إياك وعقوق الوالدين ؟؟؟
ما هو العقوق ؟ وكيف يكون ؟ في زماننا هذا نري العقوق هو أن تضرب _
والعياذ بالله _ أباك و أمك ، أو أن تسبهم أو أن تعلي صوتك أو أن تهينهما
في الشارع .. سحقا . هذا ليس عقوق .. لقد قاربت به الكفر والله .. فلننظر
الآن كيف هو العقوق عند السلف .. ثم لنري ماذا فعل السلف
قال ابن محيريز : من مشي بين يدي أبيه فقد عقه ، إلا أن يمشي فيميط له
الأذى عن طريقه ، ومن دعا أباه باسمه أو بكنيته فقد عقه ، إلا أن يقول ياأبه.
قال فرقد : ما بر ولد مد ( أي شدد ) بصره إلي والديه ، ولا ينبغي للولد أن
يمشي بين يدي والديه ، ولا يتكلم إذا شهدا ، ولا يمشي عن يمينهما ولا
يسارهما ، إلا أن يدعوانه فيجيبهما ، أو يأمرانه فيجيبهما ، بل يمشي خلفهم
مثل عبد ذليل
نعم أخي هذا هو النهج الذي رسمه الله لنا ألم تسمعه سبحانه وتعالي يأمرك
أن تقول .. فماذا تقول ؟ ( قل رب ارحمهما كما ربياني صغير ا ) وأمرك بأن (
اخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) فكن لهما كما يريدا .. فهذا هو ما يجب أن
تكونه.. يجب أن توقن أنك أدني من أباك فتمشي خلفه .. و أنك قطعة منه فلا
يفصل بينكم أحد .. و أنك دونه فلا تعلوه في المجلس.. و أن تعترف بفضله و
إحسانه في كل مكان وزمان .
*استقت أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي ، فذهب فجاءها بشربة ، فوجدها نامت ، فثبت بالشربة عند رأسها حتى الصباح
*نامت أم ظبيان بن علي الثوري وفي صدرها عليه شئ ، فقام علي رجليه يكره أن
يوقظها ويكره أن يقعد ، وكان كبيرا ، حتى إذا ضعف جاء غلامان من غلمانه
فمازال معتمدا عليهما حتى استيقظت
كان يسافر بها إلي مكة ، فإذا كان يوما حار حفر بئر ، ثم جاء بنطع فصب فيه الماء ، ثم يقول لها : ادخلي تبردي في هذا الماء
يا من رميت بأبيك و أمك في دور العجزة يا من تبكي أمك حتى تنام كمدا .. أقرأت .. فقل و أسفاه
· قال سفيان بن عيينة : قدم رجل من سفر ، فصادف أمه قائمة تصلي ، فكره أن يقعد و أمه قائمة ، فعلمت ما أراد ، فطولت ليؤجر
أخي كم من مرة أتيت أباك فجلست بجانبه ولم تسلم عليه :.. بل كم مرة أتاك
فلم تقم له .. كم مرة كلمك فلم تعره انتباهك ، كم طلبت أمك منك كذا وكذا
فقلت لها في وقت آخر .. كم أبكيت أمك ؟ أفلا تستحي..
· كان هذيل يبعث لأمه بحلبة الغداة ، فتقول يا بني تعلم أني لا أشرب نهارا
فيقول : أطيب اللبن ما بات في الضرع ، فلا أحب أن أوثر عليك ، فابعثي به
إلي من أحببت
يا الله .. وإن أحدنا ليخفي عن أمه حتى يأكله وحده .. رحم الله هذيلا
· كان حيوة بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين يقعد في حلقته يعلم الناس ،
فتقول له أمه : قم يا حيوة فأل الشعير للدجاج فيقوم ويترك التعليم
هل تسمع هذا يا من بلغت المناصب فرأيت فقر أمك من المصائب فتبرأت منها وصرت من معرفتها تائب .. فلأنت في يوم القيامة الخائب
· قال محمد بن المنكدر : بات عمر _ أخاه _ يصلي وبت أغمر رجل أمي ، و ما أحب أن ليلتي بليلته
· قال المأمون رحمه الله تعالي : لم أر أحدا أبر من الفضل بن يحي بأبيه .
بلغ من بره أن يحيي كان لا يتوضأ إلا بماء مسخن ، وهما في السجن ، فمنعهما
السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة ، فقام الفضل _حين أخذ يحيي مضجعه _
إلي قمقم يسخن فيه الماء فملأه ثم أدناه من نار المصباح ، فلم يزل قائما
وهو في يده حتى أصبح ... وروي أن السجان فطن لارتقائه فمنعه من الاستصباح
الليلة القابلة فعمد الفضل إلي القمقم مملوءا فأخذه إلي فراشه و ألصقه
بأحشائه حتى أصبح وقد فتر
· عن ابن عون : إن أمه نادته فأجابها ، فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين
· كان ( كهمس الدعاء ) يعمل في الجص كل يوم بدانقين فإذا أمسي اشتري به فاكهة فأتي بها إلي أمه
· قال مجاهد لا ينبغي للولد أن يدفع يد والده عنه إذا ضربه، ومن شد النظر إلي والديه فلم يبرهما ومن أدخل عليهما حزنا فقد عقهما
· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح
إليهما محتسبا إلا فتح الله له بابين _ يعني من الحنة _ و إن كان واحدا
فواحد ، و إن أغضب أحدهما لم يرض الله عته حتى يرضي عنه ، قيل : و إن
ظلماه ؟ قال : و إن ظلماه .
أخي في الله يحدث كثيرا ولا ينكره أحد أن يظلم الوالد ولده قد يكون قاصدا
أو غير قاصدا لكن ألا تكفي النعم التي أنعمه عليك أباك بفضل ربك علي تعفو
وتغفر زلة أبيك .. كم سامحك هو علي زلاتك وكم غفر لك سقطاتك .. أخي لو أن
أحد أنعم عليك بفضل تظل حاملا لهذا الجميل .. ولو حدث أن هذا الرجل ظلمك
لم ترد إساءته لسابق فعله فكيف بمن سهر ليله لك و كدح نهاره لك .. أخي
احسبها و اعقلها... ثم قرر أتغفر أم لا ....!
· جاء رجل إلي النبيr فقال : يا رسول الله جئت أبايعك علي الهجرة و أبواي
يبكيان فقال : لا أبايعك حتى ترجع إليهما فتضحكهما كما أبكيتهما )
فيا من أبكي والديه و أحزنهما .. و أسهر ليلهما و حملهما أعباء الهموم ، و
جرعهما غصص الفراق .. ووحشة البعاد ، هل أحسنت إليهما و أجملت في
معاملتهما : صغيرا يبكيان عليك إشفاقا وحذرا ، وكبيرا يبكيان منك خوفا
وفرقا .. فهما أليفا حزن ، وحليفا هما وغما ...
فلما بلغت موضع الأمل ومحل الرجاء ، قلت : أسيح في الأرض فأطلب كذا وكذا ،
ففارقتهما علي رغمهما باكيين ، وتركتهما في وكرهما مخزونين ، فأثكلتهما
أحب طلعة علي وجه الأرض إليهما ، فإن غاب شخصك عن عيونهما لم يغب خيالك عن
قلوبهما . ولئن ذهب حديثك عن أسماعهما لم يسقط ذكرك عن أفواههما ..
ولطالما بكيا وحزنا إن تأخرت حين الرواح والمساء .
فكيف إذا أغلقا بابهما دونك ، و أبصرا خلو مكانك ، فقدا أنسك ، ولم يجدوا
ريحك .. فكان ملاذهما سح الدموع .. وملجأهما الاستكانة والخضوع ، فصار
العين أثرا ، وعاد الولد خبرا ، فكل غريب ولدهما .. وكل ميت هو لهما
يتباكيان ، ويشكوان جواهما
بمدامع تنهل من برحاته
يتجاوبان إذا الريح تناوحت
عل الرياح هببن من تلقائه
كيفما توجها نظرا آثارك ، وحيثما تلفتا مواضع أخبارك . فهنالك تسكب العبرات ، وتضاعف الحسرات
وسل عن حديثهما إذا لقيا إخوانك ، و أبصرا أقرانك ، ولم يريا وسطهم مكانك ... فهناك تسيل النفوس وتذوب القلوب.
أبي.. أحبك..وأعلم كم تحبني
أخي في الله ... سألتك بالله أن تقول لنفسك الحق ثم تجيب بنفس هذا الحق هل
أديت حق والدك .. قبل أن تجيب أريدك أن تنصف أيها العاقل...
لو أن أباك مرض ليلا هل تهجر فراشك ليلا وتعطل عملك نهارا ، وتلزم سريره
كما لو كنت أنت المريض ... هو يفعل ذلك فقط إذا ارتفعت حرارتك و أنت قد لا
تفعلها وهو في فراش الموت .. أنصف يا أخي .. هل أديت حقه .
لو أنه تأخر ساعة عن موعد حضوره إلي الدار مساء يوم ، فهل تقلق عليه
وتضطرب ، وتحسب لتأخره ألف حساب ، كما لو تأخرت أنت .. هو فعل و أمضي ليله
كجمر علي صدره وحين تأتي قد يضربك من كثرة خوفه وحبه لك فماذا فعلت أنت
؟... أنصف يا أخي ... هل أديت حقه .
كم تخطئ معه فيصفح عنك ؟ وكم يري منك ما يسئ فيتغاضى عنك؟ لو أن اضطر يوما
لتأديبك لأشار لوالدتك أن تشفع لك فيتركك ، ولو بكيت منه لبكي قلبه لبكائك
، ولو نطق لسانه بدعاء عليك .. لانبسط قلبه إلي الله تعالي ألا يقبل منه
... أخي لربما بكي أبوك إن أصابك وجع ولربما بكي إن بكيت منه .. بل
والعياذ بالله قد يسرق ويقتل من أجلك .. أرأيت؟؟ .. أنصف يا أخي .. هل
أديت حقه.
أنصف .. و أجب و أسمع نفسك .. إنسان له عشرون عاما أو يزيد يتابعك بنظره
.. ويجوع لتشبع ..ويعري لتلبس .. بل ويشقي لتسعد .. ويعمل لترتاح ..... هل
أديت حقه
إذا عطشت أسقاك .. و إذا ظمأت أرواك .. و إذا مرضت داواك .. و إذا بكيت
أرضاك .. و إذا حزنت واساك .. و إذا ضحكت فرح .. و إذا نهضت أتبعك النظر
.. و إذا جلست أتبعك الدعاء ... أنصف أخي .. هل أديت حقه .
أخي ما ظنك بهذا الرجل ... وما جزاءه ..
· هذا رجل يطالب بمال فلا يؤديه ، ويضرب من أجله فلا يسمح به ، فلما أخذ
ولده وضرب جزع .. فقيل له في ذلك فقال : ضرب جلدي فصبرت .. وضرب كبدي فلم
أصبر .
· كتب إبراهيم بن داحة إلي والده : جعلني الله فداءك ... فكتب إليه : لا
تكتب بمثل هذا فأنت علي يومي أصبر مني علي يومك .. لأن موتي يؤلمك والألم
يزول ، وموتك يجرح القلب .. وجرح القلب لا يبرأ
ولدي يا نبضة في خافقي ولدي يا فلذة كبدي
ولدي يا كوكبا أرقبه كي أري فيه ضياء الفرقد
كلما جفت ينابيع الصفا بك يصفو سلسبيلا موردي
ورياضي إن ذوت أزهارها أنت فيها الطل والزهر الندي
و إذا مزق صدري زفرة كنت أنت الطب يشفي جسدي
أو تخلي الصمت عن موعده أنت من يصدقني في الموعد
إن سألت الله يوما أن أرى في خريف العمر أزهي مشهدي
فشباب خاشع في طاعة طاهر النظرة معصوم اليد
أو سألت الله يوما أملا قبل أن ألقي الردي في مرقدي
فلذتي يخشع في محرابه ويباري النجم عند السؤدد
ولدي إن كنت ترجو رحمة وسلاما من إله سرمدي
فاتخذ خير دليل قبسا من سنا القرآن حتى تهتدي
وليكن خير مكان في الدنا يا هناء الروح ركن المسجد
ولدي إن كان يومي حالكا أنت إطلالة فجري وغدي
وندائي في الحنايا أبدا وهتافي وحنيني ولدي
· قال عامر بن عبد الله بن الزبير : مات أبي فما سألت حولا إلا العفو عنه
· في راوية لأبن دينار : كان ابن عمر إذا خرج إلي مكة له حمار يتروح عليه
إذا مل ركوب الراحلة ، وعمامة يشد بها رأسه ، فبينا هو يوم علي ذلك الحمار
إذ مر به أعرابي فقال : ألست فلان ابن فلان ؟ قال : بلي ، فأعطاه الحمار ،
فقال : اركب هذا ، و أعطاه العمامة وقال : اشدد بها رأسك ن فقال له بعض
اصحابه: غفر الله لك اعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه ، وعمامة كنت
تشد بها رأسك؟ فقال : إني سمعت رسول الله يقول ( إن من أبر البر أن يصل
الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي) وإن أباه كان صديقا لعمر .
هذا كان برهم بأبوهم ... حتي بعد مماته فماذا أنت فاعل ....؟
أخي .. أنت ومالك .. لأبيك
عن جابر بن عبد الله قال : جاء رجل إلي رسول اللهr فقال : يا رسول الله
إن أبي أخذ مالي ، فقال رسول الله : ( فأتني بأبيك ) فنزل جبريل عليه
السلام علي النبيr فقال { إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك إذا جاءك
الشيخ فسأله عن شئ قاله في نفسه ما سمعته أذناه} ... فلما جاء الشيخ إلي
الرسولr قال : ( ما بال ابنك يشكوك ، أتريد أن تأخذ ماله ؟ ) فقال : سله
يا رسول الله هل أنفقه إلا علي إحدى عماته أو خالاته أو علي نفسي ؟ فقال
رسول اللهr ( إيه دعنا من هذا ، أخبرني عن شئ قلته في نفسك ما سمعته أذناك
؟ ) فقال الشيخ : والله يا رسول الله ، مازال الله يزيدنا بك يقينا .. لقد
قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي . قالr : ( قل و أنا اسمع ) قال قلت :
غذوتك مولودا ومنتك يافعا
تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
لسقمك إلا ساهرا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
طرقت به دوني فعيني تهمل
تخاف الردي نفسي عليك و إنها
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية الذي
إليها مدي ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما يفعل الجار المصاقب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن
علي بمال دون مالك تبخل
قال : فحينئذ أخذ النبيr بتلابيب ابنه وقال (أنت ومالك أبيك ) .
أخوتاه .. إن الناس بمشاعرهم يختلفون .. ولكن يعلم الله عندما قرأت هذا
الحديث الذي حمله الطبراني في طيات كتب الحديث أثار نفسي قول الشاعر ..
نعم لقد أحسسته بعد أن قال الشعر يكاد أن يلفظ باسمي ويشير لي بإصبع ويقول
.. نعم إياك أقصد أيها العاق .. نعم يا من بخلت علي أبيك حتى بلفظ حان
وليس بمال تجد بالكدح .. أنت أيها العاق يا من انفلق كبد أبيك فرحا بك يوم
مولد .. وانفلق يوم أن تعبت و أصابك المرض ثم .. انفلق كبده يوم أن عنفته
بل وقد تكون ضربته .. أيها العاق تلك العين التي نضحت الدمع فرحا بك يوما
، هي نفس العين التي انفجرت بالبكاء يوم أن زحته بعيدا عنك قائلا : ابتعد
أيها الخرف ..
أخوتاه ما قلته .. ليس بالذات يعني شخصا أو يعنيني .. ولكن هنا أقول لكم أيها البارون و إن بررتم قولوا معي ..
أبتا هذا تقصيري و جحودي لفضلك علي .. أقول لك .. أرض عني .. عسي الله أن
يرضي .. أغفر لي ,, عسي الله أن يغفر .. وسامحني .. أبي الحبيب سامحني ..
أبي الحبيب سامحني .. أبي الحبيب سامحني.
أماه .. هذا تفريطي .. أسميه برا
أخي الحبيب .. سوف أقول لك شئ عجيب.. ولكن أرجو أن تعذرني لما سوف أقوله فهو محاولة لتطبيق أمر النبي ..
إذا نادتك أمك ... فيجب ترد و أنت تتحرك ناحيتها: نعم يا أماه .. ثم عندما
تصل فأهوي وأجلس علي الأرض قاعدا عند قدميها .. نعم .. و أسمع لماذا ؟ جاء
رجل للنبيr فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو ، وقد جئتك أستشيرك ، فقال :
هل لك أم ؟ قال : نعم ، قال : الزمها ، فإن الجنة عند رجليها .
الله .. الله .. ها هي أخي الجنة أمام عينيك .. مالك أعميت ؟ إنها أمامك
.. نعم أخي تحت تلك القدمين المعروقتين .. الذي أورمهما كثرة الوقوف
بجوارك حين تنام .. وحين تقوم .. وحين تلعب .. وحين تمرض .. وحين تسهر ..
بل وحين_ عذرا أخي _ تقضي حاجتك فلا تملك لنفسك نفعا ولا ضرا إلا أمك تمسح
أذاك .. الآن وقد رأيت الجنة .. فأنت الخاسر بل و أكبر الخاسرين إن .. لم
تأت يوما إلي الجنة .. فتتمسح بهما و تقول .. أماه جعلت فداك هل تحبيني ؟
ساعاتها .. فلتنظر لكم الدعوات والقبلات .. والحنين .. بل والبكاء .. بل
والأقسام و إن حرم بحبك .. يا هذا ألا تعقل .. ألا تستحق تلك الملاك أن
تكون الجنان عند قدميها ..
قضي الله ألا تعبدوا غيره حتما
فيا ويح شخص غير خالقه أمّا
و أوصاكمو بالوالدين فبالغوا في برهما
فالأمر في ذاك والرحما
فكم بذلا من روفة ولطافة وكم
منحا وقت احتياجك من نها
و أمك كم باتت بثقلك تشتكي
تواصل من مشاقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ولادها
مشقا يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجدا عليك جفونها
و أكبادها لهفي بجمر الأس تحمي
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
حنوا و إشفاقا و أكثرت الرما
فضيعتها لما أسنت جهالة
و ضقت بها ذرعا و ذوقتها سما
وبت قرير العين ريانا ناعما
مكبا علي اللذات لا تسمع اللوما
و أمك في جوع شديد وغربة
تلين لها مما بها الصخرة الصما
أهذا جزائها بعد طول عنائها
لأنت لذو جهل و أنت إذا أعمي