الخميس، 15 أغسطس 2013

رسالة الى لساني














رسالة الى لساني



يا لساني


يا قِطعةٌ مِنِّي


أبعثُ إليكَ برسالة فيا ليتك تعيها و تفهمهاجيداً فانتبه لكلامي


يا لساني 


أنتَ


 سببُ سعادت و هنائي أو سببُ تعاستي و شقائي
فماذا ترضى لي ... ؟ !

أترضى لي الذنوبَ و الآثام و العذاب أم ترضى لي الحسناتِ و الثواب .. ؟ !

أترضى لي الخـيرَ أم الشـر .. ؟ !

أترضى لي الجنةَ أم النار .. ؟ !

يا لساني... 


اعلم أَنِّي مُحَاسَبَ على كُلِّ كلمةٍ تنطقُ بها ..


 فلا تقل إلا خيراً ، فإنك فى


الآخرةستشهدُ لي أو عَلَيّ ..

أَمَا علمتَ قولَ النبىصلى الله عليه و سلم :



 و هل يَكُبَّ الناسَفى النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم



 
و أنتَ تعلم أَنِّي لاأُطيقُ النار أنا أضعف من ذلك بكثير ... !

يا لساني ... 


أَمَا 


علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه وتعالى :



 مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ 


فلا تتكلم إلا بما فيهمَصلحة .


يا لساني... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ و عَلا نهاك عنالغِيبة فقال :

 و لا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً  
يا لساني... 


لا تَنِمّ ،،


 فانميمة مُحَرَّمَة ،


 و قد قال رسولُنا صلى الله عليه و سلم :



  لا يدخل الجنةَ نَمَّام   .

يا لساني ... 


لا تكن كَذَّاباً ، فقد قال نبيك صلىالله عليه و سلم :




 و إنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجور ،


 و إنَّ الفجورَيهدي إلى النار ،


 و إنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ


عند الله كَذَّاباً   

 
أيَسُـرُّكَ أنْأُكتَبَ عند الله كَذَّابَا.



لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا



فاحذر الكذب ،


 و تحرَّى الصِّدق ،


 و اجعله شعارك مهماكَلَّفَك ذلك و مهما كَلَّفَني

لا تقل إلا حقاً،، و لا تنطق إلا صِدقاً .


يا لساني ... 


إياكِ و شهادة الزُّور ،


 فقد قال رَبُّكَ سبحانه :



  و اجتنبوا قَوْلَالزُّور  


و أثنى سبحانه وتعالى على عباده فقال :



 وَ الَّذِينَ لايَشهَدُونَ الزُّورَ   .

وعن أبي بَكْرَة -


 رضىالله عنه -





 قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :

 ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟قلنا :


 بلى يا رسولَ الله ، قال : 


الإشراك بالله ، و عقوق الوالدينو كان




مُتكئاً فجلس ، فقال :



 ألا و قولالزُّور ،


 و شهادة الزُّورفما زال يُكَرِّرها حتى قلنا : ليته سكت


 
فاحذريا لساني



أن تشهدَ زُوراً ، فإن

ذلك يُغضِب ُرَبِّي عليك ،، و أنتَ جُزءٌ مِنِّي


يا لساني ... 


إيَّاكِ أن تلعنَ أو تَسُب ، فالمؤمن ليس بلعَّان كما أخبر بذلك


 النبىُّ صلى الله عليه و سلم فى قوله




 ليس المؤمن بالطَّعَّان ،


 و لااللعَّان ،


 و لا الفاحِش ،



 و لا البذىء   
 
فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، 


و لا تلعن حيواناً ولا طيراً و لا غيره .

طَهِّر نفسك مناللعن .. 

و لا تَسُبّ ميتاً ،



 فقد نهاك نبيك صلى الله عليه و سلم عن سَبِّ الأموات 



فقال :



 لا تَسُبُّواالأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدَّموا  


يا لساني ... 




لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من المعاصي و الذنوب ، بل ادعُ له بالهِداية .
يا لساني... 



احفظ نفسك ، و لا تنطق إلا خيراً ،



 فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى و أحسن



فى حقك ،و قد قال نبينا صلى الله عليه و سلم :



  مَن كان يُؤمنُ بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت   



أَمَا سمعتَ لقول الصحابيِّ الجليل عبداللهبن مسعودٍ رضى الله عنه:



 و اللهِ الذى لا إله إلا هو ليس شيءٌ أحوج إلى طُولسِجنٍ من لساني 


و كان يقول يالسان ، قُل خيراً تغنم ، و اسكت عن شَرٍّ تسلم ، مِن قبل أن تندم .


و صدق و اللهِ فى كلامه ...


 صدق ...


فيالسانى



انتبه لقوله ، و خُذ به ، و اعمل بمضمونه
يا لساني... إن



إني  أخشى عليك النار ،،


 وأخافُ من غضبالجَبَّار ،،


 و أريدُ لك النعيم ،،


 و أخشى


عليك العذابَ الأليم

يا لساني ... 


اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ شَـر،،


 و عدم النُّطق بما يَضُـر


اعزِم على النُّطق بمافيه الخيرُ و المَصلحة ،


 و الصمت عَمَّا فيه مَفسدَة


إيَّاك 


أنْ تتأثر بِمَن حَولك .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثربالمُغتابين و النَّمَّامين .. !



إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات ،و لا يُراعون الحُرُمات .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثربالأَفَّاكين .. !

أو تنضم لفِئةالكَذَّابين .. !

يا لساني ... 



احفظ نفسك و احفظنى ...



 و لا تُهمِل رِسالتى فتُهلكنى .

يا لساني ... 



إِنِّي أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لييقودني إلى الخير ،



 و يأخذ بيدى للجنة ، و يسعى


جاهداً فى صلاحي



يا لساني... 


أكثِر مِن ذِكر الله ، 



فهو واللهِ مَنجاة ..

حافِظ على الأذكاربالليل و النهار ...

فإنِّي آمَلُ فيكَ الخير ، و إنكَ لراغبٌ فيه .

فابدأ مِن الآن ،، وتُبْ ،، و قُـل :

أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .



أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .





أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه 

كيف أحزن وهمي له رب




كيف أحزن وهمي له رب








كيف أحزن وهمي له رب
إن أصابني
جعلت لي في التقوى له مخرجا

( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب)

كيف احزن وانا ان مرضت....
عندك شفائي و صحتي و قوتي....

( اللهم انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)

كيف احزن ....
و ان ضاقت بي الدنيا بما رحبت ...
فاليك ملجئي و راحتي ...
جعلت لي في عتمة الاسحار دعوة لا ترد....
فسهام الليل لا تخطئ....

كيف احزن و انت ارحم بي من والداي ...
و أرأف بحالي من نفسي....
حليم.. رحيم ..عفو.. كريم...

كيف احزن و ان ضاق رزقي و شح...
جعلت لي في صلاة الفجر وفرته.. و في اللاستغفار بركته...

كيف احزن و قد حرمت الظلم على نفسك...

فلا حبيب الا تقيك...
و لا بعيد عنك الا ناديته...
و لا وحيد الا انت مؤنسه....

كيف احزن و لي رب...
ان شكرته على نعمه زادني ...
و ان ظلمت نفسي اشتاق لسماع صوتي و انتظر عودتي....

( و ان شكرتم لأزيدنكم)

كيف احزن و انت ربي...
الواحد.. الاحد ..الصمد...

عندما نحزن او نتعب او نكره...
او تضيق بنا الدنيا...

نلف.. و ندور...
نفكر...و نفكر....

لمن نذهب.. لمن نشكو.. من يعيننا.. من يفرج عنا...
و ننسى من بيده كل شيئ ...
الشفاء.. و الرزق.. و السعادة ..و الراحة.. و كل شيء...

فكروا قليلا ...
كل شيء....
نبحث عن اي شيئ عند اي احد ...
و لا نبحث عند من يملك كل شيء ....

تفريج الهموم.. بركة الارزاق.. فك الكربات...
بيده الامر كله.. و هو على كل شيء قدير....

نشاهد و نقرأ...

مشاكل الناس ...
نفسياتهم...

اكتئاب ...
رهاب .....
وسوسة...
خوف...
قلق دائم....
و ننسى كلمات الرحمن الشافية...
التي تنزل بنا السكينة و الطمأنينة...
فتسرى عبرنا ...
برودة في القلب...
و تعطينا لذة.. لا تعادلها لذة..
و لا تشبه اي لذة...


فهل لمبتغي الراحة ان يجدها في غير موضعها ....
و هل للانسان ان يبتغي الفرج من غير مصدره....

لا و الله.....

فمن يبحث عن السعادة عند الناس فلن يجدها....
و من يبحث عن الراحة في المال فلن يجدها....
و من يبحث عن الملك في الظلم فهو بالتاكيد لن يجده....

و لن يعطي الله انسان شيئا يبتغيه متجاوزه
عند غيره.......

يا رب كيف ابحث عن حاجتي و هي عندك....

و كيف احزن....... و انت ربي.........

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

رسالة من الشيطان الرجيم..احذروووها











رسالة من الشيطان الرجيم..احذروووها 









رساله


لقد رأيتك بالأمس القريب ..
لقد رأيتك بالأمس القريب ..
لقد رأيتك بالأمس القريب ..
ياتك اليومية فتستيقظ وتذهب للعمل دون حتى أن تفكر في صلاة الفجر ..
وعندما تعود لبيتك تتناول طعامك دون حتى أن تذكر اسم الله عليه ..
وأيضا لا وقت لصلاة العشاء قبل النوم ..


إنك شخص جاحد .. وحقيقة إني أحب فيك هذا السلوك ..
فهو صفة من صفاتي وإني سعيد أشد السعادة أن أراك تعيش بمثل هذه الطريقة ..
إنك مني وأنا منك ..

تذكر .. مرت السنين تلو السنين وبيننا عشرة عمر طويلة ..
ومع ذلك لازلت لا أحبك ..
إني أكرهك من كل قلبي ..
فقد أخرجني الله من الجنة بعد أن جحدت نعمته ورفضت السجود لأبيك ..
وسأحاول إغوائك بكل ما أستطيع لأجعلك تدفع الثمن معي ..



بصراحة .. إنك لم تستعمل عقلك في فهم حقيقة الحياة ..
لقد فتح الله لك باب الجنان والتوبة إليه من الذنوب ..
لكنك اتجهت إليّ .. وابتغيت طريقي الذي سيوصلك للنار ولا محالة ..
شكرا لك يا عزيزي .. !




لقد أقسمت لله أن أغوي بني البشر أجمعين ..
وأريد أن أنفذ التحدي ..
لأثبت .. أنك تطيع أوامري ..




ها هي الأيام تمضي ..
تسمع معي الأغنية الماجنة ..
وتشاهد الفيلم الهابط ..
وتقترف الفواحش والمحرمات ..
وتلعن الناس وتسرق وتغش وتخون و .. و .. و ..
شكرا لك .. على ذلك .. فلقد أسعدتني ..
لأنك بساطة .. أغضبت الله !


هيا يا صاحبي .. هيا لنحترق سويا ..
فلدي خط رائعة لكلينا ..
إني أضحك ساخرا منك حينما أراك تفعل المعصية وتلحقها بضحكة تجلجل المكان ..
فكأنك تفعلها متحديا عظمة الله ..

أريدك يا عزيزي أن تنشر الفساد بين الناس ..
فتشجعهم على ارتكاب المعاصي والذنوب .. وتطلب منهم أن يعصوا الله بكل طريقة يستطيعون .. انشر بينهم الأفلام والأغاني ..
وكلما رأيت شخصا يعبد الله .. لا تتوان عن السخرية منه ..
والاستهزاء بمظهره وجوهره .. حتى تجعلني أضحك ..


معذرة .. فلدي مهمة الآن .. سأترك لثوان .. وسأعود ..
لأفكر معك في خطة جديدة لمعصية جديدة ..




ولو كنت ذكيا .. لهربت مني ..
وطلبت من الله المغفرة للذنوب ..
وعشت في طاعة الله في هذه السنين القليلة ..
حتى تنال الثواب ونعيم الله في الجنة .. وحتى لا توضع في النار معي ..


ولكني متأكد .. أنك تحبني أكثر من الله ..
وأنك تقدم هواك على طاعة الله تعالى ..
وأنك صديقي العزيز ..

مضلك وغاويك …
الشيطان الرجيم .. إبليس

*****
قال الله تعالى : " وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق وعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم " " سورة إبراهيم





أخي المسلم ….
إعلم وفقك الله أن الله تعالى قد حذرنا من اتباع خطوات الشيطان فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )


فتأمل رعاك الله في حالك كل يوم ، كيف ترى قربك من الله ، وكيف بعدك عنه ، وهل أنتَ قد وقعتَ فيما حذرك الله تعالى منه …… وما قرأته من مقال فهو لسان حال الشيطان للمسل الغافل ..


فيا عبد الله ..
أليس لك من عقل تفكر به ؟
أتختار طريق الشيطان بدلا من طريق الرحمن ؟
إن كنت مصرا فاعلم أن الشيطان سيتبرأ منك يوم القيامة ..
وسيتوعد لك بالعذاب الأليم ..

أسأل الله تعالى أن يغفر لنا الذنوب ..
ويعفو عنا ..


وتذكر قول الله تعالى : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله .. إن الله يغفر الذنوب جميعا .. إنه هو الغفور الرحيم "


و أسأل الله تعالى أن يجزي خيرا كل من أعان على كتابة و نشر هذة المقالة إنه على ما يشاء قدير...
آمين ** آمين **آمين
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الاثنين، 12 أغسطس 2013

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ












أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ















معاشر الأخوة والأخوات اسمعوا وعوا، وأعلموا وأعلنوا، إن مصيبتنا ليست بقوة عدونا، إنما هي بضعف صلتنا بربنا، وضعف ثقتنا وقلة اعتمادنا عليه، لنفتش في أنفسنا عند وقوعنا في الشدائد والمحن، أين الضراعة والشكوى لله، أين اللجاءة والمنجاة لله؟ ليس شيء أفضل عند الله من الدعاء لأن فيه إظهار الفقر والعجز، والتذلل والاعتراف بقوة الله وقدرته وغناه.
أيها المسلمون، نريد أن تعلم فن الدعاء والتذلل والخضوع والبكاء، لنعترف بالفقر إليه، ولنظهر العجز والضعف بين يديه، أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، أليس لنا فيه أسوة، أوذي أشد الأذى، وكذّب أشد التكذيب، أتهم بعرضه وخدشت كرامته، وطرد من بلده، عاشا يتيما وافتقر، ومن شدةِ الجوع ربط على بطنه الحجر، قيل عنه كذابُ وساحر، ومجنونُ وشاعر، توضعُ العراقيلُ في طريقه، وسلى الجزورِ على ظهره، يشجُ رأسُه، وتكسرُ رباعيتُه، يقتلُ عمه، جمعوا عليه الأحزابَ وحاصروه، المشركون والمنافقون واليهود.
يذهبُ إلى الطائفِ يبلغُ دعوتَه فيقابلَ بالتكذيبِ والسبِ والشتمِ، ويطُردَ ويلاحقَ ويرمى بالحجارةِ فماذا فعل -بأبي هوَ وأمي- (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) ؟
أين ذهب، من يسأل، على من يشكو، إلى ذي الجبروتِ والملكوتِ، إلى القوي العزيز، فأعلن (صلى الله عليه وآله وسلم) الشكوى، ورفعَ يديه بالنجوى، دعاء وألحَ وبكاء، وتظلمَ وتألمَ وشكا، لكن اسمع لفنِ الشكوى وإظهار العجزِ والضعفِ والافتقار منه (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) قال:
اللهم إليك أشكو ضعفَ قوتي وقلتَ حيلتي وهوانِ على الناس، يا أرحم الراحمين، إلى من تكِلني إلى عدوٍ يتجهمني، أم إلى قريبٍ ملكتَه أمري، إن لم تكن ساخطاً عليَ فلا أُبالي، غير أن عافيتَك أوسعُ لي، أعوذ بنورِ وجهَك الكريم، الذي أضاءت له السماوات، وأشرقت له الظلمات، وصلُحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرة، أن تُحلَ عليَ غضبَك أو تُنزلَ علي سخَطَك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوة إلا بك. هكذا كان (صلى الله عليه وآله وسلم) ضراعة ونجوى لربه.
أيها الأخوة، لماذا نشكو إلى الناس، ونبث الضعف والهوان والهزيمة النفسية في مجالسنا، وننسى أو نتكاسل عن الشكوى لمن بيده الأمر من قبل ومن بعد قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين َ* قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ).
أليس فينا من بينه وبين الله أسرار؟ أليس فينا أيها الأحبة أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، أليس فينا من يرفع يديه إلى الله في ظلمة الليل يسجد ويركع، ينتحب ويرفع الشكوى إلى الله.
فلنشكو إلى الله ولنقوي الصلة بالله(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
ومن الأدعية في المصيبة والكرب والشدة والضيق ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
وفي رواية كان إذا حزبه أمر قال ذلك، قال النووي في شرح مسلم: هو حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة، وقال الطبراني كان السلف يدعون به ويسمونه دعاء الكرب.
وأخرج أبو داوود وأحمد عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) قال: دعوات المكروب، اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفت عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
وأخرج الترمذي عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.
لما قالها يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت، قال الله عز وجل(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)، قال ابن كثير في تفسيره: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ سيد الأنبياء.
وأخرج مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت سمعت رسول الله ) صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، أي إذا كانوا في الشدائد ودعونا منيبين إلينا، ولا سيما إذا دعوا في هذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب بها عن آله وصحه وسلم) يقولما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إن لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها.
قالت فلما مات أبو سلمة قلت في نفسي أي المسلمين خير من أبي سلمة؟
ثم إني قلتها –أي الدعاء- فأخلف الله لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم).
إذا فالاسترجاع ملجأ وملاذ لذوي المصائب، ومعناه باختصار: إن لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك، وإن إليه راجعون إقرار بأن الله يهلكنا ثم يبعثـنا.
إذا فالأمر كله لله، ولا ملجأ منه إلا إليه، والله عز وجل يقول( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

إليكم أيها الأحبة أمثلة ومواقف للذين لجئوا إلى حصن الإيمان وسلاح الدعاء، وأدركوا أن المفزع بعد الإيمان هو الدعاء، السلاح الذي يستدفع به البلاء ويرد به شر القضاء.
عن أصبغ ابن زيد قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثا لم نطعم شيئا من الجوع، فخرجت إلي ابنتي الصغيرة وقالت يا أبتي الجوع، تشكو الجوع، قال فأتيت مكان الوضوء – انظروا إلى من اللجاءة، انظروا إلى من يلجئون- فتوضأت وصليت ركعتين، وألهمت دعاء دعوت به وفي آخره: اللهم افتح علي رزقا لا تجعل لأحد علي فيه منة، ولا لك علي فيه في الآخرة تبعة برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم انصرفت إلى البيت فإذا بابنتي الكبيرة قامت إلي وقالت: يا أبي جاء رجل يقول أنه عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه دقيق وحمال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرءوا أخي السلام وقول له إذا احتجت إلى شيء فأدعو بهذا الدعاء تأتيك حاجتك.
قال أصبغ ابن زيد والله ما كان لي أخو قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير.
فقلت للفكر لما صار مضطربا.......وخانني الصبر والتفريط والجلد
دعها سماوية تمشي على قدر........لا تعترضها بأمر منك تـنفسد
فحفني بخفي اللطف خالقنا........ نعم الوكيل ونعم العون والمدد

وعن شقيق البلخي قال: كنت في بيتي قاعدا فقال لي أهلي قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به، قال فتوضأت – نرجع إلى السبب الذي كانوا يدورون حوله رضوان الله عليهم- فتوضأت وكان لي صديق لا يزال يقسم علي بالله إن يكون لي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال: من عرضت له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل، قال فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد أفرغ علي النوم، فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق أتدل العباد على الله ثم تنساه، يا شقيق أتدل العباد على الله ثم تنساه، قال فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني فيه ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله، ثم انصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت أن اقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم.
إن ربي لسميع الدعاء، فلا نعجب أيها الأحبة، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

وأسمع لدعاء أبن القيم في الفاتحة يقولومكثت بمكة مدة يعتريني أدوار لا أجد لها طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، فكان كثير منهم يبرأ سريعا.
وفي حديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه لما قرأ على سيد الحي الفاتحة قال: فكأنما نشط من عقال، وهذا يشهد أيضا بفضل الفاتحة.

ومن المواقف الجميلة الطريفة في فضل الدعاء أنه كان لسعيد أبن جبير ديكا، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح، فلم يصلي سعيد قيام الليل تلك الليلة فشق عليه ذلك، فقال ماله قطع الله صوته –يعني الديك-؟
وكان سعيد مجاب الدعوة، فما سمع للديك صوت بعد ذلك الدعاء، فقالت أم سعيد:
يا بني لا تدعو على شيء بعدها.
وذكر أحد الدعاة في بعض رسائله أن رجلا من العباد كان مع أهله في الصحراء في جهة البادية، وكان عابدا قانتا منيبا ذاكرا لله، قال فانقطعت المياه المجاورة لنا وذهبت التمس ماء لأهلي فوجدت أن الغدير قد جف، فعدت إليهم ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة فلم نجد ولو قطرة، وأدركنا الظمأ واحتاج أطفالي للماء، فتذكرت رب العزة سبحانه القريب المجيب، فقمت وتيممت واستقبلت القبلة وصليت ركعتين، ثم رفعت يدي وبكيت وسالت دموعي وسألت الله بإلحاح وتذكرت قوله:
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).
قال وما هو والله إلا أن قمت من مقامي وليس في السماء من سحاب ولا غيم، وإذا بسحابة قد توسطت مكاني ومنزلي في الصحراء، واحتكمت على المكان ثم أنزلت ماءها فامتلأت الغدران من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا فشربنا واغتسلنا وتوضئنا وحمدنا الله سبحانه وتعالى، ثم ارتحلت قليلا خلف هذا المكان وإذا الجدب والقحط، فعلمت أن الله ساقها لي بدعائي، فحمدت الله عز وجل:
(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ).

وذكر أيضا أن رجلا مسلما ذهب إلى إحدى الدول والتجأ بأهله إليها، وطلب بأن تمنحه جنسية، قال فأغلقت في وجهه الأبواب، وحاول هذا الرجل كل المحاولة واستفرغ جهده وعرض الأمر على كل معارفه، فبارت الحيل وسدت السبل، ثم لقي عالما ورعا فشكا إليه الحال، فقال له عليك بالثلث الأخير من الليل فأدعو مولاك، إنه الميسر سبحانه وتعالى، قال هذا الرجل: ووالله فقد تركت الذهاب إلى الناس وطلب الشفاعات، وأخذت أداوم على الثلث الأخير كما أخبرني ذلك العالم، وكنت أهتف لله في السحر وأدعوه، وما هو إلا بعد أيام وتقدمت بمعروض عادي ولم اجعل بيني وبينهم واسطة فذهب هذا الخطاب وما هو إلا أيام وفوجئت وأنا في بيتي أني ادعى وأسلم الجنسية، وكنت في ظروف صعبة.
إن الله سميع مجيب، ولطيف قريب، لكن التقصير منا، لابد أن نلج على الله وندعوه، وابشروا:
(إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ).

وأذكر أن طالبا متميز في دراسته حصل له ظرف في ليلة امتحان إحدى المواد، ولم يستطع أن يذاكر جميع المنهج المقرر للمادة إلا بقدر الثلث، فأهتم لذلك واغتم وضاقت عليه نفسه، ولم يستطع الإفادة من باقي الوقت لاضطراب النفس وطول المنهج.
فما كان منه إلا أن توضأ وصلى ركعتين وألح على الله بأسمائه وصفاته وباسمه الأعظم، يقول الطالب فدخلت قاعة الامتحان ووزعت أوراق الأسئلة، وقبل أن انظر فيها دعوت الله ورددت بعض الأذكار، ثم قلبت الورقة فإذا الأسئلة أكثرها من ذلك الثلث الذي درسته، فبدأت بالإجابة ففتح الله علي فتحا عجيبا لم ك أتصوره، ولكن ربي سميع مجيب.
فإلى كل الطلاب والطالبات أقول:
لماذا غفلتم عن الدعاء والشكوى لله وأنتم تشكون لبعضكم وتزفرون وتتوجعون ؟
لماذا يعتمد الكثير منكم على نفسه وذكائه، بل ربما اعتمد البعض على الغش والاحتيال.
إن النفس مهما بلغت من الكمال والذكاء فإنها ضعيفة وهي عرضة للغفلة والنسيان، نعم لنفعل الأسباب ولنحفظ ولنذاكر ولنجتهد ولكن كلها لا شيء إن لم يعينك الله ويفتح عليك، فلا حول ولا قوة إلا بالله في كل شيء، فهل طلبت العون من الله، توكل على الله، وافعل الأسباب، وارفع يديك إلى السماء وقل:
يا سامعا لكل شكوى، وأظهر ضعفك وفقرك لله وسترى النتائج بأذن الله.
وأنت أيها المدرس والمدرسة، بل ويا كل داعية لماذا نعتمد على أنفسنا الضعيفة في التوجيه والتعليم، هب أننا أعددنا الدرس جيدا وفعلنا كل الأسباب، هل يكفي هذا؟
لعلك تسأل ما بقي؟
أقول هل سألت الله العون والتوفيق عند تحضير الدرس؟
هل سألت الله أن يفتح لك القلوب وأن يبارك في كلماتك وأن ينفع بها؟
هل سألت الله العون والتوفيق وأنت تلقي الدرس؟
هل دعوت لطلابك أن يبارك الله لهم وأن ينفع بهم وأن يصلحهم وأن ييسر عليهم.
هذه بعض الأمثلة والمواقف، وما يعرف ويحكى أكثر وأكثر، ولكننا نريد العمل والتطبيق.

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان




وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان









هذه قصة واقعية تبين قوة الاستجابة لدعاء المضطر إذا أخلص التوجه لربه وخالقه


أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ


محمد هو شاب ملتزم مقيم في جدة ، لم يكن لديه وظيفة ، فكان يتاجر ببعض الجلديات التي يأتي بها من القاهرة ويبيعها في جدة ، وكلما نفذت البضاعة سافر إلى القاهرة وأحضر بضاعة جديدة

وفي إحدى سفرياته سكن محمد كعادته في غرفة متواضعة بحي شعبي ليقلل من مصاريفه وليقضي المهمة التي جاء من أجلها بأسرع وقت ثم يعود إلى أهله
تعرف محمد على شاب سوداني كان يسكن في غرفة فوق السطوح ، وكان هذا الشاب السوداني محافظ على الصلاة في المسجد ويكثر من ذكر الله ووجهه يشع بنور الإيمان

فأطمئن له محمد وصادقة وكان يصطحبه معه للسوق لشراء البضاعة ، ولقضاء حوائجه ، فكانت محبتهم خالصة لوجه الله ليس لأيٍ من مقاصد الدنيا
وعندما فرغ الأخ محمد من شراء البضاعة وفي يوم عودته إلى جدة ودع صاحبه السوداني

وسأله عن سبب إقامته بالقاهرة
فأخبره بأن أحد أخوانه قد سافر من السودان إلى القاهرة للتجارة وانقطعت أخباره وهو يبحث عن أخوه حسب طلب والدته التي قالت له لا تعود إلا وقد أتيت بخبر أخوك

فكان مع الأخ محمد مبلغ بسيط فحاول مساعدة الأخ السوداني إلا أنه رفض وقال أنا عرفتك في الله ولا أريد شيئاً منك إلا الحب في الله

فعاد محمد إلى جدة بعد أن ودع صاحبه

ومضت الأيام والليالي

وبعد حوالي شهرين وفي ليلة من الليالي كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل استيقظ الأخ محمد من نومه فحاول أن يواصل نومه إلا أنه شعر بأن النوم قد طار من عينه

فقام ليشرب بعض الماء فشعرت به والدته...... أصابها الأرق مثل محمد

فنادته وقالت ألم تنم يا محمد ؟ فقال لها قد طار النوم من عيني يا أماه..... فقالت له وأنا كذلك فتعال ندردش قليلاً

فيقول لي الأخ محمد عندما جلست مع والدتي تذكرت الأخ السوداني فبدأت أذكر قصته لأمي وكيف أني أحببته في الله وكيف بره بوالدته حيث أنها طلبت منه أن لا يعود حتى يأتي بخبر أخيه

فقالت لي أمي لم تذكر لي قصته من قبل فقلت لها إني تذكرته الآن
فأخرجت لي أمي مبلغ من المال وقالت لي يا محمد أكيد أن هذا الرجل محتاج للمساعدة
فخذ هذا المبلغ ولا تنام حتى توصله له
فتعجبت من طلبها وقلت لها يا أمي هو بالقاهرة ونحن بجدة والساعة الثانية بعد منتصف الليل فكيف أوصله له قبل أن أنام
فقالت لي يا بني عندما كنت هناك اتصلنا عليك وهذا رقم السكن فأذهب واتصل به من تليفون العملة فإن كان لا يزال في سكنه حول له الفلوس في الصباح فقلت لها سمعاً وطاعة يا أماه ، فذهبت في ذلك اللي واتصلت بالرقم فأجاب حارس العمارة فقلت أريد أن أتحدث مع الأخ السوداني الذي يسكن في السطوح للأهمية فما لبث أن ناداه لي
فقلت له أنا صاحبك محمد من جدة فعرفني وقال خيراً إن شاء الله فقلت له هذا مبلغ من المال هو هدية من والدتي لك فأعطني اسمك كاملاً حتى أحوله لك غداً فأعطاني إسمه

وطاعةً لوالدتي لم أنم في تلك الليلة حيث قالت لي لا تنام حتى توصل المبلغ له

وفي الصباح توجهت إلى أحد البنوك وحولت المبلغ للأخ السوداني حوالة مستعجلة ثم عدت إلى البيت وقلت لوالدتي الحمد لله لقد حولت المبلغ كما طلبت فدعت لى بالخير

الشاهد من القصة ؟؟؟!!

بعد فترة من الزمن سافرت إلى القاهرة لشراء بضاعة جديدة فذهبت لزيارة الأخ السوداني
فطرقت عليه الباب وعندما فتح الباب ورآني عانقني عناق شديد وبكى وهو يقبلني

فاستغربت لذالك وقلت له ما سبب بكائك

فقال لي

تذكر عندما اتصلت علي قبل شهرين في من منتصف الليل وأخبرتني بأنك سوف تحول لي مبلغ من المال

فقلت له نعم أذكر ذلك

فقال لي أنا في تلك الليلة أكملت اثنان وسبعون ساعة أي ثلاثة أيام بلياليها لم أذق طعاماً ولا حتى كسرة خبز وكان طعامي وشرابي الماء فقط

ولم أسأل أحد من البشر

ولكن في ذلك الوقت وفي الثلث الأخير من الليل قمت وصليت لله ركعتين وفي السجود الأخير قلت يا رب أنت وحدك تعلم حالي وأني لم أذق طعام منذ ثلاثة أيام ولم أسأل أحد من البشر
وأنت قلت أمن يجيب المضطر إذا دعاه
وقلت وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان
وقلت وقال ربكم أدعوني أستجب لكم

فأقسمت عليك يا الله أن لا أرفع رأسي من السجود حتى ترزقني برزق

فما انتهيت من الدعاء حتى طرق الحارس الباب وقال لك مكالمة من السعودية فعرفت أن الله استجاب دعائي

فيقول الأخ محمد والله لقد قمت من نومي وقامت أمي وقالت لي لا تنم حتى توصل هذا المبلغ له

كل هذا لأنه كان ساجداً بين يدي الله ويدعوه دعاء المضطر

فلنكثر من الدعاء هذا السلاح الذي لا يرد ولننزل حوائجنا بملك الملوك الذي خزائنه لا تنفذ


سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

أحفظ الله يحفظك

اللهم صلى وسلم وبارك على رسول الله صلى الله عليه وسلم


اللهم اني أسألك ايمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا ويقينا صادقا ودينا قيما وأسالك العافية من كل بلية