الأربعاء، 13 مايو 2015

حيتك عزة بعد الحج وانصرفت ... فحي ويحك من حياك يا جمل




 حيتك عزة بعد الحج وانصرفت ... فحي ويحك من حياك يا جمل








حكي أن زوج عزة أراد أن يحج بها فسمع كثير الخبر فقال والله لا حجن لعلي أفوز من عزة بنظرة قال فبينما الناس في
 الطواف إذ نظر كثير لعزة وقد مضت إلى جمله فحيته ومسحت بين عينيه وقالت له يا جمل فبادر ليلحقها ففاتته فوقف على الجمل 


 حيتك عزة بعد الحج وانصرفت ... فحي ويحك من حياك يا جمل 



           لو كنت حييتها ما كنت ذا سرف * عندي ولا مسك لا دلاج والعمل  

قال فسمعه الفرزدق فتبسم وقال له من تكون يرحمك الله قال أنا كثير عزة فمن أنت يرحمك الله ؟ قال أنا الفرزدق بن غالب التميمي قال أنت القائل 

  رحلت جمالهم بكل أسيلة ... تركت فؤادي هائما مخبولا 


  لو كنت أملكهم إذا لم يرحلوا ... حتى أودع قلبي المتبولا 


  ساروا بقلبي في الحدوج وغادروا ... جسمي يعالج زفرة وعويلا  

 فقال الفرزدق نعم فقال كثير والله لولا إني بالبيت الحرام لأصيحن صيحة أفزع هاشم عبد الملك وهو سرير ملكه فقال الفرزدق والله لاعرفن بذلك هشاما ثم توادعا وافترقا فلما وصل الفرزذق إلى دمشق دخل إلى هشام بن عبد الملك فعرفه بما اتفق له مع كثير فقال له اكتب إليه بالحضور عندنا لنطلق عزة من زوجها ونزوجه إياها فكتب إليه بذلك فخرج كثير يريد دمشق فلما خرج من حيه وسار قليلا رأى غرابا على بانة وهو يفلي نفسه وريشه يتساقط فأصفر لونه وارتاع من ذلك وجد في السير ثم إنه مال ليسقي راحلته من حي بني فهد وهم زجرة الطير فبصر به شيخ من الحي فقال يا ابن أخي أرأيت في طريقك شيئا فراعك ؟ قال نعم رأيت غرابا عل بانة يتفلى وينتف ريشه فقال له الشيخ أما الغراب فانه اغتراب والبانة بين والتفلي فرقة فازداد كثير حزنا على حزنه لما سمع من الشيخ هذا الكلام وجد في السير إلى أن صل إلى دمشق ودخل من أحد أبوابها فرأى الناس يصلون على جنازة فنزل وصلى معهم فلما قضيت
صاح صائح لا إله إلا الله ما أغفلك يا كثير عن هذا اليوم فقال ما هذا اليوم يا سيدي ؟ فقال إن هذه عزة قد ماتت وهذه جنازتها فخر مغشيا عليه فلما أفاق
  قال
  فما أعرف الفهدي لا دردره ... وأزجره للطير لا عز ناصره
  رأيت غرابا قد علا فوق بانة ... ينتف أعلى ريشه ويطايره
  فقال غراب واغتراب من النوى ... وبانة بين من حبيب تعاشره

 ثم شهق شهقة فارقت روحه الدنيا ومات من ساعته ودفن مع عزة في يوم واحد 

ليست هناك تعليقات: