الاثنين، 31 ديسمبر 2012

اركب معنا






  اركب معنا







روى البيهقي وغيره : 



أنه لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته 


بين الناس .. 

حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده .. 

فقالوا :

ساحر ..

كاهن ..

مجنون ..

لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ولا ينقصون ..

فاجتمع رأيهم على أن يغروه بمال ودنيا ..

فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي ..

وكان من كبارهم ..

فلما دخل عليه حصين ..

قال :

يا محمد ..

فرقت جماعتنا ..

وشتت شملنا ..

وفعلت ..

وفعلت .. 



فإن كنت تريد مالاً جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالاً 


..

وإن أردت نساءً زوجناك أجمل النساء ..

وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ..

ومضى في كلامه وإغرائه

..والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه ..


فلما انتهى من كلامه ..

قال له صلى الله عليه وسلم :

أفرغت يا أبا عمران ..

قال

: نعم ..

قال :

فأجبني عما أسألك ..

قال :

سل عما بدا لك ..

قال :

يا أبا عمران ..

كم إلهاً تعبد ؟

قال : أعبد سبعة ..

ستة في الأرض ..

وواحداً في السماء !!

قال :

فإذا هلك المال .. من تدعوا !؟


قال :

أدعوا الذي في السماء ..

قال :

فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟

قال :

أدعوا الذي في السماء ..

قال :

فإذا جاع العيال ..

من تدعوا ؟

قال :

أدعوا الذي في السماء ..

قال : فيستجيب لك وحده ..

أم يستجيبون لك كلهم ..

قال :

بل يستجيب وحده ..

فقال صلى الله عليه وسلم:

يستجيب لك وحده ..

وينعم عليك وحده ..

وتشركهم في الشكر ..

أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك ..

قال حصين :

لا ..

ما يقدرون عليه ..

فقال صلى الله عليه وسلم :

يا حصين ..

أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ..

فقيل إنه أسلم فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم

دعاء يدعو به..

عمرو بن الجموح رضي الله عنه




عمرو بن الجموح رضي الله عنه





عمرو بن الجموح رضي الله عنه


كانت الدنيا مليئة بالمشركين .. هذا يدعو صنماً .. وذاك يرجو قبراً ..
والثالث يعبد بشراً .. والرابع يعظم شجراً ..
نظر إليهم ربهم فمقتهم عربهم وعجمهم .. إلا بقايا من موحدي أهل الكتاب ..
وكان من بين هؤلاء السادرين ..
سيد من السادات .. هو عمرو بن الجموح ..
كان له صنم اسمه مناف .. يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه ..
مناف .. هو مفزعه عند الكربات .. وملاذه عند الحاجات ..
صنم صنعه من خشب .. لكنه أحب إليه من أهله وماله ..
وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه وطييبه وتلبيسه ..
وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا .. حتى جاوز عمره الستين سنة ..
فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .. وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه .. داعيةً ومعلماً لأهل المدينة .. أسلم ثلاثة أولاد لعمرو بن الجموح مع أمهم دون أن يعلم ..
فعمدوا إلى أبيهم فأخبروه بخبر هذا الداعي المعلم وقرؤوا عليه القرآن .. وقالوا : يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى في  اتباعه ؟
فقال : لست أفعل حتى أشاور مناف فأَنظُرَ ما يقول !!
ثم قام عمرو إلى مناف .. وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أصنامهم جعلوا خلف  الصنم عجوزاً تجيبهم بما يلهمها الصنم في زعمهم ..
أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف .. وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى .. فوقف بين يدي الصنم .. معتمداً على رجله الصحيحة .. تعظيماً واحتراماً .. ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال :
يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف .. فلم يردَّ الصنم شيئاً .. فأعاد عليه فلم يجب ..
فقال عمرو : لعلك غضبت .. وإني ساكت عنك أياماً حتى يزول غضبك ..
ثم تركه وخرج .. فلما أظلم الليل .. أقبل أبناؤه إلى مناف ..
فحملوه وألقوه في حفرة فيها أقذار وجيف ..
فلما أصبح عمرو دخل إلى صنمه لتحيته فلم يجده ..
فصاح بأعلى صوته : ويلكم !! من عدا على إلهنا الليلة .. فسكت أهله ..
ففزع ..واضطرب ..وخرج يبحث عنه ..فوجده منكساً على رأسه في الحفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لمكانه..
وقال له : أما والله يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لأخزيته ..
فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إلى الصنم .. فحملوه وألقوه في تلك الحفرة المنتنة ..
فلما أصبح الشيخ التمس صنمه .. فلم يجده في مكانه ..
فغضب وهدد وتوعد .. ثم أخرجه من تلك الحفرة فغسله وطيبه ..
ثم ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يخرجه كل صباح فلما ضاق بالأمر ذرعاً راح إليه قبل منامه وقال : ويحك يا مناف إن العنز لتمنع أُسْتَها ..
ثم علق في رأس  الصنم سيفاً وقال : ادفع عدوك عن نفسك ..
فلما جَنَّ الليلُ حمل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه في بئر يجتمع فيها النتن .. فلما أصبح الشيخ بحث عن مناف فلما رآه على هذا الحال في البئر قال :
ورب يبـول الثعلبـان برأسه ***  لقد خاب من بالت عليه الثعالب
ثم دخل في دين الله .. وما زال يسابق الصالحين في ميادين الدين ..
وانظر إليه .. لما أراد المسلمون الخروج إلى معركة بدر .. منعه أبناؤه لكبر سنه .. وشدة عرجه .. فأصر على الخروج للجهاد.. فاستعانوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالبقاء في المدينة .. فبقي فيها ..
فلما كانت غزوة أحُد .. أراد عمرو الخروج للجهاد .. فمنعه أبناؤه .. فلما أكثروا عليه .. ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. يدافع عبرته .. ويقول : ( يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد ..
قال : إن الله قد عذرك ..
فقال .. يا رسول الله .. والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ..
فأذن له صلى الله عليه وسلم بالخروج .. فأخذ سلاحه وقال : اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي ..
فلما وصلوا إلى ساحة القتال .. والتقى الجمعان .. وصاحت الأبطال .. ورميت النبال ..
انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام .. ويقاتل عباد الأصنام ..
حتى توجه إليه كافر .. بضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ..
فدفن رضي الله عنه .. ومضى مع الذين أنعم الله عليهم ..
وبعد ست وأربعين سنة في عهد معاوية رضي الله عنه ..
نزل بمقبرة شهداء أحد .. سيل شديد .. غطّى أرض القبور ..
فسارع المسلمون إلى نقل رُفات الشهداء .. فلما حفروا عن قبر عمرو بن الجموح .. فإذا هو كأنه نائم ..  ليّن جسده .. تتثنى أطرافه .. لم تأكل الأرض من جسده شيئاً ..
فتأمل كيف ختم الله له بالخير لما رجع إلى الحق لما تبين له ..
بل انظر كيف أظهر الله كرامته في الدنيا قبل الآخرة .. لما حقق لا إله إلا الله ..
هذه الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات .. وفطر الله عليها جميع المخلوقات .. وهي سبب دخول الجنة ..
ولأجلها خلقت الجنة والنار .. وانقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار .. وأبرار وفجار ..
فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين ..

رباه يا ذا الفضل والإحسان




رباه يا ذا الفضل والإحسان












رباه يا ذا الفضل والإحسان *** أنت الرحيم وغافر الزلاّتِ


فلك المحاسن كلها بتمامها *** أنتَ الكريم ومٌنزل الرحماتِ


أنت المرجّى للحوائج كلها *** أنتَ الجواد مفرج الكرباتِ


أنت الحليم بمن عصى وتجرءا *** أرجوك ربي فامسح العثراتِ


أدعوك بالليل البهيم منادياً *** أنا تائبٌ لك أرفع الدعواتِ


أدعوك يا رباه يا رب العلا *** أحسن وقوفي يوم ذي الحسراتِ


ما أنتِ يا دنيا بدار قرارنا *** ما أنت إلا بؤرة الآفاتِ


فأنا الغريق بدعوة الشيطان إذ *** دوماً بلهوي راقدٌ بسباتِ


فاللهو يسرق وقتنا في لمحة *** والعمر يمضي مسرع الخطواتِ


واليوم أرجوا رحمة المنان لي *** قبل الرحيل أنازع السكراتِ


يا ربي أغفر زلتي وخطيئتي *** فأنا المقر بذنبي في الخلواتِ


أدعوك يا من تسمع الأبيات أن *** تنجوا بنفسك عن ردى اللذاتِ


سارع فأن الموت بالمرصاد جاء *** وعجل بخيرٍ واسكب العبراتِ


فالحق يسموا بالصحاب وقربهم *** كالنور يجلي ظلمة الشهواتِ


أملأ فؤادك بالتقى وبهمةٍ *** ترجوا الإله برفعت الدرجاتِ


قلها معي أنا تائبُُُ بل نادمُ *** عما جرى بصادق الدمعاتِ


تلك النصيحة أجتبيها للذي *** يخشى سعيراً تطلق الزفراتِ








سلطان بن سراي الشمري



... ((((( أنا تائب ،، نعم تائب ))))) ...










... (((((  أنا  تائب  ،، نعم  تائب  ))))) ...











{ َتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

وقال الله تعالى:

{ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }

وجاء في الصحيح

من حديث الأغر المزني t أن رسول الله r

قال :"

 يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة  






فقلها أخي المبارك معي من أعماقِ قلبك

وينطق بها لسانك وتعمل بها جوارحك قلها معي بملء فيك

 ... (((((  أنا  تائب  ،، نعم  تائب  ))))) ...

قلها معي أنا تائبٌ بل نادمٌ   ****   عما جرى بصادق الدمعات
            تلك النصيحة أجتبيها للذي  ****   يخشى سعيراً تطلق الزفرات



* فيا من أطلق لنفسه العنان ولم يرع العظيم المنان  ؟!

* إلى متى وأنت تتخبط في وحل الرذيلة والمعصية ؟!

* ألم يحن بعد وقت الرجوع إلى الله تبارك وتعالى ؟!

* أما آن لك أن تفيق من غفلتك وسكرة ذنبك وتنطرح بين يدي مولاك ؟!

* أما آن لك أن تعرف قدرك ومن تبارز بذنبك ؟!

فأنت يا هذا مخلوقٌ ضعيف أولك نطفة مذره ،

 وفي بطنك تحمل العذره وآخرك جيفة قذره ،

 فعلى ماذا تعصى الله يا مسكين !!

وهل عرفت من تبارز بذنبك !!

إنه الله الجبار الذي بيده ملكوت السموات والأرض !!

ملك الملوك ذو الطول شديد العقاب !!!



 والعجب أنهم يرجون الجنة ولا يعملون لها

ولا يسعون لأسبابها والله المستعان ...

     تـصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى

ولـقد عـلمنا أُخرج الأبوين  من

درج الجـنان لـدى النعيم الخالدِ

مـلكوتها الأعـلى بـذنب واحدِ

 : قال رسول r :"

 والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم

ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم


قال الله تعالى :

 { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ }

1 الإقلاع عن الذنب في الحال .

2- الندم على فعلها :

3- العزم على ألا يعود :

  ".
4- رد المظالم إلى أهلها أو التحلل منهم :


5- الإخلاص :
  .
6- أن تكون في زمن التوبة : 


وزمن التوبة الصحيحة المقبولة على نوعين :

النوع الأول :

باعتبار كل إنسان بحسبه وهو أن يبلغ الإنسان

 أجله فيصل إلى حد الغرغرة فإنه عندئذٍ لا تُقبل توبته ،

 قال تعالى :

{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ }



سلطان بن سراي الشمري

(حكاية ملك الموت مع رجل أسرف على نفسه فى جمع المال)








 

(حكاية ملك الموت مع رجل أسرف على نفسه فى جمع المال)








استكثروا من الحكايات فإنها دُررُ،فربما كانت فيها الدُرة اليتيمة.


عن يزيد بن ميسرة قال:كان رجل ممن مضى جمع مالا وولدا فأوعى،ثم أقبل على نفسه وهو أهله،فقال:انعمنى سنين،فأتاه ملكُ الموتُ،فقرع الباب،فخرجوا إليه وهو متمثل مسكين،فقال لهم:ادعوا لى صاحب الدار،وصنع مثل ذلك.
وقال أخبروه أنى ملك الموت.

فلما سمع سيدهم قعد فزعا،وقال:لينُوا له بالكلام،فقالوا:ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك،قال:لا.
فدخل عليه،فقال له:قُم فأوص ما كنت موصيا،فإنى قابض نفسك قبل أن أخرج،فصاح أهله،وبكوا،ثم قال:افتحوا الصناديق والتوابيت وافتحوا أوعية المال،وافتحوا أوعية الذهب والفضة،ففتحوها جميعا.


فأقبل إلى المال يلعنه ويسبه ويقول:لُعنت من مال،أنت الذى أنسيتنى ربى تبارك وتعالى،وأغفلتنى عن العمل لآخرتى حتى بلغنى أجلى،فتكلم المال،فقال:لا تسبنى،ألم تكن وضيعا فى أعين الناس فرفعتك؟ ألم يُر عليك من أثرى وكنت تحضر سدد الملوك فتدخل،ويحضر عباد الله الصالحون فلا يدخلون؟ ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادةفتُنكح؟ ويخطب عباد الله الصالحون فلا يُنكحون؟ ألم تكن تنفقنى فى سبيل الجبت والطاغوت فلا أتعاصى،ولو أنفقتنى فى سبيل الله لم أتعاص عليك؟فأنت اليوم ألوم منى ! إنما خُلقتُ أنا و أنتم يا بنى آدم من تراب،فمنطلق ببر ومنطلق بإثم،فهكذا يقول المال،فاحذروا






استكثروا من الحكايات فإنها دُررُ،فربما كانت فيها الدُرة اليتيمة.






السبت، 29 ديسمبر 2012

العجب من صبر أم جميل





العجب من صبر أم جميل








 
قال الأصمعي :


 خرجت أنا وصديق لي الى البادية ، فضللنا 



  الطريق ،فاذا نحن بخيمة على يمين الطريق فقصدنا نحوها


فسلمنا فاذا عجوز تردُ السلام ، ثم قالت : من أنتم ؟ قلنا قوم ضللنا الطريق،وأَنِسْنا بكم ، وقوم جياع ،فقالت :


ولُّو وجوهكم حتى أقضي ما أنتم له أهل .


ففعلنا وجلسنا على فراش ألقتُه لنا ، واذا ببعير مُقبل وعليه راكب ، واذابها تقول : أسال الله بركة المُقبل ، أما البعير


فبعير ولدي وأما راكبه فليس بولدي .


فجاء الراكب فقال : يا أم عقيل السلام عليكِ ، أعظم الله أجرك في عقيل ! فقالت : ويحك أوقد مات عقيل ؟قال : نعم



قالت : ماسبب موته ؟ قال : ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر .


فقالت : انزل ،ودفعت له كبشاً ونحن مدهوشون ، فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام ،فجعلنا نتعجب من صبرها .



فلما فرغنا ،قالت : هل فيكم أحداً يحسن من كتاب الله عزوجل شيئاً. قلنا :نعم ،قالت : فاقرؤوا علي آيات أتعزى بها



عن ابني ،قال :قلت:
(وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من


ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون).

قالت :آلله انها لفي كتاب الله؟قلت :والله انها لفي كتاب الله ، قالت : انا لله وانا اليه راجعون ،صبراًجميلاً وعند الله


أحتسب عقيلاً.....


اللهم اني فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ماوعدتني ،ولوبقي أحداً لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته .قال :


فخرجنا ونحن نقول: ما أكمل منها ولا أجزل ،لما علمت أن الموت لامدفع ولامحيص عنه ، وأن الجزع لايجدي نفعاً ،وأن


البكاء لايرد هالكاً ،رجعت الى الصبر الجميل والرضا بقضاء السميع العليم ،فاحتسبت ابنها لله عزوجل ذخيرة نافعة


ليوم الفقر والفاقة

 

((قصة إبتلاء و صبر أبو قلابه ))







((قصة إبتلاء و صبر أبو قلابه ))







قال أبو إبراهيم ،كنت أمشي في صحراء ، فضللت الطريق ، فوقفت على خيمة قديمة فنظرت فيها فإذا رجل جالس على الأرض بكل هدوء ، وإذا هو قد قطـّعت يداه ، وإذا هو أعمى ، وليس عنده أحد من أهل بيته ، رأيته يتمتم بكلمات ، اقتربت منه وإذا هو يردّد قائلاً : الحمد لله الذي فضّلني على كثير ممـّن خلق تفضيلاً ، الحمد لله الذي فضّلني على كثير ممـّن خلق تفضيلاً .
فعجبت من كلامه وجعلت أنظر إلى حاله ، فإذا هو قد ذهبت أكثر حواسه ، وإذا هو مقطوع اليدين ، أعمى العينين ،وإذا هو لا يملك لنفسه شيئاً ، نظرت حوله ، أبحث عن ولد يخدمه ، أو زوجة تؤانسه ، لم أر أحداً ، فأردتُ أن أمضي ، شعر بحركتي ، فسأل : من ؟ من ؟
قلت : السلام عليكم ، أنا رجل ضللت الطريق ، ووقفت على خيمتك ، وأنت الذي من أنت ؟ ولماذا تسكن وحدك في هذا المكان ؟ أين أهلك ؟ ولدك ؟ أقاربك ؟
فقال : أنا رجل مريض ، وقد تركني الناس ، وتوفـّي أكثر أهلي 
قلت : لكني سمعتك تردد : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً !! فبالله عليك ! فضلك بماذا ؟!! وأنت أعمى ، فقير ، مقطوع اليدين ، وحيد ،
فقال : سأحدثك عن ذلك ، ولكن سأطلب منك حاجة ، أتقضيها لي ؟
قلت : أجبني ، وأقضي حاجتك .
فقال : أنت تراني قد ابتلاني الله بأنواع من البلاء ، ولكن : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..أليس الله قد أعطاني عقلاً ؟ أفهم به ، وأتصرف وأفكر ؟ قلت : بلى ، قال : فكم يوجد من الناس مجانين ؟ قلت : كثير .. قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .
أليس الله قد أعطاني سمعاً ؟ أسمع به أذان الصلاة .. وأعقل به الكلام .. وأعلم ما يدور حولي ؟ قلت : بلى .قال : فكم يوجد من الناس .. صمٌ لا يسمعون ؟ قلت : كثير ..
قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .أليس الله قد أعطاني لساناً ؟ أذكر به ربي وأبين به حاجتي ؟ قلت : بلى .. قال : فكم يوجد من الناس بكمٌ .. لا يتكلمون ؟قلت : كثير .. قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد جعلني مسلماً ، أعبد ربي .. وأحتسب عنده أجري .. وأصبر على مصيبتي ؟؟ قلت : بلى ..قال : فكم يوجد من الناس من عباد الأصنام والصلبان .. وهم مرضى .. قد خسروا الدنيا والآخرة ..؟!!قلت : كثير .. قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .
ومضى الشيخ يعدّد نعم الله عليه .. وأنا أزداد عجباً من قوة إيمانه .. وشدّة يقينه .. ورضاه بما أعطاه الله ..كم من المرضى غيره .. ممن لم يبتلوا ولا بربع بلائه ..ممن شلـّهم المرض .. أو فقدوا أسماعهم أو أبصارهم ..أو فقدوا بعض أعضائهم ..ويعتبرون أصحاء لو قارناهم به .. ومع ذلك .. عندهم من الجزع والتشكي .. والعويل والبكاء ..بل وضعف الصبر وقلـّة اليقين بالأجر .. ما لو قـُسّم على أمـّة لوسعهم ..سبحت بتفكيري بعيداً .. ولم يقطعه عليّ إلا قول الشيخ ..
هاه ..!! أأذكر حاجتي ..؟ هل تقضيها .. ؟
قلت : نعم .. ما حاجتك ؟!
فخفض رأسه قليلاً .. ثم رفعه وهو يغص بعبرته وقال :لم يبق معي من أهلي إلا غلام لي .. عمره أربع عشرة سنة ..هو الذي يطعمني ويسقيني .. ويوضـّئني .. ويقوم على كلّ شأني وقد خرج البارحة يلتمس لي طعاماً .. ولم يرجع إلى الآن .. ولا أدري .. أهو حيّ يُرجى .. أم ميـّت ينسى ..وأنا كما ترى .. شيخ كبير أعمى .. لا أستطيع البحث عنه .
فسألته عن وصف الغلام .. فأخبرني ..فوعدته خيراً ثم خرجت من عنده .. وأنا لا أدري كيف أبحث عن الغلام .. وإلى أي جهة أتوجـّه ؟! فبينما أنا أسير .. ألتمس أحداً من الناس أسأله عنه إذ لفت نظري قريباً من خيمة الشيخ جبل صغير .. عليه سرب غربان قد اجتمعت على شيء .. فوقع في نفسي أنها لم تجتمع إلا على جيفة أو طعام منثور ..فصعدت الجبل .. وأقبلت إلى تلك الطيور فتفرقت ..
فلما نظرت إلى مكان تجمعها .. فإذا الغلام الصغير ميت مقطع الجسد .. وكأن ذئباً قد عدا عليه .. وأكله ثمّ ترك باقيه للطيور لم أحزن على الغلام بقدر حزني على الشيخ ..نزلت من الجبل .. أجر خطاي .. وأنا بين حزن وحيرة .. هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيره وحده .. أم أرجع إليه وأحدثه بخبر ولده ..؟! توجهت نحو خيمة الشيخ .. بدأت أسمع تسبيحه وتهليله ..كنت متحيراً .. ماذا أقول .. وبماذا أبدأ .. 
مرّ في ذاكرتي قصة نبي الله أيوب عليه السلام ..فدخلت على الشيخ .. وجدته كسيراً كما تركته ..سلمت عليه .. كان المسكين متلهفاً لرؤية ولده ..
بادرني قائلاً : أين الغلام ..
قلت : أجبني أولاً .. أيهما أحبّ إلى الله تعالى أنت أم أيوب عليه السلام ؟
قال : بل أيوب عليه السلام أحبّ إلى الله ..
قلت : فأيكما أعظم بلاءً .. أنت أم أيوب عليه السلام ؟
قال : بل أيوب عليه السلام..
قلت إذن فاحتسب ولدك عند الله .. قد وجدته ميتاً في سفح الجبل .. وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته ..فشهق الشيخ .. ثم شهق .. وجعل يردد ..لا إله إلا الله .. وأنا أخفف عنه وأصبره ..ثم اشتد شهيقه .. حتى انكببت عليه ألقنه الشهادة .. ثم مات بين يدي ..غطيته بلحاف كان تحته ..ثم خرجت أبحث عن أحد يساعدني في القيام بشأنه ..فرأيت ثلاثة رجال على دوابـّهم .. كأنهم مسافرين .. فدعوتهم .. فأقبلوا إليّ .. فقلت : هل لكم في أجر ساقه الله إليكم .. هنا رجل من المسلمين مات .. وليس عنده من يقوم به .. هل لكم أن نتعاون على تغسيله وتكفينه ودفنه ..قالوا : نعم ..فدخلوا إلى الخيمة وأقبلوا عليه ليحملوه .. فلما كشفوا عن وجهه .. تصايحوا : أبو قلابة .. أبو قلابة ..وإذا أبو قلابة .. شيخ من علمائهم .. تكالبت عليه البلايا .. حتى انفرد عن الناس في خيمة بالية .. قمنا بواجبه علينا .. ودفناه .. وارتحلت معهم إلى المدينة ..فلما نمت تلك الليلة .. رأيت أبا قلابة في هيئة حسنة .. عليه ثياب بيض .. وقد اكتملت صورته .. وهو يتمشى في أرض خضراء ..سألته : يا أبا قلابة .. ما صيـّرك إلى ما أرى ؟!
فقال : قد أدخلني ربي الجنة .. وقيل لي فيها


 سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ..

الحكيم والصبي









الحكيم والصبي 






يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏
 
مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏..‏ انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏
 
و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ امسك بهذه
 
الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏
 
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة
 
الحكيم الذي سأله‏:‏ هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة
 
الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏ ارتبك الفتى و اعترف
 
له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏ فقال
 
الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف علي معالم القصر‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف
 
البيت الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية
 
المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلي
 
الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏ فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان
 
عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏ فقال له
 
الحكيم‏:‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏
 
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏
 




أتتك بِحَائنٍ رجلاه







أتتك بِحَائنٍ رجلاه 



  قصة مقتل عُبيد بن الأبرص على يد أبن النعمان 









"أتتْك بحائن رِجْلاه"، والمعنى حملتْه إلى هلاكه رِجْلاه، وقائله الشَّاعر عَبيد بن الأبرص، وقد قدم إلى المنذر بن النعمان يَطمع أن يُدْنِيه ويقرّبه ويصله بالهدايا والأُعْطيات، ولكنَّه وصل إليه في يوم بؤسِه.

وقد كان المنذر بن ماء السماء قد نادمه رجُلان من بني أسد، أحدُهُما خالد بن المضلل، والآخر عمرو بن مسعود بن كلدة، فأغْضباه في بعض المنطق، فأمر بأن يُحْفَر لكل واحد حفيرة بظهر الحيرة، ثم يُجعلا في تابوتين، ويدفنا في الحفرتين، ففُعِل ذلك بهما، حتَّى إذا أصبح سأل عنهُما، فأُخْبِر بهلاكهما، فندم على ذلك وغمَّه، ثم ركب المنذر حتى نظر إليهما، فأمر ببناء الغريين عليهما، فبُنِيا عليهما، وجعل لنفسه يومَين في السَّنة يجلس فيهما عند الغريين، يُسمي أحدهما يوم نعيم، والآخر يوم بؤس، فأول من يطلع عليه يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل شومًا؛ أي: سودًا، وأول مَن يطلع عليه يوم بؤْسِه يعطيه رأس ظربان أسود، ثم يأمر به، فيذبح ويغرى بدمه الغريان، فلبث بذلك برهةً من دهْرِه، يقتل في يوم بؤسه مَن يطلع عليه.


ثُمَّ إنَّ عَبيد بن الأبرص كان أوَّل مَن أشرف عليه في يوم بؤسِه، فقال: هلاَّ كان الذَّبح لغيرِك يا عبيد! فقال: أتتْك بحائنٍ رِجْلاه، فأرْسلها مثلاً، فقال له المنذر: أو أجلٌ بلَغ إِناه، فقال له المنذر: أنشِدْني، فقد كان شِعْرك يُعْجبني، فقال عَبيد: حال الجَريض دون القريض، وبلغ الحزام الطبيين، فأرْسلها مثلاً، فقال له النّعمان: أسْمِعني، فقال: المنايا على الحوايا، فأرْسلها مثلاً، فقال له آخَر: ما أشدَّ جزعَك مَن الموت! فقال: لا يرْحل رحلَك مَن ليس معك، فأرْسلها مثلاً، فقال له المنذر: قد أمللْتني، فأرحني قبل أن آمر بك، فقال عَبيد: من عزَّ بزَّ، فأرْسلها مثلاً، فقال المنذر: أنشدني قولك:

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ

فقال عَبيد:
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عَبِيدُ = فَلَيْسَ يُبْدِي وَلا يُعِيدُ
عَنَّتْ لَهُ عَنَّةٌ نَكُودُ = وَحَانَ مِنْهَا لَهُ وُرُودُ


فقال له المُنذر: يا عَبيد، ويْحَك، أنشِدْني قبل أن أذبَحك، فقال عبيد:
وَاللَّهِ إِنْ مِتُّ لَمَا ضَرَّنِي = وَإِنْ أَعِشْ مَا عِشْتُ فِي وَاحِدَهْ

فقال المنذِر: إنَّه لا بدَّ من الموت، ولو أنَّ النعمان عرضَ لي في هذا اليَوم لذبحتُه، فاختر إن شئت الأكحل، وإن شئت الأبجل، وإن شئت الوريد، فقال عَبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد وارِدُها شرُّ وراد، وحاديها شرُّ حاد، ومعادها شر معاد، ولا خيْر فيه لمرتاد، وإن كنت لا مَحالة قاتلي فاسْقِني الخَمْر، حتَّى إذا ماتت مفاصلي، وذهلتْ لها ذواهلي، فشأنك وما تريد، فأمر المنذر بِحاجته من الخمر، حتى إذا أخذتْ منه، وطابت نفسه، دعا به المنذر، ليقتُله، فلمَّا مثل بين يديْه أنشأ يقول:
وَخَيَّرَنِي ذُو البُؤْسِ فِي يَوْمِ بُؤْسِهِ = خِصَالاً أَرَى فِي كُلِّهَا المَوْتَ قَدْ بَرَقْ
كَمَا خُيِّرَتْ عَادٌ مِنَ الدَّهْرِ مَرَّةً = سَحَائِبَ مَا فِيهَا لِذِي خِيرَةٍ أَنَقْ
سَحَائِبَ رِيحٍ لَمْ تُوَكَّلْ بِبَلْدَةٍ = فَتَتْرُكَهَا إِلاَّ كَمَا لَيْلَةِ الطَّلَقْ

فأمر به المنذر، ففُصِد، فلمَّا مات غري بدمه الغريان".

=========
من جيِّد شعره:
الخَيْرُ يَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ = وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ

اسمه ونسبه:
قال أبو عمرو الشيباني: هو عَبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.

شاعرٌ فحْل فصيح من شُعَراء الجاهليَّة، وجعله ابنُ سلام في الطبقة الرَّابعة من فحول الجاهليَّة، وقرن به طَرَفَة وعلْقمة بن عبدة وعدي بن زيد.

شاعِر ضائع الشِّعر أخبرنا أبو خليفة، عن محمَّد بن سلام، قال: عَبيد بن الأبرص قديم الذِّكْر، عظيم الشُّهرة، وشعره مضطرِب ذاهب، اشتهر قوله:
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ

هلك عَبيد كما هلك كثيرٌ من الشعراء على أعتاب الملوك و ظلمهم؛ {إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34].

لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ ** لم يزل في أَضلُعي برقٌ ورعدُ





لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ  


 










قصيدة للدكتور غازي القصيبي :

رحمة الله عليه




لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ! ** لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ

أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـه ** أنا خيلُ الله نحو النصر تعـدو

أنـا تاريخـي.. ألا تعـرفهُ؟ ** خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ

أنـا صحرائي التي ما هُزِمتْ ** كلّمـا استشـهدَ بنـدٌ ثار بنـدُ

قسـماً ما قفـز الخـوف إلى ** قبضة الفارس.. ما اهتزَّ الفرندُ

ما دعانـا الفتحُ إلا شمخـتْ ** هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ 

**

لا تهيِّئ كفني.. ما زال لـي ** في صمودِ القِمم الشمّاءِ وعـدُ

لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي ** لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ

لا يغـرَّنـّك نصـلٌ موغلٌ ** في عروقـي.. فأنـا منه أحدُّ

لا يغـرَّنّـك عبـدٌ مرجفٌ ** بانتهائي.. لا يُخيفُ الحُرَّ عبـدُ

لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي ** لـي مع الثـأر مواثيقٌ وعَهـدُ

أومأتْ لي عـزّةٌ مجروحةٌ ** ودعتني من خيام الأسـر هِنـدُ

وبـدا لـي مسجـدٌ مكتئبٌ ** دنَّستـهُ بوحـولِ البَغي رُبْـدُ

ذكرَ الإسـراءَ فاهتـزَّ أسى ** ولإسرائيـلَ في المحرابِ جندُ

أيها المسجد يا مسرى الهُدى ** إنّ وعـدَ الله حـقٌّ لا يُصَـدُّ

الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا ** وغداً يمضي الصليبُ المستجدُّ 

**

قلْ لمن طار به الوهمُ اتئدْ ! ** ليس للظامئ في الأوهام وردُ

أيَّ سلم ترتجي من رجـل ** يدهُ بالخنجـر الدامـي تُمـدُّ

أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـل ** ضـجَّ في أعماقه الحقدُ الألدُّ

ديـر ياسيـن على راحتـه ** لعنـةٌ تتبعـهُ أيّـانَ يغـدو

سترى إذ تنجلي عنك الرؤى ** إنّـه للحـربِ لا السّلمِ يُعِدُّ

إنَّ ما ضُيّعَ في ساحِ الوغى ** في سوى ساحتها لا يُستـردُّ

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

درر وحكم من أقوال السلف






درر وحكم من أقوال السلف 




في
الصدق والإخلاص
***************


1. الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه , ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره أن يطلع الناس على السئ من عمله ، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين .
ابن القيم – مدارج السالكين (2/289) (3/186)


2. فلا يكون العبد متحققاً بـ : إياك نعبد إلا بأصلين : أحدهما متابعة الرسول والثاني : الإخلاص للمعبود . 
ابن القيم تهذيب المدارج : 68

3. والإخلاص لله أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده ، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه . 
ابن تيمية /النبوات ص / 147

4. وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته . 
ابن تيمية الفتاوى 10/198

5. بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها . 
ابن تيمية – الصارم المنكي ص/390

6. ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق . ابن رجب كلمة الإخلاص ص/31

7. ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ، ولا زهد إلا بعد التقوى ، والتقوى متابعة الأمر والنهي 
ابن تيمية الفتاوى 1/94

8.اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل إلى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه ، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه .
ابن رجب كلمة الإخلاص ص54

9. فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين. 
ابن تيمية الفتاوى (1/8)

10. إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر .
ابن تيمية الفتاوى (3/277)

11. وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يمده تقوى الرب وحسن القصد 
ابن القيم . أعلام الموقعين (1/69)

12. الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع. 
ابن القيم – مدارج السالكين (2/286)

13. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر .
ابن الجوزي – صيد الخاطر ص 287

14. فالإخلاص هو سبيل الخلاص والإسلام هو مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان. 
ابن القيم – مفتاح دار السعادة (1/74)

15. فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها .
ابن تيمية – الفتاوى (10/602)

16. فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه ، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص ، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله ، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها .
ابن القيم – مدارج السالكين (3/422)


17. الصديقية : كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً . 
ابن تيمية – تهذيب المدارج (399)

18. والصادق مستغرق في شهود الأسماء والصفات قد استولى على قلبه نور الإيمان بها ومعرفتها ودوام ذكرها .
ابن القيم – تهذيب المدارج (544)

19. فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ، ولكن اجذبه وشوقه واحفظ وديعة الله عندك .
ابن القيم – تهذيب المدارج (598)

20. فلا شئ أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل وأنه لا شيء وأنه ممن لم يصح له الإسلام بعد ، حتى يدعى الشرف فيه . 
ابن القيم – تهذيب المدارج(277)

21. وقلب الصادق ممتلئ بنور الصدق ومعه نور الإيمان . 
ابن القيم – مدارج السالكين (2/282)

22. فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده وإرادة وجهه وخشيته وحده ، ورجاءه وحده ، والطلب منه والذل له والافتقار إليه . ابن القيم - مدارج السالكين (202)


23. لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره .
ابن القيم : (الفوائد ص 185)

24. والصادق حقيقة : هو الذي قد أنجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقاءه ومن تكون هذه حاله لا يحتمل سبباً يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه . ابن القيم : تهذيب 401

25. وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً ، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب من أحب وما أحب ، ويبغض من أبغض وما أبغض ، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه . 
ابن القيم : تهذيب 642

26. فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ، والصدق في الأحوال استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص ، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ، فبذلك يكون العبد من الذين جاؤا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامه بها تكون صد يقيته .
ابن القيم : تهذيب 296

27. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء المكروب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد ، فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها . 
ابن القيم : الفوائد ص96

28. ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام وبكمال قوة الإخلاص في ذلك العمل .
ابن رجب : جامع العلوم 2/316


29. لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين . 
ابن القيم : الفوائد ص65

30. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . 
الفتاوى 1/198

31. فإن الإخلاص ينفي أسباب دخول النار ، فمن دخل النار من القائلين لا إله إلا اله فإن ذلك دليل على أنه لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار. 
ابن تيمية الفتاوى 10/261


32. أصدق في الطلب وقد جاءتك المعونة . 
ابن القيم : الفوائد ص127

33. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم . الفوائد ص181

34. من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره . ابن القيم : عدة الصابرين ص82

35. فمن تشبه بأهل الصدق والإخلاص وهو مراءٍ كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب .
عدة الصابرين ص205


36. إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي الله في قلوب العباد حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير . 
ابن حبان : روضة العقلاء ص28

37. فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب .ابن رجب جامع العلوم 2/417


38. فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله . ابن تيمية : مجموع الفتاوى 10/545

39. فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين . 
ابن تيمية الفتاوى 10/215

40. فتفاضل الأعمال عند الله تعالى ، بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها .
ابن القيم : الوابل الصيب ص 22

41. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . 
ابن تيمية: الفتاوى 10/198

42. لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار .
ابن القيم : الفوائد ص267

43. والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك . 
ابن القيم : الفوائد ص292

44. العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه . 
ابن القيم : الفوائد ص89

45. أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص .
ابن القيم : الفوائد ص89

46. والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته ، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة ، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول : لا إله إلا الله ما أمر الزكام.
ابن القيم : مدارج 3/422

47. والصادق تختلف عليه الأحوال ، فتارة يبوح بما أولاه ربه ومن به عليه لا يطيق كتمان ذلك وتارة يخفيه ويكتمه ، لا يطيق إظهاره وتارة يبسط وينشط ، وتارة يجد لسانه قائلاً لا يسكت وتارة لا يقدر ينطق بكلمة وتارة تجده ضاحكاً مسروراً وتارة باكياً حزيناً .
ابن القيم : مدارج 3/442

48. فالصدق والإخلاص هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر إلى بذلك.
ابن القيم : مدارج 3/441)

49. والصديق هو الذي صدق في فعله وقوله وصدق الحق بقوله وفعله فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله ، عكس المنافق الذي ظاهره خلاف باطنه وقوله خلاف عمله . 
ابن القيم : مدارج 3/212

50. كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب. 
ابن القيم : الفوائد ص245

51. لو أبصرت طلائع الصديقين في أوائل الركب ، أو سمعت استغاثة المحبين في وسط الركب ، أو شاهدت ساقة المستغفرين في آخر الركب لعلمت أنك قد انقطعت تحت شجر أم غيلان . ( شجرة السمر ) 
. ابن القيم : الفوائد ص393


52. شجرة الإخلاص أصلها ثابت لا يضرها زعزاع ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) وأما شجرة الرياء فإنها تجتث عند نسمة من كان يعبد شيئاً فليتبعه .
ابن القيم : الفوائد ص395

.53رياء المرائين صَيَّرَ مسجد الضرار مزبلة وخربة (لا تقم فيه أبداً )وإخلاص المخلصين رفع قدر التفث (رب أشعث أغبر ) .. قلب من ترائيه بيد من أعرضت عنه ، يصرفه عنك إلى غيرك ، فلا على ثواب المخلصين حصلت ولا إلى ما قصدته بالرياء وصلت وفات الأجر والمدح فلا هذا ولا هذا . 
ابن القيم : الفوائد ص395

54. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب . ابن القيم : الفوائد ص385
55. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله .
ابن القيم : الفوائد ص328

56. فالله يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق ، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل . 
ابن القيم : الفوائد ص327

57. أصل أعمال القلوب كلها: الصدق .
ابن القيم : الفوائد ص245

58. فأعلى مراتب الصدق : مرتبه الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول , مع كمال الإخلاص للمرسل 
ابن تيمية المدارج ص 396

59. ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى : الحفظ ، الصدق ، صحة الكتاب.
مختصر الكامل لابن عدي ص99

60. إخلاص الدين لله أصل العدل ، كما أن الشرك بالله ظلم عظيم . 
ابن تيمية : الفتاوى 1/87

61. من ترك المألوفات والعوائد مخلصاً صادقاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو أم كاذب .
ابن القيم : الفوائد ص199

62. والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ، ويثيب الصادق بأن يوقفه للقيام بمصالح دنياه وآخرته ، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولامفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب ، قال تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).
ابن القيم : الفوائد ص245

63. وكلما حقق العبد الإخلاص في قول : لا إله إلا الله خرج من قلبه تأله ما يهواه ، وتصرف عنه الذنوب والمعاصي ، كما قال تعالى : ] كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ فعلل صرف السوء والفحشاء بأنه من عباد الله المخلصين وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم ] إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [ وقال الشيطان : ] فبعزّتك لأغوينهم أجمعين .. إلا عبادك منهم المخلصين 
[ ابن تيمية: الفتاوى 10/651
64. ما كان لله بقي .الإمام مالك : الرسالة المستطرفة ص9


65. الإخلاص لله يورث الفهم عن الله . الخطيب البغدادي

66. والمخلصين أطيب الناس عيشاً في هذه الدنيا . الجواب الكافي 

67. ما أسر عبد بسريره إلا أظهرها الله على فلتات لسانه . ابن أبي العز الحنفي : شرح الطحاوية ص152 .
الوابل الصيّب ص / 62 – النبوات ص / 147

68. الصادق مطلوبه رضى ربه وتنفيذ أوامره وتتبع محابه 
ابن القيم : تهذيب 400

69. حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزائم .
ابن القيم : تهذيب 381

70. مع كمال الإخلاص والذكر والإقبال على الله سبحانه وتعالى ، يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين . ابن القيم : مدارج 377


71. فإن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب له لهذه الرؤية : استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها ، وقلة زاده في عينه ، فمن عرف الله وعرف نفسه ، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان.
ابن القيم : مدارج 2/293

72. فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب . 
ابن القيم : مدارج 2/487

73. فاعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم ، بالتعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع . ابن الجوزي : صيد الخاطر ص339

74. والله عز وجل معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ ، وخلع الحول والقوة ، وهو الموفق .
ابن الجوزي : صيد الخاطر ص328

75. فإن الله عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين. 
ابن الجوزي : صيد الخاطر ص387

76.والصادق مضطر أشد الضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرسول في ظاهره وباطنه ، والإقتداء به والتعبد بطاعته في كل حركة وسكون مع إخلاص القصد لله عز وجل 
ابن القيم : مدارج 3/295

77.فإن العبد إذا صدق مع الله رضي الله بعمله وحاله ويقينه وقصده . 
ابن القيم : مدارج 2/295

78. ومن علامة الصادق : أنه لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويستكثر من الأسباب التي تقربه إليه وتدنيه منه ، لا لعلة من علل الدنيا ولا لشهوة من شهواتها ، كما قال عمر بن الخطاب : لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله ، ومكابدة الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر .
ابن القيم : مدارج 3/213

79. الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل به كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به . 
الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص


80. وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلى بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا .
الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص

81. إن العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر . 
الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص

82. فينبغي لطالب العلم أن يخلص في الطلب نيته ، ويجدد للصبر عزيمته ، فإذا فعل ذلك كان جديراً أن ينال منه بغيته . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي 2/179

83. ومن علامات الصادقين : التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة ، والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام ، والإيثار لأمر الله ، والحياء من نظره ، والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول ، وأن يكون نومه غلبه ، وأكله فاقه وكلامه ضرورة، وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به : صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به ، وإذا تكلم انتفع به من سمعه .
ابن القيم : مدارج 2/380

84. وفي القلب فاقه عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغنى بحب الله الذي إن حصل للعبد حصل له كل شئ وإن فاته فاته كل شيء فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غنى سواه ، فالغنى به وبحبه هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره ألبته ، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه حسرات ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح والله المستعان . 
ابن القيم : طريق الهجرتين ص/ 34


85. فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلاهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره ، ولا صلاح لها إلا بمحبته سبحانه ، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ، و.. والمقصود أن إله العبد الذي لا بد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين هو الإله الحق وهو الله الذي كل ما سواه باطل والذي أينما كان فهو معه ، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة .
ابن القيم : طريق الهجرتين ص / 58


86. ولا بد في جميع الواجبات والمستحبات أن تكون خالصة لرب العالمين كما قال تعالى :( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين 
. ابن تيمية : الفتاوى 1/190

87. فمن عمل خيرا ًمع المخلوقين سواءً كان المخلوق نبياً أو رجلاً صالحاً أو ملكاً من الملوك أو غنياً من الأغنياء ، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصاً يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلب من المخلوق جزاءً ولا دعاءً ولا غيره . 
ابن تيمية : الفتاوى 1/188