الثلاثاء، 7 مايو 2013










"صعود بلا قيود"



 

محاضرة للأستاذ: ياسر الحزيمي

قامت بتفريغ المادة كل من : 
حنان - عبير - نورة


القيد الأول: غياب الهدف

هل تمر عليك ليال وأيام وأسابيع وشهور
وأنت كما أنت؟
هل نظرت إلى نفسك قبل سنة؟
و نظرت لها الآن؟
ما الذي تغير؟؟
هل تغيرت أو تحسنت؟
أم أنني تأخرت وتدهورت؟
لماذا أخي الأصغر قد تجاوزني؟
وصديقي الأقرب قد فاقني؟
لماذا تقدم الناس وبقيت أنا؟
حيث أنا وكما هو أنا
احمد اللي قبل سنوات ما تغير شيء
الطريق نفسه امشي معه والعمل نفسه أقوم به والروتين نفسه أتجرعه كل يوم
الأصحاب نفسهم التقي بهم المواضيع نفسها اسمعها منهم 
حتى أصبحت حياتي نسخة مكررة يومها كأمسها وغدها كيومها
إنه غياب الهدف!!
ذلك القيد الذي كبل الكثير من الناس 
حيث أقعدهم وكبلهم و جعلهم يسيرون 
بلا اتجه محدد ويدورون في حلقة مفرغة
و قد أرجع العلماء غياب الهدف إلى 5 أسباب:
اولا: ان جزءا من الناس غير مقتنع أساسا بأهمية تحديد الهدف لذلك هو لا يحدد هدفه نهائيا
ثانيا: عدم معرفته للطرق الصحيحة لتحديد الهدف وبالتالي هو يعرف أنه مهم لكن لا يعرف كيف يحدد الهدف
و القسم الثالث لديه قلة تقدير لذاته ولذلك هو لا يحدد هدفه
أما القسم الرابع فهو قسم يخاف من الفشل فلا يحدد أهدافه
القسم الخامس : هو اعتقاد يعتقده الناس أن التخطيط و تحديد الأهداف يفقد الحياة عفويتها فيعيش بطريقة آلية تيسرها الخطط وتحد مرونتها الجداول والأجندة.
و في دراسة أجريت في جامعة فيل الأمريكية عام 1953م على عدد من الخريجين حيث سئلوا سؤالا واحدا بعد تخرجهم:
من منكم لديه أهداف واضحة ومحدده ؟فأجاب 3% فقط أن لديهم أن لديهم أهدافا واضحة ومحدده أما الـ97% الباقون فلم يحددوا أهدافهم.
و بعد 20 سنه تم تفحص حياتهم فوجدوا أن الـ 3 % الذي حددوا أهدافهم هم أكثر سعادة و نجاحا
و يملكون ثروة تعادل أضعاف ما يملك الـ97 الباقون مجتمعون!!
نعم إنها الأهداف !!
إن الناس في هذه الحياة في تحديدهم للأهداف على 3 أصناف :
1- رجل حدد هدفه وعزم أمره واتكل على ربه فوصل.
2- ورجل حدد هدفه و تكاسل في طلبه ولم يصبر فوقع.
3- ورجل لم يحدد هدفه ففقد وجهته وتاه في طريقه حتى هلك.
فأيهم أنت؟!!
يقول الله عز وجل:(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
يقول ابن كثير : 
{أي يمشي منحنيا لا مستويا على وجهه لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب بل تائه حائر ضال
أهذا أهدى أم من يمشي منصب القامة على طريق واضح بين}
لقد أثبتت الدراسات أن من لا هدف له تكثر لديه الأمراض النفسية و التعاسة و القلق والتوتر العصبي .
تأمل حال الكثيرين من حولك الكثير غير راض عن يومه وغير سعيد في عمله
الكثير يشعر بالسأم والملل
أنا طفشان أنا مليت أنا زهقان الحياة ما لها قيمة 
سبحان الله!!
رغم كل الملهيات التي تحيط بنا والمسليات التي نمتلكها و النعم التي من بين أيدينا ومن خلفنا 
و لله الحمد من قبل ومن بعد
هذه الألفاظ الدارجة والعبارات المألوفة التي نسمعها بين حين وحين ماهي إلا تعبير غير مباشر عن غياب الهدف
قبل أشهر اتصل بي اثنان يشكوان الملل المتعب و السكون المزعج اتصلا لا ليستشيرا بل ليودعا فقد قررا أن ينتحرا
سبحان الله!!
في بلد يسمع الأذان فيه 5 مرات!!
في بلد طهره التوحيد و عظمه الوحي وكرمته قداسة الحرمين!!
{و من أعرض عن ذكري فغن له معيشة ضنكا}
فالإنسان بلا هدف سماوي او طموح أرضي يفقد غايته من الوجود وتصبح حياته عبثا واعتباطا و عشوائية
فهي حياة فارغة مملة 
لا يهتم متى يصحوا
و لا أين يذهب ولا كيف يتصرف
بلا لوحات ترشده و لا قوانين تسيره
 ولا معايير تدفعه
إن الحياة تيار جارف فإذا كنت لا تعرف أين ستذهب فقد سلمت أمرك لذلك التيار تتقاذفك الهموم وتتلاعب بك أمواج الملل
فمن لديه هدف واضح ينشده فلن يشعر بالملل
إن الهدف هو كلمة السر في حياة المسلم الايجابي
إن الذي يستمعون بالحياة ويشعرون بقيمة الوقت هم أولئك الذين لديهم أهداف يسعون ورائها
أما الذين يشكون بطء الساعة وتثاقل الوقت فهم أولئك التائهون الذين يعيشون بلا غاية
يقول ماكسويل مالتز عالم النفس الأمريكي المشهور :"الإنسان يشبه الدراجة إذا لم يسر إلى الأمام باتجاه مقصود و إلا فانه سيترنح ويسقط"
أثبتت دراسة كويتية أن أعداد كثيرة من الناس تموت أو تصاب بأمراض نفسية او عضوية بعد سن التقاعد لا لسبب تقدم العمل 
بل بسبب فقدان الهدف!!
فالإنسان يستمتع عند صعوده الجبل حتى يصل الى قمته فإذا بلغها فهو امام خيارين:
إما أن يبحث عن قمة أخرى ويستمتع في صعودها او ان ينزل ويهبط وينحدر.
إلى أين؟ لا أدري!
يا من حصلت على وظيفة مرموقة هل اكتفيت بهذا الانجاز؟
يامن استكمل بناء بيته أو تزوج فتاة أحلامه أو زوج أبنائه أو أكمل دراسته
هل ستبحث عن قمة اخرى؟وهدف آخر؟ أو ترضى بما انت عليه وعندها كن مستعدا لدفع الثمن 
ان من لا يتقدم يتقادم 
يقول الله عز وجل لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر
لا ثبات ولا بقاء غما ان تخطوا الى الامام او تتراجع الى الخلف
و مشتت العزمات ينفق عمره حيران لا ظفر و لا اخفاق
يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "ان لي نفسا تواقة،تاقت إلى فاطمة فتزوجتها و الى الإمارة فنلتها و إلى الخلافة فتوليتها و الآن تاقت نفسي إلى الجنة"
ينتقل من قمة إلى أخرى ومن هدف إلى هدف أسمى
هذه هي الحياة التي تستحق أن تعاش
حدد هدفك و استمتع بحياتك و عالج آفة الملل بالجد والطموح والعمل
حدد هدفك و توكل على ربك و اعمل بجهد وجد فان الكسل والفراغ يفسد
فالطائرة في الجو قد تتعرض لخطر عند هبوطها أو إقلاعها 
أو عند تحليقها ولكنها إذا توقفت في مدرجها فإنها لا محالة ستتعرض لخطر التآكل والصدأ 
والبطالة اشد فتكا- وربي- من الصدأ
حدد هدفك وارسم طموحك فالمرء عندما يحدد هدفا يملئ عقله و يسكن قلبه و يشغل وقته 
فانه يصبح إنسانا مختلفا من نسج نفسه يعيش بين الناس ولكن له أرضا خاصة به يرى فيها ما لا يرون
يرى فيها طموحه وأحلامه و فرصه وآماله في وقت اعمى الكسل أعين الناس من حوله
حدد هدفك واستعن بربك و استمتع بحياتك فلولا القمة ما صعدنا الجبل ولولا الجنة لتركنا العمل
ولولا رحمة الله لفقدنا الامل
أخي الحبيب،أختي الحبيبة: هل سالت نفسك و أنت كذلك سالت نفسك ماذا اريد ان اكون بعد 10 سنوات من الآن-امد الله في اعمارنا على طاعته-
هل تسائلت؟هل تاملت؟بعد عمر مديد بعد أن توسد الثرى ماذا تريد ان يقال عنك 
كان رحمه الله!!.. ماذا؟؟
رجلا؟كان مؤثرا؟مبدعا؟
كانت تقية؟كانت رائعة؟ماذا تريد أن يقال ؟
تبغاهم يقولون ونعم؟!
ترى والنعم صعبه!
صحيح 3 حروف لكنها صعبه!
بل لو كتبت نعيا لنفسك ماذا ستكتب عن نفسك؟
ماذا ستكتب؟
كان رحمه الله ماذا؟
كنتُ ماذا؟
سؤال تبدأ اجابته من الآن
فما انت عليه الان هو نتيجة لما كنت عليه في الماضي
وستكون عليه في المستقبل يتحدد و بشكل كبير على ماانت عليه الان
حدد أهدافك وعش حياتك واستمتع بها 
حدد أهدافا لك في علاقتك مع الله عز وجل
أهدافا لك في أسرتك
وأهدافا في عملك
و أهدافا في علاقاتك الاجتماعية 
و أهدافا في ثقافتك وجسدك وصحتك و أصدقائك
حدد أهدافك واسع لتحقيقها وعندها ستجد ان الدنيا لها طعم آخر وان الحياة من اجل هدف سام حياة تستحق أن تعاش!!
فعش حياتك واستمتع بانجازاتك وكن كما يجب أن يكون عليه كل عظيم يعرف قدر نفسه 
حدد هدفك من الآن قبل فوات الأوان!!
،،
،
القيد الثاني: المعتقدات السلبية

من منكم يستطيع ان يحفظ القرآن؟
في سنه!
من منكم يريد ان يصبح دكتورا؟
مهندسا؟
من منكم يريد ان يمتلك مليون ريال
من منكم يريد ان يكون مديرا ناجحا او تاجرا ثريا او داعية مصلحا ومؤثرا
من منكم؟
في احدى التجارب وضع دب كبير في شبك يحيط به فكلما سار الدب خمسة امتار الى اليمين اصطدم بالشبك
و قد كان الشبك موصولا بالكهرباء وظل على هذه الحال اياما واسابيع
 وبعد مدة ازيل الشبك 
ولكن الدب مازال يسر 5 امتار الى اليمين و يتوقف
ويسير 5 امتار الى اليسار ويتوقف
اين كان الشبك يا ترى؟
كان في عقله
وفي احدى التجارب على حوض من الاسماك حيث قسم الحوض الى نصفين 
نصف وضعت فيه بعض الاسماك الصغيرة
والنصفالاخر وضعت فيه سمكة قرش مفترسة و وضع حاجز في منتصف الحوض حاجز زجاجي شفاف
وبعد فترة قطع عن سمكة القرش الطعام فاثار الجوع حفيظتها
حاولت الوصول للاسماك الصغيرة
حاولت مرة ومرة اخرى لكن بدون جدوى كانت تصطدم بالحاجز
تكررت المساله مرة تلو اخرى حتى يئست و تعبت واستسلمت للجوع والتعب 
وعندها قام العلماء الذين قاموا على هذه التجربة
قام العلماء بنزع الحاجز و بدأ السمك الصغير يقترب منها ولكنها السمكه المسكينة 
تسبح ثم تسبح وتتوقف عند مكان الحاجز حيث كانت تحاول هناك وتفشل
سبحان الله!!
اين كان الحاجز؟قطعا في عقلها!
و يحكى ان رجلا كان يعمل مع طاقم لتنظيف و صيانة الطائرات
وبعد توقف الطائرة ونزول الركاب باشر عمله مع اصدقائه 
وعند انتهائهم نزلوا ليستريحوا ولكن احدهم دخل الى ثلاجة الطائرة
وفي لمح البصر انغلق الباب عليه 
فاخذ يصرخ ويصرخ و ينادي ويستغيث و يستنجد ولا فائدة
فلا مجيب فاصحابه قد ذهبوا لمنازلهم و الطائرة لن تعمل قبل 3 ايام
فاخذ يصرخ وينادي ولكن برودة الجو داخل هذه الثلاجة انهكت قواه 
فاخذ يجري ويتحرك بداخلها حتى لا يتجمد الدم في عروقه الى ان تعب واعياه التعب
وسقط على الارض فاخذ ورقة وقلما واخذ يكتب رسالة لاصدقائه 
لماذا تركتموني؟
اين الصداقة واين الايام الخوالي؟!
و اين واين؟
وبعد فترة افتقده اهله فبحثوا عنه مع طاقم الطائرة ورجال الامن فوجدوه داخل
الثلاجة جسدا لا حراك به
وقد كتب رسالة عتاب لاصحابه 
يخبرهم انه مات من البرد
في هذا المكان المتجمد
و لكن الغريب في الامر احبتي ان الثلاجة كانت لا تعمل!!
كانت مفصوله!
اين كانت البرودة؟
قطعا في ذهنه!
كم هي المعوقات التي تسكن في عقولنا وتتغذى عليها نفوسنا و تتحكم في حياتنا
ما اكثر ما نسمع كلمة مستحيل 
و صعب ولا يمكن
ما اعرف ما اقدر!
هذه الكلمات التي لا تصف الواقع بل تصف واقع قائلها
و طريقة تفكيره
فلا مستحيل الا ما كان سنة كونية تجري في كل زمن 
و على كل بشر
ان مساحة الممكن تتسع كلما تعلمنا اكثر 
وجربنا اكثر وحاولنا اكثر اما التردد والتشاؤم فيصبغ كل ما حوله بصبغة المستحيل المتعذر 
ان الاستحالة شيء نسبي يقاس على الفرد نفسه فما هو مستحيل علي ممكن لغيري
و يبقى السؤال: لماذا هو إذن ممكن لغيري؟؟!
هل ناقشت نفسك لماذا استطاع فلان ن يفعل ذلك ولم استطع انا ؟
والقاعدة تقول ان ما هو ممكن لغيري ممكن لي اذا فعلت مافعل وبذلت مابذل
ان الرجل الذي لا يعرف السباحة مستحيل ان يقطع النهر ولكن لو تدرب وتعلم كغيره
لأصبح المستحيل بالنسبة له ممكنا
ان المعتقدات هي تعمميات تشكلت من خلال تجارب ماضية 
وهذه المعتقدات تتدخل في رسم صورة لانفسنا 
ونوعية ردود افعالنا تجاه المستقبل
معتقداتنا التي في عقولنا تشكلت بسبب تجارب مررنا بها 
هذا المعتقدت اصبحت ترسم صورة داخليه لانفسنا 
ان كانت معتقداتنا ايجابية ستكون هذه الصورة مشرقة وايجابية 
وان كانت سلبية -قطعا-ستكون هذه الصورة سلبية
وايضا هذه المعتقدات اصبحت لا تتدخل في رسم الصورة فقط 
وانما ايضا تختار نوعية ردود افعالنا مستقبلا تجاه امر من الامور 
فمن اعتقد انه ضعيف الذاكرة بسبب مواقف وتجارب في الماضي مرت به 
فسترتسم في ذهنه صورة الضعف وستكون ردة فعله اذا طلب منه ان يحفظ شيئا مطابقة لمعتقده 
وبالتالي سيتعذر بالاستحالة وعدم القدرة
ودعني اعود واياكم الى السؤال الذي طرح قبل قليل 
من منكم يريد حفظ القران؟
من منكم يريد ان يملك مليون؟
اسالك بربكَ واسالكِ بربكِ
ما الجواب الذي سمعته من الداخل؟
هل كان صوتا يحفزك؟
ام كان صوتا ناقدا مثبطا؟
هل قال لك ذلك الناقد الخفي الذي تحمله بين جنبيك
ذلك الناقد السلبي الذي تستمع لكلامه على انها اوامر
هل قال لك 
اي هين!
انا وين وهذا وين؟!
هل قال لك مستحيل؟
لا استطيع مااقدر يا سهل الكلام 
خل عنك
هل قال لك ذلك؟
او قال لك اي كلمة من الكلمات المشهورة التي لا اعرف كيف تكتب او تنطق لكنني -والله-
اعرف جيدا عمق اكثرها وقوة تأثيرها
ان اعتقادك السلبي عن نفسك قد يقيد قدراتك و يحبس امكاناتك
ويقيدك في مكانك ويشل حركتك
وقد يدفعك للامام اذا كان ايجابيا محفزا 
ان حديثك السلبي عن نفسك
يسلبك احلامك ويقيد عملك
تقول احدى الدراسات الامريكية التي اجريت عام 1983م عن التحدث عن الذات
ان 80% من حديثنا لأنفسنا هو حديث سلبي ويعمل ضد مصلحتنا
مما يسبب اكثر من 75% من الامراض التي تصيبنا بما فيها امراض الضغط والسكري
والنوبات القلبية
وفي دراسة اخرى تبين اننا نتحدث لأنفسنا في الساعة الواحده مالايقل عن 8000 كلمة 
80% منها حديث سلبي عن الذات او حديث سلبي عن الاخرين!
8000 كلمة في ساعة واحدة!!
نتحاور فيها مع انفسنا فياليت شعري
مالذي يجري دخل عقولنا وبين اضلعنا؟
ولماذا كل هذا؟
لماذا؟لماذا؟
يا اخي انا وانت كغيرنا من البشر نفشل و ننجح نصيب ونخطئ
نسير ونتعثر نعلو ونسقط هذه سنة الحياة ولكن
عندما نركز على اخطائنا وفشلنا 
فاننا لن نرى سوى الاخفاق يملأ اركان الحياة
جرب!
جرب ان تضع كف يدك-اذا تكرمت-امام عينك
ماذا سترى؟
قطعا لن ترى سوى يدك
وقد سدت الافق
ولكن لو ابعدتها عن وجهك
قدر ما تستطيع 
ماذا سترى؟
سترى كل شيء في حجمه الطبيعي
سترى يدك بحجمها الطبيعي وترى المكان من حولك كما هو 
بلا تهويل او تهوين
هذه هي اخطاؤنا وهذه هي طريقة رؤيتنا لهذه الاخطاء
فاذا ركزنا دائما عليها وفكرنا بها دوما 
فانها ستحجب عنا كل نجاح في حياتنا
وتقدينا عن العمل و تحكم علينا بالفشل
جرب و اسال اي انسان:
كم مرة نجحت؟
ماهي مميزاتك؟
ماانجازاتك؟
فانه سيفكر قليلا ثم يعطيك الاجابة
ولو سالته عن عيوبه ونقاط ضعفه 
فان الاجابة جاهزة سريعة خاطفة ومدعمة بالادلة والبراهين
لماذا كل هذا؟
وفي صالح من يصب هذا؟
ان حديثك الداخلي لنفسك يشكل حياتك
ان حديثك الداخلي لنفسك يشكل حياتك
يقول ابن القيم في كلام عجيب بديع كعادته:
"مبدأ كل علم " -تأمل هذا الكلام!-
"مبدأ كل علم او عمل الخواطر والافكار، فانها توجب التصورات، والتصورات تدعو للارادات، و الارادات تقتضي وقوع الفعل"
فالفكرة ترسم لي تصورا
تصورا ما
وهذا التصور يبعث ويحرك الاراده عندي وهذه الارادة تدفعني للعمل
فاسألك بالله من كانت افكاره وخواطره سلبية وضعيفة
فماذا ستكون افعاله ونتاجه
ومن اعتقد في نفسه انه ناقص قاصر سلبي فاشل
فماذا -بربك- ستكون شخصيته
وعندها فلن توجد اي قوة بشرية على وجه الارض يمكن لها مساعدته وتشجيعه
لايمكن ايها الافاضل ان نضع في عقولنا اوهاما ومخاوف ثم نطالب اجسادنا بالشجاعة والاقدام
ان سلوكنا وتصرفاتنا ترجمة لخواطرنا
وافكارنا ومعتقداتنا عن انفسنا
يا اخي لو وضعت في الكاس عسلا فانك ستشرب عسل 
لو وضعت حنضلا فلن تتذوق سوى الحنضل
ولو وضعت في المسجل قرآن يطلع لك قرآن
تضع قصائد تطلع لك قصائد
وكذلك عقلي وعقلك
تفكر بالضعف فابشر بالصغف
تفكر بالدون فلك الدون والهون
حارب الناقد الداخلي الذي يثبطك ويحاول اعاقتك وتخذيلك
واستعن بالله عليه 
يقول ابن الجوزي: "ان رايت تثبيطا من الباطن فاستغث بعون اللطيف لعلك تتعلق بقطار المجتهدين"
والله يا احبتي طلبت مرة ان نتخيل انفسنا ونحن نحقق اهدفنا ونبلغ غاياتنا
قلت كل واحد يتخيل عبادته وبيته وراتبه وحياته وعمله وسيارته
وكيف ستكون حياته في المستقبل
فقاال احدهم انا تخيلت بس ماادري
قلت كم تخيلت مثلا راتبك؟
قال تخيلت راتبي 3700!!
قلت له يا رجل خياال!!
قال: 5000
قلت تخيل خيال فقط محد مسوي لك شي !!
قال 7000 وخلاص والله مااستطيع
قلت له لا معليش تخيل 12000
قال اووف!!
12000؟ لو معي 12000اصلا ماجلست في السعودية!!
قلت له ليش وين بتروح؟
قال ابروح لجده!!
يالله!!
ان بعض الناس والله لديه مشكلة حتى في خياله
يقول طابور: سال الممكن المستحيل اين تسكن؟
الممكن يسال المستحيل اين تسكن؟
فقال:في احلام العاجز!
ان الناجحين لايوجد في قاموس حياتهم 
كلمة مستحيل او لا استطيع او يمكن او صعب
ان المعتقدات التي نعتقدها عن انفسنا ونعتقدها فيما حولنا
يجب ان نراجعها احبتي
يجب ان نراجع تلك المعتقدات ويجب ان نغير السلبية منها
واعلم ان اي اعتقاد سلبي عندما تفكر فيه يضعف
تناقشه يهرب تحاربه يرحل 
ولن يعود الا اذا سمحت له!!
اعيدها:
اي اعتقاد سلبي عندما تفكر فيه يضعف
عندما تناقشه يهرب عندما تحاربه يرحل 
ولن يعود الا اذا سمحت له!!
خذ مثلا هذا العتقاد:
والله يا اخي القران صعب
صعب احفظه 
وانا اصلا ذاكرتي ضعيفة
هذا اعتقاد يمكن لنا مناقشة هذا الاعتقاد ودحضه ورده وزعزعته
مثال اسال نفسك
قل لذلك الناقد الداخلي لذلك الاعتقاد السلبي :
لكن كم واحد حافظ؟
كم واحد استطاع ان يحفظ؟
ابدا ناقش هذا الاعتقاد
انا اعرف فلان واعرف قدراته انا احسن منه
ومع ذلك استطاع ان يحفظ وانا ما استطعت!
بل فيه مليون حافظ في بلد لا يتكلم العربية كباكستان مثلا
اذن اين المشكلة؟
هل الشكلة لأني انا ما اصلح او لأنه بذل جهد فوصل وانا مابذلت الجهد!
لذلك انا احتاج ابذل جهد حتى اصل مثله
اعتقاد آخر:
انا ما استطيع اترك التدخين!
مستحيل اتركه ولا ساعة!
هذا اعتقاد
كنت أناقش احدهم قلت له ابد أبدا لا تستطيع؟
قال أبدا والله ما استطيع ولا ساعة واحده
قلت له طيب في رمضان؟
قال: آآ رمضان! لا غير!
رمضان غير !!
قلت له رمضان غير؟!
اذن ليس الامر مستحيل
فقال صح بس هو صعب اني اترك التدخين
قلت له آآه هنا فرق كبييير
هنا فرق كبير جدا 
انا اتفق معك على صعوبته ولكن هناك فرق بين كلمة مستحيل اتركه و صعب اتركه
لذا لا تقل لا استطيع
بل قل لا أريد أن أتعب في تركه!
لا تقل لا استطيع و لكن قل لا أريد أن ادفع ثمن التغيير والنجاح
يقول احدهم والله ما أقدر أقوم الفجر
أنا نومي ثقييييل و سويت كل شي 
نمت بدري و حطيت ساعة و حطيت منبه و حاولت بس والله ما قدرت
فقلت إذن فأنت كذلك تتأخر عن عملك 
قال لي بالعكس أنا منتظم في حضوري 
فقلت اذن المسالة مسالة اراده وليست مسالة قدرة واستحالة
احدهم يقول انا عصبي جدا والله ما اتحمل هذا اعتقاد
اعتقاد سلبي عن النفس
وبالتالي يقول يعني انني من شدة عصبيتي انني اضرب ابني لأتفه الاسباب
ثم اتندم 
وقد حاولت ان اكبح جماح غضبي فما استطعت
قفلت له :لو عمل ابن رئيسك في العمل او ابن جارك ما يعمله ابنك 
من التخريب او الازعاج فهل ستضربه؟
هل ستعاقبه؟
ام ستتمالك نفسك؟
فقال لا والله ولد الجيران غير والمسالة تختلف
قلت له لا والله غير بالنسبة لما تقتعده انت عن نفسك 
المسالة مختلفة لنك نظرت لها من زاوية الامكان وليس من زاوية الاستحالة
اخي الفاضل اختي الفاضلة دعني اخبرك من انت 
دعني اتجول في عقلك
ان سمحت لي حتى ارى واياك قدراتك والعظمة التي اعطاها الله عزو وجل لك والتي اودعها داخل هذا العقل
لأقدم لك ادلة ضد اي ادعاء بالنقص يمكن ان يوجهه لك ذلك الناقد الخفي الذي نحمله في عقولنا
يحتوي عقلي وعقلك على 1000مليار خلية ويتشعب منها 10 الاف رابط 
يربطها ببعضها لينتج لنا 10 اس 1100يعني 10 قدامها 1100 صفر
من طرق الارتبطات فتبارك الله احسن الخالقين
و يحمل عقلك 150 مليار عصبون في الدماغ 
لو جمعت كل كمبيوترات العالم بما فيها كمبيوتر ناسا لما تجاوز 15 مليار خلية 
ولو طلب منك ان تعد خلايا دماغك بمعدل ثانية لكل خلية 
لاحتجت الى 32 الف سنة لاحصائها!! فتبارك الله احسن الخالقين
و يقول علماء الاعصاء اننا لا نستخدم سوى 10% من قدرات عقولنا
فماذا يعني هذا الكلام؟
هذا يعني ان الانسان لو تلقى 10 معلومات كل ثانية لمدة 70 سنة فانه لن يستخدم سوى 15% من قدرات عقله ومساحة دماغة
ولو استغل 40% من قدراته لاستطاع اتقان 7 لغات وقرابة 100 الف مجلد يعيها ويحفظها و لحصل على 12 شهادة دكتوراه في اي مجال يريده
فتبارك الله احسن الخالقين!
اتحدى اي كمبيوتر في العالم ان يكون مثلك
و يكون تنفيذه للعمليات العقلية كما هو انت كما هو عقلي وعقلك
لو احضرنا بجانبك جهاز حاسوب طلبت منك ان تتذكر صورة 
ان تحضرها من ذاكرتك وطلبت كذلك من الحاسوب ان يخرج الصورة نفسها من ذاكرته
و يضعها على سطح المكتب وانت ضعها على سطح عقلك 
فانا اتحدى اي كمبيوتر ان يسبق عقلك
خذ مثلا صورة الكعبة صورة كرة سفينة شجرة 
قطعا لا شك ان عقلي وعقلك يحملان الكثير 
ويحتويان الكثير ومع ذلك هم اسرع من الكمبيوتر في احضارهم واستدعائهم لهذه الصور
اخي الفاضل اختي الفاضلة 
كل ماذكرته كان عن دراسات قصرت عن التعمق في الدماغ
لأن دراسة العقل بالعقل اشبه بمحاولة رؤية العين بالعين
وقد والله تركت بعض الدراسات خشية ان اتهم بالمبالغة والتجاوز
اقول هذه المعلومات لاشحذ الهمم و اقطع الطريق على من يدعي العجز و يقول ما اقدر احفظ 
خلاص مخي قفل وراسي انتفخ 
وقدراتي ضعيفة
لا والله !
لا والله تستطيع ولكن فقط حاول !
فقط حاول ان تجرب كما جرب غيرك
و من له يدين وراس يقولون يسوي سواة الناس
دواؤك فيك وماتبصره وداؤك منك ما تشعره
وتحسب انك جرم صغير و فيه انطوى العالم الاكبر
ان حديث الانسان مع نفسه و عن نفسه لا يخرج عن 3 انواع:
1- حديث سلبي مدمر يتغذى على كلمتي مستحيل ولا استطيع
2-و حديث انهزامي، يقول القائل :
استطيع و لكن!
ممكن و لكن!
سهلة و لكن!
لأن كلمة لكن تجب و تلغي ما قبلها
فلو قلت مثلا لك انت ممتاز ولكن!
فانه سيتبادر الى ذهنك انني ابدأ بذمك والغي تميزك
هذه الاستثناءات تقف حائلا بين نجاحك و بين تأديك لهذا العمل
3- حديث ايجابي محفز متفائل محسن للظن
فهذه انواع احاديثنا مع انفسنا فعلى ايها تعتمد انت
هل انت ممن يقول لا استطيع؟
ام ممن يقول استطيع و لكن؟!
ام ممن يقول استطيع بحول الله وقوته؟
راجع معتقداتك عن نفسك
وناقشها و تحاور معها اذا خاطبتك نفسك وقالت لا اعرف فقل لها يا نفس تعلمي
و ان قالت لا اقدر فقل لها يا نفس حاولي وان قالت مستحيل فقل لها يا نفس جربي
فقط جربي 
وان قالت جربت ولكن!
فقل استمري وواصلي 
وان قالت لم ينفع فقل غيري واستبدلي 
وان قالت اخاف ان اخطئ فقل ومن ذا الذي لا يخطئ
و لا معصوم بعد الرسل
يا نفس اخطئي ثم اخطئي ثم اخطئي وتعلمي واسمتعي
يا نفس من حقك ان تنجحي
و نجاح بلا فشل ولا تعلم بلا خطأ
فإن قالت صدقت و لكن 
قل لها كفى 
عفقوا اصمتي الامر لك والقرار بيدك فاختاري ما تريدين
 اما الفوز او الخسارة 
اما التقدم او التراجع اما ان تكون او لترضي بالدون
احبتي لو استطعنا ان نخاطب انفسنا بهذه الطريقة لاستطعنا 
اعادة التوازن لها واستطعنا ان نقضي على ذلك الصوت الداخلي الذي يطالبنا بالعجز ويدعونا للكسل
ايها الافاضل:
من قال استطيع ان احفظ القرآن واستطيع ان اتعلم لغة اخرى
واستطيع ان اكون فاعلا في مجتمعي فقل له صدقت
من قال لا استطيع ان افعل ذلك لا استطيع ان احفظ هذا 
لا استطيع ان انجح لا استطيع ان انجز فقل له صدقت!!
المسالة تعود لك فماذا تعتقد عن نفسك؟
و رحم الله امرءا عرف قدر نفسه وان قدرها عال ان قدرها رفيع 
وان الله شرفها وان الله كرمها وان الله كلفها وان الله امرها 
بان لا ترضى بالهون وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"اذا سالتم الله فاسالوه الفردوس الاعلى " جعلني الله واياكم في الفردوس الاعلى 
و دعني اقول لمن اعتاد ان يقول لا استطيع و لا اقدر و مستحيل 
اسالك اذا كنت لا تستطيع في هذا الشيء فما الذي فعلته فيما تستطيع؟
لا استطيع حفظ القرآن كله فماذا عن حفظ جزء عم مثلا؟
و لكل من قال مستحيل ان افعل ذلك اقول له ماذا فعلت فيما هو ممكن لك ان تفعله؟
سؤال اترك اجابته لدفتر الزمن وسجلات العمر و كل ادرى بنفسه
و نهاية هذا القيد دعني اسالك :
لو طلبت منك ان تمشي على خشبة عرضها متر و طولها عشرة امتار 
وهي موضوعة على الارض فهل ستسير فوقها ام لا؟
و ماذا لو رفعناها بين مبنيين بارتفاع 30 طابق مثلا فهل ستسير عليها؟
تساؤل اتركه يحلق في عقلك
و لعل اجابتك هي الاجابة نفسها التي اسمعها دائما 
وهي لا يمكن ان اسير فهذا تهور ومجازفة
سبحان الله!
الخشبة نفسها العرض متر الطول 10 امتار
مالذي تغير؟
نعم والله الذي تغير هو نظرتنا للموقفين
ففي الموقف الاول كنا نضمن العبور اما في الموقف الثاني كنا نخشى السقوط 
فتهيبنا من الموقف وكذلك هي الحياة
اما العبور او السقوط!
المسالة تعود لقناعاتك انت!!
،،
،
القيد الثالث: الظروف

ياخي عندي ظروف
هذا اللي الله كتب لي
راحت علينا
انا زوجي كذا 
انا اسرتي كذا 
انا بيئتي كذا انا استاذي كذا 
انا دراستي كذا
يا احمد ليش ماكملت دراستك؟
قال هذا اللي الله كتب لي
يا فاطمة لم لم تحفظي القرآن؟
قالت ظروف اهلي ما تسمح لي اروح للحلقة كل يوم!
كل الناس لديها ظروف
وكل الناس لديهم مشكلات 
وكل الناس ما تمشي معهم الامور زي ما يبغون
ياخي الشمس لا تشرق كل صباح 
والجو لا يصفو كل يوم والطيور لا تغرد كل حين
لماذا تريد ان تكون انت مختلفا؟
لماذا تريد ان تنجح دون تعب؟ او تنال بلا ثمن؟!
لماذا تتعذر بالظروف والعقبات؟ 
والدنيا مطبوعة على الاكدار!
ياخي قدر الله علي وماكملت دراستي!
ولو سمحت بتسلفني 500؟! والا لا تقعد تتفلسف علي!
نعم قدر الله عليك نعم قدر الله وما شاء فعل
ولكن لماذا لا تدفع قدر الله بقدر الله كما يقول عمر رضي الله عنه
لماذا؟
لماذا نعلل اخفاقاتنا بالقدر ونحمله ما لا يحتمل؟!
و عاجز الرأي مضياع لفرصته ..حتى اذا فات امر عاتب القدرا
يقول ابن الجوزي:"التعلل بالأقدار جهل، يقول قائل:إن وفقت فعلت"
نسمعهم والله يقولون ان الله يسر بقوم الليل
ان الله يسر ابجتهد
ان الله يسر ابسوي
يقول ابن الجوزي: "لعمري ان التوفيق اصل الفعل ولكن التوفيق امر خفي
-ما نقدر عليه!-والخطاب بالفعل امر جلي فلا ينبغي ان نتشاغل عن الجلي بذكر الخفي"
يا اخي لست اعز على الله من الانبياء
فقد قذف ابراهيم في النار فكان ابو الانبياء
و سجن يوسف فاصبح عزيز مصر 
وطرد محمد عليه الصلاة والسلام من مكة فانشا اعظم امبراطورية عرفها التاريخ
هذه حال الانبياء فلماذا تريد ان تكون مختلفا؟!
لا تقول لي خلاص ما في حل
والله عز وجل يقول ان مع العسر يسرا
لا تقول لي صعبة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "ما غلب عسر يسرين".
لا تقل راحت
راحت علي!
فالنجاح ليس له عمر محدد والنجاح لا صديق له سوى الصبور
والنجاح يكره الكسل والتبرير
ويستخف بالعقبات
لا تقول لي عندي ظروف قاهرة 
والله ما تدري عني!!
عندي ظرووف و مشاكل الله اعلم بها
عندي وعندي وعندي وعندي!
الظروف احبتي والله لا تشكل حياتنا
بل ردة فعلنا تجاه هذه الظروف هو من يحدث الفرق في حياتنا
اصاب العمى رجلا فاصبح عالة على اهله
واصاب العمى ابن باز فكان عالم عصره!
الحدث واحد والظروف اتفقت وتشابهت 
ولكن ردود الفعل اختلفت فاختلفت النتائج
مالذي جعل ذلك الاعمى يقوده الناس
ومالذي جعل ابن باز رحمه الله يقود الناس؟!
احدهم يدخل السجن فتنتهي حياته
واخر يدخل السجن فتبدأ حياته
ويتوب الى الله ويرجع
ويحفظ القرآن وتتبدل حالته
يصاب احدهم بشلل في جسده 
فتتوقف حياته
ورجل كالشيخ احمد ياسين رحمه الله
يشل جسمه و تتعطل حركته ولكنه استطاع ان يحرك العالم اجمع
و يقود الجموع ويقدم رسالته بهزة من رأسه أو حركة من عينه
أو كلمة من لسانه
إن ظروفنا والأحداث من حولنا لا تصنع حياتنا
و لكن ردة فعلنا تجاهها وتعاملنا معها هو الذي يصنع الفرق باذن الله
إن ادعاء العجز والتعذر بالظروف قناع يلجا إليه الفرد
لا ليخدع الناس بل ليخدع نفسه
لا تعتذر بالظروف فان من لديه رغبة جبارة لن تقف أمامه أي شيء من العقبات
اليابان صنعت عظمتها من ماذا؟
صنعتها من حطام القنبلة النووية!
اينشتاين الذي دوخ العالم بنظرياته 
طرد من المدرسة وبلغ 3 سنوات و هو لم يتكلم!
و أديسون لا يعرف أن يتكلم حتى بلغ سن ال13!!
وكانت كتابته ضعيفة و رديئة إلى أن مات  و طرد من المدرسة
تعلم في بيته تحت سقف الفقر وفوق بساط الجوع 
استطاع هذا العالم التي مرت به هذه الظروف الكثيرة
أن يخترع و يسجل باسمه 1093 اختراع
و لعل أبرزها المصباح الذي اجلس تحت ضوءه انا و انت الآن
يقول لي المهندس خالد الشعشعي كبير مهندسي سابك
والذي تمكن من اختراع رجل آلي 
قال لي مرة عندما التقيت به في ينبع
انه حتى الصف الخامس وهو يكتب ويدرس تحت ضوء القمر او الشموع وهذا نموذج معاصر
في إحدى الدورات التي كنت أقدمها لطلاب الثانوية
بعد ان قال لي احدهم واللي عنده ضروف ومايقدر ؟
فاجبته على تساؤله 
ولكن اجابة اخرى جاءت وكانت ابلغ من اجابتي
كانت اجابة جمعان!
جمعان هذا يا احبتي رجل اثقله وزنه حتى تعذرت قدماه عن حمله
جمعان احبتي رجل اعمى لا يبصر امامه
جمعان يا احبتي رجل اصيب بضمور في دماغه فشل نصف جسده
هذا هو جمعان!!
وقف امامنا وقال بصوت متقطع ولسان ثقيل: انا جمعان
ادرس في الفصل الأخير من الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود وبتقدير متفوق ورسالتي لكم:
لا تتوقفوا فلا شيء يجعلك لا تنجح سوى تكاسلك و ضعف عزيمتك
سالت الحاضرين: هل هناك احد في هذه القاعة ظروفه اشد من ظروف جمعان؟
قالوا لا قلت اذن هنا الفرق 
هنا الفرق 
ما قدرات جمعان؟ ما هي إمكاناته؟ وماذا يملك جمعان؟
جمعان يملك رغبة جبارة انتزعته الى حلمه رغم كل الصعوبات التي اعترضت طريقه
وتقزمت امام عظمة ارادته
ضمور في العقل وشلل في الجسد وعمى في البصر و ثقل في اللسان وبطء في الحركة!!!
ومع ذلك استطاع ان يصل الى اهدافه
الا يستحي من يدعي العجز الا يخجل من يتعلل بالظروف!!؟
لا يتقي الله في نعم الله عليه؟!!
الظروف قد تحاول اعاقتك ولكنها ابدا لن توقفك مادمت صاحب عزيمة
الظروف اتية لا محالة فاما ان تقهرها واما ان تتقهقر امامها
حدثني مشرف على مجمع النورين ذلك المجمع المبارك ان احدى الاخوات منعتها ظروفها من الحضور للحلقة ولكن ظروفها لم تمنعها من تحقيق هدفها فقد حفظت القران كاملا عن طريق مراجعته بالهاتف مع احدى المشرفات حتى اصبحت هذه الطريقة برنامجا وخدمة يقدمها المركز لمن لا يستطيع الحضور 
حفظته كاملا عن طريق الهاتف 
نعم اخي الفاضل
اذا لم تجد طريقا فشق طريقا 
ذا لم يكن هناك هواء فجدد اذا تعثرت فقف وتابع المسير واستعن بالله العلي القدير 
ان العوائق ليست الا داخل عقولنا 
والمعوقات تكبر وتصغر بقدر نظرتنا لها 
اسمع لابن تيمية كيف يرى ظروفه
اسمع له عندما قال : "ما يفعل بي اعدائي؟!ان سجني خلوه ونفيي سياحة وقتلي شهادة "
ومنا من يعظم ظروفه فيرى التل جبلا والحفرة قبرا والتعثر نهاية الدنيا 
لن ننجح بلا عرق ولن نفلح بلا ارق تلك سنة كونية كتبها الله على عباده
فقد شج وجهه عليه الصلاة والسلام وكسرت رباعيته
وسال الدم على وجهه الشريف وأدميت قدماه 
ليعلم الكون اجمع أن بقدر الأهداف تكون التضحيات!!
وعلى قدر العزائم تكون العوائق
لكل نتيجة سببا و في كل نجاح نصبا 
ولكل شيء ثمن ويجب أن ندفع الثمن!!
،،



القيد الرابع: الوقت

ما عندي وقت !
الوقت ما فيه بركه!
ياليت عندي وقت !
عبارات كثيرا ما نسمعها!و نتعلل بها 
والى اصحاب العبرات اقول:
ان حياتك انما هي سنوات،والسنة شهور والشهر اسابيع والاسبوع مجموعة ايام واليوم ماهو الا ساعات والساعة دقائق معدودة فاعرف اين تصرف دقائقك
لتعرف اين تقضي حياتك
8ساعات نوم و7 ساعات في الوظيفة وساعة للوجبات ومثلها للمواصلات واخرى للمقابلات وبين العشا وين؟نسال القهوة وين؟!
وبعد العشا انت عارف لوازم البيت و العشا
ياخي ودي اني فاضي مثلك واسوي سواتك 
هذي اجابة احمد لما سالته وقلت له يااحمد مالاثر الذي ستتركه في الدنيا بعد رحيلك فكانت؟
اجابته ما سمعت
يقول ابن القيم في امثال هؤلاء: "من قطع وقته في الغفلة واللهو وكان خير ما يقطع به وقته النوم فموت هذا  خير له من حياته" ويقول كذلك: " ضياع الوقت اشد من الموت لان ضياع الوقت يقطعك عن نفع الدنيا واجر الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا"
ما اكثر من اهدر وقته و انفقه بلا استثمار 
ما اكثر من قال بعد ما كبر او مرض : يا ليتني في شبابي فعلت وكنت
 واسال المحيطين بك ستجد ان الكل نادم
الشيخ يقول: ياليتنيقدمت لحياتي
واخر يقول : ياليتني اكملت دراستي !
و اخر يقول: ياليتني اجتهدت اكثر لادخل التخصص الذي اريد!
كل هذا تعبير عن الندم لضياع الوقت 
{فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب }
{قال رب ارجعون}
اكثر ما يتمنى المفرط ان يعيد الوقت لكي يتداركه ويستثمره 
فاغتنم خمسا قبل خمس ما  دام الأمر بيدك
الدراسات تقول ان ثلث عمر الإنسان يذهب للنوم والثلث الاخر للعمل و لا يبقى سوى ثلث يستطيع التحكم فيه وهذا الثلث هو الذي يصنع الفرق بين الناجحين ومن دونهم 
ليست العبرة بإنفاق الوقت ولكن العبرة باستثماره
وليست المشكلة في ضياع الوقت ولكن اضاعتنا لها بمحض ارادتنا هي المشكلة
مكث الطبري 40 سنة يكتب كل يوم 40 ورقة بما يعادل أكثر من نصف مليون ورقة فمات ولم يمت فكره
يقرا الشيخ علي الطنطاوي 300 ورقة يوميا منذ أن كان صبيا و لك ان تتخيل العدد
ان الوقت الذي يملكه بيل غتس هو نفسه الوقت الذي املكه انا و انت 24 ساعة يوما و لكنه الاستفادة منه صنعت الفرق!
فثروته تجاوزت ميزانية 25 دولة مجتمعة ولو جمعت ثروته و صرفتها بالدولار ووصلت كل دولار بالآخر على هيئة سلسلة متصلة لبلغت القمر !!
بيل غيتس يكسب في الثانية الواحده 250 دولار أي ما يعادل 8 مليار في السنة 
طيب!
بعض الناس يقول :
هذوله الناس لهم ظروفهم و اتوا في وقت من الاوقات الان المشاغل كثيرة و المغريات اصبحت تشدنا و تبعثر اوقاتنا 
دعني اذكر لك بعض المعاصرين ان الوقت الذي يملكه الشيخ-مثلا- عايض القرني حفظه الله هو الوقت نفسه الذي املك انا وانت لكنه استطاع ان يخرج كتابه الرائد الرائع لاتحزن ونشر كتبه واشرطته ونفعامته 
الوقت الذي جعل الشيخ محمد الحمد حفظه الله يؤلف قرابة 90 كتاب هو الوقت نفسه الذي املكه انا وانت اين يكمن الفرق؟
اتصلت بي احدى الاخوات فقالت ودي احفظالقران الكريم بس ما اقدر ما عندي وقت!
قلت لها ابدا؟
قال والله ابدا
ولا ساعة؟
قالت والله ولا ساعة الا اذا كان على حساب بيتي وعيالي 
قلت لهاطيب لو دخل احد الاعزاء المستشفى نفترض امك حماها الله وابعد عنها كل شر هل ستجدين وقت لزيارتها يوميا؟قالت نعم
قلت وبدون ان تتخلي عن مسؤولياتك؟ قالت آآ نعم اقدر
قلت اذن اعلمي ان ما نحبه نجد الوقت لفعله
 نعم والله ان ما نحبه سنجد الوقت لفعله
بل ونوجده ونبحث عن الوقت لكي نفعله فلا تعتذري بضيق الوقت وتعدد المهام و كثرةالاشغال ان الوقت لن يعود .... ولن يقدم خدماته لنا ولكن انا وانت من يجب ان نستغل اوقاتنا فلو وضعت لنفسك مثلا ثللث ساعة يوميا ساعة يوميا تقول نصف ساعة 30 دقيقة حفظ القران
 و10 دقايق للحديث و 10 دقايق حفظ –مثلا كلمات لغة انجليزية و10 دقائق كلمات فرنسية لاستطعت بعد 4 سنوات ونصف أن تحفظ القران كاملا و أن تتقن لغتين وان تحفظ أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقد حفظ الكثير من سائقي التاكسي القران وأتقن البعض منهم عدة لغات بفضل استثمار وقتهم فيما ينفع 
و جرب أن تتعلم وأنت في طريقك للعمل
وانظر مقدار ما ستستفيد
أحبتي 
لو أعطيت كل واحد منكم قطعة حديد و طلب منكم الاستفادة منها فمنكم من سيصنع بها وتدا يباع بخمس ريالات و آخر سيصنع بها علبة كبيرة من المسامير تباع بخمسين ريال  و آخر سيصنع منها عقارب ساعة لتباع بألفي ريال  و آخر صنع بها ترسا لطائرة نفاثة وبيعت بعشرات الآلاف من الريالات !!
إذن المادة واحدة.. ولكن المنتِج مختلف فاختلف المنتَج
ولكن العمل اختلف...فاختلفت النتيجة.
كذلك الوقت نملكه جميعا...فماذا ستصنع به؟..
،،
،
القيد الخامس: المثبطون

قال أحد الأنصار لعبد الله ابن عباس: وا عجبا لك يابن عباس أترى الناس يفتقرون إليك و في الناس أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ يقول ابن عباس : فلم استمع لقوله ولم أصدقه حتى إنني كنت أتوسد باب أحدهم أطلب العلم فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني و قد اجتمع الناس من حولي يسألونني  فقال ذلك الرجل : هذا الفتى كان أعقل مني ..
نعم والله 
ما أكثر المثبطين من حولنا وما أكثر المخذلين وما أكثر الناصحين بلا نصح والمرشدين بلا رشد 
قد يكون أحب الناس لك.. وقد يكون من أعدائك
فبعضهم ينصحك ويدس السم في العسل "يارجاال لا تضيع وقتك".. 
"لا تكبر اللقمة تغص"..
و غيرها مما يبرع فيه أمثالهم 
يقولون- وهذه قصة رمزية- أنه كان هناك مئة ضفدع اتفقوا أن يصعدوا مبنى يرونه من بعيد 
فعلا اتفقوا وانطلقوا  و انطلقوا ناحية هذا المبنى وبدأ السباق 
وبعد أن وصلوا إلى قاعدة المبنى و إذ به مبنى كبير 
فتراجع بعضهم 
ثم بدأوا يزعزعون إرادة الباقين ..
وفعلا.. 
قرر خمسة و تسعين ضفدع البقاء و عدم الاشتراك في السباق !
"قالوا أحسن لنا نجلس في الاستراحة ..مالنا ولهذا التعب؟ 
نجلس ونلعب ونشرب عصير طحالب و نقفز ونمرح المهم ..أننا لن نشترك 
بدأ السباق بخمسة ضفادع 
اشتد السباق وحمي الوطيس واشتعل الحماس فنظر الضفدع الخامس للضفادع التي تمرح في الأسفل وعصير الطحالب اللي رايح ..وعصير الطحالب اللي جاي  فقال للضفدع الرابع ياخي وبعدين ؟ 
و إذا فزنا شبيصير ؟ 
أنا شكلي ابجلس مع الشباب تحت أحسن لي 
ومازال الضفدع الخامس يغري الضفدع الرابع حتى قرر ان ينزل و يستمتع...
اشتد الحماس والسباق بين الثلاثة 
تقدم الأول ..ولحقه الثاني
ثم الأمل..والثاني 
حتى تقدما كثيرا عن الثالث 
نظر الثالث لهما.. وقارن بين مكانه ومكانيهما 
وقال في نفسه : خلاااص راحت علي !!
أنا لن اتهمكن من الفوز بعد ذلك قرر الانسحاب ..
اشتد السباق بين الأول  والثاني 
تفاعلت الضفادع و اخذوا يشجعون ويهتفون  ويصوتون و ينادون..
فطرب لهم الضفدع الثاني وتأثر بهم و رفع يده ليحييهم مسكين 
فسقط 
سقط المسكين
وبقي الأول وحيدا 
يحاول.. ويحاول .. ويحاول
حتى بلغ القمة وصعد المبنى وبعد أن استقر جالسا التقط أنفاسه ورفع يديه إلى اذنيه واخرج القطن منهما
فقد أغلق اذنيه حتى لايسمع مايقوله الآخرون فيتأثر بهم..
نعم والله
إن الانسان يتأثر بمن حوله 
 والطباع سرًاقة كما يقول ابن القيم 
فمن جالس قوما وأكثر مرافقتهم لابد أن يسرق منهم صفة يكثر فعلها
كلمة يكثر تردادها 
والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
يقول الله عز وجل مخاطبا نبيه: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه )
إن الاحتكاك بالمتميزين و الناجحين والصالحين خير معين على الارتقاء بالنفس إلى مراتب عليا 
فالإنسان بطبعه يتمثل سلوك من حوله 
و يتأثر به
والنجاح عدوى سريعة الانتقال 
....وكذلك الفشل
فأعد النظر في علاقاتك
فمن أراد أن يصبح تاجر عقار فلابد أن يجالس تجار العقار
ولن يجلس مع تجار الأسماك أو القماش..
إن صحبتك قد تكون اكبر معين لك في دينك وحياتك..
وربما قد تكون اكبر مثبط لك بدون قصد 
فكلمة واحدة من قبيل: " الله يالدنيا".
أنت كفو عاد؟
غيرك اشطر!
ريح بالك..تراني مجرب 
والله إني ناصح لك " 
كلمة واحدة من هذا القبيل قد تسرق أحلامك للأبد..
و تحطمها بصخور الخذلان 
أحبتي في الله..
الناس في تلقيهم للرسائل من حولهم على ثلاثة أصناف:..
فعقل حجري.. لا يقبل حقا ولا باطلا 
ما يسمع شي
و عقل إسفنجي يتشرب ماحوله
و عقل زجاجي محكم الإغلاق تمر به الشبهات ولا تستقر فيه فيراها بصفائه  و يدفعها بصلابته 
فتأمل حديث من حولك ولا تقبل رأيهم في أمر ما 
لا تقبل رأيهم على انه حقيقة مسلمة
فلو قالوا لك: القرآن صعب.. الدراسة صعبة ..
الانجليزي مستحيل الواحد يفهمه في سنة ..
فقل صعبة!
صعبة عليك.. صعبة عليكم
ولكن على من يجتهد ويعينه الله عز وجل  ..فهي سهلة
فصعوبة حفظ القرآن رأي خاص به نابع من عجزه وخارج من تصوره هو 
لا يجب الأخذ به كحقيقة مسلمة لا تقبل  النقاش 
بل الحقيقة عن حفظ القرآن ماقاله الله عز وجل (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
احذر المثبطين.. احذر المثبطين..احذر المثبطين.
واحذر الكسالى واحذر الغافلين 
لا تصحب الكسلان في حاجاته...كم صالحٍ بفسادِ آخر يفسد
عدوى البليد إلى البليد سريعةٌ...و الجمر يوضع في الرماد فيخمد
...
إن الذين لا يعملون يوذي أنفسهم أن يعمل الناس 
نعم والله .. تأمل هذه العبارة!!
إن الذين لا يعملون يوذي أنفسهم أن يعمل الناس
..
إذا بدأت تعمل لا تستغرب التثبيط والتخذيل 
لا تستغربه إذا سمعته 
ولكن أيضا لا تستقبله ولا تتأثر به 
واختم هذا العنصر بقصة ذلك الطالب الذي جاء مبكرا لقاعة الدراسة في إحدى الكليات  و قبل دخول الطلاب لمادة الرياضيات أخذته غفوة –جاي بدري وأخذته غفوة- ولكن هذه الغفوة امتدت به قليلا حتى دخل الطلاب والمحاضر وبدأت المحاضرة و انتهت وصاحبنا مازال في غفوة لكنها غفوة بسيطة – المحاضرة أربع ساعات والغفوة بسيطة!!-
و عندما استيقظ ارتبك وانحرج
لملم الطالب المسكين أوراقه وكتب الواجب اللي في السبورة و غادر القاعة ة محرجا و مرتبكا 
عاد إلى البيت وبدأ يقلب الواجب يحاول فيه
مرة..مرتين..ماقدر
ما استطاع 
حاول .. حاول 
مسائل صعبة 
 لابد أن احل ولو مسألة واحدة
رجع إلى المراجع..
انكب على الكتب..
جلس في المكتبة طويلا يحاول حل ولو سؤال واحد..
و فعلا وبعد 3 أسابيع استطاع أن يحل مسألة واحدة   ففرح بذلك
و أراد إن يقدم هذه الإجابة إلى أستاذه
لكنه كان خائفا لأنه لم يكمل الواجب 
لأنه لم يستطع أن يحل إلا سؤالا واحدا 
فاستجمع قواه وذهب إلى الأستاذ 
طرق الباب فأذن له الأستاذ بالدخول 
فقدم له الواجب .. وعلى حياء أخذها الأستاذ
وقال : ما هذا ؟
فقال له: الواجب
نظر إليه المعلم..نظر إلى الواجب
قرأه ..: ثم صرخ في وجهه 
و أخذ الارواق وذهب بها مسرعا إلى رئيس قسم الرياضيات
خاف الطالب المسكين 
ثم أخذ يصرخ ويؤكد أنه لم يغش من أحد 
بل انه كان جهدا و تعبا خاصا ذاتيا
فقال له الأستاذ : بابني.. لم يكن هناك واجب!!..
مالذي جعلك تحل هذه المسألة ؟.!!.
لم يكن هناك واجب.. لكنني كتبت للطلاب آخر المحاضرة أن هذه الثلاث مسائل عجز العلم عن حلها
حتى أنا ما استطعت حلها فكيف استطعت أنت؟!!..
كيف ؟
...
والتفسير الذي يمكن تقديمه هو أنه لم يستمع كما استمع بقية الطلاب للرسالة السلبية التي بعثها الأستاذ لهم فأشعرتهم بالعجز و الآن ورقة هذا الطالب في كبرى جامعات بريطانيا على مدخل كلية الرياضيات

كم رسالة سلبية تلقيتها في حياتك ؟
وصدقتها و أثرت فيك؟
كان أدرى بنفسه
يقول الدكتور (؟؟؟):
أننا نتلقى في السنوات الثمان العشرة الأولى من عمرنا أكثر من 148000رسالة سلبية 
في مقابل 400 رسالة ايجابية 
...
فما أكثر المثبطين من حولنا وما أكثرهم بيننا فأغلق أذنيك عنهم و أدر ظهرك لهم 
 و استعن بربك عليهم..


القيد السادس " أماني بلا تفاني "

اذا كنا ذكرنا أن أحد القيود غياب الهدف فإن هذا القيد اسمه أمانٍ بلا تفاني
ودعني أعطيك هذا الموقف
تخيل أن قطا هجم على ثلاث حمامات واحدة فكرت بالهرب واثنتان قررتا الهرب فكم أكل القط من حمامة ؟؟ واحدة ؟؟ اثنتان ؟؟ بل أكلها جميعا
فلافرق بين من يقرر ان يفعل شيئا ومن يفكر أن يفعل ذلك الشئ لافرق بينهما ان العبرة بالعمل والتقدم والتقدم والفعل
الكل يجيد صياغة الامنيات وصناعة الأحلام لكن القليل من يحول الأحلام إلى واقع ملموس
نعم والله ! إن التعب يزول والنتيجة تبقى ومن آثر الراحة كما يقول ابن القيم فاتته الراحة والنعيم لايدرك بالنعيم
إن لكل شئ ثمن ولكل سبب نتيجة وخلف كل نجاح عمل وتعب ، وفي الحديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "
نعم والله ، إن العاجز كثير الأحلام قليل العمل محدود الأثر ، نعم فلن يدرك السيادة من لزم الوسادة
إن العاقل ليعجب من رجل أراد شيئا ولم يسعى له وتعجب ممن يريد النجاح بلا جهد ، سبحان الله ! هل يرتجى مطر بغير سحاب أم هل يرتجى حصاد بلا زرع
دخل عمر على قوم جلوس في المسجد فقال "من انتم ؟ " فقالوا " المتوكلون على الله " فقال عمر " أيجلس أحدكم في المسجد يقول اللهم ارزقني اللهم أعطني قوموا فان السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة "
هل أنت راضٍ عن وضعك المادي ؟
هل أنت راضٍ عن وضعك الديني مع الله عز وجل في عباداتك ؟
هل أنت راضٍ عن علاقاتك الاجتماعية ؟
هل أنت راضٍ عن وضعك الأسري ؟
اذا ماذا تنتظر ؟ تقدم ، اعمل ! ابذل السبب ! فقد جعل الله لكل شئ سببا
تقدم ولو خطوة صغيرة ، تحرك ولو حركة بسيطة فالسيل اجتماع القطر !
أطلقت الجمعية الامريكية للفضاء ناسا أول صاروخ كان طوله لايزيد عن 15 سم وقاعدته لاتتجاوز 7 ونصف سم كانت منصة الاطلاق من خشب ( خشب صنوبر ) وقد طليت بالصابون لتسهل عملية الاندفاع والانزلاق
وقد أوقدوا الصاروخ في تلك التجربة بعود ثقاب فطار 170 سم ثم وقع
هذه التجربة كانت قبل 80 سنة من الآن ! فأين وصلوا الآن ؟
بقدر الكد تكتسب المعاني ,,, ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلى من غير كد ,,, أضاع العمر في طلب المحال
تروم المجد ثم تنام ليلاً ,,, يغوص البحر من طلب اللآلئ
نعم يستحق النجاح من تعب وأصر واجتهد
يستحق النجاح من دفع ثمنه
ماأكثر من ضيع نفسه وأغمض عينيه عن الفرص من حوله
جاء رجل إلى النهر فوجد صيادا يصيد السمك ، كلما صاد سمكة كبيرة اعادها للنهر ورماها وإذا اصطاد سمكة صغيرة أخذها ووضعها في سلته
استغرب الرجل وذهب يسأل الصياد ، سأله لماذا ترمي الكبيرة وتاخذ الصغيرة ؟ فقال له الصياد : " ابدا فإن القدر الذي أطبخ فيه صغير ولايحتمل السمك الكبير لذلك ارمي بالسمك الكبير وأأخذ مايتسعه القدر "
إن هذا الصياد ليس لديه الرغبة في دفع ثمن هذا التغيير لذلك فهو يلقي بالفرص من أمامه ولايقبل أن يستفيد منها
والكثير من الناس مثله لايريد أن يدفع الثمن ، لايريد أن يغير عاداته ، لأنه كما يقول من غير عادته قلت سعادته ، تجده يرفض الترقية اذا كانت خارج مدينته ولايقبل بعثه لانه لايريد ان يتعب في تعلم اللغات
كثير من الناس لايريد دفع الثمن لايريد الخروج عن دائرة امانه وتجده يقول الله لايغير علينا
كلا والله ! الله يغير علينا اذا للافضل
كم من انسان رفض التغيير وقاوم التطوير لأنه لايريد دفع الثمن فيضحي بالفرص الكبرى من أجل البحث عن راحته
فالهند لهم طريقة ظريفة في صيد القردة فهم يضعون الجوز لها في ثقب شجرة فيُدخل القرد يده ليُخرج الجوزة فتعلق يده بسبب تمسكه بالجوزة ولو ترك الجوز لاستطاع الهرب ولكنه فضل أن يمسك بها ولو على حساب حياته
كم من الناس من يتمسك بأشياء جميله فتفقده اشياء أجمل وفرص اكثر
أذكر مرة ان أحد الشيوخ الكبار سألته : ماأتعس قرار اتخذته في حياتك ومالذي ندمت عليه ؟ فقال " كنت موضفا في أرامكو في وظيفة مناسبة ودخلها أكثر من رائع ولكني تركت الوظيفة وعدت إلى مدينتي وإلى أهلي "
سألته : مالسبب ؟ مالذي جعلك تفعل ذلك ؟؟ ماهي ظروفك ؟؟ فقالها لي بلغته أرويها لكم كما قالها وبطريقته ، يقول " حنيت البندق سبعة وعشرين ورى غمارة ددسن ملبق تحت عبرية مزرعتنا "
وإليكم الترجمة : يقصد أنه اشتاق لبندقيته ولرحلات الصيد التي كان يقوم بها ، اشتاق لموسم صيد الطيور مما جعله يترك أرامكو ليستمتع بتلك البندقية التي مازالت إلى الآن عنده منذ أكثر من خمس وعشرين سنة
ولكن ذهبت لذتها وبقيت حسرتها ، والآن يعيش حالة مادية صعبة افقدته الكثير من صحته
يقول فاكنر " نمت فحلمت أن الحياة جمال واستيقظت فوجدت الحياة التزام "
وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن اسأتم فلها
إن المسألة مسألة عمل ، فالقرآن الذي أنزل على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسادوا به العالم هو القرآن نفسه الذي أنزل علينا فتذيلنا بدونه العالم
إن المسأله مسألة تطبيق والفرق فرق في التقيد والتنفيذ ، فماذا قررت ؟؟
،،
،
القيد السابع " التشاؤم وفقد الأمل "

مافيه أمل ، حظي سيئ ، انا ماعمري أفلحت !
يقول الشاعر : فثوبي مثل شعري مثل حظي ،،، سواد في سواد في سواد
يقول آخر : كل ماطقيت في أرض الوتد ،،، من رداة الحظ ظافتني حصاة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه )
إن الدنيا فيها الجيد والرديء ، فيها الشر والخير ، فإذا تفاءلت بالخير وجدته واذا تشاءمت فلن تحصد سوى مازرعت
يقول أحد علماء النفس " إن ماتراه أمامك يعتمد بالدرجة الأولى على ماتبحث عنه "
فابحث عن الخير وتفاءل بالخير وأحسن الظن بربك
ولنراجع أنفسنا ! هل نحن نحسن الظن بالله ؟؟ هل نرضى بقضاءه ؟؟ هل نؤمن بقدره وهل نتوكل عليه حق التوكل
إن إجابة هذه التساؤلات من أهم مقومات انبعاث الأمل ، فمن أيقن يقينا أن الله معه فمن سيخشى ، ومن أيقن يقينا أن الله أرحم به واعلم منه بما ينفعه ومايصلح له فإنه لن يفكر أبدا بالفشل ولن يتشاءم بالسؤ ولن يحزن أبدا على العواقب ولن يهاب المستقبل ، فلنراجع أنفسنا ولنحسن الظن بربنا
يقول أحد السلف " أن التشاؤم سوء ظن بالله والتفاؤل حسن ظن بالله "
يقول أحد المتشائمين : والله مافي أمل ، أنا حظي دمار ، أنا أصلا منحوس ، والمنحوس لويبيع طواقي خلق الله ناس بلا رؤوس
فلا حول ولاقوة إلا بالله
إن حظي كدقيق ،، فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة ،، يوم ريح اجمعوه
صعّب الأمر عليهم ،، قال بعض اتركوه
ان من أشقاه ربي ،، كيف أن تسعدوه
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل أعرابي محموم في حماه فقال عليه الصلاة والسلام من باب التفاؤل ( طهور ) فقال الأعرابي " طهور بل حمى تفور على شيخ كبير تثيره القبور " فقال عليه الصلاة والسلام ( نعم إذا ) فمات من ليلته
فرّ موسى ومن معه من فرعون وجنوده فاعترضهم البحر ولحقهم العدو من الخلف ، فقال أصحاب موسى " إنا لمدركون ! " قال موسى " كلا ! إن معي ربي سيهدين "
إيمان ييزلزل صخور الشك وحسن ظن يمسح غبار اليأس
إن الفاشل يتشاءم من كل شئ والناجح يستفيد من كل شئ
الناجح لاتنضب أفكاره والفاشل أبدا لاتنتهي أعذاره
الناجح يرى أن الحل صعب ولكنه ممكن والفاشل يرى أنه ممكن ولكن صعب
الناجح يرى في العمل أملا والفاشل يرى في العمل ألما
وهذه الرؤيا منهما هي سبب الاختلاف بينهما
فاعمل واجتهد وأحسن الظن بربك !
،،
،
القيد الثامن " المقارنات "

إن المقارنات تقضي على تقدم الإنسان ، فإذا مابدأت بمقارنة نفسك بفلان وفلان فإنك ستشعر بالدون والتقيئ ، فالإنسان عادة يقارن نقاط ضعفه بنقاط قوة غيره
لو كان أصلعا مثلا سيقارن نفسه بمن حَسُن شعره ، ولو كانت هي بشرتها غير صافية ستقارن نفسها بمن صفت بشرتها وعندها تبدأ المعاناة
عندما نبدأ بمراقبة الناس ومقارنة أنفسنا بما عند الناس عندها فعلا ستنحذف من أمام أعيننا كل النعم التي أعطاها الله عز وجل لنا
فمن بحث عن المفقود فقد الموجود
وكذلك لو أن طالبا دخل الحلقة مثلا مع صديقه وبعد شهر وجد أن زميله تفوق عليه كثيرا ، فقارن نفسه به فإن عزيمته سوف تقل وربما ترك الحلقة
إمام مسجد يقارن نفسه بأحد الأئمة ثم يجد نفسه يخشى الإمامه ويهاب أن يتقدم ويتهم صوته أو حفظه
آخر يدخل دورة في اللغة الانجليزية فيجد ان بعض الحضور أفضل منه فيتحطم ويبدأ بالانسحاب شيئا فشيئا
إن المقارنات ظلم يرتكبه الإنسان في حق نفسه ، فلا مقارنه بين مختلفين
كيف تقارن نفسك بآخر ؟ كيف تقارن بداياتك بنهايات الآخرين ؟ إن النتيجة التي وصل إليها غيرك جاءت بعد جهد وتعب وبذل وقت ومال فهل بذلت مابذلوا حتى تقارن نفسك بما وصلوا ؟
قارن نفسك بنفسك بما أنت عليه وبما تستطيع أن تكون عليه !
قارن نفسك أين كنت وأين أصبحت !
تخيل أنك واقف في صف من الناس في طابور فأنت أمام خيارين إما أن تنظر إلى الأمام وتقول " يالله كم باقي ، بعيد " أو تنظر إلى الخلف وتحمد الله عز وجل أنك في مكانك على الأقل
لاتقارن أبنائك بأبناء أخيك أو زوجتك بأختها أو سيارتك بسيارة جارك ، كل هذا لايقدم لك سوى السخط فتزدري نعم الله عليك كما قال صلى الله عليه وسلم (فرق بين من ينظر إلى نفسه أنه ناقص وقاصر وبين من ينظر إلى نفسه على أنه ينقصه أمر ما)
فإن سبقتك أنا في السباق فأنا أفضل منك في الجري فقط وليس هذا دليل على نقصك أوضعفك
كل إنسان لديه تميز وقصور فاستفد من تميزك وعالج قصورك ولاتكن كالضفدع الثالث الذي ترك السباق لأنه قارن مكانه بمكان الأول والثاني
وليكن شعارك في الحياة " سأبذل مابذلوا لأصل بإذن الله إلى ماوصلوا ! "
،،
،
القيد التاسع " طلب الكمال "

ماأكثر من يقف قبل أن يبدأ وينطفئ قبل أن يشتعل لأنه رسم في ذهنه صورة مثالية ورفع معاييره طلبا للكمال
ماأكثر من جعل أهدافه أمثال الجبال بلا رؤية واقعية وبلا رغبة في تجزيئها ، إما أن أحفظ القرآن كامل وبإتقان وإلا فلا !
وإما أن أتزوج بالفتاة التي هذه مواصفاتها وإلا فلا !
وإما أن أحصل على درجة كاملة في الامتحان وإلا سأعتذر عن تقديمه !
هذه حال الذين يسعون إلى الكمال
إن الوصول إلى حد الكمال في إتقان الأعمال ضرب من المستحيل ويبقى الإنسان طموحا لرفع مستوى أدائة ومعايير جودته بالحد الذي يدفعه لايمنعه
إن الذي يريد أن يعمل بعد أن يكتمل كل شيء ويصفو كل شيء ويجهز كل شيء أخشى أن ينتظر طويلا على رصيف الحرمان
إن التحسس من البدايات البسيطة والخوف من ارتكاب الأخطاء قيد كبّل الكثير من الطاقات وعطل الكثير من القدرات ، فإذا ماأردت أن تعمل بلا أخطاء فإنك بلا شك ستفقد بشريتك لتتحول إلى آله تعمل بنسبة أخطاء شبه معدومه
إن التميز في الآداء يجب أن يكون مطلبا نسعى له لا عائقا يقف أمام البدايات أو شماعة نعلق عليها الأمنيات أو سببا نسقط عليه قلة المبادرات
فسياسة نكون أو لانكون وثقافة ياأبيض ياأسود وئدت الكثير من الأفكار وعطلت الكثير من المشاريع
لست ضد التميز ولست ضد الإتقان ولككني ضد الكمال الذي يعملق الأعمال ويبعد الآمال
وليكن شعارنا أن نبذل أقصى مانستطيع لتحقيق مانريد ثم بعد ذلك أسعى لتحسين نتائجي وتطويرها ورفع جودتها
فاستعن بالله ابدأ عملك واخلص نيتك وتوكل على الله وخير الأعمال أدومها وإن قل
،،
،
القيد العاشر " التسويف والمماطلة "

يمدي على خير ، اللي مايخلص اليوم يخلص بكرة !
هؤلاء تجدهم على قارعة الطريق ، إن قلت لهم إن الماء يتسرب من سقف بيتك قم فأصلحه ! قال إن المطر ينزل ولن أستطيع أن أصلحه الآن فإن قلت له أصلحه إن توقف المطر فسيقول عندما يتوقف المطر لن ينزل الماء ولست بحاجة لإصلاحه !
سبحان الله !
حكمه : تزوجت البطالة بالتواني ,,, فأولدها غلاما مع غلامه
فأما الابن سموه بفقر ,,, وأما البنت سموها ندامة
كم هي الأعمال التي تراكمت بالتسويف ؟ وكم هي الآمال التي تحطمت على شاطئ المماطلة ؟ ولنسأل أنفسنا مالذي منعني بالضبط عن عمل ماأريد ؟
قد لاأجد إجابة سوى الكسل والتأخير والمماطلة والتقصير
يقولون ان العلماء أجروا تجربة على ضفدعين ليعرفا مدى إحساس الضفادع بالحرارة فوضعوا الضفدعين في وعاء فيه ماء وأشعلوا النار تحته وبدأو برفع درجة الحرارة ، شيئا فشئا ، قليلا قليلا ، وهم ينتظرون أن تقفز الضفادع وبعد أن وصلت درجة الماء إلى درجة الغليان وإذ بهم يجدون أن الضفدعين قد ماتا
ماتا سلقا ! لماذا لم يقفزا ؟ لماذا لم يتحركا ؟ يقول العلماء أن الضفادع حيوانات كسولة فهي حاولت التكيف والتحمل حتى لاتقفز مما جعلها تموت بلا حراك !
ماأكثر من يقول الله لايغير علينا ! الأمور ماشية ! سأحاول سأفعل سأتغير سأفكر سأتحرك سأقفز لعلها تتيسر
لما كل هذا التسويف ؟
هل تنتظر معجزة تحدث لتغير نفسك !
أم أنك تنتظر مصيبة تدفعك للتغيير !
أم أنك تنتظر جلطة حتى تهتم بصحتك ؟ ( أبعدنا الله وإياكم )
أم تنتظر وفاة صديقك الحميم حتى يحيى قلبك وتلزم أمر ربك !
أيها المدخن هل تنتظر سرطانا ( أبعدك الله عنه ) حتى تقلع عن التدخين ؟
بالله ماذا تنتظر ؟
هل تنتظر موت أحد والديك حتى تبر الآخر ؟
قد تحدث لك بعض المصائب التي ربما توقظك وتنبهك ولكن من يدري قد تكون أنت المصيبة التي يعتبر بها غيرك !
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقراً منسيا أو غناً مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موت مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر)
أخي الفاضل
ماحرم مبادر الا في النادر !
وماسلك التسويف طريقا الا جاء وراءه الفقر والمرض
قل لي ماذا تنتظر ؟ ومالذي بحق يمنعك ؟
اذا كان يؤذيك حر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتاء ويلهيك حسن زمان الربيع
فأخذك للعلم قل لي متى ؟
يقول عمر رضي الله عنه ( كل يوم يقال فيه مات فلان وفلان ولابد أن يأتي يوم يقال فيه مات عمر )
بهذه العقلية سنعيش كما يجب أن يعيش المسلم الناجح
لاتتردد ! والا لاصبحت سجين الآن وتقدم لو خطوة حتى لاتُهزم وأنت عل رصيف الانتظار !

،،

أحبتي في الله
هذه قيود النجاح ومتى أفلت منها ونالك توفيق الله فإنك ستصل لأهدافك بإذن الله
أحبتي
أليس النجاح يستحق التعب ؟
ألست تريد أن تكون سعيدا ؟
ألست تريد أن تكون ناجحا في حياتك ؟ نافعا في مجتمعك ؟ خادما لدينك ؟
ألست واثقا بربك ؟ متوكلا عليه ؟ محسنًا الظن به ؟
متفائلا بمستقبلك ؟
اذا فماذا تنتظر ؟؟
كل هذه القيود لن تقف أمام الرغبة الجبارة والاصرار والصبر
فقط لاتتوقف واصبر واعمل وتقدم فالناجح لايتراجع والمتراجع لاينجح
زاعلم ان النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا
فلاتياس ! فكل هذه القيود مفتاحها الصبر والاصرار والتوكل على الله عز وجل
طُرد ذلك الفتى من حلقة الحديث لأن كما يزعم معلمه لايستطيع الحفظ ، قدرته ضعيفة ، انظر إلى المثبطين ! فهام على وجهه حزينا ، فوجد بئرا ووجد عندها دلوا ورأى الحبل يتدلى بجانبها وقد أثّر هذا الحبل على الحجر فقال " سبحان الله كيف لهذا الضعيف أن يخترق الصخرة الصلباء القوية " ففهم الغلام السر بعد أن تأمل وقال : انه الاصرار والتكرار !
فذهب الغلام وأخذ يحفظ الحديث الواحد ويكرره اكثر من 500 مره حتى أصبح بعد فترة فقيه الحرمين ومحدث عصره
انه الحافظ ابن حجر !
اخي الفاضل ، اختي الفاضلة
ان حياتنا قرارات وماانت عليه الان هو نتيجة لقرار اتخذته سابقا ، فماذا قررت بعد سماعك لهذا الحديث ؟ وبعد أن تعرفت على تلك القيود ؟
أخي الفاضل ، أختي الفاضلة
حدد هدفك
وغير معتقداتك السلبية
واقهر ظروفك
واستثمر وقتك
واترك المثبطين
واعمل لتحقيق حلمك
وبادر ولاتسوف وتفاءل بربك ولا تطلب الكمال واحذر من المقارنات ثم استعن بربك تكن ناجحا متحررا من قيود النجاح
فنحن لانختار طريقة موتنا ولكننا قادرون بعون الله على اختيار طريقة حياتنا
اخي الحبيب
حياتك لوحة فنية ألوانها القول وأشكالها العمل وإطارها العمر ورسامها أنت فاذا انقضت حياتك فقد اكتملت لوحتك وعلى قدر روعتها تكون قيمتها
فإما أن تكون جميلة تستوقف المارين أو رديئة ترمى بين أكوام المهملات حتى إذا قامت القيامة عرض كل إنسان لوحته وانتظر عاقبته فابدع في لوحتك فمازالت الفرشاة بيدك
أسأل الله لنا ولكم في الدنيا النجاح وفي الآخره الفلاح
أردت أن أحطم وإياكم قيود النجاح ونكسر أغلال الخذلان فإن أجدت فهذا والله ماأردت وإن تكن الأخرى فحسبي أن ذلك وسعي وجل قدرتي
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


---
ختاما : يظل هذا العمل جهدا بشريا فإن أصبنا فمن الله وحده و إن جانبنا الصواب فمن أنفسنا والشيطان
..و نعتذر عن أي خلل أو نقص في المادة

و لا تنسونا من صالح الدعاء
أخواتكم


منهد عبد الله اليافعي







منهد عبد الله اليافعي 



نهايةسورة البقرة
 


الاثنين، 6 مايو 2013

قصة النملة و قطرة العسل القاتلة












قصة النملة و قطرة العسل القاتلة


21204
سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل
ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها
فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب
لكن يظهر إنها لم تكتفي بما أخذته من العسل
بل أنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة
و قررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر
ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به
لكنها لم تستطيع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها
والتصقت بالأرض ولم تستطيع الحركة وظلت على هذا الحال إلى أن ماتت فكانت قطرة العسل
هي سبب هلاكها
وعدم اقتناعها بما ارتشفته منها
(كان سبب لنهايتها المريرة)ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت.
بعد أن رأيت هده القصة أخذت أتفكر في حالنا
وحال الدنيا فالدنيا هي قطرة عسل كبيرة
ونحن نرتشف منها فمن اكتفى بالقليل من عسلها
نجا ومن غرق في بحر عسلها قد تهلكه
فبعض الذنوب والمعاصي قد تحلو لصاحبها وتشده ليغرق فيها
ومتعت الدنيا وزخرفها
قد يغري الكثير من البشر
فينصرفون عن العبادات
و ذكر الله و التقرب منه
فيغرقوا في زخرف الدنيا وزينتها
فيخرجوا من الدنيا بلا زاد
فيتحول مذاق العسل إلى مرارة دائمة
ويتمنى الإنسان انه اكتفى
من عسل الدنيا بالقليل ولم يغرق فيها
وقد حذرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من الانغماس في ملذات الدنيا وحذرنا الله نفسه جل جلاله
قال الله تعالى 

:اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ