الاثنين، 16 يوليو 2012

من الطارق؟





   

ن الطارق؟.......أجمل موضوع ستقرأه في حياتك وان شا الله سوف يغيرك 

      من الطارق؟


---------------------
تخيل أنك في منزلك الآن وفي انهماك شديد تتابع (كليب ساخر) على أحد القنوات الفضائية أو على جهاز  الكمبيوتر


تخيلي أنك الآن أمام المرآه وفي انهماك شديد أيضاً منذ ساعة كاملة ..... هناك مشوار هـــام ..... يد تحمل قلم الكحل ويد تحمل زجاجة البرفان ....


وفجــــــــــــــأة ؟ ؟ ! !


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------



طرق الباب .. جريت ..... جريتي إلى الباب نظرت من العين السحرية , من هذا الشخص الذي يشع 


-------- وجهه نوراً ؟؟ ------------ مين ؟؟ ----------- أنا رسول الله ------------



صرخت بدهشة ..... رسول الله !!!!! ثم بقمة الفرح مددت يدك لتفتح الباب مرحباً برسول الله ولكن تذكرت ..... ( كنت تستحم و تستمع لمشغل الموسيقى) جريت بسرعة لكي تغلقه فضغطت على زر آخر دون قصد على زر آخر ... صوت الكليب زاد أكثر ... وأخيراً ... أغلقت التليفزيون والدش والكمبيوتر ثم جريت لتفتح الباب .... يااااه ..... صور المغنية فلانة والممثلة فلانة التي تملأ حجرتي ... جريت مرة أخرى لكي تزيلها بسرعة ....... سمعت الجرس يدق للمرة الثانية ... وأنت تنزعها من على الحائط من شدة السرعة سقطت واحدة على المكتب .... مددت يدك لتأخذها بسرعة ففوجئت ..... يااااااه .... شرائط الكاسيت ؟!! كل هذا شرائط أغاني سمعتها وحفظتها أكثر مما حفظت القرآن طوال حياتي !!... وبدون تفكير جمعتها وألقيتها في أقرب صندوق قمامة وأغلقت عليها حتى لا يراها رسول الله الجرس يدق .... رسول الله سوف يمشي ..... وأنتي ..... مددتي يدك لتفتحي الباب وأنتي في قمة الفرح لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يا إلهي !!! ... وضعتي يدك على شعرك المصبوغ عند الكوافير (هل سأقابله هكذا ...)!!؟؟ جريتي تبحثي عن طرحة ..... هذه ؟؟ لا ليست هذه ... لابد أن تكون طويلة ... وأخيراً وجدتيها ثم جريتي على الباب ... يا إلهي ..!! هل سأقابل رسول الله بالجينز ...!!! جريتي تبحثي بسرعة قبل ما يمشي رسول الله عن عباية واسعة أو إسدال واسع ... أخيراً وجدتي واحداً ... يااااه ... الماكياج على وجهي ... جريتي تغسلي وجهك سريعاً من كل المساحيق الحمراء والسوداء والصفراء التي عليه ... تذكرتي البرفان !! الحمد لله .... الرسول طرق الباب قبل أن أضعهأخيراً ... ستفتح لرسولالله جريت وأنت تغلق زراير القميص المفتوح معظمه .... فوجئت بأن الرسول من طول الإنتظار قد مشى ... نظرت بجنون إلى السلم ... انه لا يزال ينزل ... عليه ناديت عليه ياحبيبي يارسول الله... أنا فتحت الباب خلاص ... عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل البيت ... وياليته ما دخل البيت جئت لتجلس فجأة المحمول رن!! إنه يرن (مساج هايل) كل ربع ساعة تقريباً ولكن كأنك أول مرة تسمع هذه الرنةالبولي فونيك لآخر أغنية نزلت في السوق ) داريت وجهك خجلاً من رسول الله وعندما نظرت إلى الرقم الذي يتصل بك ... ارتجف قلبك !!! ماذا أقول لرسول الله إذا سألني من الذي يتصل بك ؟ كنسلت فوراً حتى لا يسألك الرسول ... فجأة شميت رائحة .....!! النبي بدأ يشعر بها يااااه نسيت السيجارة مولعه فقمت سريعاً لكي تطفئها .

وعندما عدت قال لك الرسول أعطني المصحف الذي في جيبك ... ( هذا مش مصحف يارسول اللههذه علبة سجائر ) هل ستستطيع أن تقولها له !؟ وفجأة سمعت صوت الأذان ...

ستنزل ..؟! انت تنزل كل مرة فعلاً ؟ .. أو ستنزل مجاملة لرسول الله ..؟!

وانتي .. ؟! هتقومي تصلي ..؟! انتي بتقومي كل مرة فعلاً ...؟! ولا هتقومي مجاملة لرسول الله ؟

وماذا لو سألنا عن آخر مرة قرأنا فيه القرآن .......... متى ؟!!

وماذا لو سألنا عن آخر مرة صلينا فيها الفجر.......... متى ؟!!

وماذا لو سألنا عن علاقات الجامعة , قصص الحب , الرحلات المختلطة , سهرات القهاوي والنوادي , سهرات الدش والكليبات , شرب المخدرات , عقوق الوالدين , اطلاق البصر , سماع الأغاني .............

تخيل النبي هيعمل ايه عندما يرى أحوالنا ؟ ... عارف هيعمل ايه ...؟ لن يغضب بل سيبكي بكاءاً مريراً ويصرخ فيك وفيكي ............

أنت الذي ضحيت بعمري كله من أجلك ؟!!..

أنت الذي تفرقت قبور أصحابي في الأرض من أجل أن يصل الدين إليك ؟!!..

أنتي حفيدة عائشة وفاطمة ؟؟؟؟؟؟؟

أنت وأنتي الذي ظننت أنكم ستحملون الدين من بعدي ؟!!.. كيف سأشفع لك عند الله وأنت على هذه الحالة ؟ كيف سأسقيك يوم القيامة من حوضي وقد هجرت سنتي ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ 



........................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

---------------------------------------------------------------------------------------

تخيل لو أن الطارق ليس رسول الله ولكنه ملك الموت لكن في هذه المرة لن ينتظر على الباب بل لن يطرق الباب أصلاً وساعتها لن تجد وقتاً لكي تتخلص من كل هذا ... لن يعطيك الفرصة لقضاء من فاتك من الصلوات ... لن يعطيكي الفرصة لكي ترتدي الحجاب الشرعي ... ومن مات على شئ بعث عليه !!!

سنتغير متى ياشباب ؟ ؟ ؟ ! ! ! . . .

 
  • عندما نجد ملك الموت جاء فجأة لينزع أرواحنا كما جاء لكثير من أصحابنا
  • عندما جاء منكر ونكير داخلين علينا في القبر 
  • عندما نجد أنفسنا نحاسب على كل عمل عملناه على الميزان ؟ ( كل أغنية , كل نظرة , كل كليب , ........... )
انك ولا شك ستذكر هذه الرسالة يوم القيامة ووقتها لن تكون إلا واحداً من اثنين :

· شاب أو فتاة وصلته هذه الرسالة فقرر أن يقف مع نفسه فكانت سبباً في تغيير حياته ....


· شاب أو فتاة قرأها ولم يهتم بها فكانت حجة عليه بين يدي الله يوم القيامة.



{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ }





لامية ابن الوردي







اعتزل ذكر الاغاني والغزل .. لامية ابن الوردي .. من روائع الحكم ...














لامية ابن الوردي

فهذه لامية مشهورة من أجمل اللاميات الإرشادية ، وهي عبارة عن نصائح شرعية وأخلاقية واجتماعية وسياسية
وآداب وحكم وتجارب يومية .
ناظمها هو الشيخ الفقيه النحوي القاضي المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن
أبي الفوارس المعري البكري نسبة لأبي بكر الصديق
رضي الله عنه ، المشهور بابن الوردي ، من شعراء القرن الثامن الهجري .
وقد ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام زمن المماليك سنة 689 هـ ، وخالف الزركلي فقال : إنه ولد سنة 691 هـ .
وكان من علماء اللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ ,كما دل على ذلك تلك المصنفات المتنوعة له ، 
وقد اشتهر بالزهد والورع وحسن الخلق وطيب المعشر ، فكانت له مهابة في قلوب معاصريه .
تولى القضاء في منبج وشيزر وحلب ، ثم ما لبث أن ترك ذلك كله وعزل نفسه لمنام رآه ، وكتب أبياتاً في ذم القضاء وأهله ، ثم اشتغل بالتعليم والتأليف حتى شاع ذكره وطار صيته في البلدان ، وقد توفي بالطاعون سنة 947 هـ 
لمزيد من الترجمة ، راجع : الأعلام ، والدرر الكامنة.

اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا * * * فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ
إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا * * * ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ
واتـرُكِ الغـادَةَ لاَ تحفــلْ بهـا * * * تمُـسِ فـي عِـزٍّ رفيـعٍ وتُجَـلْ
وَافتَكـرْ فـي مُنتهَى حُسنِ الْذَّي * * * أنْـتَ تهَـواهُ تجـدْ أمـراً جَلَـلْ

وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
لَيـسَ مـنْ يَقطعُ طُـرقاً بَطـلاً * * * إنمـا مـنْ يتَّقِـي اللهَ البَطَـلْ
صـدِّقِ الشَّـرعَ وَلاَ تـركنْ إِلى * * * رَجلٍ يَـرَّصِـدُ فـي الْلَّيل زُحـلْ
حَـارتِ الأَفْكارُ فـي حِكمةِ مَنْ * * * قَـدْ هَـدانـا سبْلنـا عـزَّ وجَـلْ

كُتِـبَ المـوتُ على الخَلقِ فكمْ * * * فَـلَّ مِـن جَيـشٍ وأَفنَى مِـنْ دُوَلْ
أيـنَ نمـُرودُ وَكَنعـان ُ ومَـنْ * * * مـَلَكَ الأرْضَ وَوَلـىَّ وعَـزَلْ
أَينَ عـادٌ أَيـنَ فِـرعَـونُ وَمَنْ * * * رَفـعَ الأَهَـرامَ مِـنْ يسمعْ يَخَـلْ
أَيـنَ مَـنْ سَـادوا وشَادوا وبَنَوا * * * هَلَكَ الكُـلُّ و َلـم تُغـنِ القُلَـلْ
أَيـنَ أرْبـابُ الحِجَى أَهْـلُ النُّهى * * * أَيـنَ أهْـلُ العلـمِ والقـومُ الأوَلْ

سيُعيــدُ اللهُ كُـلاً مِنهـمُ * * * وَسيَجـزِي فَاعِـلاً مـا قـد فَعَـلْ
أيْ بُنـيَّ اسمـعْ وَصَايَا جَمعَـتْ * * * حِكمـاً خُصَّـتْ بهـِا خَـيرُ المِللْ
أُطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا * * * أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ
وَاحتَفِـلْ للفقهِ فـي الـدِّينِ وَلا * * * تَشَّتغِـلْ عَنـهُ بمِـالٍ وخَـوَلْ
وَاهْجُـرِ النَّـومَ وَحصِّلهُ فمـنْ * * * يَعـرفِ المْطلُـوْبَ يَحقِِـرْ ما بَـذَلْ

لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ * * * كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ
فـي ازدِيـادِ العِلمِ إِرغْامُ العِدى * * * وَجمَـالُ الْعِلـمِ إِصـلاَحُ الْعَمـلْ
جَمِّـلِ المَنطِـقَ بالنَّحـو فَمـنْ * * * يحُـرَمِ الإِعـرْابَ بالنُّطـقِ اخَتَبـلْ
انظُـمِ الشِّعـرَ وَلاَزِمْ مَـذْهَبِـي * * * فـي اطَّـراحِ الرَّفد لاَ تبغِ النَّحَـلْ
فَهـوَ عُنـوانٌ عَلَى الْفَضـلِ وَمَا * * * أحَسـنَ الشِّعـرَ إِذْا لـمَ يُبتـذلْ

مَاتَ أهـلُ الْفَضـلِ لم يَبقَ سِوى * * * مُقرفٍ أَوْ مَـنْ عَلَى الأَصْـلِ اتَّكـلْ
أَنَـا لاَ أَخَتَـارُ تَقبِيـلَ يـدٍ * * * قَطْعُهـا أَجمْـلُ مِـنْ تـِلكَ القُبَـلْ
إِنْ جَزتْني عَنْ مَديحِي صِرتُ فـي * * * رقِّهـا أَوْ لاَ فَيكفِيـني الخَجَـلْ
أَعـذْبُ الأَلْفَاظِ قَولي لَكَ : خُـذْ * * * وَأمَـرُّ الْلفـظِ نُطقـي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كِسـرى عَنهُ تُغني كِسْرةٌ * * * وَعنِ الْبحْـرِ اجْتـزاءٌ بـالـوَشـلْ

اَعتـَبر " نحَـن قَسَمنّـَا بَيَنَهُـمُ" * * * تَلقَـهُ حَقَـا ً وَبـِالحْـقِ نَـزْلْ
لَيـسَ مَا يَحْـوي الْفَتى مِنْ عَزمِهِ * * * لاَ وَلاَ مـَا فَاتَ يَـومـاً بِالكْسَـلْ
اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا * * * تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عَيشةُ الـرَّاغـبِ فـي تحَصِيلِها * * * عَيشَـةُ الجْـاهـلِ فِيهْـا أَوْ أقْـلْ
كَـمْ جَهـولٍ بَاتَ فَيها مُكثـراً * * * وَعَليـمٍ بَـاتَ مِنهـا فـي عِلَـلْ

كَـمْ شُجاعٍ لم يَنـلْ فيها المُـنى * * * وَجَبـانٍ نَـالَ غـايـاتِ الأَمْـلْ
فَاتـركِ الحْيلَةَ فِيهَا وَاتَّكِـلْ * * * إِنمـا الحْيلَـةُ فـي تَـركِ الحِيَـلْ
أيُّ كَـفٍّ لمْ تَنـلْ مِنها المُـنى * * * فَـرْمَـاهَـا اللهُ مِنـهُ بـالشَّلَـلْ
لاَ تَقُـلْ أَصْلـي وَفَصلي أَبـداً * * * إِنما أصْـلُ الفَـتى مَـا قَـدْ حَصَـلْ
قَـدْ يسُـودُ المرءُ مِنْ دُونِ أبٍ * * * وَبِحُسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنفَى الدَّغَلْ

إِنما الْـوردُ مِـنَ الشَّـوكِ وَمَا * * * يَنبُـتُ النَّـرجِـسُ إِلاَ مِـنْ بَصَـلْ
غَـيرَ أَنـي أَحمـدُ اللهَ عَلـى * * * نَسـبي إِذْ بِـأَبِـي بِكَـرِ اتَّصـلْ
قِيمـةُ الإِنْسـانِ مَـا يُحسنُهُا * * * كثَّـرَ الإنِسـانُ منـهُ أمْ أقَـلْ
أُكْتمِ الأَمـرينِ فقـراً وغَنِـى * * * وَاكسَب الفَلْسَ وَحَاسِب منْ مطَـلْ
وَادَّرع جِـدا ً وكَـداً واجتنبْ * * * صُحبـةَ الحْمقـى وَأَرْبـابُ الخَلَـلْ

بَـينَ تَبـذيـرٍ وبُخـلٍ رُتبةٌ * * * وَكِـلاَ هَـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لاَ تخُضْ فـي حَقِ سَاداتٍ مَضَوا * * * إِنهـم لَيسًُّـوا بـأهْـلِ للـزَّلَلْ
وَتَغَاضَـى عَـنْ أُمـورٍ إِنهُ * * * لم يفُـزْ بـِالحْمـدِ إِلاَ مَـنْ غَفَـلْ
لَيسَ يخَلُـو المْـرءُ مِنْ ضدٍّ وَلَو * * * حَـاوْلَ العُـزلـةَ فـي رَأسِ الجبَـلْ
مِـلْ عَنْ النَمَّامِ وازجُـرْهُ فَمَا * * * بلَّـغَ المْكـروهَ إلا مَـنْ نَقَـلْ

دارِ جارَ السَّـوءِ بِالصَّبرِ وإنْ * * * لمْ تجـدْ صَـبراً فَمـا أحَلـى النُّقَـلْ
جَانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بَطشَهُ * * * لاَ تُعـانِـدْ مَـنْ إِذْا قـالَ فَعَـلْ
لاَ تَلِ الأحَكامَ إِنْ هُمْ سَأَلْـوا * * * رَغبـةً فيـكَ وَخَالفْ مَـنْ عَـذَلْ
إنَّ نِصـفَ النَّاسِ أَعَـداءٌ لمنْ * * * وُلـيَ الأَحكَـامَ هَـذْا إِنْ عَـدَلْ
فَهُـوُ كَالمحَبُوسِ عـَنْ لـذَّاتهِ * * * وَكِـلاَ كفّيـهِ فـي الحْشـرِ تُغَـلْ

إِنَّ لِلنقـصِ والاسَتْثِقال ِ فـي * * * لَفظَـةِ الْقَاضِـي لَـوَعظاً أَوْ مَثَـلْ
لاَ تُـوازى لَـذةُ الحُكـمِ بمِا * * * ذَاقَهُ الشَّخـصُ إِذْا الشَّخـصُ انعـزْلْ
فَالْـوِلاَيَاتُ وَإِنْ طَابتْ لمـنْ * * * ذاقَهـا فَالسُّـمُّ فـي ذَاكَ العَسَـلْ
نَصَبُ المنصِبِ أَوْهى جَلَـدي * * * وَعَنـائـي مَـنْ مُـداراةِ السَّفَـلْ
قَصِّـرِ الآمالَ فـي الدُّنيا تفُزْ * * * فَـدْليـلُ الْعَقـلِ تقصـيرُ الأَمْـلْ

إِنْ منْ يطلِبهُ المْـوتُ عَلـى * * * غِـرَّةٍ مِنـهُ جَـديـرٌ بِـالـوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّا َ تـزِد ْ حُبَّاً فَمنْ * * * أكثـرَ التَّـردَادَ أَقصـاهُ المَلَـلْ
لاَ يَضُرُّ الْفَضـلَ إِقـلالٌ كَما * * * لاَ يَضـرُّ الشَّمـسَ إطْبـاقُ الطَّفَـلْ
خُذْ بِنصْلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ * * * واعتـبرْ فَضـلَ الفـتى دونَ الحُلُـلْ
حُبُّكَ الأوْطانَ عَجـزٌ ظَاهِـرٌ * * * فَاغْتـربْ تلـقَ عَـنْ أَهْـلٍ بَـدَلْ

فَبمُكـثِ المَاءِ يَبقـى آسِنـاً * * * وَسُـرى البـدرِ بهِ الْبـدرُ اكتمـلْ
أيُّهْا الْعَائِـبُ قُـولـي عبثـاً * * * إِن طيـبَ الْـوردِ مُـؤذٍ لِلجُعـلْ
عَدِّ عَن أسهُمِ قَـولي وَاستتـِرْ * * * لاَ يُصيبنَّـكَ سَهـمٌ مِـن ثُعَـلْ
لاَ يَغـرَّنَّكَ لَيْـنٌ مِـنْ فـتىً * * * إنَّ لِلحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ * * * وَمـتى سُخِّـنَ آذى وقَتَــلْ

أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ * * * وَهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ
غَيرَ أنـيّ َ فـي زَمانٍ مَـنْ يكنْ * * * فيهُ ذَا مَـالٍ هُـوْ المـولَى الأَجـلْ
وَاجبٌ عِنـد الْورى إكـرامُـهُ * * * وَقليـلُ المـالِ فيهـم ْ يُستقـلْ
كُلُّ أهـلِ العصـرِ غمـرٌ وَأَنَا * * * مٍِنهُـمُ فَـاتـرُّكِ تَفَاصِيـلَ الجُمَـلْ
وَصـلاةُ اللهِ ربـي كُلَّمـا * * * طَلَـعَ الشَّمـسُ نهَـاراً وَأَفْـلْ
لِلذِّي حَازَ العُلى مِـنْ هَـاشِمٍ * * * أحمَـدَ المُختـارِ مَـنْ سَـادَ الأَوَْلْ
وَعَلَـى آلٍ وَصَحـبٍ سَـادةٍ * * * لَيْـسَ فِيهِـمْ عَـاجـز ٌ إلا .

الأحد، 15 يوليو 2012

قصة: سبق السيف العذل ...




قصة: سبق السيف العذل ...










كان للنعمان بن ثواب العبدي بنون ثلاثة: 

سعد وسعيد وساعدة. وكان ذا شرف وحكمة, 
يوصي بنيه ويحملهم على ادبه. 
أما أبنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من شياطين العرب, 
ولم تفته طلبته قط, ولم يفِرّ عن قرن. 
وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسودده.
وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندامى وإخوان.
فلما رأى الشيخ حال بنيه دعاهم كلٍ على حده
وأوصاهم بما يناسب توجهاتهم. 
وقال لابنه سعيد وكان جواداً : يابني لا يبخل الجواد 
فابذل الطارف والتلاد وأقلل التلاح ( التشائم), 
تذكر عند السماح, وابلُ إخوانك , 
فإن وفيّهم قليل, واصنع المعروف عند محتمله.....
ثم أن أباهم النعمان توفي . فقال أبنه سعيد.. 
وكان جواداً سيداً: لآخذن بوصية أبي, 
ولأبْلُوَنّ إخواني وثقاتي. فعمد إلى كبش فذبحه, 
ثم وضعه في ناحيه من خبائه وغشاه ثوبا, 
ثم دعا بعض ثقاته, فقال: يافلان إن أخاك من وفى لك بعهده, 
وحاطك برفده, ونصرك بوده,قال: صدقت. فهل حدث أمر؟ 
قال: نعم. إني قتلت فلاناً, وهو الذي تراه في ناحية الخباء, 
ولا بد من التعاون عليه حتى يوارى..فما عندك؟
قال: يالها سوأة وقعت فيها. 
قال: إني أريد ان تعينني عليه حتى أغيبه. 
قال: لست لك في هذا بصاحب.وتركه وخرج.
فبعث إلى آخر من ثقاته. فأخبره بذلك. وسأله معونته. 
فرد عليه مثل ذلك. حتى بعث إلى عدد منهم.
كلّهم يرد عليه مثل جواب الأول.... 
ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خزيم بن نوفل, 
فلما أتاه , قال له : يا خزيم, مالي عندك؟ 
قال ما يسرك, وما ذاك ؟ قال: إني قتلت فلاناً,
وهو الذي تراه مسجى 
قال: أيسر خطب. فماذا تريد؟ 
قال: أريد أن تعينني حتى أغيبه. 
قال: هان ما فزعت فيه إلى أخيك. 
وكان غلام لسعيد قائماً بينهما, فقال خزيم: 
هل إطّلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا؟ 
قال: لا. قال أنظر ما تقول. قال:ما قلت إلا حقا.
فأهوى خزيم إلى الغلام, فضربه بالسيف فقتله,
وقال: ليس عبدٌ بأخٍ لك. فارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه. 
وقال ويحك. ماصنعت؟ وجعل يلومه. فقال خزيم: 
إن أخاك من واساك.قال سعيد: فإني أردت تجربتك. 
ثم كشف له عن الكبش, 
وخبّره بما لقي من إخوانه وثقاته, 
وما ردّوا به عليه. فقال خزيم: 
سبق السيف العذل (اللوم) ..
فذهب مثلاً ..
..............

السبت، 14 يوليو 2012

الفرج بعد الشده



الفرج بعد الشده










الفرج بعد الشده









قبض على إبراهيم بن المهدي وهو بزي امرأة


  أن إبراهيم بن المهدي،

 لما طال استتاره من المأمون،

 ضاق صدره، فخرج ليلة من موضع كان فيه مستخفياً،

 يريد موضعاً آخر، في زي امرأة، وكان عطراً.

فعرض له حارس، فلما شم منه رائحة الطيب،

 ارتاب به، فكلمه، فلم يجب، فعلم أنه رجل، فضبطه.

فقال له:
 خذ خاتمي، فثمنه ثلاثون ألف درهم وخلني، فأبى،

 وعلق به، وحمله إلى صاحب الشرطة، فأتى به المأمون.
فلما أدخله داره،

 وعرف خبره، أمر بأن يدخل إليه،

 إذا دعي،

 على الحال التي أخذ عليها.

ثم جلس مجلساً عاماً،

وقام خطيب بحضرة المأمون، يخطب بفضله،

 وما رزقه الله، جلت عظمته، من الظفر بإبراهيم.

وأدخل إبراهيم بزيه، فسلم على المأمون،

 وقال:

 يا أمير المؤمنين،

 إن ولي الثأر محكم في القصاص،

 والعفو أقرب للتقوى،

 ومن تناولته يد الاغترار،

 بما مد له من أسباب الرجاء،

 لم يأمن عادية الدهر،

 ولست أخلو عندك من أن أكون عاقلاً أو جاهلاً،

 فإن كنت جاهلاً فقد سقط عني اللوم من الله تعالى،

 وإن كنت عاقلاً،

 فيجب أن تعلم أن الله عز وجل،

 قد جعلت فوق كل ذي عفو،

 كما جعل كل ذي ذنب دوني،

 فإن تؤاخذ، فبحقك،

 وإن تعف، فبفضلك،

 ثم قال:
ذنبي إليك عظيم * وأنت أعظم منه
فخذ بحقّك أو لا * فاصفح بحلمك عنه
إن لم أكن في فعالي * من الكرام فكنه
وقال:
أذنبت ذنباً عظيماً * وأنت للعفو أهل
فإن عفوت فمنٌّ * وإن جزيت فعدل

قال:

 فرق له المأمون،

 وأقبل على أخيه أبي إسحاق وابنه العباس والقواد،

 وقال:

 ما ترون في أمره ?

 فقال بعضهم:

 يضرب عنقه.

وقال البعض: تقطع أطرافه،

ويترك إلى أن يموت،

 وكل أشار بقتله،

 وإن اختلفوا في القتلة.

فقال المأمون،

لأحمد بن أبي خالد:

 ما تقول أنت يا أحمد ?

فقال:

 يا أمير المؤمنين،

 إن قتلته،

 وجدت مثلك قد قتل مثله،

وإن عفوت عنه، لم تجد مثلك قد عفا عن مثله،

 فأي أحب إليك،

 أن تفعل فعلاً تجد لك فيه شريكاً،

 أو أن تنفرد بالفضل ?

فأطرق المأمون طويلاً،

 ثم رفع رأسه،

 فقال:

 أعد علي ما قلت يا أحمد، فأعاد.

فقال المأمون

: بل ننفرد بالفضل،

 ولا رأي لنا في الشركة.

فكشف إبراهيم المقنعة عن رأسه،

 وكبر تكبيرة عالية،

 وقال:

عفا-

 والله-

 أمير المؤمنين عني،

 بصوت كاد الإيوان أن يتزعزع منه،

 وكان طويلاً،

آدم،

 جعد الشعر،

 جهوري الصوت.

فقال له المأمون:

 لا بأس عليك يا عم،

 وأمر بحبسه في دار أحمد بن أبي خالد.

فلما كان بعد شهر، أحضره المأمون،

 وقال له:

اعتذر عن ذنبك.

فقال:

 يا أمير المؤمنين،

 ذنبي أجل من أن أتفوه معه بعذر،

 وعفو أمير المؤمنين،

 أعظم من أن أنطق معه بشكر، 

ولكني أقول:

تفديك نفسي أن تضيق بصالح * والعفو منك بفضل جود واسع
إنّ الذي خلق المكارم حازها * في صلب آدم للإمام السابع
ملئت قلوب الناس منك مهابة * وتظلّ تكلؤهم بقلبٍ خاشع
فعفوت عمّن لم يكن عن مثله * عفو ولم يشفع إليك بشافع
ورحمت أطفالاً كأفراخ القطا * وحنين والدة بقلب جازع
ردّ الحياة إليّ بعد ذهابها * كرم المليك العادل المتواضع

فقال له المأمون:

 لا تثريب عليك يا عم،

 قد عفوت عنك، فاستأنف الطاعة متحرزاً من الظنة،

 يصف عيشك،

 وأمر بإطلاقه،

 ورد عليه ماله وضياعه،

 فقال إبراهيم يشكره في ذلك:

رددت مالي ولم تبخل عليّ به * وقبل ردّك مالي قد حقنت دمي
فأبت عنك وقد خوّلتني نعماً * هما الحياتان من موت ومن عدم
فلو بذلت دمي أبغي رضاك به * والمال، حتى أسلّ النعل من قدمي
ما كان ذاك سوى عاريّة رجعت * إليك لو لم تعرها كنت لم تلم
وقام علمك بي فاحتجّ عندك لي * مقام شاهد عدل غير متّهم
فإن جحدتك ما أوليت من نعم * إنّي لباللؤم أولى منك بالكرم

فقال المأمون:

 إن من الكلام،

 كلاماً كالدر،

 وهذا منه،

 وأمر لإبراهيم بخلع ومال،

 قيل أنه ألف ألف درهم.

وقال له:

 يا إبراهيم،

 إن أبا إسحاق،

 وأبا عيسى،

 أشارا علي بقتلك.

فقال إبراهيم:

 ما الذي قلت  لهما يا أمير المؤمنين ?

 قال:

 قلت لهما:

إن قرابته قريبة،

 ورحمه ماسة، وقد بدأنا بأمر،

وينبغي أن نستتمه،

 فإن نكث فالله مغير ما به.

قال إبراهيم:

 قد نصحا لك،

 ولكنك أبيت إلا ما أنت أهله يا أمير المؤمنين،

 ودفعت ما خفت،

 بما رجوت.

فقال المأمون:

 قد مات حقدي بحياة عذرك،

 وقد عفوت عنك،

 وأعظم من عفوي عنك أنني 

لم أجرعك مرارة امتنان الشافعين.