السبت، 3 مارس 2012

انها تدمع العين





انها  تدمع  العين
  
أنا اليتيم



أنا اليتيم




 يامن



 يجاوب



 صرختي 





قال




قال    الصغيرُ    ودمعُهُ     مِدْرارُ:        أمّاه،      أشعر      أنني       أنهارُ


أُمَّاهُ،   هذا   الجوعُ   مَزَّقَ   باطني        وسرتْ   بأحشائي   وقلبي    النارُ


الماءَ     أشْربُهُ؛      ليبرد      غُلَّتي        فكَأنَّما         تبْريدُهُ         إسعارُ


لي ليلتانِ ألوكُ بعْضَ "  بَلِيلَةٍ           قد   خالطَتْ   حَبَّاتِها    الأحجارُ


لا  طَعْمَ   فيها،   غيرَ   أَنَّ   لِريحِها        نَتْناً،    وشابَ     مَذَاقَها     إمرارُ


رِجْلايَ   خانَتْنِي؛    فلَيسَ    تُقِلُّني        فبَقِيتُ    مَأْسُورا     ولا     أَسْوارُ


هاهمْ  رفاقي  في   الطريق   تواثَبوا        في     خِفَّةٍ،      فكَأنَّهُمْ      أطيارُ


للعيد  قد   لَبِسُوا   الجديدَ   وهلَّلُوا        بثيابِهِمْ         تَتَلأْلأُ          الأنْوارُ


.. 
وحدي بقيت  أنا  أُجَرَّعُ  غَصَّةً        في    غَصَّةٍ،    وبِعَيْنِيَ     استِعْبَارُ!


أمَّاهُ،  أين  أبي؟   فما   حَلَّتْ   بِنا        -  إذْ  كان  يَعْمُرُ  بيْتَنَا  -  أضرارُ


أماه،  أين  أبي؟  فما   عادتْ   لنا        -  مُذْ  غابَ  -  منِزلة  ولا  إكبارُ


أماه،   أين   أبي؟   وأين    حنانُهُ؟        قد   كان    نَهْراً    دونهُ    الأنهارُ


لا زلت أذكُرُ  كَمْ  حبوتُ  لحِجْرِهِ        فَتَلَقَّفَتْنِ        يداهُ         والأبصارُ


لا زلت أذكر كيف أضحى  مركباً        لي   صدرُهُ،    وبوجهِهِ    استبشارُ


كم دغدغَتْ  خَدِّي  يداهُ  ومِلْؤُها        حُبٌّ     وعَطْفٌ     غامِرٌ     فوَّارُ


وكأنَّ   في   رأسِي   نُعومةَ    كَفِّه        لم    تمحُها     الأيَّامُ     والأعْصارُ


أماه،   قولي   أين    سار؟    فإنني        ماضٍ  إليه؛   فقد   جفتني   الدارُ!


فتلجلجَتْ  أمُّ  الصبيِّ   وأجهشتْ        تبكي   وتنشجُ؛   هاجها   التذكارُ


ضمتْهُ   للصدر   الضعيفِ   وقلبُها        في     لوعةٍ،     ودموعُها      أنهارُ


قالتْ   تُهَدِّئُهُ   -   وفِيها    حاجةٌ        لِمُهَدِّئٍ   لوْ    أنَّها    تَخْتارُ    -:


يا  ابْني  أبوكَ  مع  النجومِ   مُحَلِّقٌ        يرنُو      إليكَ      وكُلُّهُ      أنظارُ


في  العالَمِ   العُلْوِيِّ   يسكنُ   منزلاً        تشدو    بِهِ     وتُرَفْرِفُ     الأطْيَارُ


مخْضَرَّةٌ        أشجارُهُ،        دفَّاقةٌ        أنْهَارُهُ،        سُكَّانُهُ         أطْهَارُ


لا  الغِلُّ  ينفُثُ  في  القلوب  سمومَهُ        لا   في   اليَدَيْنِ    يُعَشِّشُ    الإقتارُ


فاصبِرْ،   تَعَلَّلْ   بالرحيلِ؛    فمالَنا        في  الأرضِ  توطينٌ   ولا   استِقْرارُ


عَمَّا   قريبٍ   نَلْتَقِي    بأبيك    في        أفْقٍ       بَهِيجٍ       كُلُّهُ       أنْوارُ


كيف  البقاءُ  بعالَمٍ   قَدْ   حُجِّرَتْ        فيه   القُلُوبُ   وضَلَّتِ   الأبْصارُ؟!


في  الأغنياءِ  تخمةٌ  والجوعُ  في  ال        أ   يتامِ،    في    أحشَائِهِمْ    نَخَّارُ


هل  نجتدي  أم   نكتوي   بجريمةٍ؟!        كَلاَّ!   فمِن   ذا   تأْنَفُ    الأحرارُ


لله    نشكو     ما     نُعاني؛     إنَّهُ        بَرٌّ      رحِيمٌ      فَضْلُهُ      مِدْرارُ


ما  ذا  سمعتَ   ابَني؟   كأنَّ   بِبَابِنا        طَرْقاً؟   نعم!    فلْيَدْخُلِ    الزُّوَّارُ!


ما كان هذا  الطارق  الآتي  سوى        وفْداً   بِهِ    قد    أرسَلَ    الأخْيَارُ


زَفَّ   السَّلامَ   وبَثَّ    في    طيَّاتِهِ        بُشْرَى  بِأن   قد   زالتِ   الأكْدارُ


إني رسولُ المجلس الأعلى  الذي        مِن     عِندِهِ     تَسُرُّكُم      أخبارُ


إن كان عائلكم  قضى  نحباً،  ففي        ذا  المجلسِ   الأعلى   لكُم   أنصارُ


ما  زال  ينمِي  للكرام   شجونَكُمْ        حَتَّى    استجابتْ     فِتيَةٌ     أبْرارُ


مِن  فاعلي   خيرٍ   وإحسانٍ   فَهُمْ        قومٌ على  دربِ  الهُدَى  قد  ساروا


من   آسيا   يَسْقُونَ    في    إفريقيا        قوماً     ظِماءً     نَالَهُمْ      إعْسارُ


مَدُّوا  على   هذا   اليتيمِ   ظِلالَهُمْ        من    بِرِّهِمْ    يَأتي     لَهُ     مِقْدارُ


فترقرقتْ    عينُ    الصَّبِيِّ،    وأمُّهُ        شَدَّتْ    بأصْلِ    لِسانِها    الأوتارُ


ثم    التقتْ    عَيناهُما    في    لمحةٍ        عَجْلَى،   ولكن   دونها    الأدهارُ


مدَّا    بِطَرْفٍ     للسماء     وتمْتَمَا        في   دعْوةٍ    ما    دونَها    أستارُ:


ربَّاهُ،  عفواً  إن  أسأْنا   الظنَّ   في        كُلِّ  الوَرَى،  فلْيَمْحُ   ذا   استغفارُ


لم  ندْرِ  أنَّ  الخيرَ  في  هذِي  الدُّنا        باقٍ،   ولم   يَعْصِفْ   به    إعصارُ


ربَّاهُ،     فاجْزِ     المحسنين     بجَنَّةٍ        بشَّرنا        بوصْفِهَا         المُخْتَارُ




كن كالعصفور







كن كالعصفور



اجعل يومك يوماً غير عادي



اجعله يوماً يشبه أيام العصافير ..!




لا تتعجب ..!!




ولا تظن أني أمزح ..!




أما علمتَ أن هذه الطيور



أكثر ثقة بالله مني ومنك !




إنها تغدو خماصاً   جياعاً  




وتعود إلى أعشاشها بطانا   ممتلئة  !




ولو توكل الناس على الله حق التوكل ،




لرزقهم كما يرزق الطير !




لو أنا توكلنا على الله سبحانه ،


 كما تتوكل هذه الطيور على ربها ..




لما كان حالنا على هذا الحال ،




الذي لا يسر صديق ،


وتقر به عيون الأعداء !




قليلون في الأمة هم الذين


يتمتعون بهذه الروح المتميزة



التي تمثلت في الطيور !




والمطلوب : أن تتسع الدائرة ،




لنرى نماذج كثيرة


من هؤلاء المتميزين !




وحين يكثر أمثال



هؤلاء الأنقياء في أمتنا :




نكون قد اقتربنا من الفجر



كم بقي من عمرك





كم بقي من عمرك





حدثَّ شابٌ عن قصة عجيبة وتشعر وأنت تسمع هذه الحادثة أن الله برحمته


الواسعة وبفضله العظيم يمهلُ ويمهلُ للعبد حتى يرجع إلى الله وإن كان غارقاً في


الذنوب والمعاصي .

يقولُ : هذا الشاب نحنُ مجموعةٌ من الشباب ندرسُ في إحدى الجامعات وكان من


بيننا صديقٌ عزيزٌ يقال له محمد ! كان محمد يحي لنا السهرات ويجيد العزف على


الناي حتى تطربَّ عظامنا والمتفقُ عليه عندنا أنَّ سهرةً بدون محمد سهرةٌ ميتةٌ لا


أنسَّ فيها .

مضت بنا الأيام على هذه الحال ثمّ كانت بداية الأحداث الساخنة ، كانت البداية يومَ


أن جاء محمدٌ إلى الجامعة وقد تغيرت ملامحه وظهرَ عليه آثار السكينة والخشوع


فجاءه صاحبنا يحدثه

قال : يا محمد ماذا بك ؟ ماذا حدث لك ؟ كأن الوجه غير الوجه ، فرد عليه محمد


بلهجة عزيزة فقال : لقد طلقت الضياع والخراب ، لقد طلقت الضياع والخراب ، لقد


 طلقت الضياع والخراب ، وإني تابٌ إلى الله
 ..

فذهل الشاب ذهل الشاب وقال : له وهو يحاوره على العموم عندنا اليوم سهرةٌ لا

تفوت وسيكونُ لدينا ضيفٌ تحبه إنه المطرب الفلاني ، فرد محمدٌ عليه أرجوا أن


تعذرني فقد قررتُ أن أقاطعَ هذه الجلسات الضائعة ..

فجنَّ جنونُ هذا الشاب فبدأ يزبد ويرعد فقال : له محمد اسمع يا فلان كم بقي من


عمرك ؟ ها أنت تعيش في قوة بدنية وعقلية وتعيش حيوية الشباب فإلى متى ؟ إلى


متى ستبقى مذنباً غارقاً في المعاصي ؟ لما لا تغتنم هذا العمر في أعمال الخير


والطاعات ..









وواصل محمدٌ الوعظ وتناثرت باقةٌ من النصائح الجملية من قلبٍ صادق من محمدٍ


التائب يا فلان إلى متى تسوف ؟ لا صلاة لربك ولا عبادة ! أما تدري أنك اليوم أو


غدا .. كم من مغترٍ بشبابه وملك الموت عند بابه .. كم من مغترٍ عن أمره منظرٍ


فراغ شهره وقد آن انصرام عمره .. كم من في لهوه وأنسه وما شعر أنه قد دنا


غروب شمسه .. ألا تدري أن وراءك حساب . قال صلى الله عليه وسلم :لا تزول


 قدم عبد يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه فاغتنم شبابك


قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وحياتك قبل موتك

.


يقول : هذا الشاب وتفرقنا على ذلك وكان من الغد دخولُ شهر رمضان ، وفي ثاني


أيامه يقول : هذا الشاب ذهبت إلى الجامعة لحضور محاضرات السبت فوجدتُ


الشبابَ قد تغيرت وجوههم فقلت

:




ما بالكم ؟ ما الذي حدث ؟ قال : أحدهم محمدٌ بالأمسِ خرج من صلاة الجمعة


فصدمته سيارة مسرعة . لا إله الله . توفاه الله وهو صائم مصلي ، الله أكبر ما


أجملها من خاتمة حسنة . كم من الناس يموت وقطرات الخمر تسيل من فمه


والعياذ بالله ؟ كم من الناس يتوفاه الله وهو واقعٌ في أحضان فاحشةٍ أو رذيلة نسأل


الله العفو والعافية ؟ قال : الشاب صلينا على محمد في عصر ذلك اليوم وأهلينا


عليه التراب وكان منظراً مؤثرا تدمعُ له العيون وتتفطر له القلوب

.






وقد كانت في حياتك لي عظاتٌ .... فأنت اليوم أوعظُ منك حيا






فوقفَ هذا الشاب ينظرُ إلى قبرِ صاحبه وتذكر قول : القائل لابن المبارك ، مررت


بقبر ابن المبارك غدوةً فأوسعني وعظاً وليس بناطق

.


وصدق بقوله فإن زيارة القبور تذكر الأحياء بمصيرهم كما قال صلى الله عليه


وسلم : كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة

.


رجع صاحبنا إلى بيته مهموماً حزيناً كسيراً ، وقد كان عليه من الغد امتحانٌ في


الجامعة فلم يستطع أن يفتح كتاباً أو يحفظ نصا فقرر الاعتذار من مدرسه في


 الجامعة ، ذهب من صباح الغد إلى إدارة المدرسين ليعتذر فكان الخبر الفاجعة ،


المدرس الذي ذهب إليه تبين أنه أصيب بنوبة قلبية وتوفاه الله البارحة فأصيب هذا


الشاب بغمٍ على غم وظن أن هذه الهموم لا يعالجها إلا الهروب فسافر إلى الخارج


فتعرف على شابين دعياه إلى مرقصٍ مشهورٍ والعياذُ بالله لكنه بعيد يحتاج إلى

سفر ، سافرا ولم يسافر معهم لأنه نائمٌ من شدة التعب والسهر فلما كان من الغد


 جاءه الخبر بوفاة هذين الشابين وهما في طريق المعصية فأصيب بالاكتئاب ورجع


 فوراً إلى بلاده فكانت الفاجعة أيضا حينما دخل في بيته فإذا بأخيه يقول : لا تنس


تعزي الوالدة فالخالة توفاها الله البارحة

..


فصرخ هذا الشاب يا الله الموتُ يُلاحقني الموتُ يُلاحقني و أصيب بالانهيار ، فدفعه


اثنان من أصحابه من أصحاب السوء ليسافر معهم إلى دولة مجاورة ليستريحَ من


هذه المصائب فلحقهم فلما بلغ الجوازات منع هذا الشاب لخلال في جوازه فقال : له


رفاقه ارجع وأصلح الخلل ونحن ننتظرك في هذه الدولة في الفندق الفلاني رجع


 عنهم فإذا بهاتف يهاتفه في منتصف الليل أن الشابين كانا مسرعين فصدمتهما


 شاحنةٌ فماتا جميعا عند ذلك بكى هذا الشاب بكى بكاءً مرا وقال : الموت قد أخذ


 هؤلاء فكيف لو أخذني الله وأنا على هذه الحال .. يا عبد الله






إلى كم ذا التراخي والتمادي *** وحادي الموت بالأرواح حادي





تنادينا المنيةُ كلَ وقتٍ *** فما نصغي إلى قولِ المنادي





فلو كنا جماداً لتعظنا *** ولكنا أشدُ من الجمادِ





وأنفاسُ النفوسِ إلى انتقاصٍ *** ولكن الذنوبَ إلى ازدياد






رجع هذا الشاب إلى الله وأعلنها توبة صادقة فأخرج السجائر من جيبه ورماها


وذهب واغتسل وصلَّ ما شاء الله وعاش في رحابِ الإيمان تائباً يتذكر بين الحين


والأخر أن الله رحمه وأعطاه عمراً وفرصة ليعود إلى ربه ويتوب إليه ولسان حاله


يقول

:






يا كثير العفو عمن كثر الذنب لديه