الثلاثاء، 12 يونيو 2012

ولا, تكن , للخائنين ,, خصيما....








  ولا, تكن ,  للخائنين ,,     خصيما....  

ولا تكن للخائنين خصيما....






للخائنين خصيما....
من اشد احكام الدين ما يتعلق بأمور العدل ومنع المظالم حتى ولو كانت تخص الأعداء من غير المسلمين ... وعدم الشهادة والوقوف الا بالحق ، ولنا وقفة في الآيات 105-116 من سورة النساء

يقول الله العظيم في محكم آياته : (
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا {4/105} وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/106} وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا {4/107} يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا {4/108} هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً {4/109} وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/110} وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {4/111} وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {4/112} وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا {4/113} لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْن النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {4/114} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {4/115}
معناها اللغوي واضح ...ولكن ماهو السر في هذه الأوامر الربانيه الشديده
لعل سبب نزول الآيات يوضح كثيراً مما خفي من أسرار هذه الأوامر الشديده
لكن المفاجأه هي أنها نزلت في تبرئة يهودي من تهمة سرقة وجهتها اليه فئة من الأنصار
حيث دفتهم عصبية القربى إلى تبرئة أحدهم من السرقه بإتهام هذا اليهودي
فشهدو ضدده امام النبي صلى الله عليه وسلم
حتى كاد أن يقضي عليه بحد السرقه ويبرئ الفاعل الأصلي
وفي آيات سابقة من السوره نفسها أمر الله سبحانه وتعالى
المسامين بأداء الأمانه والحكم بالعدل بين الناس

قال تعالى(

إِنَّ الله يأمركم ان تأدو الأمانات إلى أهلهاوَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أنتَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

:: ولا تكن للخائنين خصيما.... ::

ألناس على إختلاف أجناسهم وعقائدهم,وقومياتهم وأوطانهم
كما امرهم ألا يتبعو الهوا بل عليهم أن يشهدو حتى على أنفسهم والوالدين والأقربين
قال تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا )
ثم تجيئ الأيات التي بين أيدينا كدرس حقيقي لتلك التعليمات الربانيه
وإنه لدرس عجيب حقاً ففي وقت كان فيه اليهود يكيدون للإسلام وأهله
تنزل هذه الآيات لتبري المسلمين من الرقي بأخلاقهم
فلا ميزه خاصة للأنصار الذينا ووالنبي (صلى الله عليه وسلم)ونصره
عندما يتعلق الأمر بحقوق العباد وحدود الله
عندما اشتكى من سُرقت درعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) عمد السارق فرمى الدرع في بيت اليهودي، فلما وُجدت في بيت اليهودي جاء أقارب السارق إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يطلبون منه أن يبرئ صاحبهم على رؤوس الأشهاد، فنزلت الآيات وهي تحمل عتاباً للنبي (صلى الله عليه وسلم)
بأنه مأمور بأن يحكم بين الناس بالعدل وألا يكون مخاصماً ومدافعاً عن الخائنين. ومعلوم أن الخطاب للنبي (صلى الله عليه وسلم) هو خطاب لأمته أيضاً.ـ


جاءت الآيات لتوضح أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين ,فإن كانو يستخفون من الناس
:: ولا تكن للخائنين خصيما.... ::
ويتآمرون فيما بينهم ليخفو الحقيقه فالله محيط بأعمالهم لا تخفى عليه خافيه
وإن وجدو من يدافع عنهم في الحياة الدنيا فمن يدافع عنهم يوم القيامه؟؟؟؟
وفي الآيات تهديد ووعيد لمن يكسب خطيئه أو إثما, ثم يرم به بريأً
ومن هنا ضرورة إقامة الحق والعدل دون ميل مع الهوى أو محاباة لأي سبب من قربى أو مودة أو مصلحة أو عكس ذلك.ـ
والآيات التي جاءت بعد الآيات المذكورة تقرر بعض مبادئ العدل. منها فتح باب التوبة والمغفرة لمن أخطأ أو أساء. ومنها أن تبعة أي جريمة تلحق صاحبها وحده ولا تتبع غيره من أهله (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ)، فالخطيئة لا تُتوارث.ـ


لقد كان بالإمكان أن يمر الحدث بهدوء دون أن يطلع عليه إلا من عرفه
لا سيما وأن الرسول(صلى الله عليه وسلم)في تلك الحقيقه كان في حاجة ماسة إلى نصرة الأنصار
وإلى تماسك صفوف المسلمين
إضافة إلى أن اليهود لا يدعون فرصة إلا وطعنو بها الإسلام وأهله
فكيف يعطون تلك الفرصه ليوجهو سهامهم بالمسلمين...؟؟
لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يربي المسلمين فينصرو على الضعف البشري
أن ينهضو بتكاليف إقامة الحق والعدل
وهذا ما أهلًهم لقيادة البشريه فيما بعد ....
حيث وجد أهل البلاد المفتوحه عندهم من الحق والعدل ماجعلهم
يدخلون في دينهم ويتمسكون بهم

اللهم ارحم ضعفنا وتجاوز اللهم برحمتك عنا ولا تحاسبنا بما فعلنا واغفر اللهم زلتنا واقل عثراتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
والحمد لله رب العالمين


والصلاة والسلام على خير هدي المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين


الاثنين، 11 يونيو 2012

أيها الدعاة ..هل من معتبر



أيها الدعاة ..هل من معتبر









أيها الدعاة ..هل من معتبر







في إحدى المدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها وأولادها و بناتها في إحد الأحياء ، وكان المسجد ملاصقاً لبيتها تماماً إلا أنَّ الله ابتلاها بزوج سكير . 
لا يمر يوم أو يومين إلا ويضربها هى وبناتها وأولادها و يخرجهم إلى الشارع ، كان أغلب من في الحي يشفقون عليها و على أبنائها و بناتها إذا مروا بها ، ويدخلون إلى المسجد لأداء الصلاة ثم ينصرفون إلى بيوتهم و لا يساعدونها بشئ و لو بكلمة عزاء ، وكم كانوا يشاهدون تلك المرأة المسكينة و بناتها وأولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظر زوجها المخمور أن يفتح لها الباب ويدخلها بعد أن طردها هي وأولادها و لكن لا حياة لمن تنادي ، فإذا تأكدت من أنه نام جعلت أحد أبنائها يقفز إلى الداخل و يفتح لها ، و تدخل بيتها و تقفل باب الغرفة على زوجها المخمور إلى أن يستيقظ من سكره ، و تبدأ بالصلاة و البكاء بين يد الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية و المغفرة .
لم يستطع أحد من جماعة المسجد بما فيهم إمام المسجد و المؤذن أن يتحدث مع هذا الزوج السكير وينصحه ، ولو من أجل تلك المرأة المعذبة وأبنائها لمعرفتهم أنه رجل سكير ، لا يخاف الله ، باطش ، له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحي ، فظ غليظ القلب ، لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً ، وكما نقول بالعامية ( خريج سجون ) ، فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود إليه .
الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الأخير من الليل و تتضرع إلى الله بأسمائه العلى ، وبأحب أعمالها لديه أن يهدي قلب زوجها إلى الايمان ، وأكثر أيامها كانت تدعو له بينما هي وأبناءها تعاني الأمرين فلا أحد يرحمها من هذا العناء غير الله ، فلا أخوة ؛ ولا أب ؛ و لا أم ؛ يعطف عليها ؛ الكل قد تخلى عنها ، و الكل لا يحس بها و بمعاناتها فقد أصبحت منبوذة من الجيران و الأهل بسبب تصرفات زوجها . 

في إحدى المرات وبينما هى تزور إحدى صديقاتها في حي آخر مجاور لهم تكلمت و فتحت صدرها لصديقتها و شرحت لها معاناتها و ما يفعله بها زوجها و ببناتها وأبناءها إذا غاب تحت مفعول المسكر ، تعاطفت معها قلباً وقالباً و قالت لها : اطمئني ، سوف أكلم زوجي لكي يزوره وينصحه ، وكان زوجها شاباً صالحاً حكيماً ، ويحب الخير للناس ، ويحفظ كتاب الله ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فوافقت بشرط أن لا يقول له بأنها هي التي طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير و يضربها و يطردها من البيت إلى الشارع مرة أخرى لو علم بذلك ، فوافقت على أن يكون هذا الأمر سراً بينهما فقط . 
ذهب زوج صديقتها إلى زوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة و طرق الباب عليه فخرج له يترنح من السكر ، ففتح له الباب فوجده إنسان جميل المنظر ، له لحية سوداء طويلة ، ووجه يشع من النور و الجمال ، ولم يبلغ الخامسة و العشرين من عمره . و الزوج السكير كان في الأربعين من عمره ، على وجهه علامات الغضب و البعد عن الله عز وجل ، فنظر إليه و قال له : من أنت و ماذا تريد ؟ 
فقال له : أنا فلان بن فلان ، وأحبك في الله ، و جئتك زائراً .
ولم يكد يكمل حديثه حتى بصق في وجهه و سبه و شتمه ، و قال له بلهجة عامية شديدة الوقاحة : لعنة الله عليك يا كلب ، هذا وقت يجىء فيه للناس للزيارة ، انقلع عسى الله لا يحفظك أنت وأخوتك اللي تقول عليها . 
كانت تفوح من الزوج السكير رائحة الخمرة حتى يخيل له أن الحي كله تفوح منه هذه الرائحة الكريهة ، فمسح ما لصق بوجهه من بصاق و قال له : جزاك الله خيراً قد أكون أخطأت وجئتك في وقت غير مناسب ، و لكن سوف أعود لزيارتك في وقت آخر إن شاء الله .
فرد عليه الزوج السكير : أنا لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى وإن عدت كسّرت رأسك ، وأغلق الباب في وجه الشاب الصالح ، وعاد إلى بيته و هو يقول الحمد لله الذى جعلني أجد في سبيل الله وفي سبيل ديني هذا البصاق وهذا الشتم وهذه الإهانة ، وكان في داخله إصرار على أن ينقذ هذه المرأة و بناتها من معاناتها . أحسَّ بأن الدنيا كلها سوف تفتح أبوابها له إذا أنقذ تلك الأسرة من الضياع . فأخذ يدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابة و يطلب من الله أن يعينه على إنقاذ تلك الأسرة من معاناتها إلى الأبد ،كان الحزن يعتصر في قلبه و كان شغله الشاغل أن يرى ذلك السكير من المهتدين . 
فحاول زيارته عدة مرات وفي أوقات مختلفة فلم يجد إلا ما وجد سابقاً ، حتى أنه قرر في إحدى المرات أن لا يبرح من أمام بيته إلا ويتكلم معه ، فطرق عليه الباب في يوم من الأيام فخرج إليه سكران يترنح كعادته ، وقال له : ألم أطردك من هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور و قد طردتك ؟!!
فقال له : هذا صحيح ، ولكنى أحبك في الله وأريد الجلوس معك لبضع دقائق و الله عز وجل يقول على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم : من عاد أخاً له في الله ناداه مناد من السماء أن طبت و طاب ممشاك و تبؤت من الجنة منزلاً .
فخجل السكير من نفسه أمام الالحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلقاه منه ، وقال له : و لكن أنا الآن أشرب المسكر ، وأنت يبدو في وجهك الصلاح و التقوى ولا يمكننى أن أسمح لك لكي ترى ما في مجلسي من خمور احتراماً لك.
فقال له : أدخلنى في مكانك الذى تشرب فيه الخمر ودعنا نتحدث وأنت و تشرب خمرك فأنا لم آتي إليك لكي أمنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط .
فقال السكير : إذا كان الأمر كذلك فتفضل بالدخول ، فدخل لأول مرة بيته بعد أن وجد الأمرين في عدم استقباله وطرده ، و أيقن أن الله يريد شئياً بهذا الرجل . 
أدخله إلى غرفته التى يتناول فيها المسكر ، وتكلم معه عن عظمة الله ، وعن ما أعد الله للمؤمنين في الجنة ، وما أعد للكافرين في النار وفي اليوم الآخر ، وفي التوبة ، وأن الله يحب العبد التائب إذا سأله الهداية ، ثم تكلم في أجر الزيارة وما إلى ذلك ، وأن الله يفرح بتوبة العبد التائب ، فإذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي ( مرة واحدة ) ، وإذا سأله العبد المذنب العاصي لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي ( ثلاث مرات ) .
وكان يرى أسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر ، وهو ينصت إليه بجوارحه كلها ، ولم يحدثه عن الخمرة وحرمتها أبداً و هو يعلم أنها أم الكبائر ، وخرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر ، فأذن له بالخروج على أن يسمح له بين الحين و الحين بزيارته فوافق وانصرف . 
بعد ذلك بأيام عاد إليه فوجده في سكره ، و بمجرد أن طرق الباب عليه رحب به وأدخله الى المكان الذى يسكر فيه كالعادة ، فتحدث ذلك الشاب عن الجنة وما عند لله من أجر للتائبين النادمين ، ولاحظ بأن السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس أنه أصبح قريباً منه ، وأنه بدأ يكسر أصنام الكؤوس في قلبه شيئاً فشيئاً ، وأن عدم مواصلته للشرب دليل على أنه بدأ يستوعب ما يقال له ، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له وخرج مسرعاً ، وكان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ . 
فعاد بعد أيام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة أخرى تماماً وان كان في حالة سكر شديدة ، و لكن هذه المرة بعد أن تكلم الشاب عن الجنة وما فيها من نعيم أخذ يبكي السكير كالطفل الصغير ويقول : لن يغفر الله لي ابداً ، لن يغفر الله لي أبداً وأنا أكره المشائخ ، وأهل الدين ، والاستقامة ، وأكره الناس جميعاً ، وأكره نفسي ، وإننى حيوان سكير لن يقبلني الله ، ولن يقبل توبتي حتى وإن تبت ، فلو كان الله يحبني ما جعلني أتعاطى المسكرات ، ولا جعلني بهذه الحالة ، وهذا الفسق والفجور الذي أعيش فيه من سنوات مضت .
فقال له الشاب الصالح و هو يحتضنه : إن الله يقبل توبتك ، وإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإن باب التوبة مفتوح و لن يحول بينك و بين الله أحد وإن السعادة كلها في هذا الدين ، وإن القادم سوف يكون أجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص ، و ما عليك إلا أن تسأل الله مخلصاً في طلب الهداية والله عز وجل يقبلك ، وأن قيمته عند الله عظيمة ، وأشار إليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من أصدقائه المشائخ إلى مكة المكرمة ، و عرض عليه أن يرافقهم فقال له السكير و هو منكسر القلب : ولكن أنا سكران ، وأصدقائك المشائخ لن يقبلوا بمرافقتي .
فقال له : لا عليك هم يحبونك مثلي ، ولا مانع لديهم أن ترافقهم بحالتك الراهنة ، فكل ما في الأمر هو أن نذهب إلى مكة المكرمة للعمرة ، فإذا انتهينا عدنا إلى مدينتنا مرة اخرى ، وخلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا .
فقال السكير : و هل تسمحون لي أن آخذ زجاجتي معي ، فأنا لا أستغني عنها لحظة واحدة .
فقال له : الشاب الصالح بكل سرور خذها معك إن كان لا بد من أخذها . 
كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جداً جداً رغم خطورة أن يحمل زجاجة الخمر في سيارته ، وأن يحمل معه شخصاً سكيراً و سكران في نفس الوقت ، فالطريق إلى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة ، ولكنه قرر المجازفة من أجل إنقاذ هذه المرأة و أبناءها ، فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر .
فقال له : قم الآن ، واغتسل ، وتؤضأ ، و البس إحرامك .. فخرج إلى سيارته وأعطاه ملابس الإحرام الخاصة به على أن يشترى هو غيرها فيما بعد ، فأخذها ودخل إلى داخل البيت ، وهو يترنح ، وقال لزوجته : أنا سوف أذهب إلى مكة للعمرة مع المشائخ ، فتهللت أسارير زوجته فرحاً بهذا الخبر ، و أعدت حقيبته ، ودخل إلى الحمام يغتسل ، وخرج ملتفاً بإحرامه وهو مازال في حالة سكره ، وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم ، ولم يصدق أن تأتي هذه الفرصة العظيمة لكي ينفرد به عدة أيام ويبعده عن السكر ، وأصدقاء السوء ، فلو أفاق فربما لن يذهب معهم أو يدخل الشيطان له من عدة أبواب فيمنعه من مرافقته ، فعندما خرج إليه أخذه ووضعه في سيارته ، وذهب مسرعاً به بعد أن اتصل على أصدقائه من الأخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكي يمر عليهم في منازلهم و يصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية . 
انطلقت السيارة باتجاه مكة المكرمة ، وكان الشاب الصالح على مقودها و بجواره السكير ، وفي المقعدة الخلفية اثنان من أصدقائه الذين مرَّ عليهم وأخذهم معه ، فقرأوا طوال الطريق قصار السور وبعض الأحاديث النبوية من صحيح البخاري وكلها في التوبة ، وفي الترغيب والترهيب بما عند الله من خير جزيل و في فضائل الأعمال .

كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و ( يلخبط ) بها ويكسر فيها كيفما شاء ، وعندما يأتي الدور عليه يقرأونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ما أخطأ فيها بدون أن يقولون له أنت أخطأت ، وأنه لا يعقل أن يخطىء أحد في الفاتحة ، و هكذا حتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات ، و قرأوا الأحاديث المختلفة في فضائل الأعمال ، وهو يسمع ولا يبدي حراك ، وقبل الوصول إلى مكة قرروا الثلاثة الأصدقاء أن لا يدخلوا مكة إلا وقد أفاق تماماً صاحبهم من السكر ، فقرروا المبيت في إحدى الاستراحات على الطريق بحجة أنهم تعبوا ويريدون النوم إلى الصباح ، ومن ثم يواصلون مسيرهم ، وكان يلح عليهم بأنه بإمكانه قيادة السيارة على أن يناموا هم أثناء قيادته السيارة ، فهو لن يأتيه النوم أبدا فقالوا له : جزاك الله خير وبارك الله فيك ، نحن نريد أن نستمتع برحلتنا هذه بصحبتك ، وأن نقضي أكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض. فوافق على مضض ، ودخلوا إحدى الاستراحات المنتشرة على الطريق ، و أعدوا فراش صاحبهم السكير وجعلوه بينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه ، فقاموا يتذاكرون آداب النوم ، وكيف ينامون على السنة كما كان المصطفى عليه الصلاة و السلام ينام ، وكان ينظر إليهم ، ويقلدهم ، وما هي إلا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق . 
استيقظوا الثلاثة قبل الفجر وأخذوا يصلون في جوف الليل الأخير و يدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه من مفعول الكحول ، وكانوا يسجدون ويبكون بين يدي الله أن يهديه و يرده لدينه رداً جميلاً ، وبينما هو نائم إذ استيقظ ورآهم يصلون قبل الفجر ، ويبكون ، ويشهقون بين يدي الله سبحانه و تعالى ، فدخل في نفسه شئياً من الخوف ، وبدأ يستفيق من سكره قليلاً قليلاً ً، وكان يراقب ما يفعله أولئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كان يخفى به جسده الواهي وهمومه الثقيلة ، وخجله الشديد منهم ومن الله عز وجل . فأخذ يسأل نفسه كيف أذهب مع أناس صالحين يقومون الليل ويبكون من خشية الله وينامون ويأكلون على سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم و أنا بحالة سكر ، و تتشابكت الأسئلة في رأسه حتى بدا غير قادر على النوم مرة أخرى ، بعد فترة من الزمن أذن المؤذن للفجر فعادوا إلى فرشهم وكأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم، وما هى إلا برهة حتى أيقظوه لصلاة الفجر ، ولم يعلموا بأنه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء ، فقام وتؤضأ ودخل المسجد معهم وصلى الفجر ، وقد كان متزناً أكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكر تنجلي تماماً من رأسه ، فصلى الفجر معهم و عاد إلى الاستراحة بصحبة أصدقائه الذين أحبهم لصفاتهم الجميلة ، وتمسكهم بالدين ، وإكرامهم له ، والتعامل معه بإنسانية راقية لم يرها من قبل . 
بعدها أحضروا طعام الإفطار ، وكانوا يقومون بخدمته وكأنه أمير وهم خدم لديه و يكرمونه ويسلمون على رأسه و يلاطفونه بكلمات جميلة بين الحين و الحين ، فشعر بالسعادة بينهم ، وأخذ يقارن بينهم و بين جيرانه الذين يقول بأنه يكرههم ، انفرجت أسارير الرجل بعد أن وضع الفطور ، فتذاكروا مع بعضهم البعض آداب تناول الطعام والطعام موجود بين أيديهم هو يسمع ما يُقال ، فأكلوا طعامهم وجلسوا حتى ساعة الإشراق ، فقاموا وصلوا صلاة الاشراق و عادوا إلى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحاً لكي يتأكدوا من أن صاحبهم أفاق تماماً من سكره ، ورجع طبيعياً لوضعه الطبيعى ، فانفرد بصاحبه قليلاً و قال له : كيف أخذتني وأنا سكران مع هؤلاء المشائخ الفضلاء سامحك الله .سامحك الله ، ثم إنى وجدت زجاجتي في السيارة ، فمن أحضرها ، فقال له الشاب الصالح : أنا أحضرتها بعد أن رأيتك مصرّ على أخذها وأنك لن تذهب معنا إلا بها فقال له : و هل شاهدها أصحابك ، فقال له : لا لم يشاهدوها فهي داخل كيس أسود لا يظهر منها شئياً ، فقال الحمد لله أنهم لم يشاهدوها . 

تحركوا بعد ذلك إلى مكة وصاحبهم معهم ونفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد أن تحركوا فقرأوا قصار السور وبعض الأحاديث في الترغيب والترهيب أثناء رحلتهم ، ولكن لاحظوا هذه المرة أنه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكل أفضل من السابق ، وخلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلوا إلى مكة المكرمة ودخلو إلى البيت الحرام ، وكانو يكرمون صاحبهم السكير كرماً مبالغاً فيه في بعض الأحيان أملاً في هدايته ، فطافوا وسعوا وشربوا من زمزم ، فاستأذنهم أن يذهب إلى الملتزم فأذنوا له ، وذهب ..أمسك بالملتزم و أخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذي كان يرافقه و يقف بجواره أن أركان الكعبة تهتز من بكاء السكير ونحيبه ، وأن دموعه أغرقت الساحة المحيطة بالكعبة ، فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله ، ويسمع دعائه فيؤمن خلفه ..كان يئن وصاحبه يئن مثله ، كان منظراً مروعاً أن ترى منظر بهذا الشكل ، كان يدعو الله أن يقبل توبته ، ويعاهد الله أن لا يعود إلى الخمرة مرة أخرى وأن يعينه على ذلك ، فلم يكن يعرف من الدعاء غير : يارب ارحمنى ..يا رب أسرفت كثيراً فارحمنى أنت رب السموات والأرض ..إن طردتني من باب رحمتك فلمن ألتجأ ..إن لم تتب عليّ فمن سواك يرحمني ..يارب إن أبواب مغفرتك مفتوحة ، وأنا ادعوك يارب فلا تردني خائباً . 
كان دعاؤه مؤثراً جداً لدرجة أنه أبكى المجاورين له ،كان بكاؤه مريراً جداً تشعر بأن روحه تصعد إلى السماء حين يدعو ربه ،كان يبكي ويستغيث حتى ظنّ صاحبه أن قلبه كاد أن ينفطر ، استمر على هذا المنوال أكثر من ساعة وهو يبكي ، وينتحب ويدعو الله وصاحبه من خلفه يبكى معه ، منظر مؤثر فعلاً حين يجهش بالبكاء .. رجلاً تجاوز الاربعين ، ومتعلق بأستار الكعبة ، وأكثر ما جعله يبكي هو أنه كان يقول : يا رب إن زوجتي أضربها وأطردها إذا غبت في سكري فتب علي يا رب مما فعلت بها ، يا رب إن رحمتك وسعت كل شئ وأسالك يا رب أن تسعني رحمتك ، يا رب إني أقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين ، يا رب إن لم ترحمنى فمن سواك يرحمني ، يا رب إني تائب فاقبلني فقل لي يا رب لبيك لبيك لبيك عبدي ، يا رب إني أسالك لا تشح بوجهك عني ، يا رب انظر إليّ فإنني ملأت الارض بالدموع على ما كان مني ، يا رب إني بين يديك ، و ضيف عليك في بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني به البشر ، فالبشر يا ربي إن سألتهم منعوني وإن رجوتهم احتقروني ، يا رب اشرح صدري ، وأنر بصيرتي ، واجعل اللهم نورك يغشاني ، وكرّه إلي حبّ الخمور ما أحييتني ، يا رب لا تغضب مني ولا تغضب عليّ فكم أغضبتك بذنوبي التى لا تحصى وكنت أعصيك وأنت تنظر إلي ..
كان صديقه في هذه الأثناء يطلب منه الدعاء له ، فكان يزداد بكاءه ويقول يا رب أمن مثلي يطلب الدعاء ؟!! يا رب إني عصيتك خمس وعشرين عاماً فلا تتركني ولا تدعني أتخبط في الذنوب ، يا رب إنى فاسق فاجر أقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين ، يا رب إني أسالك الهداية وما قرّب إليها من قول أو عمل وأنا خاشع ذليل منكسر بين يديك ، يا رب إن ذنوبي ملأت الأرض والسموات فتب عليّ يا أرحم الراحمين و اغفر جميع ذنوبي يا رب السموات و الأرض ، فيشهق ويبكي وأحيانا يغلبه البكاء فلا تسمع إلا صوت حزين متقطع من النحيب والبكاء .
أذّن المؤذن لصلاة العصر فجلسوا للصلاة والسكير التائب ما زال متعلقا بأستار الكعبة يبكي حتى أشفق عليه صديقه وأخذه إلى صفوف المصلين كي يصلي ويستريح من البكاء ..أخذه معه وهو يحتضنه كأنه أمه أو كأنه أباه فصلى ركعتين قبل صلاة العصر كانت كلها بكاء بصوت منخفض يقطع القلب و يدخل القشعريرة في أجساد من حوله ..إن دعاء زوجته في الليل قد تقبله الله و إن دعاء الشاب الصالح قد نفع وأثمر ، و إن دعاء أصدقائه في الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم ، إن الدعاء صنع إنساناً آخر بين ليلة و ضحاها ، فبدأ يرتعد صاحبهم خوفاً من الله حين أحس بحلاوة الإيمان ، إن الدعاء في ظهر الغيب حقق النتيجة التي تدله على الهداية ، لقد أشفق عليه أصحابه في هذه الرحلة من بكاءه، انقضت الصلاة وخرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم ، و لا زالت الدموع تملأ وجهه ، كان أحدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر ، و كان متواضعاً لدرجة كبيرة جداً لا تراه إلا مبتسماً ، فعندما رأى إقبال صاحبهم التائب إلى الله زاد في إكرامه و بالغ وأصر إلا أن يحمل حذاء ذلك التائب وأن يضعه تحت قدميه عند باب الحرم ، هذا التصرف من حافظ القرآن فجر في صدره أشياء لا يعلمها إلا الله بل يعجز الخيال عن وصفها حين توصف. وفعلاً حمل حذائهُ مع حذائه و خرج به إلى خارج الحرم ، ووضعهما في قدميه وهو فرح بما يقوم به ، استأجروا فندق مطل على الحرم ، وجلسوا به خمسة أيام وكان صاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات ويمسك بالملتزم و يبكي ويبكي كل من حوله ، وفي الليل كان يقوم الليل و يبكي فتبكي معه الأسرة و الجدران ، ولا تكاد تراه نائماً أبداً ففي النهار يبكى في الحرم ، وفي الليل قائماً يصلي ويدعو الله بصوت يملؤه البكاء ، وبعد أن مضت رحلتهم عادوا إلى مدينتهم ، وهم في طريق العودة طلب من صديقه أن يوقف السيارة قليلاً فأوقفها بناء على طلبه فأخرج التائب زجاجة الخمر من ذلك الكيس الأسود أمام صديقه ومرافقيه وسكب ما فيها وقال لهم : اشهدوا عليّ يوم الموقف العظيم أني لن أعود إليها ثانية ، وأخذ يسكب ما فيها وهو يبكي على ذنوبه التى ارتكبها و يعدد ما فعله بأسبابها ، وكانت عيون مرافقيه تغرغر بالدموع و تحشر كلمات تنطق من أعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانت الدموع أبلغ من لغة الكلام فبكوا . وتحركوا بعد ذلك وهم يبكون مثله ، و بدأ الصمت يختلط بالنحيب ، وبدأ البكاء يختلط بالبكاء ، و قبل أن يصلوا إلى مدينتهم قالوا له : الآن تدخل إلى بيتك متهلل الوجه عطوفاً رحيماً بأهلك ، وأعطوه نصائح عديدة في كيفية التعامل مع الأبناء والزوجة بعد أن منَّ الله عليه بالهداية ، وأن يلزم جماعة المسجد المجاور له ، وأن يتعلم أمور دينه من العلماء الربانين ، فالله عز وجل يقبل توبه التائب ويفرح بها ، و لكن الاستمرار على الهداية و التوبة من موجبات الرحمة و الهداية ، فكان يقول : والله لن أعصى الله أبداً ، فيقولون له: إن شاء الله والدموع تملأ أعينهم . 

وصل إلى بيته ودخل على زوجته وأبنائه وبناته وكان في حال غير الحال التى ذهب بها ..لم تحاول الزوجة أن تخفي فرحتها بما شاهدته ، فأخذت تبكي و تضمه إلى صدرها ، وأخذ يبكي هو الآخر ويقبّل رأسها ويقبّل أبنائه و بناته واحداً تلو الآخر وهو يبكي ، وما هى إلا فترة وجيزة حتى استقام على الصلاة في المسجد المجاور له ، وبدأت علامات الصلاح تظهر عليه ، فأصبح ذو لحية ناصفها البياض ، وبدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة والسرور ، وبدا كأنه مولود من جديد . 
استمر على هذا الحال فترة طويلة ، فطلب من إمام المسجد أن يساعد المؤذن في الأذان للصلاة يومياً فوافق وأصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعد أن انتقل المؤذن الرئيسي إلى الرفيق الاعلى ، وبدأ يحضر حلقات العلم و الدروس و المحاضرات بالمسجد ، ثم قرر أن يحفظ القرآن فبدأ بالحفظ فحفظه كاملاً عن ظهر قلب وخلال هذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره باستمرار ويعرفه على أهل الخير والصلاح حتى أصبح من الدعاة الى الله و اهتدى على يديه العديد من أصدقائه الذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى ، وأصبح إمام للمسجد المجاور له و لا يزال بحفظ الله ورعايته الى يومنا هذا من الدعاة و إماماً لمسجد الحي . 
ملاحظة : هذه القصة حقيقة و ليست من نسج الخيال و بالإمكان نشر الأسماء ولكن أصحابها لا يرغبون في ذلك .

..كن زهرة...لا تيأس






..كن زهرة...لا تيأس








..كن زهرة...لا تيأس








قطفوا زهرة..


قالت: من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم..

قالت:غيره ينبض في رحم الجذور

قلعوا الجذر من التربة..

قالت:إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور

كامن ثأري بأعماق الثرى

وغدا سوف يرى كل الورى

كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور

ولا تبرد ثورات الزهور

*********

سبحانك ربى..رغم الجدب والعطش..لامستحيل


سبحانك ربى..تعلمنا الصمود من ارق المخلوقات فى الوجود

سبحانك ربى..سبحانك

الأحد، 10 يونيو 2012

هل أنت ناائم...؟؟!؟








هل أنت ناائم...؟؟!؟  










صحوت من النوم فجأة في عيني نور غريب وقوي جدا استعجبت أمر النور من أين 
أتى

واندهشت عندما وجدت الساعة تشير إلى الساعة 3 صباحا وأن مصباح الغرفة كان مطفأً؟!

حارت تساؤلاتي من أين هذا النور ؟؟؟!!!

وعندما التفت ؟؟؟ فزعت جداً … وجدت نصف يدي داخل الجدار

أخرجتها بسرعة

خرجت يدي


فنظرت إليها بعجب ؟؟!!

أرجعتها إلى الجدار مرة أخرى فوجدتها دخلت

اندهشت ؟؟!!

ما الذي يحصل؟؟

بينما أنا بين تساؤلاتي إذا بي أسمع صوت ضحك

نظرت إلى ناحية الصوت فوجدت أخي نائماً بجانبي

ورأيته يحلم

يحلم بأنه يركب سيارة حديثة

وانه ذاهب إلى حفلة كبيره جداً

لناس أغنياء جداً

وانه في أبهى حله وليكون أجمل من في الحفلة

وكان سعيد جداً وكان يضحك

ابتسمت من روعة المنظر … ولكن!!

شدني انتباهي إلى واقعي … ما الذي يحصل؟؟؟

فقمت من سريري

ركضت إلى حجرة أمي … لطالما ركضت إليها في مرضي وتعبي

جلست إلى جوار رأسها وقمت أناديها بصوت خافت … أمي … أمي!

ولكن أمي لا تستجب لي .. فقمت أوكزها برقة … ولكنها لا ترد … وكأني لا ألمسها ..!!

بدأ الخوف يتملكني … وأخذت أرفع صوتي قليلاً .. أمي … أمي ..!!

صرخت … ولكن لم لا تستجيب لي …. هل ماتت ؟؟؟

وأنا في ذهولي وصعقتي بتخيل موت أمي … إذا بها تفوق من نومها كمن كانت بكابوس

كانت فزعة جداً وتلهث … وتنظر يمنة ويسرة … فبرق دمعي على عيني وقلت 

بصوت خافت: أمي أنا هنا.

فلم ترد علي …

أمي ألا تريني ؟؟؟!!

أمي ؟؟؟؟

ورحت أقول أمي بكل عجب أمي … أمي



أمي ..



أمي ..



وكانت تضع كفها على صدرها لتهدئ روعة قلبها

وتقول بسم الله الرحمن الرحيم



 








ثم التفتت إلى أبي … وبدأت توضقه من نومه ..

فأجا
بها ببرود.. نعم؟

فقالت له قم لأطمئن على ولديّ

فرد أبي: تعوذي من الشيطان ونامي


فقالت أمي:أنا قلقة جداً … أشعر بضيق … وضنك يملأ صدري .. وأشعر أن هناك 
مصيبة
وأنا أنظر إليها بذهول … وكنت أعلم جيداً إحساس الأم لا يخيب

فقلت : يا أمي أنا هنا … ألا تريني يا أماه … أمي

فقامت أمي ومشت إلى حجرتي حاولت أن أمسك لباسها … لكن لم أستطع الإمساك به .. وكأن يدي تخترقه

ركضت إلى أمامها ووقفت … ماداً ذراعي لها ..


فإذا بها تمر مني ؟؟!!



فأخذت ألحقها وأصيح أماه … أمااااااه ؟؟!



ووالدي كان خلفي … فلم ألتفت إليه … كي لا يتجاهلني …

دخلت امى إلى حجرتي وأخي وأشعلت المصباح ..



الذي كان مضاءً بنظري



صقعت عندما وجدتني نائماً على سريري

فنظرت إلى يدي باستنكار … من ذاك … ومن أنا …



كيف أصبحت هنا وهناك

وقطع سيل اندهاشي صوت أبي : كلهم بخير .. هيا لننم.

فردت أمي : انتظر أريد أن أطمئن على محمد.

ورأيتها تقترب من سريري.

وتنظر إلي بعين حرص

وتزيد قرباً من النائم على سريري.

وتضع يدها على كتفه… محمد …. محمد

لكنه لم يرد … فصحت أنا أمي .. أنا هنا أمي

بدأت تضربه على كتفه بقوه … وتصيح … محمد …. محمد

لوت وجهه إليها وتلطمه …. محمد …. محمد …. وبدأت تعوي وهي تقول …محمد … محمد

فركضت إليها … أبكي على بكائها … أمي … أمي

أنا هنا يا أمي … ردي علي أماه … أنا هنا

وفجأة صرخت ولقيت الصرخة توجع قلبي

بكيت

وقلت لها أمي لا تصرخي … أنا هنا

وهى تقول: محمد

فركض أبي إلى سرير

ووضع يده على صدري … ليسمع نبضي …

وآلمني بكاء أبي بهدوء … وبهدوء يضع يده على وجهي ويمسح بوجهه على حبيني


 







فتقول أمي : لم لا يرد محمد

والبكاء يزيد وأنا لا أعرف ما العمل

استيقظ أخي الصغير على الصوت أمي وهو يسال ما الذي يحصل؟؟



فردت أمي صارخة: أخاك مات يا احمد.



مات



فبكيت أقول: أمي أنا لم أمت .. أمي أنا هنا … والله لم أمت … ألا تريني أمي …. أمي

أنا هنا انظري إلي

ألا تسمعيني



لكن بدون أمل

رفعت يدي …لأدعو ربي

ولكن لا يوجد سقف لمنزلنا

ورأيت خلق غير البشر وأحسست بألم رهيب

ألم جحظت له عيناي وسكتت عنه آلامي

نظرت لأخي فوجدته يضرب بيده على رأسه وينظر إلى ذاك السرير قلت له: اسكت أنت تعذبني

لكنه كان يزيد الصراخ

وأمي تبكي في حضن أبي

وزاد والنحيب

وقفت أمامهم عاجزاً ومذهول

رفعت راسي إلى السماء وقلت: يا رب ما الذي يحصل لي يا رب

وسمعت صوت من حولي … آتياً .. من بعيد … بلا مصدر

تمعنت في القول سمعي

فوجدت الصوت يعلو … ويزيد … وكأنه قرآن

نعم إنه قرآن والصوت بدأ يقوى ويقوى ويقوى
هزنى من شدته

كان يقول :" لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"
شعرت به مخاطباً إياي.

وفى هول الصوت

وجدت أيدي تمسك بي

ليسوا مثل البشر

يقولوا: تعال.

قلت لهم ومن انتم؟

وماذا تريدون؟

فشدوني إليهم فصرخت

أتركوني

لا تبعدوني عن أمي وأبي … وأخي …

هم يظنوا أني مت…

فردوا : وأنت فعلاً ميت

قلت لهم: كيف وأنا أرى وأسمع وأحس بكي شيء

ابتسموا وقالوا: عجيب أمركم يا معشر بشر أتظنون أن الموت نهاية الحياة؟

ألا تدرون أنكم في البداية؟

وحلم طويل ستصحون منه

إلى عالم البرزخ

سألتهم أين أنا ؟؟ … وإلى أين ستأخذوني؟؟


قالا لي: نحنا حرسك إلى القبر

ارتعشت خوفا

أي قبر؟

وهل ستدخلونني القبر

فقالا: كل ابن آدم داخله

فقلت: لكن..!

فقالا: هذا شرع الله في ابن آدم

فقلت: لم أسعد بها من كلمة في حياتي .. كنت أخشاها ويرتعد لها جسمي … وكنت أستعيذ الله منها وأتناساها.



لم أتخيل أني في يوم من الأيام داخل إلى القبر.

سألتهم وجسمي يرتعش من هول ما أنا به: هل ستتركونني في القبر وحدي؟

فقالا: إنما عملك وحده معك.


فاستبشرت وقلت وكيف هو عملي؟؟ أهو صالح؟

……



وحطم صمتنا صوت صريخ أحدهم فالتفت أليه … ونظرت إلى آخر .. فوجدته مبتسماً بكل رضا
وكل واحد منهم لديه نفس الاثنين مثلي.


سألتهم: لم يبكي؟!

فقالا: يعرف مصيره. كان من أهل الضلال


قلت: أيدخل النار؟ واسترأفت بحاله



وهذا؟؟ وكان متبسماً سعيداً رضياً .. أيدخل الجنة؟؟



ماذا عني؟

أين سأكون ؟

هل إلى نعيم مثل هذا أم إلى جحيم مثل ذاك؟

أجيبوني ..

فردا: هما كانا يعلمان أين هما في الدنيا. والآن يعلمون أين هم في الآخرة.

وأنت؟! كيف عشت دنياك؟؟

فرددت : تائه؟ .. متردد؟

قليلٌ من العمل الصالح وقليل من الطالح؟

أتوب تارة وأعود بالمعاصي كما كنت؟

لم أكن أعلم غير أن الدنيا تسوقني كالأنعام.



فقالا: وكيف أنت اليوم هل ستضل متردداً تائهاً؟

فصرخت:

ماذا تقصد .. أواقع في النار أنا؟

فقالا: النار .. رحمة الله واسعة

ولا زالت رحلتك طويلة.

نظرت خلفي … فوجدت عمي وأبي وأخي يبكون خلفي

يحملون صندوق على أكتافهم


ركضت مسرعاً إليهم


صرخت .. وصرخت .. ولم يرد علي أحد



أمي كانت بين الناس تبكي … تقطع قلبي وذهبت إليها … فقلت أماه … لا تبكِ .. أنا 

هنا أسمعيني … أمي … أمي … أدعي لي يا أمي وقفت بجانب أبي : وقت في أذنه: 

أبي … استودعتك الله وأمي يا أبي … فلترعاها … وتحبها كما أحببتنا .. وأحببناك …

صرخت إلى أخي … أحب إلى من نفسي … وقلت له … محمد فلتترك الدنيا خلفك 

… إياك ورفقة السوء وعليك بالعمل الصالح … الخالص لوجه ربك … ولا تنسى أن 

تدعوا لي وتتصدق لي .. وتعتمر لي … فقد انقطع عملي .. فلا تقطع عملك .. حتى 



بعد موتك … فقد فاتني .. ولم يفتك أنت … وتذكرني ما دامت بك الروح وإياك والدنيا فإنها رخيصة ولا تنفع من زارها … وقفت على رأسهم كلهم … وصرخت بكل 

صوتي:

وداعاً أحبتي .. لكم يحزنني فرقكم … ولكن إلى دار المعاد معادنا .. نلتقي على سرر 


متقابلين .. أن كنا من أصحاب اليمين ..



لم يجبني أحد … كلهم يبكون … ولم يسمعني أحد … تقطع قلبي من وداعهم بلا وداع

لم أتمنى قبل ذهابي إلا أن يسمعوني

وشدني صحبي .. وأنزلوني قبري

ووضعوا روحي على جسدي في قبري

ورأيت أبي يرش على جسدي التراب

حتى ودعني .. وأغلق قبري

لا يشعرون بما أشعر



وأحسدهم على الدنيا … لطالما كانت مرتع الحسنات ولم آخذ منها شيء



لكن لا ينفعني ندم

كنت أبكى وكانوا يبكون



كنت أخاف عليهم من الدنيا



وأتمنى إذا صرخت أن يسمعوني



وخرجوا كلهم وسمعت قرع نعالهم



وبدأت حياتي … في البرزخ ..







لا إله إلا الله … لا إله إلا الله …. لا إله إلا الله

ولدي الحبيب .. انقطع عملي .. وأنت أملي..




ولدي الحبيب .. انقطع عملي .. وأنت أملي..






ولدي الحبيب .. انقطع عملي .. وأنت أملي..






ولدي الحبيب .. انقطع عملي .. وأنت أملي..














** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له ) صحيح ،،

ولدي الحبيب ...
انقطع عملي و أنت أملي ..
صدقتك عني تؤنسني في قبري
و تدنيني من رحمة ربي..
فلا تحرمني برك *


،




 




،،
















- ما كان هنا من تذكرة.. // حقوقه لكم ,, انشروها واحتسبوا



،

** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سبع يجري للعبد أجرهن ، و هو في قبره بعد موته : من علم علما ، أو أجرى نهرا ، أو حفر بئرا ، أوغرس نخلا ، أو بنى مسجدا ، أو ورث مصحفا ، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته ) حسن،،

،،

 


** وقد صح عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ أنه قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : (( إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يا رب أنى لي هذه؟! فيقول باستغفار ولدك لك )).. رواه أحمد (2/509) بسند صحيح وقال ابن كثير (4/442) إسناده صحيح.



فليكن لنا وقفة يومية لبر والدينا



احياء وأمواتا ....دعوة من القلب

تكسبنا بر والدينا ...وبر أبنائنا بعد موتنا...

بروا أباءكم يبركم أبناءكم..









هل انت متواضع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








هل انت متواضع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




المشكلة الكبرى في مرض الكبر أنه داء خفي قلما يشعر به المريض..

فإذا سألتك الآن: هل أنت متكبر؟

فأعتقد أن الغالبية العظمى سيجيبون بارتياح: بالطبع لا لست متكبرا

وأنا هنا أتساءل هل هذا تقويم دقيق؟ مالكبر؟ ماعلاماته؟؟

سأختصر عليكم الطريق وأسرد لكم بعض صفات المتكبر

إذا أجبت بنعم على عدد من هذه الأسئلة فاعلم أن فيك كبرا خفيا يجب معالجته

وصراحة لقد اكتشفت في نفسي خللا كبيرا بعد المرور بهذا الاختبار البسيط

والمطلوب من كل واحد الصراحة مع نفسه فلا أحد يراك
*******
عندما تواجه بنقد من شخص ما هل تغضب أو تشعر بعدم ارتياح؟ أو تبدأ بالدفاع عن

نفسك فورا وبأي وسيلة كانت؟

هل تقاطع حديث الناس عندما لاتعجبك نقطة أو قول معين؟

هل تشعر بقلق ونوع من الخوف وأنت أمام شخص أعلى منك مكانة في الشركة

أوفي المنصب؟




هل تشعر بخوف لإبداء رأيك أمام الناس خوفا من أن لا يوافقوك الرأي؟

هل تحدث أكثر مما تسمع؟

هل طريقة تعاملك مع مديرك عكسية تماما لطريقة تعاملك مع من هم دونك في 

العمل>> فتتعامل مع الناس على حسب مناصبهم وليس على أساس أنهم أناس سواسية؟

هل تأخذ الأمور بشكل شخصي عندما يجادلك أحد في مجلس؟

هل تغضب أو تتوتر عندما لايؤيدك اناس ولا يتفقون مع وجهة نظرك؟

هل ترغب دائما في سماع المدح؟ وتبذل جهدك لكي يمدحك الناس؟

هل دائما تقارن نفسك بغيرك وتشعر بارتياح عندما تكون مع من هو دونك، وتشعر 

بتوتر عندما تكون مع من هو أفضل منك حديثا أو موهبة؟

*******
أصدقائي أبشركم بأني أول الراسبين في هذا الإختبار.. وقد اكتشفت بعده أن 

مسألة الكبر مسألة خطيرة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: لايدخل 

الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر

ويأتي السؤال المهم: كيف أتواضع؟

باختصار.. اعكس العبارات السابقه وسيكون لديك منهج واضح للتواضع

لاتقاطع الناس ولاكن انصت إليهم فقولك ليس أهم من قولهم

استمع أكثر مما تتحدث

لا تفرق.. في شعورك الداخلي.. عند تعاملك مع طبقات الناس المختلفة

اعمل من أجل الله وليس من أجل سماع المديح.. فمدح الناس فقط يغذي الكبر 
الذي في داخلك
*******
ختاما تذكر.. إذا لم ينعكس تواضعك أمام الله إلى تواضع عملي وواضح أمام خلق 

الله فاعلم أن تواضعك أمام الله فيه خلل وفيه نقص وهو تواضع وهمي

فالتواضع الحقيقي أمام الله يستوجب التواضع مع خلقه... فتدارك نفسك قبل فوات الأوان

هل أنت جاهل ..؟




هل أنت جاهل ..؟



هل أنت جاهل ..؟




هل أنت جاهل ..؟ أم أنك تتجاهل ...؟ وهل لك عذرا أم أن العذر نفسه بات يعتذر من جهلك ...؟ 

موضوعنا يتكلم عن الجهل ومن هو الجاهل ؟ 

وحتى نميز المقصود من كلمة الجهل لا بد أن نتطرق لكلمة الأمية فما هي الأمية : 

تعريف الأمية
الأميةهي عدم القدرة على قراءة أو كتابة جملة بسيطة بأي لغة
فكلمة "أمي" وردت في القرآن الكريم نسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وإلى أمته: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته"... ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب" لأن القراءة والكتابة إنما تكتسب بالاستفادة والتعلم.

فليس الأمي هو المقصود بالجاهل 

قال تعالى :"قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "..البقرة67

أما تعريف الجهل : 
فهو ضد العلم فندما يكون العلم "هو حضور صورة الشيء في الذهن" فالجهل هو: 
"عدم حضور صورة الشيء في الذهن" 

والجاهل : هل هو من يعود إلي عصر الجاهلية بعقليته فيبحث عن وجود الخالق بعدما أصبحت الحقيقة جلية؟؟
وقد يكون: من يلغي عقله ويعيش كالسوائم .. ؟
أو : هو من يجد النور فيتعامى ويؤمن بالظلام؟؟
أو : من لم يستطع برغم ثقافته أن يصل إلي الحقيقة التي لا جدال فيها ولا نقاش وهي وجود الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ..؟ 
أو: أم هو من يفكر ولكن كل فكره يدور بطريقة خاطئة بحيث يطوع حتى العلم لأهوائه؟؟
أو: هو من يتعصب لأمر يعرف حقيقة بطلانه ويعرف كم هو على خطئ ؟
أو: ..... 
أو: ..... 
أو:.......

إذا صور الجهل والجاهلون كثيرة ويصعب أن نحصرها في شيء واحد 


ولكنها في نهاية المطاف شيء يعاب صاحبه عليه 

فإذا كنا بفضل الله ومنته قد تعدينا هذه الصور من صور الجهل وعلمنا أن الله حق وأن الدين شرع وأن الإسلام عقيدة ,وأن الله نور السماوات والأرض وأن الكفر جهل والجهل ظلام فلماذا تجاهلنا أوامر هذا الدين واكتفينا بالإسلام كهوية فإن وجب على العلماء تبليغ العلم فقد وجب عليك قبلا أن تبحث عن أوامر هذا الدين الذي تنتهجه يقول تعالى (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) فهل شئت أن تكون من أهل الهداية .....؟





وعندما كان وجود العقل ميزة للإنسان وعدم وجوده نقيصة من سمات الحيوان 
مازلت تجعل من بشريتك حجة لك في جل أخطاءك وإنما هي في كثير من الأحوال حجة عليك 
نعلم أن كل ابن آدم خطاء ولكن ليس كل خطأ سببه أنك بشر ..

وقد صنفت الناس إلى أربعة أصناف : 
رجل يدرى ويدرى انه يدرى..فذلك عالم فاتبعوه.. 
ورجل يدرى ولا يدرى انه يدرى..فذلك غافل فذكروه.. 
ورجل لا يدرى ويدرى انه لا يدرى..فذالك جاهل فعلموه.. 
ورجل لا يدرى ويدرى انه يدرى..فذلك أحمق فاجتنبوه..
وهنا يقول المثل : ( من اعترف بجهله فقد انكشف مره .. أما من لم يعترف فقد انكشف مرات )

وفي هذه المواضع ليس للجاهل عذرا :

**إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ ووضح للأمة دينها وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وفي كتاب الله النور والهدى فما بال هؤلاء المشركون عند القبور ..؟ ودعوة الأموات والاستغاثة بهم و الذبح لهم ...؟ 

وفي كتاب الله قوله عز وجل: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) ، (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهَُ الدِّينَ حُنَفَاء)، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)،( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)، (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ،( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).

صور من صور الشرك الأكبر تشاهد وتمارس في دول الإسلام فتجاهلوا فأصبحوا جهلة وكنا بهم موحدون فإذا بهم مشركون ..!!

**الاستهزاء بالدين وأحكامه والسب والاستهزاء به صلى الله عليه وسلم يقول جل وعلا :
(قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)

فهذه مسائل العقيدة وهي معروفة بالدين بالضرورة 

فكيف يعذر ذاك الجاهل ..! 

ولكن متى يعذر الجاهل؟ 

**يعذر في المسائل التي قد تخفى من المعاملات وأمور الحياة والقصور في كفيفة أداء بعض العبادات إلا أنه حق لكل مسلم أن يبحث حتى لا يقع في الجهل والخطأ 

_ وهنا تتمتع بجهلك أو تجاهلك حتى أصبح الجهل عبئا عليك : 

**فهو حجة جعلتك تترك البحث عن تعاليم الدين حتى إذا كنت مقصرا لم يكن عليك عتب ولا تكون بفعلك في حكم العاصي في نظرك القصير جدا لأنك تفضل أن تبقى جاهلا (فإنما هو بعض الزلل لعدم اللمم بالمنزل المحكم )

**وفي أحيان كثيرة تؤثر مزاجك السيئ وفكرك المتعجرف وعجبك الذي ملئ نفسك كبرا على أمر قد أنزل الله به الدليل وجعل للوصول إلى ما يرضي الله سبيل 

**وكم يغلب ظنك السيئ الحجة البينة وفي بعضه إثم فكيف بكله .... ؟

أفعال وتصرفات وتجاز وات يوميه تحت شعار الجهل المفتعل أو إعماء البصيرة فاثنان هما لا يبصران الأعمى ومن لا عقل له ( أو من أتبع عقله هواه )


وكأنك تؤثر الجهل في كل تصرفاتك وتعمل التغابي في مجمل أفعالك وكأن عقلك ملك هواك فإذا بك ملك عدوك 

فالجاهل يدافع عما قال لا لأنه على صواب ، بل لأنه قال وحسب ..

وإلى هنا أطرح الموضوع بين يديك أيها القارئ الكريم لتجود بما عندك من تعليق وملاحظات حتى يعطى الموضوع حقه





السبت، 9 يونيو 2012

نفاق نفاق





نفاق و نفاق





نفاق نفاق


كذب و نفاق
وبعده نطالب بالعناق 
كذب و نفاق
وبعده نتحسر على الفراق
كذب و نفاق 
ونقول كم نشتاق
وكم وكم وكم وكم 
هي اكاذيبنا 
كم وكم وكم
هي طعناتنا
اهكذا يكون
الجزاء
غدر وخيانه 
اصبحنا رمالا متحركه 
فينا لمعه ذهب 
وفي نفس الوقت غدر الافعى 
فاين انت يا سنمار 
للتعلم كيف يكون الجزاء 
لان ما حصل لك لم يعد مضرب الامثال
في وقتنا
فالبشر يتطورون في كل شي 
واكبر نسبه في التطور
والتي تعلو كل النسب هي
النفاق 
وبعدها الغدر
وبعدها القتل 
وليس القتل الذي يسيل الدم
بل قتل اخر 
قتل الامل و حب الحياه 

قتل كل ما هو جميل 
وفي الاخير يقولون انه من الحكمه ما يفعلون 

بل لان العقل عندهم كامل فهم يقررون
فاي عقل تحملون  عقل اشبه ب.....
عقل ملئ بالنفاق و الجنون
عقل لو خيرناه لقال اريد الرحيل من هنا
فانا اعظم من اكون من اسباب الدمار
انا خلقني الله لاجعلكم يا بني البشر تفكرون
لكنكم تحطمون
باسمي و باسم الاخلاق و الاصلاح و ... و..
تعلمو ان تتميزو بعقولكم
وليس ان تجعلو منها سهاما تنخر الاخرين
لان الاخر قد يسكت و يسكت و يسكت
لكن الويل لو تكلم
الويل لو كفر بالسكوت من اجل الحب
وقرر الكلام وقرر الثوره
لان الصبر سريع النفاذ
ولا يعترف اذا نفذ
بالحب او بالعقل او باي شئ
فكفانا نفاق لان النفاق
من اعظم اسباب الفناء
قد تكون المواجهه صعبه مريره مؤلمه
لكن لو معنا الحق فلن نبالي
لان الحق فوق اي حساب 

لكن في غيابه فالمواجهه تخوننا و تجعلنا نتفلسف و نتفلسف ونصل بعد التفلسف الى الكذب
لكي نقول اسمعوني فانا هنا
هنا قد نقولها بالف طريقه
نبني بها انفسنا لا ان نحطم بها غيرنا
فكم سئمت من هذا النفاق من هذا الغباء
فلو استطعت الان ان اجمع كل هذا النفاق
و ابعثه رساله ملغمه
الان فقط فهمت لماذا وجد الارهاب

كتبت ما جال بخاطري بالالوان ارضاء للنفاق 








 

    منقول