الأربعاء، 20 يونيو 2012

الحزبيّة




 الحزبيّة









إنّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ باللهِ من شرور أنفسِنا، ومن سيّئات أعمالِنا، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهدُ أنّ محمّداً عبده ورسوله، أمّا بعد:
فلا يخفى على كلِّ ذي بصيرة ما أدّى إليه داءُ الحزبيّة في المسلمين من تنافر وتناحر وتشتّت وضعف. كما لا تخفى النّصوص الشّرعية الواضحة الجليّة في تحريم الحزبيّة المقيتة، وكثرة النّصوص الدّاعية إلى الاجتماع، والاعتصام بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، على فهم السّلف الصالح.
قال الله تعالى:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[آل عمران من: 105]، وقالتعالى:{وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ[الرّوم: 31-32].
بل أراد لهم أن يكونوا حزباً واحداً متمسّكاً بمنهج الله القويم، وإن هم فعلوا ذلك فقد تكفّل سبحانه لهم بالنّصر والتّمكين، قال تعالى: {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ[المجادلة من: 22].
ولقد دأب أهل العلم قديما وحديثا على التّحذير منها ومن دعاتها، وفيما يلي نَصيحةُ عالِمٍ عظيمٍ، وإمامٍ كَبير، وسلفيٍّ جَليل، وهو العلاَّمةُ محمّد البشير الإبراهيميّ رحمه الله، حيثُ يقول - وكأنّه يخاطبُ ضمائرَنا، ويَسْتَنْهِضُ أحاسيسَنا في أحوالٍ مِثلِ أحوالِنا - وقد تكون أشدَّ:
العِلمَ العِلْمَ أيُّها الشَّباب ! لا يُلهِيكُم عنهُ سِمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب ! ولا داعيةُ انتخاب في المجامِع صَخّاب !
ولا يَلْفِتَنَّكُم عنهُ مُعَلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجِراب، ولا عاوٍ في خَراب يَأْتَمُّ بغُراب.
ولا يَفتِنَنَّكُم عنهُ مُنْزَوٍ في خَنْقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنْقَةٍ، ولا جالسٌ في ساباط على بِساط، يُحاكِي فيكُم سُنَّة الله في الأسباطِ، فكُلُّ واحدٍ مِنهؤلاءِ مُشَعْوِذٌ خلاَّب ! وساحرٌ كَذَّاب !
إنَّكُم إنْ أطَعْتُم هؤلاءِ الغُواة، وانْصَعْتُم إلى هؤلاءِ العُواةِ خسِرْتُم أنفُسَكُم، وخسِرَكُم وطَنُكُم، وستَنْدَمُونَ يومَ يَجْنِي الزَّارِعُونَ ما حَصَدُوا
ولاتَ ساعة ندَم " ["عيون البصائر" لمحمّد البشير الإبراهيمي: (350-351)].
و قال رحمه الله تعالى:
" أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيّات التي نَجَمَ بالشّر ناجمُها، وهجم - ليفتك بالخير والعلم - هاجمُها، وسَجَم على الوطن بالملحالأُجاج ساجِمُها.
إنّ هذه الأحزاب ! كالميزاب؛ جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع ". ["عيون البصائر" (2/292)].
إنَّها - واللهِ - نَصيحةُ عالِمٍ شَفيق بكلامٍ حقٍّ خالصٍ رَقيق، وبِعِلْمٍ واثِق دَقيق، وبأُسلوبٍ فائقٍ أنيق، وبلسانٍ جميلٍ رَشيق، وبِفَهْمٍ صادِق عَميق.
فهَلاَّ استجبتُم له ؟ وانْتَصَحْتُم بنُصْحِه ؟
إنّ مفاسدَ الحزبيّة أكبرُ من أن تعدّ وتحصى، ولا بأس هنا أن نذكّر ببعضها؛ حتّى يستنير طريق السّالكين، ويفهم القصد كلّ فطن لبيب، فمن أهمّها:
أوّلا: مخالفتُها لأصل الاعتصام والائتلاف، وعدم التفرّق والاختلاف:
فالاعتصام أصلٌ من أهمّ أصول الإسلام, قال تعالى:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[آل عمران:103].
ويترتّب على ذلك التعدّد: انقسامُ المسلمين في أحزابٍ وشيعٍ متباعدة, سرعان ما تكون متناحرة متنافرة، تجرّ على المسلمين التّباغضَ والتّحاسد، والتّقاطع والتّدابر, ولا يخفى واقعها على المسلمين.
ثانياًتطلّعها للحكم وحرصها على الرّياسة:
فما من حزبٍ  إلاّ ويتطلّع غالباً للحكم والرّياسة, ويسعى للوصول إليه بكلّ طريقة, وقد نهى النبيّ عن تولية الأمر من سأله, وحذّر طلبه, كما صحّ عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه قال: دَخَلْتُ عَلَى النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي، فقالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وقالَ الآخَرُ مِثْلَهُ، فقالَ: (( إِنَّا لَا نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ، وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ )) [رواه البخاري].
ومعلومٌ كم جرّ - ويجرّ - طلبُ الإمارة والحرصُ عليها من شرورٍ على المسلمين, ومنازعةِ ولاةِ الأمر الشّرعيّين ما قلّدهم الله إيّاه من أمانة, وكم أريقت بسببه دماء, واستبيحت حرمات !
ثالثاًتزكية نفسِها والطّعن في غيرها:
فما من حزبٍ - إلاّ من رحم الله تعالى - إلاّ وينشد أمجاده, ويظهر فضل أسياده, وكثيراً ما يقع في الكذب الواضح؛ والتزييف الفاضح, والله تعالى يقول:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَوَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً[النّساء], وقال تعالى:{فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى[النّجم: (32)].
وغالباً ما يصاحب ذلك طعنٌ في غيرها, وتشنيعٌ عليها, ووصفُها بما فيها وهو الغيبة, وبما ليس فيها وهو البهت, وقد نهانا الله عن ذلك كلّه.
رابعاًحرصها على إظهار عيوب الحاكم:
وذلك حتّى يؤولَ الحكم إليها, فتُظهِر نفسها في صورة النّاصح الأمين, وتظهر الحاكم في صورة شيطان رجيم, حتّى تحكم بدلاً منه.
وغالباً ما تغدر به، وهذا حرام, فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: (( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاٌ يَوْمَ القِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، أَلاَ وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْراً مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ )) [مسلم].
إنَّ وُلوجَ مُعتركِ العمل السِّياسي المُعاصِر مُغامرةٌ أشبهُ ما تكونُ بالمُقامَرَة، فإيّاكَ - أخي العزيز - وهذه المُقامَرَةَ الخطِرَة ...
إيَّاكَ والتَّضحيةَ بالدَّعوة، فهي مضمونةُ النَّتيجةِ بالإخلاصِ والسُنّة إن شاءَ الله - إنْ في الدُّنيا، وإنْ في الآخِرَةِ - ونَرجُو اجتماعَهما بالخيرِ والبَرَكَة والتَّوفيق.
تذكّر أخي الحبيب جِهادَ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ رحمه الله العلميَّ، العقَديَّ، المنهجيَّ، وهو القائل:" أنا رجُلُ مِلَّة، لا رَجُلَ دَولَة ".
فحافِظْ - أيّها الأخ الحبيب - على هذا الدّوْرِ الجَليل، ولا تُدَنِّسُهُ بِوُلوجِ أبوابِ السِّياسةِ التي مَهْما طالَت: فعُمرُها قَصير ! ومهما كَبُرَت: فحجمُها صغير.

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

آيا من يدعي الفهمْ





آيا من يدعي الفهمْ 








أيـَا مَـن يَـدّعِي الفَهـم

أيَـا مَـن يَـدّعي الـفَهْـم .. .. إلِـى كـَمْ يَـاأخَـا الـوَهْـمْ

تـُعَـبـِّي الـذنـبَ والـذّم .. .. وتـُخطِـي الخـطـأ الجَـمّ

أمَـا بَـانَ لـكَ الـعـَيـبْ .. .. أمَــا أنـذرك الـشـَّيـب 

وَمَــا في نـُصْحِـه رَيـبْ .. .. وَلا سَمـعُـك قـَد صَـمّ

أمَـا نـَـادَى بـِكَ المَـوتْ .. .. أمَـا أسْمَعَــكَ الصَّـوْتْ 1

أمَــا تخشَـى مِنَ الـفـَوْت ... ... فـَتحـتــَاط َوَتهْـتـَمّ

فـَكـَم تسْـدَرُ فِـي السَّهــوْ .. .. وَتختـَالُ مِـن الـزَهْـوْ 2

وتـنـصَّـبُ إلـى اللـهْـوْ .. .. كـَـأن المَّـوْتَ مَـا عَـمّ

وَحَـتـّـامَ تـَجَـافِـيـكْ .. .. .. وَإبْـطـَاءُ تـَلافِـيـكْ 3

طِـبَـاعـاً جَمَّعـتْ فِـيكْ .. .. عُيـوبـًا شمْلـُها انـضّـمّ

إذا أسْخَـطـْتَ مَـولاكْ .. .. فـَمَــا تَـَقـلـَقُ مِــن ذاكْ 

وإن أخـفَـَقَ مَسْـعَـاك .. .. تَـَلـّظـّـيتَ مِــن الهَــمّ 4

وإن لاح لـَـكَ النـقـشْ .. .. مِـنَ الأصْـفـَـرِ تهْـتـَشْ 5

وإن مَـرّ بـِـكَ النـعـْـشْ .. .. تـَغـامَـمْـتَ ولا غـَـمّ 6

تُـعَـاصِي النـّاصِـحَ البـَـرّ .. .. وتَـعْـتـَاصُ وتــَزْوَرّ 7 

وتـنـقـَـادَ لِـمَـن غـَرّ .. .. ومَـن مَــانَ ومَـن نــمّ 8

وَتسعـَى فِي هَـوى الـنـّفـْسْ .. .. وتحْـتـَالُ على الـفـَلسْ 

وَتـنـسـَى ظـُلمَـة َ الرّمْـس .. .. وَلا تـذكـُـرُ مَـا ثــَمّ 9

ولَـَوْ لاحَـظـَك الـحَـظ ّ .. .. لمَـا طـَاحَ بـِكَ الـلحَــظْ 10 

ولا كـُنـتَ إذا الـوَعْــظ ْ .. .. جَلا الأحــزَانَ تَـَغـتـَـمْ 11

سَـتـُـذري الـدمَّ لا الـدَمْــعْ .. .. إذا عَــايـنـْتَ لا جَـمْـعْ 12 

يَـقِــي فِـي عَـرصَـةِ الجَـمْـعْ .. .. وَلا خَــالَ ولا عَــمْ

كـَأنـِّـي بِـكَ تـَنـحَـط ْ .. .. إلـَى الـلـّحْـدِ وتـنـغَـط ْ 13

وَقـَد أسلـَمَـكَ الـرَّهْــط ْ .. .. إلـى أضـيَـقَ مِـن سَــمّ 14

هُـنـاكَ الجِـسـمُ مَـمـدُودْ .. .. لِـيسْـتـَأكِـلـَهُ الـــدَّودْ 

إلـِـى أنْ ينخَـرَ العُــودْ .. .. وَيُـمْسِـي العَـظـمُ قـَـد رَمّ 15

وَمِـنْ بَـعـدُ فـَلا بُــد ّ.. .. مِنَ العـرْض ِ إذا أعْـتــُـدّ 16 

صِـرَاط ٌ جـِسْرُه ُ مـُـد ... عَـلـَى النــّـارِ لِـمَـن أمّ 17

فـَكـَم مِـنْ مُـرشِــدٍ ضَــلّ .. .. وَمِــنْ ذي عِــزّةٍ ذلّ 

وَكـَم مِـنْ عَـالِـم ٍ زلّ .. .. وَقـَـالَ الخـَطـبُ قـَـد طـَمّ 18

فـَبَــادِر أيـُّـهـَا الغـُمْـرْ .. .. لِمَـا يَحْلــُو بِــِهِ المُـرّ 19

فـَقـَد كـَادَ يَـهـِي العُـمْـرْ .. .. وَمَـا أقـلـَعْـتَ عَنْ ذمّ 20

وَلا تــَركـَنْ إلـِى الدَّهــْـرْ .. .. وإنْ لانَ وإن سَـــرّ 

فـَتـلـفـَى كـمَنْ إغـتـَرّ .. .. بـِأفـْعـَى تـَـنـفـُثُ السّمّ 21

وّخَـفـِّـضْ مِـنْ تـَراقـِـيكْ .. فـَـإن المَـوتَ لا قِــيـكْ 22

وَسَــار ٍ في تــَراقـِـيـك .. .. وَمَـا ينكـُـلُ إنْ هــَمّ 23

وَجَـانِـبْ صَعـَرَ الخـَـدّ .. .. إذا سَـاعَـدَكَ الجـَـدّ 24

وَ زُمّ اللـفـْـظ َ إن نـَـدّ .. .. فـَمـَا أسْعَــدَ مَـنْ زَمّ 25

وَنـَفـِّـسْ عَـنْ أخِـي البَـثّ .. .. وَصَـدّقــهُ إذا نــَثّ 26

وَرُمّ العَـمَـلَ الــرّث ّ .. .. فـَقــَد أفـْـلـَحَ مَـنْ رَم ّ 27

وَرِشْ مَـنْ ريشـُه انحَصّ .. .. بـِمَـا عَـمّ ومَا خـَصّ 28

ولا تــَأسَ عَـلى النـقـصْ .. .. ولا تحْـرِصْ عَـلى اللـّمّ 29

وَعَــادِ الخـُـلـُـقَ الـرَّذلْ .. .. وَعَـوِّد كـفـَّـكَ البـَذلْ

وَلا تسْـتــَمِع ِ العـَـذلْ .. .. وَنـَـزِّهــهَـا عَـن ِ الضَّـمّ 30

وَزَوِّدْ نـَفـْسَـك َالخـَيـْرْ .. .. وَدَع ْ مَـا يُـعْـقِـبُ الضَّـيـرْ 31

وَهَـيِّـىء مَـركَبَ السَّـيـْرْ .. .. وَخـَف مِـنْ لـُجِّـةِ اليـَّـم 32

بـِـذا أُوصيتَ يَـا صـَاحْ .. .. وَقـَـد بُـحْتُ كـَمَـنْ بـَـاح ْ 33

فـَطـُوبَى لِـفــَتـىً راحْ .. .. بـِــآدَابــِيَ يَــأتـــَم 34
 
  مقامات الحريري  
 








إلى كل من أصابه الحزن


إلى كل من أصابه الحزن







 
إلى كل من أصابه الحزن


إلى كل من أصيب بمصيبة


إلى كل مريض ومصاب




لا تـــحــــزن


لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك 

لا تـــحــــزن


لان الحزن يقبض له القلب ، ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ، ويتلاشى معه الأمل

لا تـــحــــزن


لان الحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد ، ويغيِّر عليك الحقائق

لا تـــحــــزن


لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة

لا تـــحــــزن


لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً ، ولا يجلب نفعاً

لا تـــحــــزن


فالحزن من الشيطان ، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ، وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع

لا تـــحــــزن


إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ، وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد

لا تـــحــــزن


إن اذنبت فتب ، وإن اسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والتوبة مقبولة

لا تـــحــــزن


لانك تُقلق أعصابك ، وتهزُّ كيانك وتتعب قلبك وتُسهر ليلك
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ 
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ 

لا تـــحــــزن


لان القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع والاقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر

لا تـــحــــزن


على ما فاتك ، فإنه عندك نعماً كثيره ، فكِّر في نعم الله الجليلة ، وفي أياديه الجزيلة ، وأشكره على هذه النعم ، قال تعالى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " 

لا تـــحــــزن


من كتابة أهل الباطل والعلمانية في الصحف والمجلات والجرائد فذاك غثاء كغثاء السيل ولكن قل " موتوا بغيظكم "

لا تـــحــــزن


من نقد أهل الباطل والحساد ، فإنك مأجور من نقدهم وحسدهم على صبرك ، ثم إن نقدهم يساوي قيمتك ، ثم إن الناس لا ترفسُ كلباً ميتاً

لا تـــحــــزن


وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفّار " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً "

لا تـــحــــزن


فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ، والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني

لا تـــحــــزن


ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً ،، وقديماً قيل : من راقب الناس مات همَّاً

لا تـــحــــزن


ما دمت تُحسن إلى الناس ، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة

لا تـــحــــزن


فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثِلها

لا تـــحــــزن


فإنت من روَّاد التوحيد ، وحملة الله ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري

لا تـــحــــزن


فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر كان خيراً له وإن اصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له "

لا تـــحــــزن


فإن هناك أسباباً تُسهِّل المصائب على المُصاب 
من ذلك : 
1- إنتظار الأجر والمثوبة من عند الله " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " . 
2- رؤية المصابين من حولك . 
3- إن المصيبة أسهل من غيرها . 
4- أنها ليست في دين العبد . 
5- إن الخيره لله رب العالمين " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .... " 

لا تـــحــــزن


وعندك القرآن والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر

لا تـــحــــزن


ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطاله ولكن صَل وسبِّح وأقرأ وأكتب وأعمل وأستقبل وتأمَّل

لا تـــحــــزن


أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والعاصفة كيف تهدأ ؟ إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء ، إن شاء الله

لا تـــحــــزن


ولكن إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وأنتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقل : يا الله ..

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل : يــا الله 

إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل :يــا الله ..

إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل : يــا الله ..

إذا اوصدت الأبــواب أمـامــك فـنـادي وقل : يــا الله ..
ولقد ذكرتك والخطوبُ كوالحُ *** سودً ووجه الدهر أغبرُ وقاتمُ 
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً *** فإذا محيَّا كلُ فجرٍ باسمُ

إليه تَمدُ الأكفُ في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث 
باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ويستقر اليقين " الله لطيف بعباده " 

الله


أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات " هل تعلم له سميَّا "

الله


فإذا الغنى والبقاء والقوة والنصر والعز والقدرةُ والتمكين

الله


فإذا اللطف والعناية والغوثُ والمدد والودُ والإحسان " وما بكم من نعمة فمن الله "

الله


الجلال والعظمة والهيبة والجبروت
مهما رسمنا في جلالك أحرفاً *** قدسيةً تشدو بها الأرواحُ 
فلأنت أعظمُ والمعاني كُلها *** يـا ربُّ عند جلالكم تنداحُ

اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً وعند الخوف أمناً .. اللهم آمين

يـــــــــــارب


الق على العيون الساهرة نعاساً أمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً

يـــــــــــارب


إهدى حيارى البصائر إلى نورك ، وضُلاَّل المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك ، اللهم أذهب عنّا الحزن ، وأزل عنّا الهم وأطرد من نفوسنا القلق 
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك والسؤال إلا منك ولأستعانة إلا بك أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير


الاثنين، 18 يونيو 2012

رسالة من قبري






رسالة من قبري







فكم رسالة تلقيتها مني فتجاهلتها ولم تلقي لها بالا..وكم وحيا ألهمته في منامك ولم تكترث لندائي...فاليوم أكتب اليك اخر رسالة لأعبر فيها عن مدى تأسفي لأعمالك الخبيثة التي شممت ريحها من بعد المسافات...ألم تعلم بأني حفرة سوداء تطلع من بقاعها الحشرات والعقارب والحيات.؟؟؟وكل حشرة اذا لسعت صاحبها تترك فيه سما لمدة أربعين خريفا...ألم تعلم بأن في جواري ملكان عظيمان يسألونك عن ربك الذي غفلت عن عبادته وعن دينك الذي ظيعته وعن نبيك الذي هاجرت سنته؟؟؟؟ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك وبعد ذالك عصيته وحاربت سنة رسوله...ألم تعلم بأني قد أبكيت الرسل والأنبياء والصالحين..وما نزلت من عينيك ولو دمعة تذكرك 




بعظمة الله وجلاله..ألم تعلم بأني أول مؤنس تجده بعد رحيلك من الدنيا فان نجوت مني فما بعدي أيسر وأسهل وان لم تنجو مني فما بعدي أصعب وأشقى..وأذكرك في هذه الرسالة الأخيرة بأن لا تتهاون في قراءة القران حتى أني اذا قررت تعذيبك سأنظر في وجهه وأتركك...وعليك بقيام الليل لأنه سيفرج عنك سوادي ووحشتي..واعلم بأن مساحتي كلها تراب لذا تنسى الفراش وهو العمل الصالح....


وفي الأخير أتمنى لك التوفيق والى اللقاء بك عما قريب...امظاء:القبر ووحشته

السبت، 16 يونيو 2012

{ كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }






{ كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }













كيفكم غاليااتي اليوم جايبه لكم موضوع عن
(((((المـ ــــــــــوت))))))

لاتغفلوا عن الموت ..... الموت يأتي فجأه ...... الموت يأتي بغته ...... لايعرف كبيرولاصغير.....لايعرف غني أو فقير ..... لايعرف معافي أو مريض ..... تذكرو الموت ...... تذكروالقبر ......تذكرو القبر ...... تذكرو ظلمته...... تذكرو ضيقته.......... تذكرو وحدته ........
تذكروه حتى نتوب ونجدد التوبه .... نحن راحلون مهم طالت بنا السنين راحلون ......... قال تعالى(كل نفس ذائقة الموت ) كــــــــــــــــــــــــــــــل نفس ذائقته ...... .........................


الدنيا حوادثها كثيييييره ....... أذا فرحتنــــــــــــــــــــا مره ........ أحزنتنا مره.................... وأذا أضـــــــــحكــــــــتـــنــــــــا مره....... أبكــــــــــتـــــنــــــــا مره ...... أذا جمعتنا مره........
فرقتنــــــــــــــا مره............................................... ..............................................

فلنحزن علـــــــــــــى حـالــــــــــــنا ,,,,,, ولنرجع إلى ربنــــــــــــــــــــــــــا ,,,,,,,, الذي خلقــــــــــــــــــــــــــــــــــــنا ,,,,,,,, والذي برحمته من عقوبته رحمـــــــــــــــــــــنا,,,,,,
هذه الدنـــــــــــــــــــيا فقط تختبرنا,,,,,, فيها لهو.... ولعب ..... ومتاع ...... وغرور ...... وشهوات...... وهفوات ...... وزلات .................................................. ................

وفيها : عبادة ,,,,, وصلاة ,,,,,,صيام ,,,,, حج ,,,,, سنن ,,,, نوافل ,,,,, أيام فضيله ,,,
والصالحين هم الذين تكون حياتهم بعيده عن لهو والغرور ,,,, حياتهم يقضونها في تلاوة القران ,
والنزول الإلهي ,,,,,, والصيام التطوعي ,,,,,,,,, وأعمالهم جميعها خير في خير ,,,,,,,,,
وهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤلاء هم الصالحين ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أمــــــــــــــا المفــــــــــــرطــــيــــــــــن :
حياتهم السهر على الأفلام والمسلسلات الخليعه ,,,,,,,,,,,, وعلى الصور والمجلات المحرمه ,,, وعلى المعاكسات ,,,, وتقليد الغرب ,,,,, ولبس البناطيل الضيقه ,,,,,, ولبس العباءة المخصره ..... والتبرج والسفور ,,, والاختلاط .... وغيرها اللهم من علينا وعليهم وعلى جميع المسلمين الهداية ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,

لاتغفلوا عن الموت .... تخيلو جميعا ً ..... أخواني وأخواتي ........ بعد خمس دقائق يأتيك ملك الموت لينزع روحك ............... هل تستطيعون ...... تدافعون عن أنفسكم ,,,, هل تستطيعون أن تهربون منه ....... هل تستطيعون أن تتخبون عنه ............ كلا ورب لاتستطعون ............

أتى ملك الموت ونزع روحك أو روحكي...... وبقيت جسدكم أمام أهلكم مطروحون ......
لايستطيعون أن يفعلون لكم شيئا ً ..... شوى البكاء والدعاء ..... وبعدها أخذوا جسدكم إلى مغسلة الموتى..... ووضعتوا على لوح ..... وجردتوا من اثياب .... وانت وانتي طريحه ...... وبعدها كفنتوا بالكفن .... وصلوا عليكم وأخذوكم إلى المقبره ..... وحفرو لك ولكي حفره صغيره ووضعتي فيها .... فاأحسست وأحسستي بالضيق هل تستيطعون أن تقولو وسعولي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كلا لاوالله .......... وبعدها هلوا عليك وعليكي التراب ........ وصار عن يمينكم تراب ... وعن يساركم تراب.... وفوقكم تراب ..... وتحتكم تراب .......

[=]هذه نهاية كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل أنســـــــــــــــــــــــــــــان على وجــــــه الدنــــــــــــيا
فلنسعى ونتوب قبل أن نموت على هذا الحال .........................
أسال الله العلي العظيم أن يحسن خاتمتنا ويجعل كلامنا من الدنيا ((((أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله )))))............

وفي النهايه : قبورنا تبنى,,,,,,,,,,,,,, ونحن ماتبنى ,,,,,,,,,,,, ياليتنا تبنى ,,,,,,,,,,,,, من قبل أن تبنى ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اللهم ارزقنا حسن الخاتمـًهـ
 

راحلون




راحلون



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ
راحلون ..!!
لو استشعر بني ادم هذه الكلمة لهانت عليه الدنيا وما فيها
نعم ،،
. (( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍۢ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ ۖ أَفَإِي۟ن مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَـٰلِدُونَ )) [ الأنبياء : 34 ] .
هي رحلة وقليلاً من الزاد
رحلتك اما ان تكون زاخرة بالعطايا
فيذكرك الآخرون بما قدمت من فعل حسن
او "لا سمح الله " لا يكون لك ذلك

والعطايا تكون خالصة لوجه الرحمن
أيسرها ابتسامة في وجه أخيك المسلم
وغيرها من السلوكيات الراقية التي حث عليها ديننا الحنيف
ثم استشعر ما وهبه لك الله من أسرار الروح وأنوار العقل
وما يجب عليك من القيام بعبادة الله
والتمسك بسنة رسول الله والرحمة على خلق الله
وقلبك سليم من الضغائن وجسمك خاشع وروحك آنسه بالخلاق جل في علاه
(( وَتَزَوَّدُوا۟ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ ۚ)) ، وهي : اسم جامع
لكل ما يحبه ويرضاه
زادك هو التقوى
وان تجعل الله نصب عينك في كل شاردة وواردة
(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍۢ ﴿26﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلَـٰلِ وَٱلْإِكْرَامِ )) [ الرحمن : 26 ، 27 ] .
راحلون .. الى اين !!
الى دار البقاء
قال ابن كثير رحمه الله : (( وَلْتَنظُرْ نَفْسٌۭ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍۢ ۖ )) أي :
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم
لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ..
واعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى
عليه منكم خافية " [ تفسير القرآن العظيم 4/365

يقول ابن القيم رحمه الله : " إن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه والتزود لمعاده بمنزلة
النائم بل أسوأ حالاً منه ، فإن العاقل يعلم وعد الله ووعيده .. لكن يحجبه عن
حقيقة الإدراك ، ويقعده عن الاستدراك سنة القلب وهي غفلته التي رقد فيها فطال
رقوده .. وانغمس في غمار الشهوات ، واستولت عليه العادات .. ومخالطة أهل
البطالات .. ورضي بالتشبه بأهل إضاعة الأوقات ، فهو في رقاده مع النائمين .. فمتى
انكشف عن قلبه سنة الغفلة بِزَجرَة من زواجر الحق في قلبه ، استجاب
فيها لواعظ الله في قلب عبده المؤمن .. ورأى سرعة انقضاء الدنيا .. فنهض في ذلك الضوء على
ساق عزمه قائلاً :
(( يَـٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ )) ، فاستقبل بقية
عمره مستدركاً بها ما فات ،
محييا بها ما أمات ،
مستقبلاً بها ما تقدم له من العثرات "
[ الروح لابن القيم ص 223 ] .
مما راق لي


&& كلنا عن هذه الدنيا راحلون ولربنا راجعون &&







&& كلنا عن هذه الدنيا راحلون ولربنا راجعون &&


هكذا هي الدنيا.. كلنا منها راحلون

 كل مخلوق يموت ولا يبقى


إلا ذو العزة والجبروت ،


والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر،


والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر .



كل ابن أنثى وإن طالت سلامته


 يوماً على آلةٍ حدباء محمول

لا تأمن الدنيا فنحن عنها راحلون


لا تأمن العيش في ارض ستهجرها

ان السنين وان طالت قصيرات


تبني القصور بدار لا مقام بها


اين اللذين بنو بل اين الحضارات


اين القلاع التي طالت سواترها


اين الملوك واولاد الاميرات


سل الديار وسل من كان يسكنها 


هل طاب عيش والمصير ممات؟؟




الجمعة، 15 يونيو 2012

يا صاحب الهم





يا صاحب الهم 






حينما يُنِيخ الـهَـمّ بِكَلْكَلِه في ساحات أقوام
وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين
حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن
وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع
وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده

قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة !
وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق !

فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح
بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً
وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن
وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وجهه

فهو ينتقل مِن هَـمٍّ إلى هـمّ
ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر

إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال

وربّ العزّة سبحانه أخبر عن نفسه بأنه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قال عليه الصلاة والسلام : من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ، ويُفَرِّج كَرْباً ، ويرفع قوما ويخفض آخرين . رواه ابن ماجه .
قال عبيد بن عمير : مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكّ عَانيا ، أو يَشْفِي سقيما .
وقال مجاهد : كل يوم هو يُجِيب داعيا ، ويَكْشِف كَرْباً ، ويُجِيب مُضْطَراً ، ويَغْفِر ذنباً .
وقال قتادة : هو مُنْتَهَى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .

ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج
وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس
وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية
وليجأروا إلى الله بالدعاء

ومِن جُوده وكرمه سبحانه وتعالى أن هيأ لِعباده أسباب النجاة
وأنْ دلَّهُم على طُرُق الخيرات
وجَعَل له نَفَحَات ، وأمَرَهم أن يتعرّضوا لِتلك النفحات

ففي الحديث : افعلوا الخير دَهركم ، وتَعَرَّضُوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يَستر عوراتكم ، وأن يُؤمِّن روعاتكم . رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شُعب الإيمان . وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسناده رجاله رجال الصحيح ، غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير ، وهو ثقة .

وهو سبحانه وتعالى يُخاطِب عباده كل ليلة ، فيقول :
هل من سائل يُعطى ؟ هل من داعٍ يُستجاب له ؟ هل من مُسْتَغْفِر يُغْفَر له ؟ حتى ينفجر الصبح . كما في صحيح مسلم .

وروى محارب بن دثار عن عمّه أنه كان يأتي المسجد في السحر ، ويَمُرّ بِدَارِ ابن مسعود ، فسمعه يقول : اللهم إنك أمرتني فأطَعْتُ ، ودعوتني فأجَبْتُ ، وهذا سحر فاغفر لي . فسئل ابن مسعود عن ذلك ، فقال : إن يعقوب عليه الصلاة والسلام أخَّرَ الدعاء لِبَنِيه إلى السَّحَر ، فقال : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) .

فيا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب
وأن مع العُسر يُسْرا

يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله

وأصدق منه وأبلَغ قوله عليه الصلاة والسلام : واعلم أنّ في الصبر على ما تَكْرَه خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفَرَجَ مع الكَرْب ، وأن مع العسر يُسرا . رواه الإمام أحمد .

ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَغْفَل عن القرآن
ولا تُغفِل مصدر الفَرَج وأصل السعادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حُزن ، فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك ، ناصيتي بِيَدِك ، ماضٍ فيّ حُكمك ، عَدْلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ؛ إلا أذهب الله هَمّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا . فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها . رواه الإمام أحمد .

ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَجزعنّ لمكروه تُصَاب به = فقد يُؤدِّيك نحو الصِّحة الْمَرَضُ

ويا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير
ففي الحديث : ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ، حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته . رواه البخاري ومسلم .




ويا صاحب الهـمّ ..
الهـمّ رِفعة في درجاتك
روى الإمام أحمد من طريق محمد بن خالد عن أبيه عن جده - وكان لِجَدِّه صُحْبَة - أنه خَرَج زائرا لِرَجُلٍ من إخوانه ، فبلغه شكاته . قال : فَدَخَل عليه ، فقال : أتيتك زائراً عائداً ومبشراً . قال : كيف جمعت هذا كله ؟ قال : خَرَجْتُ وأنا أريد زيارتك ، فبلغتني شَكَاتُك ، فكانت عِيادة ، وأبَشِّرُك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه .

يا صاحب الهـمّ ..

ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح؟!

نسأل الله العفو والعافية والدين والدنيا والأخرة
؟!

تفسير القرن الكريم


تفسير القرن الكريم


سورة البقرة
الجزء الأول
وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)
ولن ترضى عنك -أيها الرسول- اليهود ولا النصارى إلا إذا تركت دينك واتبعتَ دينهم. قل لهم: إن دين الإسلام هو الدين الصحيح. ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله مِن وليٍّ ينفعك, ولا نصير ينصرك. هذا موجه إلى الأمّة عامة وإن كان خطابًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121)
الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى, يقرؤونه القراءة الصحيحة, ويتبعونه حق الاتباع, ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله, ومنهم خاتمهم نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولا يحرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه. هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه, وأما الذين بدَّلوا بعض الكتاب وكتموا بعضه, فهؤلاء كفار بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه, ومن يكفر به فأولئك هم أشد الناس خسرانًا عند الله
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)
يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم, وأني فَضَّلتكم على عالَمي زمانكم بكثرة أنبيائكم, وما أُنزل عليهم من الكتب.
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (123)
وخافوا أهوال يوم الحساب إذ لا تغني نفس عن نفس شيئًا, ولا يقبل الله منها فدية تنجيها من العذاب, ولا تنفعها وساطة, ولا أحد ينصرها.
وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك, فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
واذكر -أيها النبي- حين جعلنا الكعبة مرجعًا للناس, يأتونه, ثم يرجعون إلى أهليهم, ثم يعودون إليه, ومجمعًا لهم في الحج والعمرة والطواف والصلاة, وأمنًا لهم, لا يُغِير عليهم عدو فيه. وقلنا: اتخِذوا من مقام إبراهيم مكانًا للصلاة فيه, وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بنائه الكعبة. وأوحينا إلى إبراهيم وابنه إسماعيل: أن طهِّرا بيتي من كل رجس ودنس; للمتعبدين فيه بالطواف حول الكعبة, أو الاعتكاف في المسجد, والصلاة فيه.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
واذكر -أيها النبي- حين قال إبراهيم داعيًا: ربِّ اجعل "مكة" بلدًا آمنًا من الخوف, وارزق أهله من أنواع الثمرات, وخُصَّ بهذا الرزق مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر. قال الله: ومن كفر منهم فأرزقه في الدنيا وأُمتعه متاعًا قليلا ثم أُلجئُه مرغمًا إلى عذاب النار. وبئس المرجع والمقام هذا المصير.
19