الشيخ التائب
ذات مساء ,
خرج الفاروق رضى الله عنه
حاملا درته بين يديه
يتبعه ابن مسعود رضى الله عنه ,
فإذا
هو بضوء نار ,
فأتاه حتى
دخل دارا ,
فإذا بشيخ اشتعل رأسه شيبا
,
جالس وبين يديه
شراب وأمه تغنى ,
فلم يشعر حتى هجم
عليه عمر رضى الله عنه
فقال :
ما رأيت كالليلة منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله !!
رفع الرجل رأسه قائلا :
ياأمير المؤمنين إن ماصنعته أنت أقبح !
تجسست ,
وقد نهيت عن التجسس ,
ودخلت
بغير إذن
.
قال عمر رضى الله عنه :
قال عمر رضى الله عنه :
صدقت .
ثم خرج تجهش عيناه بالبكاء ويقول فى حزن :
ثكلت عمر أمه ,
إن لم يغفر له ربه ,
كان يستخفى به من
أهله ,
فيقول :
الآن
رآنى عمر فيتتابع فيه
وهجر الشيخ مجلس عمر رضى الله عنه حينا ,
فبينما عمر رضى
الله عنه جالس فى ثلة من الناس
إذا
بالرجل قد جاء شبه
المستخفى حتى جلس فى أخريات المجلس ,
فرآه عمر رضى الله
عنه
قال : على بهذا الشيخ
فأتى فقيل له :
أجب أمير المؤمنين
قام الرجل ,
وقد تساوره خوف من عمر رضى الله عنه , وأنه
سيوقع به العذاب ,
بما رأى منه
فقال عمر رضى الله عنه :
أدنه منى , فما زال يدنيه حتى أجلسه
إلى جنبه ,
والتقم أذنه هامسا :
أما
والذى بعث محمدا بالحق
رسولا ماأخبرت أحدا من الناس بما رأيت
منك ,
ولاابن مسعود
فإنه كان معى
قال الرجل فاغرا فاه :
ياأمير المؤمنين أدن منى أذنك ,
فالتقم
أذنه ,
ولا أنا والذى بعث محمدا بالحق
رسولا ماعدت إليه حتى
جلست مجلسى هذا
فرفع عمر رضى الله عنه صوته يكبر ,
فما يدرى الناس من أى
شئ يكبر
يا رافعا راية الشورى
وحارسها ........... جزاك ربك خيرا عن محبيها
رأى الجماعة لا تشقى البلاد به ......... رغم الخلاف ورأى الفرد يشقيها
غواشيها
جوع الخليفة والدنيــــــــــا بقبضته .......... منزلة فى الزهد سبحان موليها
فمن يبارى أبا حفص وسيرتــــــــه .......... أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلــــوى فقال .......... لها من أين لى بثمن الحلوى
فأشريها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمون بـــــــه ........ أولى فقومى لبيت المال رديها
كذاك أخلاقـــــــــه كانت ومــــــــــا .......... عهدت بعد النبوة أخلاق تحاكيها