الاثنين، 23 أبريل 2012

تقويم الكلام







تقويم الكلام




كان بسجستان شيخ


 يتعاطى النحو.

فقال يوما لابنه:

اذا اردت ان تتكلم بشئ

فاعرضه على عقلك وفكر فيه

 بجهدك حتى تقومه

 ثم اخرج الكلمة مقومة.


فبينما هما جالسان

 فى بعض الايام فى الشتاء

 والنار تتقد وقعت شرارة

 فى جبة خز كانت على الاب

 وهو غافل والابن يراه.

فسكت الابن ساعة

 يفكر ثم قال :


يا ابت اريد ان اقول شيئا

فتاذن لى فيه؟

قال ابوه:

ان حقا فتكلم.

قال: اراه حقا.

فقال :قل.

قال:

انى ارى شيئا احمر.

قال:

وما هو ؟

قال:

شرارة وقعت فى جبتك.


فنظر الاب الى جبته

 وقد احترق منها قطعة.

فقال للابن:

لم لم تعلمنى سريعا ؟


قال:

فكرت فيه كما امرتنى،

 ثم قومت الكلام وتكلمت فيه.

فحلف ابوه بالطلاق ان

لا يتكلم بالنحو ابدا!



من اداب مخاطبة الملوك..






من اداب مخاطبة الملوك..





دخل الأصمعي..


يوماً على هارون الرشيد..


بعد غيبة كانت منه.

فقال:

له الرشيد :

يا أصمعي ,

 كيف كنتَ بعدي ؟

فقال :

مالاقَتُني بعدَك أرضٌ .

فتبسم الرشيد ..


فلما خرج الناس ,


 قال للأصمعي :

مامعنى قولك ((ما لاقتني ارض)) ؟

قال:

ما استقرت بي ارض ,


كما يقال فلان لايليق شيئاً أي لايستقر 

معه شيء ..

فقال الرشيد :

هذا حسن..

ولكن لاينبغي أن تكلمني بين


يدي الناس إلا بما أفهمه،،

فإذا خَلَوتَ فعلمني..

فإنه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالماً :


إما أن سكت

فيعلم الناس أني لا أفهم إذا لم أُجٍب,,


 وإما أن أجيب بغير الجواب فيعلم 

من حولي أني لم أفهم ماقلتَ..

قال لأصمعي:

فَعَلمَني الرشيد يومها أكثر مما عَلمُته...
 


شريح القاضي وابنه





                                                                                                             


شريح القاضي وابنه 







يُحكى أن ابناً لشريح


القاضي قال لأبيه :


إنَّ بيني وبين قومٍ

خصومةً .

فانظر في الأمر 


فإن كان الحق

 لي خاصَمْتُهُم 


  خاصمتهم :

 قاضيتهم   


وإن لم يكن ليَ


الحقُّ لم أخاصم .





ثم قصَّ عليه قصته

 .


فقال شريح


 :انطلِق فخاصِمهم .





فانطلَقَ إليهم فخاصمهم ،

 فقضى شُريحٌ على


ابنه !

  قضى عليه :

 حكم ضده   


فقال ابنه 


لما رجع إلى


أهله :


والله لو لم أتـقدّم


 إليك بطلب النُّصح

 لم ألُـمْك .


 فَضَحْتَني !





فقال شريح :


يا بُنيّ ، والله لأنتَ


أحبُّ إلىَّ من ملء


الأرض مثلهم .


ولكن الله هو


أعز عليَّ منك .


خشيتُ أن أخبرك


 أن القضاء عليك

 فتصالحهم 


على مالٍ فتذهب


ببعض حقهم !

المتنبى وبائع البطيخ






المتنبى وبائع البطيخ


 



قيل للمتنبى :
 
 

 قد شاع عنك البخل فى الآفاق ،

ما قد صار سمرا بين الرفاق

 وأنت تمدح فى شعرك الكرم وأهله ،

 وتذم البحل وأهله،



ألست القائل : 

ومن ينفق الساعات فى جمع ماله *** مخافة فقر ، فالذى فعل الفقر


ومعلوم أن البخل قبيح ،

 ومنك أقبح ،

 فإنك تتعاطى كبر النفس ،

 وعلو الهمة ،


 وطلب الملك ،

والبخل ينافى ذلك
 
فقال :

إن للبخل سببا،

 وذلك أنى أذكر أنى وردت فى


 صباى من الكوفة إلى بغداد

 فأخذت خمسة دراهم بجانب منديلى ،

 وخرجت أمشى فى أسواق بغداد

 فمررت بصاحب دكان يبيع الفاكهة ،

 ورأيت عنده خمسة من البطيخ

 باكورة فاستحسنتها ،

 ونويت أن أشتريها بالدراهم التى

معى فتقدمت إليه وقلت :

 بكم تبيع هذه الخمسة بطاطيخ ؟؟

فقال بغير اكتراث:

 اذهب فليس هذا من أكلك

 تماسكت معه وقلت :

 ياهذا ،

 دع مايغيظ وا قصد الثمن

 
قال:

 ثمنها عشرة دراهم

 فلشدة ما جبهنى به ما استطعت


أن أخاطبه في المساومة،

 وقفت حائرا،


 ودفعت له خمسة دراهم فلم يقبل،

 
وإذا بشيخ من التجار قد خرج

من الخان ذاهبا إلى داره فوثب

إليه صاحب البطيخ

من الدكان،


ودعا له،
 
وقال:


يامولاى

هذا بطيخ باكورة بإذنك


 أحمله إلى البيت ؟؟

 
فقال الشيخ :

 ويحك ،


 بكم هذا؟؟


قال:

 خمسة دراهم

قال :

 بل درهمين !

فباعه الخمسة بدرهمين ،

 وحملها إلى داره ،

ودعا له ،

 وعاد إلى دكانه مسرورا بما فعل

 
فقلت :

 ياهذا ،

مارأيت أعجب من جهلك استمت

 على فى هذا البطيخ ،

 وفعلت فعلتك التى فعلت

 وكنت قد أعطيتك فى ثمنه

خمسة دراهم فبعته بدرهمين محمولا ! 

فقال :


 اسكت!

 هذا يملك مائة ألف دينار !

 
فعلمت أن الناس لايكرمون

 أحدا أكرامهم من يعتقدون

 أنه يملك مائة ألف دينار

 
وأنا لا أزال على ما تراه

 حتى أسمع الناس يقولون

إن أبا الطيب قد ملك مائة ألف دينار