هادم اللذات
هادم اللذات ...
ومفرق الجماعات ...
ومخرب الدور والقصور والضيعات ...
وقاطع كل الشهوات ...
ومنهي الآمال والتطلعات ...
أخي
كفى بالموت واعظاً ...
وللحياة مكدراً ...و للقلوب مقطعا...
وللعيون مبكيا... وللذات هادما...
وللجماعات مفرقا... وللأماني قاطعا...
قال الله عز وجل
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ
المــوت حيثُ فراق الأحبة
القبر أول منازل الآخرة
في القبر مَن سيكون معنا ؟
لا أب و لا أم و لا أخ و لا أخت .. !
ستكون لوحدكِ في قبركِ
الموت يأتي بغته و القبر صندوق العمل
ما أصعبه من خبر حين يصل اليك خبر وفاة شخص تعرفه ..
كم يتضح لنا حينها أنها دنيا حقيرة لا تساوي جناح بعوضه
في لحظة ذهبت كل الأحلام و الأماني
في لحظة تحطم كل شئ !
في لحظة ستكون لوحدك في قبرك !
فهل استعدينا بهذا اليوم ؟
يوم سيجتمع من حولك و يسارعون في تغسيلك !
يوم يسارعون أعز الناس من حولك لوضعك في القبر !
يـوم ستكون وحدك بالقــبر ... !
رُحماك يا رب بنا
الموت يأتي بغته .. ! الآ يكفينا غفله ؟
الموت يأتي فجأة .. ! أما آن أن تخشع قلوبنا لذكر الله ؟
الموت ما منه مفر .. ! أما آن أن نكف عن المعاصي ؟
أستحلفكِ بالله .. مَن سينفعكِ في قبرك ؟
القبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار .
مَــن سينفعكِ يومئذ ؟
في كل يوم نقول مات فلان و ماتت فلانة و سيأتي يوم و يُقال عنكِ
ماتت
فلانة
مات فلان
الموت لا يفرق بين صغير و كبير
و ما أكثر موت الفجأة و موت الشباب ..
فما زلتِ تقول إني ما زلت صغير
متى سنفيق من غفلتنا ؟
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا
عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
هل سنفيق من غفلتنا عندما يأتينا الموت ؟
فلنُراجع أنفسنا و لا نحقر من عمل أي معروف أو طاعة .. فلعل شئ
بسيط
يكون سبب لدخولنا الجنة .
تزود مــن الدنيـا فإنـك لا تـدري = إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجـرِ
فكم من صحيحٍ مات من غيـرِ علـةٍ = وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهـم = وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبـرِ
وكم مـن عـروسٍ زينوها لزوجِهـا = وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدر