ما الذي أضحككِ وما الذي أبكاكِ
دخلتْ فاطمة ( رضي الله عنها
على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضهِ
في بيتِ عائشةَ
( رضي الله عنها )
فقرَّبها إليه ،
فلمَّا اقتربتْ منه سارَّها
( أي كلَّمها سِرّاً )
فبكتْ رضيَ الله عنها وأرضاها ،
فلمَّا رأى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
بكاءَها أشارَ إليها
أنِ اقتربي ،
ثم سارَّها الثَّانية
فضحكتْ
صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه
و رضيَ الله عنها .
فقالتْ لها عائشةُ
( رضي الله عنها ) :
ماذا قالَ لكِ ؟؟
سألتُك بحقِّي عليكِ ؟
أنا زوجةُ أبيكِ ،
ماذا قالَ لكِ ؟
بكيتِ فضحكتِ !!
حتى إنها في بعضِ الأقوالِ قالتْ :
ما رأيتُ أسرعَ ضحكاً
منْ بكاء .
يعني العادة الإنسان إذا بكى يستمرُّ باكياً ،
إذا ضحكَ يستمرُّ
ضاحكاً ،
أمَّا أنْ يبكي ثم يضحك
بهذه السُّرعة
!!
استغربتْ عائشةُ
استغربتْ عائشةُ
( رضي الله عنها )
فقالتْ :
ما الذي أضحككِ وما الذي أبكاكِ ؟؟؟
فقالتْ فاطمةُ
( رضي الله عنها ) :
ما كنتُ لأفشي سِرَّ
رسولِ الله صلَّى الله
عليه وسلَّم .
أي إنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم
لو أرادَ أنْ أقولَ هذا لجهرَ به ،
كونه أسرَّ إليَّ يعني
أنه
لا يريدُ أنْ يسمعَه النَّاسُ
فسكتتْ عائشةُ
( رضي الله عنها )
فلمَّا توفِّي النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
دعتْ عائشةُ فاطمةَ
( رضيَ الله عنهما )
فقالتْ لها :
أسالُك الآن بعد أنْ
توفِّي
رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
ما الذي قاله لكِ فأبكاكِ
ثم قاله لكِ فأضحككِ ؟؟
قالتْ :
قالتْ :
أمَّا الآن فنعم .
يعني بعد وفاةِ
النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أخبرُك .
سارَّني الأولى فقالَ : "
إنَّ جبريلَ كانَ
يُعارضُني القرآنَ
في كلِّ سنةٍ مرَّة وفي
هذا العام
عارضَني القرآنَ مرَّتين " .
قالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : "
ولا أظنُّ هذا إلا لاقترابِ أجلي ،
فاتَّقي الله واصبري فأنا خيرُ سلفٍ لكِ " .
قالتْ :
فبكيتُ
لأنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم
ينعي لها نفسَه وأنه سيموتُ قريباً فبكتْ .
قالتْ :
فلم رأى بكائي سارَّني الثَّانية
وقالَ لي : "
ألا يسرُّك أنْ تكوني
سيِّدةَ نساءِ أهلِ الجنَّة
وأوَّل أهلي لحوقاً بي ؟ "
قالتْ :
فضحكتُ
رضي الله عنها .