أين المفر ؟؟ ولمن المفزع؟؟
إذا ضاقت عليك نفسك.. وضاقت عليك الأرض بما رحبت وأصبح الكون الفسيح كأنه زنزانة ليس فيها الا موضع قدميك.. وأحسست بالانفاس تتحشرج في صدرك وكأن أضلاعك تختلف بين جنبيك..
فأين المفرّ..؟؟ ولمن المفزع..؟؟
إذا خُيّل إليك أن الصمت والكتمان هو راحة نفسك وسكنها مع أنه شكاتها وعناها.. وأحسست بالآهاااات محبوسة في جوفك..وظننت أن الموت هو راحتك وأمنيتك..
فأين المفرّ..؟؟ ولمن المفزع..؟؟
إذا أحسست بالروح وقد أنهكها الفقد والبُعد..
حتى أصبحتْ كالمسافر الذي أرهقه التعب
وقد انقطعت به السبل..
وشق عليه بٌُعد المسافة وطول السفر...
فلمن المفزع..؟؟ وأين المفرّ..؟؟
إذا أحاط الهمّ والغمّ بكل جوانحك وجوانبك ..ورأيت العين قد حارت ودارت.. وقد ضاقت حيلتك.. وتاقت نفسك تبحث عن السبيل للخروج الى السعة والسرور..ولم تقدر..
فلمن المفزع..؟؟ وأين المفرّ..؟؟
إذا وقعت في الرذيلة.. واقترفت الخطيئة..وأثقلتك الذنوب.. ودنستك المعاصي والآثام.. حتى ظننتَ أنك غرقت في لُجّـــة الغفلة والضلال..وبلغت درجة اليأس والقنوط
فأين المفرّ..؟؟ ولمن المفزع..؟؟
أحوال تعتري قلوبنا.. وتتلاطم في أنفسنا كما تتلاطم أمواج البحر,, في كل حين.. ويوم.. وساعة ..تمر بك وتُلم بك..
وتتعاقب عليك كما يتعاقب عليك الليل والنهار
وقد تكون ذاكرا لله شاكرا له..
ولكنها الدنيا كتب الله عليها النكد والكَبَد ,, لتبقى الآخرة دار النعيم المقيم.. همّ وغمّ يُصيب المؤمن ليمحص قلبه ويبتلي مافي صدره..
فاللهم ألهمنا الصبر وارزقنا الشكر ولاتحرمنا الأجر
وأنت أرحم الراحمين..
ولكن لتعلم...إذا ضاقت عليك نفسك وضاقت عليك الأرض بمارحبت.. وانقطعت بك السبل وأُنهكتك الروح وأرهق عينيك الدمع..
وأحاط بك الهمّ والغمّ وتحشرجت الانفاس في صدرك..
وكبلتك الذنوب والخطايا..
فلا مفر إلا الى الله..
ولا مفزع إلا الى الله..
(قل هو الله أحد*الله الصّمد)
فهل تأملت الصّمد؟؟
ومعناه : الذي يصمد اليه الخلائق في حوائجهم...
قف عندها ورددها وتحسس مايكون في قلبك وأنت ترددها.. يا الله..تذلل وخضوع وأنت تستشعر حاجتك وفقرك إليه.. وأنه هو الذي بيده ملكوت كل شيء.. وله ملك السموات والارض.. وهو الذي يدبر الأمر.. ويكشف الضر.. ويجيب المضطر.. ويفرج الهم ..ويذهب الغم..ويقضي في عباده ما يشاء.. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ..
وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون..
محبكم...خالد بن محمد الوهيبي
|