الاثنين، 5 مارس 2012

وشاب قلبه معلق بالمساجد







 اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي




وشاب قلبه معلق بالمساجد




اليوم بعد صلاة الفجر 



كنت وأخي أمام باب المسجد عندما مر عم



"فلان" المقعد على عربته .. فنظر إلي


 بابتسامه تطمئن القلب ..



هو رجل كبير ..



 لم يبق في شعره السواد أبداً



 .. مرض



 بمرض لا أعلم ما هو ..




 ولكن ما أعلمه انه فقد الحركة كلياً.. 




قال العم: كيف حالك يا بني؟


ابتسمت واقتربت منه ومددت يدي


.. وذهلت عندما لم يرفع يده


.. فبسرعة ومنعاً



 لإحراجه ..


أكملت مسيرة يدي إلى موضع يده على فخذه



 .. ورفعت يده ولممتها بين يدي .. وابتسمت ..



قلت: حياك عمي ..


أنا بأتم عافية والحمد لله .. كيف حالك أنت؟..


فرد: الحمد لله ..


وكان مبتسماً بخجل ومحرجاً على أنه لم يستطع رفع يده ..


 ما جعلني أؤنب نفسي على ما فعلت.


مد أخي يده بنفس الطريقة .. ثم دعا لنا ..


 وبدأ من كان معه بتحريك العربة مبتعداً



 إلى بيته الواقع أمام المسجد مباشرة.



بدأ حوار بسيط بيني وبين أخي .. كان بدايته ..


ورجل قلبه معلق بالمساجد ..


 نظر إلي أخي..!! 



فقلت: انظر كيف انشأ مصعداً خارجياً في بنايته ..


 وكسر احد جدران غرفته ..


بحيث يدخله الحارس في المصعد،


ويصعد إلى غرفته لتستقبله زوجته وتدخله ..


انظر كيف مهد على هذا الرصيف طريقاً لكرسيه المدولب


.. وانظر إلى درجات المسجد ..


أيضاً بنى بها ما يساعده في توصيله إلى المسجد ..


 مع انه مقعد .. ولا يستطيع حتى رفع يده .. لم يترك الصلاة في المسجد أبداً ..



 في كل الفروض .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله. 




أخي: ما عذرنا ونحن بصحتنا ..


انظر إلى عم فلان مكانه أمام المنبر منذ ما يزيد على عشرون


عاماً تجده في مكانه أحياناً قبل الأذان وهو الإمام بعد الإمام ..!!


 وانظر إلى عم فلان ومكانه خلف الإمام مباشرة ..


 ويأتي مبكراً كي لا يأخذ احد مكانه ..


ويؤذن أحيانا .. وعم فلان وعم فلان


...

قلت: سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..


فهؤلاء هم من قيل فيهم "ورجل قلبه معلق بالمساجد"


 .. منذ أن سكنا في هذا الحي ..



 وهم في نفس مكانهم منذ ما يقرب الـخمسة وعشرون عاماً



.. ستشهد الأرض لهم .. فهنيئاً لهم ..


اتبعته لحظة صمت طويلة ..


وتنهيدة ...




الصخور الثائرة


الصخور الثائرة

 

الصخور الثائرة



القصيدة جميلة بحق تدل على نفسٍ متوقدة وعاطفة جياشة مع جمال في


الأسلوب وقوة في التصوير.


أيُطفئُ الشاطئُ الصّخّاب نيراني؟ ............ أم تُخْمِد الموجةُ الهوجاءُ دُخّاني؟


وكَيف يُطَفأ بركانٌ أفجّرهُ ............ من قعْر جوفي ومن أغوار قيعاني


أنا الصخورُ: دموعي في الأسى حُممٌ ............ كانت تُترجمُ آهاتي وأشجاني


كثرُ المآسي وعمق الجرح زَحْزحني ............ فألفِظُ النارَ تنفيساً لأحزاني


ماذا أخبّئ في الأعماق من ألمي؟ ............ وقد رأيتُ بلادي تحت عدوانِ


في دلجة الليل أشباحٌ تحاربني ............ هُمُ عداتي كأمريكا وشيطانِ

وقد مكثتُ طويلاً تحت وطْأتِهم ............ فلم يبالوا بمكثي دون بركاني


إني رأيتُ رُبى كشميرَ باكيَة ............ تلقى الجرائمَ من عُبّاد ثيرانِ


والقدسَ: آهٍ لقدسٍ مَنْ يُحرّرُها؟ ............ ويمسح الغَمَّ من طفلٍ ونسوانِ


وبرَما والفلبين التي صمدتْ ............ وكم شهيدٍ على أطراف شيشانِ


نَعَمْ أُهاجمُ أعدائي لأحْرقهم ............ وهم هنا حولنا في أفقنا الداني


يمشون حولي وحول البحر في ظلمٍ ............ يُخططون لإخمادي وإذعاني


فلا تظنّوا مياهَ البحر تُطْفئني ............ كما ترونَ ولكنْ سوف ترعاني


يومَ القيامة.. حينَ الله يُسْجرُهُ* ............ ويقذف البحرُ ناراً مثل طوفانِ


وما قذفتُ لَهيبي من منابعِهِ ............ إلاّ لأنذِرَهم بطشي وإيماني


وخلف ناري ودخّاني يطالعُني ............ شعاعُ شمسٍ مع الإصباح يلقاني


عند الظهيرة تُذكيني حرارتُه ............ حتى انْفجرتُ على طاغٍ وطغيانِ


*
إشارة إلى قوله تعالى: (والبحر المسجور) فقد فسر بأنه يوقد يوم القيامة ناراً. 


روي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه

وغيرهم.


رياض بونمي – حضر موت


الأحد، 4 مارس 2012

لا تغتر بالدنيا وتنس الآخرة






لا تغتر بالدنيا وتنس الآخرة



يقول الله تعالى في القرءان الكريم


 واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب


وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعًا

   
لقد ضرب الله تعالى في القرءان الكريم العديد من الأمثال

ليظهر للناس بعض الحكم في أحوالهم وأعمالهم وعواقب

تصرفاتهم ومنها ما ورد في سورة "الكهف" حيث وردت

قصة الرجلين اللذين كان أحدهما مؤمنًا تقيًا والآخر

كافرًا غنيًا شقيًا فأظهر الله تعالى عدله وضرب مثلهما

كي لا يغتر الناس بالدنيا وينسوا الآخرة
.
وذلك أنه كان في بني إسرائيل أخوان أحدهما مسلم

مؤمن طيب يحب الخير ويكثر منه، وأما الآخر فكان

عابدًا للاصنام، كافرًا جاحدًا، شحيحًا بخيلاً، جافي

الطبع
.
ولما مات أبوهما، اقتسم ماله فأنفق كل منهما حصته في

ما يلائم طبعه وما يحب

.
أما الأخ المؤمن فقد اشترى عبيدًا مملوكين بألف دينار

واعتقهم وجعلهم أحرارًا لله تعالى، ثم اشترى ثيابًا بألف

دينارٍ وكسا الفقراء العراة ابتغاء مرضاة الله عز وجل،

واشترى بألف ثالثة طعامًا وأطعم الجائعين، وبنى المساجد

وأكثر من فعل الخير وبذل المعروف، وأعان من استطاع

إعانتهم حتى نفد ماله، ولكنه كان مسرورًا بما فعل راجيًا

الثواب والرحمة من الله عز وجلَّ.

وأما الأخ الكافر فإنه ما كاد يستلم ماله، حتى وضع عليه

المفاتيح، وحرم الفقير السائل، وشتم من قصده للإعانة،

 وأغلق أذنيه عن سماع أنين المحتاجين، وأغمض عينيه عن

رؤية الأطفال الجائعين، ثم تزوج من نساء غنيات،

 واشترى بقرًا وغنمًا فتوالدت ونمت نموًا مفرطًا، واشتغل

بالتجارة بباقي ماله فربح ربحًا كبيرًا حتى فاق أهل زمانه

غنىً، وبنى لنفسه جنتين أي بستانين كبيرين جدًا زرعهما

أعنابًا وكرومًا، فأورقا وأثمرا، وأحاطهما بشجر النخيل

ثم نوع في المزروعات فجعل فيهما من أنواع الخضار

والفاكهة ولم ينقص منها شيئًا، وكانت الأشجار

متواصلة متشابكة لا يقطعها ويفصل بينها إلا النهر

الجاري الذي يسقي الزروع بمائه الرقراق، فتميز البساتين

بالشكل الحسن والترتيب الأنيق والطرقات التي جعلها

ذاك الكافر فيهما للتنزه والتمتع بمنظرهما
.
وكان الجدير به أن يؤمن بالله الذي منحه كل تلك النعم

 وأنعم عليه بها، وأن يشكره ويذعن له ويحمده، ولكن

من الناس من تفتنهم الأموال وتجعلهم يتكبرون، وهكذا

كان الأخ الكافر الذي لم يزدد إلا كفرًا وطغيانًا
.
وأدركت الأخ المؤمن الحاجة فأراد أن يعمل أجيرًا

ليأكل، فقال: "لو ذهبت إلى أخي لأعمل عنده فانه لن

يمانع، فجاءه ولم يصل اليه إلا بعد فتح العديد من

الأبواب، فلما دخل عليه سأله حاجته فقال الأخ الكافر

ألم أقاسمك المال نصفين؟ فما صنعت بمالك؟

فأجابه المؤمن: تصدقت به لله تعالى راجيًا الأجر الوفير
.
فقال الأخ الكافر متهكمًا: إذن أنت من المتصدقين؟ ما

أراك إلا سفيهًا مضيعًا لماله والعياذ بالله من هذا الكفر ثم

قال : وما جزاؤك عندي على سفاهتك إلا الحرمان.
انظر ماذا صنعت بمالي حتى صار عندي من الثروة

وحسن الحال ما ترى، وذلك أني كسبت وأنت سفهت،

أنا أكثر منك مالاً

.
ثم أخذ بيد أخيه المؤمن يريه ما عنده وفي نفسه الكبر

والكفر وأنكر البعث وفناء داره وما زرع في البساتين،

وذلك لقلة عقله، وعدم يقينه بالله، وإعجابه بالحياة الدنيا

وزينتها، وكفره بالآخرة، ثم قال: "إن كان هناك بعث

وقيامة كما تزعم، فلن أخسر شيئًا فكما أعطاني الله هذه

النعم في الدنيا فسيعطيني أفضل منها في الآخرة لكرامتي

عنده".
فوعظه أخوه وحذره من الكفر بالله الذي خلقه من

تراب ثم جعله رجلاً سويًا ثم يميته ويحاسبه. وأخبره أنه

مؤمن بالله وحده لا شريك له ولا مثيل ولا شبيه ولا

مكان له، خالق كل شىء. وقال له: إن الذي تعيرني به

من الفقر سيعود عليك بالعقاب، فإنني أرجو
 .
أن يرزقني الله في الآخرة جنة خيرًا من جنتك هذه

الفانية، ثم إنك لا تأمن على البساتين من العواصف

وتقلب الرياح التي قد تجعل منهما أوراقًا جافة تتطاير هنا

وهناك، وهذا الماء العذب إذا غار في الأرض فكيف تطلبه

ومن ذا ينصرك إذا شاء الله أن يخذلك؟ "ولما رأى يهوذا”

أن أخاه الكافر ما زال مصرًا على كفره وطغيانه، يمرح

بين أزهاره وأشجاره تركه وخرج
.
وفي الليل حدث ما توقعه الأخ المؤمن إذ أرسل الله تعالى

مطرًا غزيرًا وعواصف كثيرة أحرقت البساتين وهدمت

العرائش، وابتلعت الأرض ماء النهر فجف، وأصبحت
الأرض رديئة لا نبات فيها ولا شجر وقد ملئت بالوحل

فما استطاع أحد أن يمشي عليها
.
ولما قام الكافر صباحًا ذهب كعادته إلى البساتين ليتنزه

ويتفيأ تحت ظلال الكروم، ولما رأى ما حل بهما جف

حلقه وأخذ يضرب كفًا بكف علامة التحسر والتأسف،

وندِمَ على ما سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله

العظيم. وإنكاره للبعث وقال: "يا ليتني لم أشرك بربي

أحدًا"، وتركه أصحاب السوء الذين كانوا يعينونه على

 كفره وتجبره لما صار فقيرًا، فغدا وحيدًا لا ناصر له

.
  { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرًا }    


فنسأل الله تعالى أن يرزقنا خيرًا من هذه الدنيا وأن يميتنا

على كمال الإيمان.