثرة المشاهد والقباب التي شيدها القوم لإحياء الشرك الذي بُعث النبي صلى الله عليه وسلم للقضاء عليه ،فيقال لهؤلاء :
لَحَــا اللهُ عُبَّاد القبور فإنهـم لقد بدّلوا دين الإله وغيروا
وفي ختام مقالي هذا أكرر نصيحتي لصوفية حضرموت، ولكل من اغترّ بالباطل أن يتقي الله جل جلاله،وليعلم أنّ الأمر عظيم،فإنّ الله جل وعلا لا يرضى الشرك ولا البدع ،فمن مات على الشرك الأكبر فلا نصيب له في الجنة ،
انظر إلى قول الحافظ ابن كثير –رحمه الله-بعد أن نقل أقوال أهل العلم بالمقصود بالوسيلة في الآية وهي التقرب إلى الله تعالى بطاعته والعمل بما يرضيه،فهل فعل الشرك والبدع مما يقرب إلى الله أو مما يرضيه؟!.
فهذا هو المعنى الصحيح للوسيلة التي يتقرب بها إلى الله جل جلاله،فعلى من عرف الحق أن يرعوي ولا يتعصب لباطله،ولا يكن من الصوفية المتعصبين لأخطائهم دون علم ولا حلم ،وقد وصف الشيخ البيحاني هذا الصنف بقوله :"وأما طرائقهم المبتدعة ،وأذكارهم المجمعة من كلمات لا معنى لها ،وربما كانت لها معاني مجهولة ،وربما تغنوا بها وتواجدوا ورقصوا وشوشوا على القارىء والمصلي فحينما نفتي بحرمتها ،وأنها غير مشروعة ولا موافقة للسنة يغضبون ويخبطون ،وفي خيوط العنكبوت يجمعون أدلة الباطل ويحطبون نعوذ بالله من هذا المنهج المخالف.
ويقول الشيخ البيحاني -رحمه الله- وهو يتحدث عن تردى الأحوال في عصره، بسبب بناء القبب والمشاهد، مما أدى إلى الشرك والمخالفات الشرعية :" ومن الشرك: تعظيم القبور الذي فُتن به المسلمون في مختلف الجهات ،حتى بنوا عليها القباب ،واتخذوا لهاالأقفاص والتوابيت ،وطافوا بها وحجوا إليها،ونذروا لأصحابها بجزء معلوم من أولادهم وأقاموا لها الحفلات والمواسم ، وجاءوا إليها متوسلين ومستغيثين . وهذا يطلب منهم الولد ،وثانٍ يطلب منهم شفاء المريض، وثالث يريد منهم النصرة على الأعداء ، وأن ينصفوا له من فلان الظالم ،ونسبوا إليهم من الكرامات ما لا يصح أن يكون معجزة لنبي مرسل ، وكتبوا عنهم الشطح، والكلام الذي لا يصدر إلا من ملحد في دين الله ، أو مدّع أنه شريك لله...
ومن الخرافات التي يروجها الصوفية، ويلبسون بها على العوام ما ذكره الشيخ البيحاني بقوله :" يزعم بعض أهل حضرموت أنّ دابة الفقيه المقدم [ أحد كبار صوفية حضرموت] كانت تعرفُ طرق السماء ،وأنّ زوجته سُئلت عن حالها ،فقالت ( لسنا بخير بعد الفقيه،وقد كانت أخبار السماء في حياته تأتينا صباح ومساء ) ، وفي " المشرع الروي " من هذه الخرافات مالا يحصى كثرة ،فليته لم يبرز إلى حيز الوجود ، أو ليتها أكلته دابة الأرض التي أكلت عصا سليمان بن داود ، والويل لمن كذّب بشيء من هذه الكرامات المكذوبة ، فإنه يعد في نظر القوم كافراً ملحداً زنديقاً ، وكان التصديق بها أعظم شأناً من التصديق بالمعجزات ، فنسأل الله حماية الإسلام وصيانته من هذه الخزعبلات والخرافات)
ومن يزور تريم وما جاورها من القرى في حضرموت لأول مرة ليظن أنه في بلاد وثنية،لم تتنور بنور الإسلام،ولا عرفت سنة سيد الأنام – صلى الله عليه وسلم –ولا حول ولا قوة إلا بالله؛وذلك لما يراه من كثرة المشاهد والقباب التي شيدها القوم لإحياء الشرك الذي بُعث النبي صلى الله عليه وسلم للقضاء عليه ،فيقال لهؤلاء :
لَحَــا اللهُ عُبَّاد القبور فإنهـم لقد بدّلوا دين الإله وغيروا
وفي ختام مقالي هذا أكرر نصيحتي لصوفية حضرموت، ولكل من اغترّ بالباطل أن يتقي الله جل جلاله،وليعلم أنّ الأمر عظيم،فإنّ الله جل وعلا لا يرضى الشرك ولا البدع ،فمن مات على الشرك الأكبر فلا نصيب له في الجنة ،
كما قال تعالى
{إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }
.فمن تبين له الحق فلا حجة له يوم القيامة في استمراره على الباطل،ولا يسمع لوسوسة الشيطان ولا تخويفه له من المتبوعين ،أو كبار المخالفين؛ فإنّ الله أحق بالخوف والخشية من غيره
كما قال ربنا سبحانه وتعالى :
{أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ }
وقال :
{ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
وليُبشِر ممن رجع إلى الحق بالخير؛فإنه بذلك تصدق على نفسه فأعتقها من عذاب الله ،وليتأمل -كثيرا -وصية نبي الله موسى –عليه السلام- لقومه حين خافوا أعداء الرسل،فبين لهم بيان الواثق من ربه
كما قال الله جل جلاله عنه
{ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
*********************************
*********************************
*********************************
أبو عبد الرحمن أمين السعدي
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين
*********************************
*********************************
*********************************
*********************************
([1]) يافع:موضع في الجزء الجنوبي من اليمن ،وأبو قبيلة من رعين.وتنقسم إلى قسمين :يافع العليا:وتتبع –حاليا-محافظة لحج،ويافع السفلى وتتبع محافظة أبين .انظر: النسبة إلى المواضع والبلدان،لبامخرمة:ص590.
([2]) نصيحة الشيخ البيحاني إلى جميع أهل يافع(ص3).
([3])هو :عبد القادر بن موسى بن عبد الله الكيلاني أو الجيلاني،ولد بكيلان،ودخل بغداد فسمع الحديث وتفقه بها،توفي سنة 561هـ .من مؤلفاته:الفتح الرباني والفيض الرحماني ،والغنية لطالبي طريق الحق .انظر:طبقات الأولياء،لابن الملقن(ص246)،وشذرات الذهب(4/198)،ومعجم المؤلفين(2/200).
([4]) كذا في الأصل.
([5]) هو أبو بكر بن سالم العلوي من كبار الصوفية بحضرموت، ولد سنة 919هـ بتريم وأخذ عن شيوخها ثم رحل إلى دوعن واتصل بالصوفي الكبير معروف باجمال. له مؤلفات كثيرة منها: كتاب معراج الأرواح إلى المنهج الوضاح،وكتاب فتح باب المواهب وبغية مطلب الطالب،وكتاب معراج التوحيد،وكتاب مفتاح السرائر وكنز الذخائر. توفي سنة 992هـ وجُعلت على قبرة قبة كبيرة في قرية عينات بحضرموت. انظر:تاريخ النور السافر (ص368 )،والمشرع الروي(2/26)،وتاريخ الشعراء الحضرميين (1/167-171). وأفرد حفيده عبد الله بن أحمد الهدار ترجمته ومناقبه في كتاب ضخم بعنوان: (الجواهر في مناقب الشيخ أبي بكر تاج الأكابر طبع بالقاهرة سنة 1391هـ).
([6]) زوبعة في قارورة ،لمحمد بن سالم البيحاني :ص10.طبع في دار الشعب بعدن -بدون تاريخ.
([7]) إصلاح المجتمع للشيخ محمد بن سالم البيحاني ص (130) دار الندوة الجديدة،بيروت ط1 1417هـ.
([8]) كتاب (المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل أبي علوي)تأليف:محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي،ط1 1419هـ،بمصر.ويعد من الكتب الأمهات عند صوفية حضرموت في المناقب والكرامات،وهو مليء بالشركيات والبدع ،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
([9])تعليق الشيخ البيحاني على منظومة هدية المريد،للعبادي ص( 35 ) .
([10]) من قصيدة طويلة للقاضي العلامة عقيل بن يحيى الإرياني-رحمه الله-(ت1346هـ )(ضمن مجموعة رسائل في علم التوحيد (ص276 ) .
([2]) نصيحة الشيخ البيحاني إلى جميع أهل يافع(ص3).
([3])هو :عبد القادر بن موسى بن عبد الله الكيلاني أو الجيلاني،ولد بكيلان،ودخل بغداد فسمع الحديث وتفقه بها،توفي سنة 561هـ .من مؤلفاته:الفتح الرباني والفيض الرحماني ،والغنية لطالبي طريق الحق .انظر:طبقات الأولياء،لابن الملقن(ص246)،وشذرات الذهب(4/198)،ومعجم المؤلفين(2/200).
([4]) كذا في الأصل.
([5]) هو أبو بكر بن سالم العلوي من كبار الصوفية بحضرموت، ولد سنة 919هـ بتريم وأخذ عن شيوخها ثم رحل إلى دوعن واتصل بالصوفي الكبير معروف باجمال. له مؤلفات كثيرة منها: كتاب معراج الأرواح إلى المنهج الوضاح،وكتاب فتح باب المواهب وبغية مطلب الطالب،وكتاب معراج التوحيد،وكتاب مفتاح السرائر وكنز الذخائر. توفي سنة 992هـ وجُعلت على قبرة قبة كبيرة في قرية عينات بحضرموت. انظر:تاريخ النور السافر (ص368 )،والمشرع الروي(2/26)،وتاريخ الشعراء الحضرميين (1/167-171). وأفرد حفيده عبد الله بن أحمد الهدار ترجمته ومناقبه في كتاب ضخم بعنوان: (الجواهر في مناقب الشيخ أبي بكر تاج الأكابر طبع بالقاهرة سنة 1391هـ).
([6]) زوبعة في قارورة ،لمحمد بن سالم البيحاني :ص10.طبع في دار الشعب بعدن -بدون تاريخ.
([7]) إصلاح المجتمع للشيخ محمد بن سالم البيحاني ص (130) دار الندوة الجديدة،بيروت ط1 1417هـ.
([8]) كتاب (المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل أبي علوي)تأليف:محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي،ط1 1419هـ،بمصر.ويعد من الكتب الأمهات عند صوفية حضرموت في المناقب والكرامات،وهو مليء بالشركيات والبدع ،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
([9])تعليق الشيخ البيحاني على منظومة هدية المريد،للعبادي ص( 35 ) .
([10]) من قصيدة طويلة للقاضي العلامة عقيل بن يحيى الإرياني-رحمه الله-(ت1346هـ )(ضمن مجموعة رسائل في علم التوحيد (ص276 ) .