الثلاثاء، 12 يونيو 2012

هل انت شخص عاقل ومدرك ما تفعل .... لذا جاوب ؟ بنعم او لا








هل انت شخص عاقل ومدرك ما تفعل .... لذا جاوب ؟
بنعم او لا












هل انت شخص عاقل ومدرك ما تفعل .... لذا جاوب ؟
بنعم او لا

1 - هل انت فعلا انسان عاقل بالغ مدرك ؟
2 - هل تدرك و انت تشاهد محتوى الموقع ان الله و ملائكته يروك ؟

3 - هل تدرك ان ذلك سيسجل و يعرض على الملئ فى سيئاتك يوم القيامه ؟

4 - هل تضمن أن تظل على قيد الحياه حتى تنتهى من مشاهدة ما تشاهده ؟

5 - هل تعلم انك اذا مت ستبعث على هذه الهيئه ؟

6 - وأن عشت هل تتقبل النتائج المترتبه من ضيق و توتر و عدم توفيق ؟

7 - هل تتقبل غضب الله و سخطه و انعدام الغيره و التحول لعبادة الشهوه ؟

8 - هل تقدر على تحمل عذاب القبر ؟

9 - هل تتحمل عذاب يوم عظيم ؟

وبينك و بين ضميرك

10 - هل ترضي ان ترى اخوك الصغير او اختك
أو زوجتك تشاهد هذه الامور ؟

11-هل تعلم ان هذا الموضوع سوف يكون
اما حجه لك
او عليك ؟
اكيد اجابتك ب نعم او لا
فهيا بنا احبتى فى الله
احبة الرسول صلى الله عليه وسلم
لنعرف من انت
اما انك و الحمد لله شخص مستقيم فلا ترى هذه المواقع ابدا
فهنيئا لك بالمرتبه التى فزت بها الى جوار رسولك الحبيب
واماانك كنت فى غشاوه وغفله وبعد عن الله سبحانه وتعالى
فلابد ان تتخلص منها ولتجعل هذا الموضوع سببا فى توبتك
ولكن تذكر هذه الايات الكريمه العظيمه
====================================

قل يا عبادي الّذين أسرفوا على
أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه
يغفر الذّنوب جميعا إنّه هو الغفور الرّحيم (53)
وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن
يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون (54) واتّبعوا
أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن
يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون (55) أن
تقول نفس يا حسرتا على ما فرّطت في جنب اللّه
وإن كنت لمن السّاخرين (56) أو تقول لو أنّ اللّه
هداني لكنت من المتّقين (57) أو تقول حين ترى
العذاب لو أنّ لي كرّة فأكون من المحسنين (58)
بلى قد جاءتك آياتي فكذّبت بها واستكبرت
وكنت من الكافرين (59) ويوم القيامة ترى الّذين
كذبوا على اللّه وجوههم مسودّة أليس في جهنّم
مثوى للمتكبّرين (60) وينجّي اللّه الّذين اتّقوا
بمفازتهم لا يمسّهم السّوء ولا هم يحزنون (61)
اللّه خالق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيل (62)
========================

الان وبعد ان انتهى الموضوع
اليك ان تختار
اما
جنات قطوفها دانيه
واما
نار و عذاب الجحيم

اسال الله العظيم رب العرش العظيم
ان يصلح لنا ديننا الذى هو عصمة امرنا
ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا
وان يجعلنا سببا فى اصلاحه 
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا
وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات
و لكم جميعآ بالمثل إن شاء الله









 




يوم التناد






يوم التناد




يا تائها في الضلال بلا دليل ولا زاد،




 متى يوقظك منادي الرحيل


فترحل عن الأموال والأولاد؟


 قل لي:


 متى تتيقّظ وماضي


الشباب لا يعاد،


 ويحك كيف تقدم على سفر الآخرة بلا زاد ولا

راحلة.


 ستندم اذ حان الرحيل،


 وأمسيت مريضا تقاد،


 ومنعت

التصرف فيما جمعت،


 وقطعت الحسرات منك الأكباد،


 فجاءتك

السكرات،


 ومنع عنك العوّاد،


 وكفنت في أخصر الثياب،


 وحملت

على الأعواد،


 وأودعت في ضيق لحد وغربة ما لها من نفاذ،


تغدو عليك الحسرات وتروح الى يوم التناد،


 ثم بعده أهوال

كثيرة،


 فيا ليتك لمعاينتها لا تعاد.


فاغتنموا بضائع الطاعات،


 فبضائع المعاصي خاسرة


{ كلا بل تحبّون العاجلة وتذرون الآخرة}











التوقيع:
وتستمر الفتن ...
  



جنت على نفسها براقش



 جنت على نفسها براقش  













يقال أن:

(
براقش): هو اسم كلبة كانت لبيت من العرب في احدى القرى الجبلية في المغرب العربي... وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق، فاذا حضر أناس غرباء إلى القرية فإنها تنبح عليهم وتقوم بمهاجمتهم حتى يفروا من القرية، وكان صاحب (براقش) قد علمها أن تسمع وتطيع أمره، فإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت، وإن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقت لفعل ما تؤمر.

وفي أحد الأيام حضر إلى القرية مجموعة من الأعداء , فبدأت (براقش) بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا بالخروج من القرية والاختباء في إحدى المغارات القريبة، حيث أن تعداد العدو كان أكثر من تعداد أهل القرية، وفعلا خرج أهل القرية واختبأوا في المغارة، بحث الأعداء عنهم كثيرا ولكن دون جدوى ولم يتمكنوا من العثور عليهم فقرر الأعداء الخروج من القرية وفعلا بدأوا بالخروج من القرية، وفرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن منهم.

عندما رأت (براقش) أن الأعداء بدأوا بالخروج بدأت بالنباح، حاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى، عند ذلك عرف الأعداء المكان الذي كان أهل القرية فيه مختبئين، فقتلوهم جميعا بما فيهم ( براقش) ولذلك قالوا هذا المثل : (جنت على نفسها براقش  


أبكى على نفسك






أبكى على نفسك



 


الم يان للذين امنوا إن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا

كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فسقت قلوبهم وكثير منهم
 
فاسقون
)) .
وتذكرت كذلك إن الله واسع المغفرة

 
والذين إذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر
 
الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
  .

أبكى على نفسك
عندما تجد نفسك ضعيف أمام الشهوات ،

أبكى على نفسك 
عندما ترى المنكر ولا تنكره ،، وعندما ترى الخير فتحتقره
 

ابكي على نفسك 
عندما تدمع عينك لمشهد مؤثر في فيلم ،،،بينما لا تتأثر عند سماع القران الكريم 

أبكى على نفسك
عندما تتحول صلاتك من عبادة إلى عادة ،،، ومن ساعة راحة إلى شقاء
 

أبكى على نفسك 
أختاه عندما يتحول حجابك إلى شكل اجتماعي ،،، وتسترك إلى أمر تجبرين عليه 

أبكى على نفسك 
إن رأيت نفسك قبول للذنوب ،،، وحب لمبارزة علام الغيوب
 

أبكى على نفسك
تمتلئ بالهموم وتغرقها الإحزان ،،، وأنت تملك الثلث الأخير من الليل 

أبكى على نفسك 
عندما تهدر وقتك فيما لا ينفع ،،، وأنت تعلم انك محاسب فتغفل
 

أبكى على نفسك 
عندما تدرك انك أخطات الطريق ،،، وقد مضى الكثير من العمر 

أبكى على نفسك 
بكاء

المشفق ،،، التائب ،،، العائد ،،، الراجي رحمة مولاه ،،، وأنت تعلم إن باب

التوبة مفتوح ما لم تصل الروح إلى الحلقوم ،،، فأسرع إلى التوبة واسأل
 
الله إن يتقبل منك التوبة النصوحة فالموت قريب ،،، قد يكون أسرع ولا احد
 
يعرف متى وأين سيدركه الموت فلنتقي الله في أنفسنا
 

هذه كلمات رائعة ومفيدة وما تحتويه من تذكير بما نسيت من معاصيه وذنوبي
 
اسأل الله إن يغفر لنا ويهدينا إلى صلاح القلوب والأبدان



                                  


رسالتي إلى لساني




 رسالتي إلى لساني












يا لسانى يا قطعة منّى
أبعث إليك برسالة فيا ليتك تعيها و تفهمها جيدا فانتبه لكلامى ..

يا لسانى أنت سبب سعادتى و هنائى أو سبب تعاستى و شقائى ..
فماذا ترضى لى ؟ !

أترضى لى الذنوب و الآثام و العذاب أم ترضى لى الحسنات و الثواب .. ؟ !
أترضى لى الخير أم الشر .. ؟ !
أترضى لى الجنة أم النار .. ؟ !

يا لسانى اعلم أنّى محاسب على كلّ كلمة تنطق بها .. فلا تقل إلا خيرا فإنك فى الآخرة ستشهد لى أو علىّ ..

أما علمت قول النبى صلى الله عليه و سلم :
(( و هل يكبّ الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم 
))
[رواه الترمذى و قال : حديث حسن صحيح] .



و أنت تعلم أنّى لا أطيق النار أنا أضعف من ذلك بكثير !

يا لسانى أما علمت قول ربّك سبحانه و تعالى :
(( ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد ))
[ ق : 18 ] .
فلا تتكلم إلا بما فيه مصلحة .
يا لسانى لا تغتب أحدا فإنّ ربّك جلّ و علا نهاك عن الغيبة فقال :
(( و لا يغتب بعضكم بعضا )) [الحجرات :12] .

يا لسانى لا تنمّ فاالنميمة محرّمة و قد قال رسولنا صلى الله عليه و سلم :(( لا يدخل الجنة نمّام )) [متفق عليه] .يا لسانى لا تكن كذّابا فقد قال نبيك صلى الله عليه و سلم :(( و إنّ الكذب يهدى إلى الفجور و إنّ الفجور يهدى إلى النار
و إنّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّابا
 )) [متفق عليه] .
أيسرّك أن أكتب عند الله كذّابةلااااااااااااا


{ فاحذر..فاحذر الكذب و تحرّى الصّدق و اجعله شعارك مهما كلّفك ذلك و مهما كلّفنى .

لا تقل إلا حقا و لا تنطق إلا صدقا .
يا لسانى إياك و شهادة الزّور فقد قال ربّك سبحانه :
(( و اجتنبوا قول الزّور )) 
[الحج : 30] .و أثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال :
(( و الّذين لا يشهدون الزّور )) [الفرقان : 72] .و عن أبى بكر - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ )) قلنا : بلى يا رسول الله قال :
(( الإشراك بالله و عقوق الوالدين )) و كان متكئا فجلس فقال :
(( ألا و قول الزّور و شهادة الزّور )) فما زال يكرّرها حتى قلنا : ليته سكت .
 [متفق عليه] .فاحذر يا لسانى أن تشهد زورا فإنّ ذلك يغضب ربّى عليك و أنت جزء منّى .

يا لسانى إيّاك أن تلعن أو تسب فالمؤمن ليس بلعّان كما أخبر بذلك
النبىّ صلى الله عليه و سلم فى قوله 
:
 (( ليس المؤمن بالطّعّان و لا اللعّان
و لا الفاحش و لا البذئ
 
))
[رواه الترمذى و قال : حديث حسن] .فلا تلعن إنسانا مهما كان عاصيا و لا تلعن حيوانا و لا طيرا و لا غيره .
طهّر نفسك من اللعن ..
و لا تسبّ ميتا فقد نهاك نبيك صلى الله عليه و سلم عن سبّ الأموات فقال :
((لا تسبّوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدّموا ))
 [رواه البخارى] .
يا لسانى لا تدعوا على أحد مهما بلغ من المعاصى و الذنوب بل ادع له
بالهداية .

يا لسانى احفظ نفسك و لا تنطق إلا خيرا فإن لم تجد ما تنطق به
فالصمت أولى و أحسن فى حقك و قد قال نبينا صلى الله عليه و سلم
 :(( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )) [متفق عليه] .أما سمعت لقول الصحابىّ الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه :
{ و الله الذى لا إله إلا هو ليس شئ أحوج إلى طول سجن من لسانى }
 .
و كان يقول : {يا لسان قل خيرا تغنم و اسكت عن شرّ تسلم من قبل أن تندم } .

و صدق و الله فى كلامه صدق فيا لسانى انتبه لقوله و خذ به و اعمل بمضمونه .

يا لسانى إنى أخشى عليك النار و أخاف من غضب الجبّار و أريد لك النعيم و أخشى عليك العذاب الأليم .

يا لسانى اعزم من الآن على الصمت عن كلّ شر و عدم النّطق بما يضر .

اعزم على النّطق بما فيه الخير و المصلحة و الصمت عمّا فيه مفسدة .

إيّاك أن تتأثر بمن حولك .. !
إيّاك أن تتأثر بالمغتابين و النّمّامين .. !
إيّاك أن تتأثر بمن ينشرون الشائعات و لا يراعون الحرمات .. !
إيّاك أن تتأثر بالأفّاكين .. !
أو تنضم لفئة الكذّابين .. !

يا لسانى احفظ نفسك و احفظنى و لا تهمل رسالتى فتهلكنى .

يا لسانى إنّى أريدك أن تصبح قائدا لي يقودنى إلى الخير و يأخذ بيدى ’’
للجنةو يسعى جاهدا فى صلاحى .

يا لسانى أكثر من ذكر الله فهو والله منجاة ..
حافظ على الأذكار بالليل و النهار
فإنّى آمل فيك الخير و إنك لراغب فيه .
فابدأ من الآن و تب و قل :
{أستغفر الله و أتوب إليه ...

ولا, تكن , للخائنين ,, خصيما....








  ولا, تكن ,  للخائنين ,,     خصيما....  

ولا تكن للخائنين خصيما....






للخائنين خصيما....
من اشد احكام الدين ما يتعلق بأمور العدل ومنع المظالم حتى ولو كانت تخص الأعداء من غير المسلمين ... وعدم الشهادة والوقوف الا بالحق ، ولنا وقفة في الآيات 105-116 من سورة النساء

يقول الله العظيم في محكم آياته : (
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا {4/105} وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/106} وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا {4/107} يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا {4/108} هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً {4/109} وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/110} وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {4/111} وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {4/112} وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا {4/113} لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْن النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {4/114} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {4/115}
معناها اللغوي واضح ...ولكن ماهو السر في هذه الأوامر الربانيه الشديده
لعل سبب نزول الآيات يوضح كثيراً مما خفي من أسرار هذه الأوامر الشديده
لكن المفاجأه هي أنها نزلت في تبرئة يهودي من تهمة سرقة وجهتها اليه فئة من الأنصار
حيث دفتهم عصبية القربى إلى تبرئة أحدهم من السرقه بإتهام هذا اليهودي
فشهدو ضدده امام النبي صلى الله عليه وسلم
حتى كاد أن يقضي عليه بحد السرقه ويبرئ الفاعل الأصلي
وفي آيات سابقة من السوره نفسها أمر الله سبحانه وتعالى
المسامين بأداء الأمانه والحكم بالعدل بين الناس

قال تعالى(

إِنَّ الله يأمركم ان تأدو الأمانات إلى أهلهاوَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أنتَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

:: ولا تكن للخائنين خصيما.... ::

ألناس على إختلاف أجناسهم وعقائدهم,وقومياتهم وأوطانهم
كما امرهم ألا يتبعو الهوا بل عليهم أن يشهدو حتى على أنفسهم والوالدين والأقربين
قال تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا )
ثم تجيئ الأيات التي بين أيدينا كدرس حقيقي لتلك التعليمات الربانيه
وإنه لدرس عجيب حقاً ففي وقت كان فيه اليهود يكيدون للإسلام وأهله
تنزل هذه الآيات لتبري المسلمين من الرقي بأخلاقهم
فلا ميزه خاصة للأنصار الذينا ووالنبي (صلى الله عليه وسلم)ونصره
عندما يتعلق الأمر بحقوق العباد وحدود الله
عندما اشتكى من سُرقت درعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) عمد السارق فرمى الدرع في بيت اليهودي، فلما وُجدت في بيت اليهودي جاء أقارب السارق إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يطلبون منه أن يبرئ صاحبهم على رؤوس الأشهاد، فنزلت الآيات وهي تحمل عتاباً للنبي (صلى الله عليه وسلم)
بأنه مأمور بأن يحكم بين الناس بالعدل وألا يكون مخاصماً ومدافعاً عن الخائنين. ومعلوم أن الخطاب للنبي (صلى الله عليه وسلم) هو خطاب لأمته أيضاً.ـ


جاءت الآيات لتوضح أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين ,فإن كانو يستخفون من الناس
:: ولا تكن للخائنين خصيما.... ::
ويتآمرون فيما بينهم ليخفو الحقيقه فالله محيط بأعمالهم لا تخفى عليه خافيه
وإن وجدو من يدافع عنهم في الحياة الدنيا فمن يدافع عنهم يوم القيامه؟؟؟؟
وفي الآيات تهديد ووعيد لمن يكسب خطيئه أو إثما, ثم يرم به بريأً
ومن هنا ضرورة إقامة الحق والعدل دون ميل مع الهوى أو محاباة لأي سبب من قربى أو مودة أو مصلحة أو عكس ذلك.ـ
والآيات التي جاءت بعد الآيات المذكورة تقرر بعض مبادئ العدل. منها فتح باب التوبة والمغفرة لمن أخطأ أو أساء. ومنها أن تبعة أي جريمة تلحق صاحبها وحده ولا تتبع غيره من أهله (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ)، فالخطيئة لا تُتوارث.ـ


لقد كان بالإمكان أن يمر الحدث بهدوء دون أن يطلع عليه إلا من عرفه
لا سيما وأن الرسول(صلى الله عليه وسلم)في تلك الحقيقه كان في حاجة ماسة إلى نصرة الأنصار
وإلى تماسك صفوف المسلمين
إضافة إلى أن اليهود لا يدعون فرصة إلا وطعنو بها الإسلام وأهله
فكيف يعطون تلك الفرصه ليوجهو سهامهم بالمسلمين...؟؟
لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يربي المسلمين فينصرو على الضعف البشري
أن ينهضو بتكاليف إقامة الحق والعدل
وهذا ما أهلًهم لقيادة البشريه فيما بعد ....
حيث وجد أهل البلاد المفتوحه عندهم من الحق والعدل ماجعلهم
يدخلون في دينهم ويتمسكون بهم

اللهم ارحم ضعفنا وتجاوز اللهم برحمتك عنا ولا تحاسبنا بما فعلنا واغفر اللهم زلتنا واقل عثراتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
والحمد لله رب العالمين


والصلاة والسلام على خير هدي المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين


الاثنين، 11 يونيو 2012

أيها الدعاة ..هل من معتبر



أيها الدعاة ..هل من معتبر









أيها الدعاة ..هل من معتبر







في إحدى المدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها وأولادها و بناتها في إحد الأحياء ، وكان المسجد ملاصقاً لبيتها تماماً إلا أنَّ الله ابتلاها بزوج سكير . 
لا يمر يوم أو يومين إلا ويضربها هى وبناتها وأولادها و يخرجهم إلى الشارع ، كان أغلب من في الحي يشفقون عليها و على أبنائها و بناتها إذا مروا بها ، ويدخلون إلى المسجد لأداء الصلاة ثم ينصرفون إلى بيوتهم و لا يساعدونها بشئ و لو بكلمة عزاء ، وكم كانوا يشاهدون تلك المرأة المسكينة و بناتها وأولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظر زوجها المخمور أن يفتح لها الباب ويدخلها بعد أن طردها هي وأولادها و لكن لا حياة لمن تنادي ، فإذا تأكدت من أنه نام جعلت أحد أبنائها يقفز إلى الداخل و يفتح لها ، و تدخل بيتها و تقفل باب الغرفة على زوجها المخمور إلى أن يستيقظ من سكره ، و تبدأ بالصلاة و البكاء بين يد الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية و المغفرة .
لم يستطع أحد من جماعة المسجد بما فيهم إمام المسجد و المؤذن أن يتحدث مع هذا الزوج السكير وينصحه ، ولو من أجل تلك المرأة المعذبة وأبنائها لمعرفتهم أنه رجل سكير ، لا يخاف الله ، باطش ، له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحي ، فظ غليظ القلب ، لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً ، وكما نقول بالعامية ( خريج سجون ) ، فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود إليه .
الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الأخير من الليل و تتضرع إلى الله بأسمائه العلى ، وبأحب أعمالها لديه أن يهدي قلب زوجها إلى الايمان ، وأكثر أيامها كانت تدعو له بينما هي وأبناءها تعاني الأمرين فلا أحد يرحمها من هذا العناء غير الله ، فلا أخوة ؛ ولا أب ؛ و لا أم ؛ يعطف عليها ؛ الكل قد تخلى عنها ، و الكل لا يحس بها و بمعاناتها فقد أصبحت منبوذة من الجيران و الأهل بسبب تصرفات زوجها . 

في إحدى المرات وبينما هى تزور إحدى صديقاتها في حي آخر مجاور لهم تكلمت و فتحت صدرها لصديقتها و شرحت لها معاناتها و ما يفعله بها زوجها و ببناتها وأبناءها إذا غاب تحت مفعول المسكر ، تعاطفت معها قلباً وقالباً و قالت لها : اطمئني ، سوف أكلم زوجي لكي يزوره وينصحه ، وكان زوجها شاباً صالحاً حكيماً ، ويحب الخير للناس ، ويحفظ كتاب الله ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فوافقت بشرط أن لا يقول له بأنها هي التي طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير و يضربها و يطردها من البيت إلى الشارع مرة أخرى لو علم بذلك ، فوافقت على أن يكون هذا الأمر سراً بينهما فقط . 
ذهب زوج صديقتها إلى زوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة و طرق الباب عليه فخرج له يترنح من السكر ، ففتح له الباب فوجده إنسان جميل المنظر ، له لحية سوداء طويلة ، ووجه يشع من النور و الجمال ، ولم يبلغ الخامسة و العشرين من عمره . و الزوج السكير كان في الأربعين من عمره ، على وجهه علامات الغضب و البعد عن الله عز وجل ، فنظر إليه و قال له : من أنت و ماذا تريد ؟ 
فقال له : أنا فلان بن فلان ، وأحبك في الله ، و جئتك زائراً .
ولم يكد يكمل حديثه حتى بصق في وجهه و سبه و شتمه ، و قال له بلهجة عامية شديدة الوقاحة : لعنة الله عليك يا كلب ، هذا وقت يجىء فيه للناس للزيارة ، انقلع عسى الله لا يحفظك أنت وأخوتك اللي تقول عليها . 
كانت تفوح من الزوج السكير رائحة الخمرة حتى يخيل له أن الحي كله تفوح منه هذه الرائحة الكريهة ، فمسح ما لصق بوجهه من بصاق و قال له : جزاك الله خيراً قد أكون أخطأت وجئتك في وقت غير مناسب ، و لكن سوف أعود لزيارتك في وقت آخر إن شاء الله .
فرد عليه الزوج السكير : أنا لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى وإن عدت كسّرت رأسك ، وأغلق الباب في وجه الشاب الصالح ، وعاد إلى بيته و هو يقول الحمد لله الذى جعلني أجد في سبيل الله وفي سبيل ديني هذا البصاق وهذا الشتم وهذه الإهانة ، وكان في داخله إصرار على أن ينقذ هذه المرأة و بناتها من معاناتها . أحسَّ بأن الدنيا كلها سوف تفتح أبوابها له إذا أنقذ تلك الأسرة من الضياع . فأخذ يدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابة و يطلب من الله أن يعينه على إنقاذ تلك الأسرة من معاناتها إلى الأبد ،كان الحزن يعتصر في قلبه و كان شغله الشاغل أن يرى ذلك السكير من المهتدين . 
فحاول زيارته عدة مرات وفي أوقات مختلفة فلم يجد إلا ما وجد سابقاً ، حتى أنه قرر في إحدى المرات أن لا يبرح من أمام بيته إلا ويتكلم معه ، فطرق عليه الباب في يوم من الأيام فخرج إليه سكران يترنح كعادته ، وقال له : ألم أطردك من هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور و قد طردتك ؟!!
فقال له : هذا صحيح ، ولكنى أحبك في الله وأريد الجلوس معك لبضع دقائق و الله عز وجل يقول على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم : من عاد أخاً له في الله ناداه مناد من السماء أن طبت و طاب ممشاك و تبؤت من الجنة منزلاً .
فخجل السكير من نفسه أمام الالحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلقاه منه ، وقال له : و لكن أنا الآن أشرب المسكر ، وأنت يبدو في وجهك الصلاح و التقوى ولا يمكننى أن أسمح لك لكي ترى ما في مجلسي من خمور احتراماً لك.
فقال له : أدخلنى في مكانك الذى تشرب فيه الخمر ودعنا نتحدث وأنت و تشرب خمرك فأنا لم آتي إليك لكي أمنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط .
فقال السكير : إذا كان الأمر كذلك فتفضل بالدخول ، فدخل لأول مرة بيته بعد أن وجد الأمرين في عدم استقباله وطرده ، و أيقن أن الله يريد شئياً بهذا الرجل . 
أدخله إلى غرفته التى يتناول فيها المسكر ، وتكلم معه عن عظمة الله ، وعن ما أعد الله للمؤمنين في الجنة ، وما أعد للكافرين في النار وفي اليوم الآخر ، وفي التوبة ، وأن الله يحب العبد التائب إذا سأله الهداية ، ثم تكلم في أجر الزيارة وما إلى ذلك ، وأن الله يفرح بتوبة العبد التائب ، فإذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي ( مرة واحدة ) ، وإذا سأله العبد المذنب العاصي لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي ( ثلاث مرات ) .
وكان يرى أسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر ، وهو ينصت إليه بجوارحه كلها ، ولم يحدثه عن الخمرة وحرمتها أبداً و هو يعلم أنها أم الكبائر ، وخرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر ، فأذن له بالخروج على أن يسمح له بين الحين و الحين بزيارته فوافق وانصرف . 
بعد ذلك بأيام عاد إليه فوجده في سكره ، و بمجرد أن طرق الباب عليه رحب به وأدخله الى المكان الذى يسكر فيه كالعادة ، فتحدث ذلك الشاب عن الجنة وما عند لله من أجر للتائبين النادمين ، ولاحظ بأن السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس أنه أصبح قريباً منه ، وأنه بدأ يكسر أصنام الكؤوس في قلبه شيئاً فشيئاً ، وأن عدم مواصلته للشرب دليل على أنه بدأ يستوعب ما يقال له ، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له وخرج مسرعاً ، وكان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ . 
فعاد بعد أيام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة أخرى تماماً وان كان في حالة سكر شديدة ، و لكن هذه المرة بعد أن تكلم الشاب عن الجنة وما فيها من نعيم أخذ يبكي السكير كالطفل الصغير ويقول : لن يغفر الله لي ابداً ، لن يغفر الله لي أبداً وأنا أكره المشائخ ، وأهل الدين ، والاستقامة ، وأكره الناس جميعاً ، وأكره نفسي ، وإننى حيوان سكير لن يقبلني الله ، ولن يقبل توبتي حتى وإن تبت ، فلو كان الله يحبني ما جعلني أتعاطى المسكرات ، ولا جعلني بهذه الحالة ، وهذا الفسق والفجور الذي أعيش فيه من سنوات مضت .
فقال له الشاب الصالح و هو يحتضنه : إن الله يقبل توبتك ، وإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإن باب التوبة مفتوح و لن يحول بينك و بين الله أحد وإن السعادة كلها في هذا الدين ، وإن القادم سوف يكون أجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص ، و ما عليك إلا أن تسأل الله مخلصاً في طلب الهداية والله عز وجل يقبلك ، وأن قيمته عند الله عظيمة ، وأشار إليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من أصدقائه المشائخ إلى مكة المكرمة ، و عرض عليه أن يرافقهم فقال له السكير و هو منكسر القلب : ولكن أنا سكران ، وأصدقائك المشائخ لن يقبلوا بمرافقتي .
فقال له : لا عليك هم يحبونك مثلي ، ولا مانع لديهم أن ترافقهم بحالتك الراهنة ، فكل ما في الأمر هو أن نذهب إلى مكة المكرمة للعمرة ، فإذا انتهينا عدنا إلى مدينتنا مرة اخرى ، وخلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا .
فقال السكير : و هل تسمحون لي أن آخذ زجاجتي معي ، فأنا لا أستغني عنها لحظة واحدة .
فقال له : الشاب الصالح بكل سرور خذها معك إن كان لا بد من أخذها . 
كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جداً جداً رغم خطورة أن يحمل زجاجة الخمر في سيارته ، وأن يحمل معه شخصاً سكيراً و سكران في نفس الوقت ، فالطريق إلى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة ، ولكنه قرر المجازفة من أجل إنقاذ هذه المرأة و أبناءها ، فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر .
فقال له : قم الآن ، واغتسل ، وتؤضأ ، و البس إحرامك .. فخرج إلى سيارته وأعطاه ملابس الإحرام الخاصة به على أن يشترى هو غيرها فيما بعد ، فأخذها ودخل إلى داخل البيت ، وهو يترنح ، وقال لزوجته : أنا سوف أذهب إلى مكة للعمرة مع المشائخ ، فتهللت أسارير زوجته فرحاً بهذا الخبر ، و أعدت حقيبته ، ودخل إلى الحمام يغتسل ، وخرج ملتفاً بإحرامه وهو مازال في حالة سكره ، وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم ، ولم يصدق أن تأتي هذه الفرصة العظيمة لكي ينفرد به عدة أيام ويبعده عن السكر ، وأصدقاء السوء ، فلو أفاق فربما لن يذهب معهم أو يدخل الشيطان له من عدة أبواب فيمنعه من مرافقته ، فعندما خرج إليه أخذه ووضعه في سيارته ، وذهب مسرعاً به بعد أن اتصل على أصدقائه من الأخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكي يمر عليهم في منازلهم و يصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية . 
انطلقت السيارة باتجاه مكة المكرمة ، وكان الشاب الصالح على مقودها و بجواره السكير ، وفي المقعدة الخلفية اثنان من أصدقائه الذين مرَّ عليهم وأخذهم معه ، فقرأوا طوال الطريق قصار السور وبعض الأحاديث النبوية من صحيح البخاري وكلها في التوبة ، وفي الترغيب والترهيب بما عند الله من خير جزيل و في فضائل الأعمال .

كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و ( يلخبط ) بها ويكسر فيها كيفما شاء ، وعندما يأتي الدور عليه يقرأونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ما أخطأ فيها بدون أن يقولون له أنت أخطأت ، وأنه لا يعقل أن يخطىء أحد في الفاتحة ، و هكذا حتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات ، و قرأوا الأحاديث المختلفة في فضائل الأعمال ، وهو يسمع ولا يبدي حراك ، وقبل الوصول إلى مكة قرروا الثلاثة الأصدقاء أن لا يدخلوا مكة إلا وقد أفاق تماماً صاحبهم من السكر ، فقرروا المبيت في إحدى الاستراحات على الطريق بحجة أنهم تعبوا ويريدون النوم إلى الصباح ، ومن ثم يواصلون مسيرهم ، وكان يلح عليهم بأنه بإمكانه قيادة السيارة على أن يناموا هم أثناء قيادته السيارة ، فهو لن يأتيه النوم أبدا فقالوا له : جزاك الله خير وبارك الله فيك ، نحن نريد أن نستمتع برحلتنا هذه بصحبتك ، وأن نقضي أكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض. فوافق على مضض ، ودخلوا إحدى الاستراحات المنتشرة على الطريق ، و أعدوا فراش صاحبهم السكير وجعلوه بينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه ، فقاموا يتذاكرون آداب النوم ، وكيف ينامون على السنة كما كان المصطفى عليه الصلاة و السلام ينام ، وكان ينظر إليهم ، ويقلدهم ، وما هي إلا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق . 
استيقظوا الثلاثة قبل الفجر وأخذوا يصلون في جوف الليل الأخير و يدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه من مفعول الكحول ، وكانوا يسجدون ويبكون بين يدي الله أن يهديه و يرده لدينه رداً جميلاً ، وبينما هو نائم إذ استيقظ ورآهم يصلون قبل الفجر ، ويبكون ، ويشهقون بين يدي الله سبحانه و تعالى ، فدخل في نفسه شئياً من الخوف ، وبدأ يستفيق من سكره قليلاً قليلاً ً، وكان يراقب ما يفعله أولئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كان يخفى به جسده الواهي وهمومه الثقيلة ، وخجله الشديد منهم ومن الله عز وجل . فأخذ يسأل نفسه كيف أذهب مع أناس صالحين يقومون الليل ويبكون من خشية الله وينامون ويأكلون على سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم و أنا بحالة سكر ، و تتشابكت الأسئلة في رأسه حتى بدا غير قادر على النوم مرة أخرى ، بعد فترة من الزمن أذن المؤذن للفجر فعادوا إلى فرشهم وكأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم، وما هى إلا برهة حتى أيقظوه لصلاة الفجر ، ولم يعلموا بأنه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء ، فقام وتؤضأ ودخل المسجد معهم وصلى الفجر ، وقد كان متزناً أكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكر تنجلي تماماً من رأسه ، فصلى الفجر معهم و عاد إلى الاستراحة بصحبة أصدقائه الذين أحبهم لصفاتهم الجميلة ، وتمسكهم بالدين ، وإكرامهم له ، والتعامل معه بإنسانية راقية لم يرها من قبل . 
بعدها أحضروا طعام الإفطار ، وكانوا يقومون بخدمته وكأنه أمير وهم خدم لديه و يكرمونه ويسلمون على رأسه و يلاطفونه بكلمات جميلة بين الحين و الحين ، فشعر بالسعادة بينهم ، وأخذ يقارن بينهم و بين جيرانه الذين يقول بأنه يكرههم ، انفرجت أسارير الرجل بعد أن وضع الفطور ، فتذاكروا مع بعضهم البعض آداب تناول الطعام والطعام موجود بين أيديهم هو يسمع ما يُقال ، فأكلوا طعامهم وجلسوا حتى ساعة الإشراق ، فقاموا وصلوا صلاة الاشراق و عادوا إلى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحاً لكي يتأكدوا من أن صاحبهم أفاق تماماً من سكره ، ورجع طبيعياً لوضعه الطبيعى ، فانفرد بصاحبه قليلاً و قال له : كيف أخذتني وأنا سكران مع هؤلاء المشائخ الفضلاء سامحك الله .سامحك الله ، ثم إنى وجدت زجاجتي في السيارة ، فمن أحضرها ، فقال له الشاب الصالح : أنا أحضرتها بعد أن رأيتك مصرّ على أخذها وأنك لن تذهب معنا إلا بها فقال له : و هل شاهدها أصحابك ، فقال له : لا لم يشاهدوها فهي داخل كيس أسود لا يظهر منها شئياً ، فقال الحمد لله أنهم لم يشاهدوها . 

تحركوا بعد ذلك إلى مكة وصاحبهم معهم ونفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد أن تحركوا فقرأوا قصار السور وبعض الأحاديث في الترغيب والترهيب أثناء رحلتهم ، ولكن لاحظوا هذه المرة أنه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكل أفضل من السابق ، وخلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلوا إلى مكة المكرمة ودخلو إلى البيت الحرام ، وكانو يكرمون صاحبهم السكير كرماً مبالغاً فيه في بعض الأحيان أملاً في هدايته ، فطافوا وسعوا وشربوا من زمزم ، فاستأذنهم أن يذهب إلى الملتزم فأذنوا له ، وذهب ..أمسك بالملتزم و أخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذي كان يرافقه و يقف بجواره أن أركان الكعبة تهتز من بكاء السكير ونحيبه ، وأن دموعه أغرقت الساحة المحيطة بالكعبة ، فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله ، ويسمع دعائه فيؤمن خلفه ..كان يئن وصاحبه يئن مثله ، كان منظراً مروعاً أن ترى منظر بهذا الشكل ، كان يدعو الله أن يقبل توبته ، ويعاهد الله أن لا يعود إلى الخمرة مرة أخرى وأن يعينه على ذلك ، فلم يكن يعرف من الدعاء غير : يارب ارحمنى ..يا رب أسرفت كثيراً فارحمنى أنت رب السموات والأرض ..إن طردتني من باب رحمتك فلمن ألتجأ ..إن لم تتب عليّ فمن سواك يرحمني ..يارب إن أبواب مغفرتك مفتوحة ، وأنا ادعوك يارب فلا تردني خائباً . 
كان دعاؤه مؤثراً جداً لدرجة أنه أبكى المجاورين له ،كان بكاؤه مريراً جداً تشعر بأن روحه تصعد إلى السماء حين يدعو ربه ،كان يبكي ويستغيث حتى ظنّ صاحبه أن قلبه كاد أن ينفطر ، استمر على هذا المنوال أكثر من ساعة وهو يبكي ، وينتحب ويدعو الله وصاحبه من خلفه يبكى معه ، منظر مؤثر فعلاً حين يجهش بالبكاء .. رجلاً تجاوز الاربعين ، ومتعلق بأستار الكعبة ، وأكثر ما جعله يبكي هو أنه كان يقول : يا رب إن زوجتي أضربها وأطردها إذا غبت في سكري فتب علي يا رب مما فعلت بها ، يا رب إن رحمتك وسعت كل شئ وأسالك يا رب أن تسعني رحمتك ، يا رب إني أقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين ، يا رب إن لم ترحمنى فمن سواك يرحمني ، يا رب إني تائب فاقبلني فقل لي يا رب لبيك لبيك لبيك عبدي ، يا رب إني أسالك لا تشح بوجهك عني ، يا رب انظر إليّ فإنني ملأت الارض بالدموع على ما كان مني ، يا رب إني بين يديك ، و ضيف عليك في بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني به البشر ، فالبشر يا ربي إن سألتهم منعوني وإن رجوتهم احتقروني ، يا رب اشرح صدري ، وأنر بصيرتي ، واجعل اللهم نورك يغشاني ، وكرّه إلي حبّ الخمور ما أحييتني ، يا رب لا تغضب مني ولا تغضب عليّ فكم أغضبتك بذنوبي التى لا تحصى وكنت أعصيك وأنت تنظر إلي ..
كان صديقه في هذه الأثناء يطلب منه الدعاء له ، فكان يزداد بكاءه ويقول يا رب أمن مثلي يطلب الدعاء ؟!! يا رب إني عصيتك خمس وعشرين عاماً فلا تتركني ولا تدعني أتخبط في الذنوب ، يا رب إنى فاسق فاجر أقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين ، يا رب إني أسالك الهداية وما قرّب إليها من قول أو عمل وأنا خاشع ذليل منكسر بين يديك ، يا رب إن ذنوبي ملأت الأرض والسموات فتب عليّ يا أرحم الراحمين و اغفر جميع ذنوبي يا رب السموات و الأرض ، فيشهق ويبكي وأحيانا يغلبه البكاء فلا تسمع إلا صوت حزين متقطع من النحيب والبكاء .
أذّن المؤذن لصلاة العصر فجلسوا للصلاة والسكير التائب ما زال متعلقا بأستار الكعبة يبكي حتى أشفق عليه صديقه وأخذه إلى صفوف المصلين كي يصلي ويستريح من البكاء ..أخذه معه وهو يحتضنه كأنه أمه أو كأنه أباه فصلى ركعتين قبل صلاة العصر كانت كلها بكاء بصوت منخفض يقطع القلب و يدخل القشعريرة في أجساد من حوله ..إن دعاء زوجته في الليل قد تقبله الله و إن دعاء الشاب الصالح قد نفع وأثمر ، و إن دعاء أصدقائه في الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم ، إن الدعاء صنع إنساناً آخر بين ليلة و ضحاها ، فبدأ يرتعد صاحبهم خوفاً من الله حين أحس بحلاوة الإيمان ، إن الدعاء في ظهر الغيب حقق النتيجة التي تدله على الهداية ، لقد أشفق عليه أصحابه في هذه الرحلة من بكاءه، انقضت الصلاة وخرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم ، و لا زالت الدموع تملأ وجهه ، كان أحدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر ، و كان متواضعاً لدرجة كبيرة جداً لا تراه إلا مبتسماً ، فعندما رأى إقبال صاحبهم التائب إلى الله زاد في إكرامه و بالغ وأصر إلا أن يحمل حذاء ذلك التائب وأن يضعه تحت قدميه عند باب الحرم ، هذا التصرف من حافظ القرآن فجر في صدره أشياء لا يعلمها إلا الله بل يعجز الخيال عن وصفها حين توصف. وفعلاً حمل حذائهُ مع حذائه و خرج به إلى خارج الحرم ، ووضعهما في قدميه وهو فرح بما يقوم به ، استأجروا فندق مطل على الحرم ، وجلسوا به خمسة أيام وكان صاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات ويمسك بالملتزم و يبكي ويبكي كل من حوله ، وفي الليل كان يقوم الليل و يبكي فتبكي معه الأسرة و الجدران ، ولا تكاد تراه نائماً أبداً ففي النهار يبكى في الحرم ، وفي الليل قائماً يصلي ويدعو الله بصوت يملؤه البكاء ، وبعد أن مضت رحلتهم عادوا إلى مدينتهم ، وهم في طريق العودة طلب من صديقه أن يوقف السيارة قليلاً فأوقفها بناء على طلبه فأخرج التائب زجاجة الخمر من ذلك الكيس الأسود أمام صديقه ومرافقيه وسكب ما فيها وقال لهم : اشهدوا عليّ يوم الموقف العظيم أني لن أعود إليها ثانية ، وأخذ يسكب ما فيها وهو يبكي على ذنوبه التى ارتكبها و يعدد ما فعله بأسبابها ، وكانت عيون مرافقيه تغرغر بالدموع و تحشر كلمات تنطق من أعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانت الدموع أبلغ من لغة الكلام فبكوا . وتحركوا بعد ذلك وهم يبكون مثله ، و بدأ الصمت يختلط بالنحيب ، وبدأ البكاء يختلط بالبكاء ، و قبل أن يصلوا إلى مدينتهم قالوا له : الآن تدخل إلى بيتك متهلل الوجه عطوفاً رحيماً بأهلك ، وأعطوه نصائح عديدة في كيفية التعامل مع الأبناء والزوجة بعد أن منَّ الله عليه بالهداية ، وأن يلزم جماعة المسجد المجاور له ، وأن يتعلم أمور دينه من العلماء الربانين ، فالله عز وجل يقبل توبه التائب ويفرح بها ، و لكن الاستمرار على الهداية و التوبة من موجبات الرحمة و الهداية ، فكان يقول : والله لن أعصى الله أبداً ، فيقولون له: إن شاء الله والدموع تملأ أعينهم . 

وصل إلى بيته ودخل على زوجته وأبنائه وبناته وكان في حال غير الحال التى ذهب بها ..لم تحاول الزوجة أن تخفي فرحتها بما شاهدته ، فأخذت تبكي و تضمه إلى صدرها ، وأخذ يبكي هو الآخر ويقبّل رأسها ويقبّل أبنائه و بناته واحداً تلو الآخر وهو يبكي ، وما هى إلا فترة وجيزة حتى استقام على الصلاة في المسجد المجاور له ، وبدأت علامات الصلاح تظهر عليه ، فأصبح ذو لحية ناصفها البياض ، وبدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة والسرور ، وبدا كأنه مولود من جديد . 
استمر على هذا الحال فترة طويلة ، فطلب من إمام المسجد أن يساعد المؤذن في الأذان للصلاة يومياً فوافق وأصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعد أن انتقل المؤذن الرئيسي إلى الرفيق الاعلى ، وبدأ يحضر حلقات العلم و الدروس و المحاضرات بالمسجد ، ثم قرر أن يحفظ القرآن فبدأ بالحفظ فحفظه كاملاً عن ظهر قلب وخلال هذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره باستمرار ويعرفه على أهل الخير والصلاح حتى أصبح من الدعاة الى الله و اهتدى على يديه العديد من أصدقائه الذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى ، وأصبح إمام للمسجد المجاور له و لا يزال بحفظ الله ورعايته الى يومنا هذا من الدعاة و إماماً لمسجد الحي . 
ملاحظة : هذه القصة حقيقة و ليست من نسج الخيال و بالإمكان نشر الأسماء ولكن أصحابها لا يرغبون في ذلك .