ولا, تكن , للخائنين ,, خصيما....
ولا تكن للخائنين خصيما....
من اشد احكام الدين ما يتعلق بأمور العدل ومنع المظالم حتى ولو كانت تخص الأعداء من غير المسلمين ... وعدم الشهادة والوقوف الا بالحق ، ولنا وقفة في الآيات 105-116 من سورة النساء
يقول الله العظيم في محكم آياته : (
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا {4/105} وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/106} وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا {4/107} يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا {4/108} هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً {4/109} وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/110} وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {4/111} وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {4/112} وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا {4/113} لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْن النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {4/114} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {4/115}معناها اللغوي واضح ...ولكن ماهو السر في هذه الأوامر الربانيه الشديده لعل سبب نزول الآيات يوضح كثيراً مما خفي من أسرار هذه الأوامر الشديده لكن المفاجأه هي أنها نزلت في تبرئة يهودي من تهمة سرقة وجهتها اليه فئة من الأنصار حيث دفتهم عصبية القربى إلى تبرئة أحدهم من السرقه بإتهام هذا اليهودي فشهدو ضدده امام النبي صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يقضي عليه بحد السرقه ويبرئ الفاعل الأصلي وفي آيات سابقة من السوره نفسها أمر الله سبحانه وتعالى المسامين بأداء الأمانه والحكم بالعدل بين الناس
قال تعالى(
إِنَّ الله يأمركم ان تأدو الأمانات إلى أهلهاوَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أنتَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
:: ولا تكن للخائنين خصيما.... :: ألناس على إختلاف أجناسهم وعقائدهم,وقومياتهم وأوطانهم كما امرهم ألا يتبعو الهوا بل عليهم أن يشهدو حتى على أنفسهم والوالدين والأقربين قال تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا ) ثم تجيئ الأيات التي بين أيدينا كدرس حقيقي لتلك التعليمات الربانيه وإنه لدرس عجيب حقاً ففي وقت كان فيه اليهود يكيدون للإسلام وأهله تنزل هذه الآيات لتبري المسلمين من الرقي بأخلاقهم فلا ميزه خاصة للأنصار الذينا ووالنبي (صلى الله عليه وسلم)ونصره عندما يتعلق الأمر بحقوق العباد وحدود الله عندما اشتكى من سُرقت درعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) عمد السارق فرمى الدرع في بيت اليهودي، فلما وُجدت في بيت اليهودي جاء أقارب السارق إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يطلبون منه أن يبرئ صاحبهم على رؤوس الأشهاد، فنزلت الآيات وهي تحمل عتاباً للنبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه مأمور بأن يحكم بين الناس بالعدل وألا يكون مخاصماً ومدافعاً عن الخائنين. ومعلوم أن الخطاب للنبي (صلى الله عليه وسلم) هو خطاب لأمته أيضاً.ـ جاءت الآيات لتوضح أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين ,فإن كانو يستخفون من الناس :: ولا تكن للخائنين خصيما.... :: ويتآمرون فيما بينهم ليخفو الحقيقه فالله محيط بأعمالهم لا تخفى عليه خافيه وإن وجدو من يدافع عنهم في الحياة الدنيا فمن يدافع عنهم يوم القيامه؟؟؟؟ وفي الآيات تهديد ووعيد لمن يكسب خطيئه أو إثما, ثم يرم به بريأً ومن هنا ضرورة إقامة الحق والعدل دون ميل مع الهوى أو محاباة لأي سبب من قربى أو مودة أو مصلحة أو عكس ذلك.ـ والآيات التي جاءت بعد الآيات المذكورة تقرر بعض مبادئ العدل. منها فتح باب التوبة والمغفرة لمن أخطأ أو أساء. ومنها أن تبعة أي جريمة تلحق صاحبها وحده ولا تتبع غيره من أهله (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ)، فالخطيئة لا تُتوارث.ـ لقد كان بالإمكان أن يمر الحدث بهدوء دون أن يطلع عليه إلا من عرفه لا سيما وأن الرسول(صلى الله عليه وسلم)في تلك الحقيقه كان في حاجة ماسة إلى نصرة الأنصار وإلى تماسك صفوف المسلمين إضافة إلى أن اليهود لا يدعون فرصة إلا وطعنو بها الإسلام وأهله فكيف يعطون تلك الفرصه ليوجهو سهامهم بالمسلمين...؟؟ لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يربي المسلمين فينصرو على الضعف البشري أن ينهضو بتكاليف إقامة الحق والعدل وهذا ما أهلًهم لقيادة البشريه فيما بعد .... حيث وجد أهل البلاد المفتوحه عندهم من الحق والعدل ماجعلهم يدخلون في دينهم ويتمسكون بهم
اللهم ارحم ضعفنا وتجاوز اللهم برحمتك عنا ولا تحاسبنا بما فعلنا واغفر اللهم زلتنا واقل عثراتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير هدي المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
|