الأربعاء، 19 فبراير 2014

~ففروا إلى الله~ ||قصيدة في الزهد قوافيها كلها بلفظ الجلالة |(الله)|




  ففروا إلى الله  

قصيدة في الزهد قوافيها كلها بلفظ الجلالة  (الله) 








يا أيها المغتر بالله
... فر من الله الى الله 


ولذ به واسأله من فضله ... فقد نجا من لاذ بالله
وقم له الليل في جنحه ... فحبذا من قام لله
وأتل من الوحي ولو آية... تكسى بها نورا من الله
وعفر الوجه له ساجدا ... فعو وجه ذل من الله
فما نعيم كمناجاته ... لقانت يخلص لله
وابعد عن الذنب ولا تاته... فبعد قرب من الله
يا طالبا جاها بغير التقى ... جهلت ما يدني من الله
لا جاه يوم القضا ... إذ ليس حكم لسوى الله
وصار من يسعد في جنة... عالية في رحمة الله
يسكن في الفردوس في قبة ... من لؤلؤ في جيزة الله
ومن يكن يقضى عليه الشقا ... في جاحم في سخط الله
يسحب في النار على وجهه ... بسابق الحكم من الله
يا عجبا من موقن بالجزا ... وهو قليل الخوف لله
كأنه قد جاءه مخبر ... بأمنه من قبل الله
يا رب جبار شديد القوى ...أصابه سهم من الله

فأنفذ المقتل منه وكم
... أصمت وتصمي أسهم الله 
وغاله الدهر ولم تغنه ... أنصاره شيئا من الله 
واستل قسرا من قصور إلى ... الأجداث واستسلم لله 
مرتهنا فيها بما قد جنى... يخشى عليه غضب الله 
ليس له حول ولا قوة ... الحول والقوة لله 
يا صاح سر في الأرض كيما ترى... ما فوقها من عبر الله 
وكم لنا من عبرة تحتها ... في أمم صارت إلى الله 
من ملك منهم ومن سوقة ... حشرهم هين على الله 
والحظ بعينك أديم السما ... وما بها من حكمة الله 
ترى بها الأفلاك دوارة ... شاهدة بالملك لله 
ما وقفت مذ اجريت لمحة ... أو دونها خوفا من الله 
وما عليها من حساب ولا ... تخشى الذي يخشى من الله 
وهي وما غاب وما قد بدا ... من آية في قبضة الله 
توحد الله على عرشه ...في غيبة فالأمر لله 
وما تسمى أحد في السما
... والأرض -غير الله- بالله

إن حمى الله منيع فما ... يقرب شيء من حمى الله 
لا شيء في الأفواه أحلى من 
....... التوحيد والتمجيد لله
ولا اطمأن القلب إلا لمن ... يعمره بالذكر لله

وإن رأى في دينه شبهة
... أمسك عنها خشية الله 
أو عرضته فاقة أو غنى ... لاقاهما بالشكر لله 
ومن يكن في هديه هكذا... كان خليقا برضى الله 
وكان في الدنيا وفي قبره... وبعده في ذمة الله
وفي غد تبصره آمنا ... لخوفه اليوم من الله 
ما أقبح الشيخ الذي إذا ما صبا... وعاقه الجهل عن الله 
وهو من العمر على بازل... يحمله حثا الى الله 
هلا اذا أشفى رأى شيبه ... ينعاه فاستحيى من الله 
كأنما رين على قلبه ... فصار محجوبا عن الله 
ما يعذر الجاهل في جهله ...فضلا عن العالم بالله 
داران لا بد لنا منهما ... بالفضل والعدل من الله 
ولست أدري منزلي منهما... لكن توكلت على الله 
فاعجب لعبد هذه حاله ... كيف نبا عن طاعة الله 
واسوأتا إن خاب ظني غدا... ولم تسعني رحمة الله 
وكنت في النار أخا شقوة... نعوذ من ذلك بالله 
كم سوءة مستورة عندنا ... يكشفها العرض على الله

في مشهد فيه جميع الورى
... قد نكسوا الأذقان لله 
وكم ترى من فائز فيهم ... جلله ستر من الله 
فالحمد لله على نعمة ... الإسلم ثم الحمد لله 

====


لأبي إسحاق
إبراهيم بن مسعود الألبيري الأندلسي
رحمه الله وغفر له




الجمعة، 14 فبراير 2014

اذكر الموت










اذكر الموت








إخواني : أكثروا من ذكر هاذم اللذات وتفكروا في انحلال بناء اللذات ، وتصوروا مصير الصور إلى الرفات ، وأعدوا عدةً تكفي في الكفات ، واعلموا أن الشيطان لا يتسلط على ذاكر الموت ، وإنما إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة .
قال الحسن : إن الموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب به فرحاً .
وقال يزيد بن تميم : من لم يردعه الموت والقرآن ، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع .
سئل ابن عياض عن ، ما بال الآدمي تستنزع نفسه ، وهو ساكت ، وهو يضطرب من القرصة ؟ قال : لأن الملائكة توقفه .
يا بن آدم ، مثل تلك الصرعة قبل أن تذر كل غرة فتتمنى الرجعة ، وتسأل الكرة ، كم من محتضر تمنى الصحة للعمل هيهات حقر عليه بلوغ الأمل أو يكفي في الوعظ مصرعه ، أو ما يشفي من البيان مضجعه .. أما فاته مقدوره بعد إمكانه .. أما أنت عن قليل في مكانة .
ولما احتضر عبد الملك بن مروان قال : والله لوددت أني عبد رجل من تهامة أرعى غنيمات في جبالها وأني لم أل .
 وجعل المعتضد يقول عند موته : ذهبت الحيل فلا حيلة حتى صمت .
وقال أبو محمد العجلي : دخلت على رجل في النزع فقال لي : سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي ، وفي الحديث : " أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات ؟! " .
يا من قد امتطى بجهله مطايا المطالع ، لقد ملأ الواعظ في الصباح المسامع ، تالله لقد طال المدى فأين المدامع ؟ أين الذين بلغوا المنى فما لهم في المنى منازع ، رمتهم المنايا بسهامها في القوى والقواطع ، فعلموا أن أيام النعم في زمان الخوادع ، ما زال الموت يدور على الدوام حتى طوى الطوالع ، صار الجندل فراشهم بعد أن كان الحرير فيما مضى المضاجع ، ولقوا الله غاية البلاء في تلك البلاقع ، جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا ، وبنوا مساكنهم فما سكنوا ، فكأنهم كانوا بها ظعناً لما استراحوا ساعة ظعنوا . لقد أمكنت الفرصة أيها العاجز ، ولقد زال القاطع وارتفع الحاجز ، ولاح نور الهدى فالمجيب فائز ، وتعاظمت الرغائب وتفاقمت الجوائر ، فأين الهمم العالية ، وأين النجائز ؟ أما تخافون هادم اللذات والمنى والمناجز . أما اعوجاج القناة دليل الغامز . أما الطريق طويل وفيه المفاوز . أما عقاب العتاب تحوي الهزاهز . أما القبور قنطرة العبور فما للمجاوز . أما يكفي في التنقيص حمل الجنائز . أما العدد كثير فأين المبارز ؟ أما الحرب صعب والهلك ناجز ، والقنا مسوغ والطعن واجز ، والأمر عزيز والرماح البوس نواكز . تالله بطلت الشجاعة من بني العجائز ، وتريد إصلاح نادك والأمر ناشز . إن لم يكن سبق الصديق فليكن توبة ماعز .






الثلاثاء، 11 فبراير 2014

ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره




ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره








 حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسن العبقسي الشاعر، قال: كان لأبي مملوك يسمى مقبل فأبق منه، ولم يعرف له خبر سنين كثيرة، ومات أبي وتغربت عن بلدي، ووقعت إلى نصيبين، وأنا حدث حين اتصلت لحيتي، وأنا مجتاز يوماً في سوق نصيبين، وعلي لباس فاخر، وفي كمي منديل فيه دراهم كثيرة، حتى رأيت غلامنا مقبلاً.
فحين رآني انكب على يدي يقبلها، وأظهر سروراً شديداً بي، وأقبل يسألني عن أبي، وأهلنا، فأعرفه موت من مات، وخبر من بقي.
ثم قال لي: يا سيدي متى دخلت إلى ها هنا، وفي أي شيء ? فعرفته، فأخذ يعتذر من هربه منا.
ثم قال: أنا مستوطن ها هنا، وأنت مجتاز، فلو أنعمت علي وجئت في دعوتي، فأنا أحضر لك نبيذاً طيباً، وغناءً حسناً.
فاغتررت به، بالصبا، ومضيت معه، حتى بلغ بي إلى آخر البلد، إلى دور خراب، ثم انتهى إلى دار عامرة، مغلقة الباب، فدق، ففتح له، فدخل ودخلت.
فحين حصلت في الدهليز، أغلق الباب بسرعة، واستوثق منه، فأنكرت ذلك، ودخلت الدار، فإذا بثلاثين رجلاً بالسلاح، وهم جلوس على بارية، فلم أشك في أنهم لصوص، وأيقنت بالشر.
وبادرني أحدهم، فلطمني، وقال: انزع ثيابك، فطرحت كل ما كان علي، حتى بقيت بسراويل، فحلوا الدراهم التي كانت في منديلي، وأعطوا مقبلاً شيئاً منها، وقالوا: إمض فهات لنا بهذا ما نأكله ونشربه.
فتقدم مقبل، وسار واحداً منهم، فقال له مجيباً: وأي شيء يفوتنا من قتله، إمض فجئنا بما نأكله، فإنا جياع.
فلما سمعت ذلك كدت أموت جزعاً، فقال لهم الغلام، مظهراً للكلام: ما أمضي أو تقتلوه.
فقلت لهم: يا قوم، ما ذنبي حتى أقتل، قد أخذتم ما معي، ولستم ترثوني إذا قتلتموني، ولا لي حال غير ما أخذتموه، فالله الله في.
ثم أقبلت أستعطف مقبلاً، وهو لا يجيبني، ويقول لهم: إنكم إن لم تقتلوه، حتى يفلت، دل السلطان عليكم، فتقتلون كلكم.
قال: فوثب إلي أحدهم بسيف مسلول، وسحبني من الموضع الذي كنت فيه إلى البالوعة ليذبحني.
وكان بقربي غلام أمرد، فتعلقت به، وقلت: يا فتى ارحمني، وأجرني، فإن سنك قريب من سني، واستدفع البلاء من الله تعالى بخلاصي.
فوثب الغلام، وطرح نفسه علي، وقال: والله لا يقتل وأنا حي، وجرد سيفه.
وقام أستاذه بقيامه، وقال: لا يقتل من أجاره غلامي.

واختلفوا، وصار مع الغلام جماعة منهم، فانتزعوني، وجعلوني في زاوية من البيت الذي كانوا فيه، ووقفوا بيني وبين أصحابهم.
فقال لهم رئيسهم: كفوا عن الرجل إلى أن ننظر في أمره، وشتم مقبلاً، وقال: امض، فهات ما نأكله قبل كل شيء، فإنا جياع، وليس يفوتنا قتله، إن اتفقنا عليه.
فمضى مقبل، وجاءهم بمأكول كثير، وجلسوا يأكلون، وترك جماعة منهم الأكل حراسة لي، لئلا يغتالني أحدهم إذا تشاغلوا بالأكل.
فلما أكلوا، انفرد بعض من كان يتعصب لي بحراستي، وأكل من لم يكن أكل منهم.
ثم أفضوا إلى الشراب، فقال لهم مقبل: الآن قد أكلتم، وترك هذا يؤدي إلى قتلكم، فدعوا الخلاف في أمره، واقتلوه.
فوثب من يريد قتلي، ووثب الغلام، ومن معه، للدفع عني، وطال الكلام بينهم، وأنا في الزاوية، وقد اجمع علي من يمنع من قتلي، فصرت بينهم وبين الحائط، إلى أن جرد بعضهم السيوف على بعض.
فقال لهم رئيسهم: هذا الذي أنتم فيه يؤدي إلى تلفكم، وقد رأيت رأياً فلا تخالفوه.
فقالوا: إنا بأمرك.
فقال: أغمدوا السلاح، واصطلحوا، ونشرب إلى وقت نريد أن نخرج من هذه الدار، ثم نكتفه، ونسد فاه، وندعه في الدار، وننصرف، فإنه لا يتمكن من الخروج وراءنا، ولا الصياح علينا.
وإلى أن نصبح من غد، نكون قد قطعنا مفازة، ولا يجرح بعضكم بعضاً، ولا تتفرق كلمتكم.
فقالوا: هذا هو الصواب، وجلسوا يشربون.
وجاء الغلام ليشرب معهم، فقلت له: الله، الله في، تمم ما عملت من الجميل، ولا تشرب معهم، واحرسني، لئلا يثب علي واحد منهم على غفلة، فيضربني ضربة يكون فيها تلف نفسي، ثم لا تتمكن أنت من ردها، ولا ينفعني أن تقتل قاتلي.
فرحمني، وقال: أفعل، ثم قال لاستاذه: أحب أن تترك شربك الليلة، فتفعل كما أفعل.
فجاءا جميعاً فجلسا قدامي، وأنا في الزاوية، أتوقع الموت ساعة بساعة، إلى أن مضى من الليل قطعة.
وقام القوم فتحزموا، ولبسوا ثيابهم، وخرجوا، وبقي الغلام وأستاذه.
فقالا لي: يا فتى، قد علمت أننا قد خلصنا دمك، فلا تكافئنا بقبيح، وهوذا نخرج، ولا نستحسن أن نكتفك، فاحذر أن تصيح.
فأخذت أقبل أيديهما وأرجلهما، وأقول: أنتما أحييتماني بعد الله تعالى، فكيف أكافئكما بالقبيح ? فقالا: قم معنا، فقمت، ففتشنا الدار، حتى علمنا أنه لم يختبئ فيها أحد يريد قتلي.
ثم قالا لي: قد أمنت، فإذا خرجنا فاستوثق من الباب ونم وراءه، فليس يكون إلا خيراً، وخرجا.
فاستوثقت من غلق الباب، ثم جزعت جزعاً عظيماً، ولم أشك أنه يخرج علي من تحت الأرض منهم من يقتلني، وزاد علي الفزع، فأقبلت أمشي في الدار، وأدعو، وأسبح، إلى أن كدت أتلف إعياءً.
وأنست باستمرار الوقت على السلامة، وحملتني عيني، فنمت، فلم أحس إلا بالشمس وحرارتها، على وجهي، من باب البيت.
فقمت، وخرجت أمشي وأنا عريان بسراويلي، إلى أن حصلت في الموضع الذي كنت أسكنه.
وما حدثت أحداً بهذا الحديث مدة، لبقية الفزع الذي داخلني منهم في قلبي.
ثم بعد انقضاء سنة، أو قريب منها، كنت يوماً عند صاحب الشرطة بنصيبين، لصداقة كانت بينه وبين أبي، فما لبث أن حضر من عرفه عثور الطوف على جماعة من اللصوص، بقرية سماها، من قرى نصيبين، وقبضه على سبعة نفر منهم، وفوت الباقين، فأمر بإحضارهم.
فوقع بصري منهم على ذلك الغلام الذي أجارني ذلك اليوم، وعلى أستاذه، ثم على مقبل.
فحين رأيتهم أخذتني رعدة تبينت في، وأخذ مقبل- من بينهم- مثل ما أخذني.
فقال لي صاحب الشرطة: ما لك ? فقلت: إن حديثي طويل، ولعل الله تعالى، أراد بحضوري هذا المجلس، سعادة نفر، وشقاوة نفر.
فقال: هات.
فأقتصصت عليه قصتي مع القوم إلى آخرها، فتعجب، وقال: هلا شرحتها لي فيما قبل، حتى كنت أطلبهم، وأنتصف لك منهم.
فقلت: إن الفزع الذي كان في قلبي منهم، لم يبسط لساني به.
فقال: من الذي كان معك من هؤلاء ? فقلت: هذا الغلام، وأستاذه، وواحد من الباقين، فأمر بحل كتافهم، وتمييزهم من بين أصحابهم.
ودعا بمقبل، فقال له: ما حملك على ما فعلت بابن مولاك ? فقال: سوء الأصل، وخبث العرق.
فقال: لا جرم تقابل بفعلك، وأمر به فضرب عنقه، وأعناق أصحابه الباقين.

ودعا بالغلام، وأستاذه، وصاحبهما، وقال لهما: لقد أحسنتما في فعلكما ودفعكما عن هذا الفتى، فالله يجزيكما عن فعلكما الخير، فتوبا إلى الله من فعلكما، وانصرفا في صحبة الله، مع صاحبكما، ولا تعودا إلى ما أنتما عليه من التلصص، فقد مننت عليكما لحسن صنيعكما بهذا الفتى، فإن ظفرت بكما ثانياً، ألحقتكما بأصحابكما.
فتابا وصاحبهما، وشكروا له، ودعوا، وانصرفوا.
وشكرته أنا أيضاً على ما فعل، وحمدت الله على توفيقي لقضاء حق من أجارني، والانتقام ممن ظلمني.
ثم صار ذلك الغلام وأستاذه من أصدقائي، وكانا يختلفان إلي، ويقولان: قد أقبلنا على حرفنا في السوق، وتركنا التلصص.

جاءه الفرج من حيث لم يحتسب



جاءه الفرج من حيث لم يحتسب











أخبرني أبو الفرج القرشي، المعروف بالأصبهاني، قال: ذكر ابن الكلبي عن أبيه، قال: خرج قيسبة بن كلثوم السكوني، وكان ملكاً، يريد الحج، وكانت العرب تحج في الجاهلية، فلا يعرض بعضها لبعض.
فمر ببني عامر بن عقيل، فوثبوا عليه، وأسروه، وأخذوا ماله، وكل ما كان معه، وألقوه في القد، فمكث فيه ثلاث سنين، وشاع في اليمن، أن الجن استطارته.
فبينما هو في يوم شديد البرد، في بيت عجوز منهم، آيس من الفرج، إذ قال لها: أتأذنين لي أن آتي الأكمة، فأتشرق عليها ? فقد أضر بي البرد.
فقالت له: نعم، وكانت عليه جبة حبرة، لم يترك عليه غيرها.
فمشى في قيوده حتى صعد الأكمة، ثم أقبل يضرب ببصره نحو اليمن، وتغشاه عبرة، فبكى، ثم رفع طرفه إلى السماء، فقال: اللهم فاطر السماء، فرج لي مما أصبحت فيه.
فبينما هو كذلك، إذ عرض له راكب يسير، فأشار إليه أن أقبل، فأقبل عليه الراكب، فقال له: ما حاجتك ? قال: أين تريد ? قال: أريد اليمن.
قال: ومن أنت ? قال: أبو الطمحان القيني، فاستعبر قيسبة.
فقال أبو الطمحان: من أنت ? فإني أرى عليك سيما الخير ولباس الملوك، وأنت بدار ليس فيها ملك.
فقال: أنا قيسبة بن كلثوم السكوني، خرجت عام كذا وكذا حاجاً، فوثب علي أهل هذا الحي، وصنعوا بي ما  ترى وكشف له عن أغلاله وقيوده، فاستعبر له أبو الطمحان.
فقال له قيسبة: هل لك في مائة ناقة حمراء ? قال: ما أحوجني إلى ذلك.
قال: أنخ، فأناخ.
ثم قال: أمعك سكين ? قال: نعم.
قال: ارفع لي عن رحلك، فرفع له عن رحله، حتى بدا خشب مؤخر الرحل.
فكتب عليه بالمسند، وليس يكتب به غير أهل اليمن:
بلّغن كندة الملوك جميعاً * حيث سارت بالأكرمين الجمال
أن ردوا الخيل بالخميس عجالاً * واصدروا عنه والروايا ثقال
هزئت جارتي وقالت عجيباً * إذا رأتني في جيدي الأغلال
إن تريني عاري العظام أسيراً * قد براني تضعضع واختلال
فلقد أقدم الكتيبة بالسي * ف عليّ السلاح والسربال
وكتب تحت الشعر إلى أخيه، أن يدفع لأبي الطمحان مائة ناقة حمراء، ثم قال له: أقرىء هذا قومي، فإنهم سيعطونك مائة ناقة حمراء.
فخرج تسير به ناقه، حتى أتى حضرموت فتشاغل بما ورد له، ونسي أمر قيسبة، حتى فرغ من حوائجه.
ثم سمع نسوة من عجائز اليمن، يتذاكرن قيسبة، ويبكين، فذكر أمره، فأتى أخاه الجون بن مالك، وهو أخوه لأبيه وأمه، فقال له: يا هذا، أنا أدلك على قيسبة، وقد جعل لي مائة ناقة حمراء.
فقال: هي لك.
فكشف له عن الرحل، فلما قرأه الجون بن مالك، أمر له بمائة ناقة حمراء.
ثم أتى قيس بن معدي كرب الكندي، أبا الأشعث بن قيس، فقال له: يا هذا إن أخي في بني عامر بن عقيل أسيراً، فسر معي بقومك لنخلصه.
فقال له قيس: تسير تحت لوائي، حتى أطلب ثأرك وأنجدك، وإلا فامض راشداً.
فقال له الجون: مس السماء أيسر من ذلك، وأهون علي مما جئت به.
فجئت السكون ثم فاءوا، ورجعوا، وقالوا له: وما عليك من هذا ? هو ابن عمك، ويطلب لك بثأرك، فأنعم له بذلك.
وسار قيس، وسار معه الجون تحت لوائه، وكندة والسكون معه، فهو أول يوم اجتمعت فيه السكون وكندة لقيس وبه أدرك الشرف، فسار حتى أوقع ببني عامر بن عقيل، فقتل منهم مقتلةً عظيمةً، واستنقذ قيسبة، فقال في ذلك سلامة بن صبيح الكندي:
لا تشتمونا إذ جلبنا لكم * ألفي كميت كلّها سلهبه
نحن أبلنا الخيل في أرضكم * حتّى ثأرنا منكم قيسبه
واعترضت من دونها مذحج * فصادفوا من خيلنا مشغبه


جاءه الفرج من حيث لم يحتسب

السبت، 8 فبراير 2014

كُنْ كالسَّحَابِ




كُنْ كالسَّحَابِ خفيفاً يمُرْ فيمْحُو عنِ الأَرْضِ كلَّ اكْتِئَابِ







كُنْ كالسَّحَابِ خفيفاً يمُرْ فيمْحُو عنِ الأَرْضِ كلَّ اكْتِئَابِ






يحكى أن عصفورا رأى فخا في التراب

فقال له: من أنت؟

فقال الفخ: أنا عبد من عبيد الله.

قال العصفور: فلم جلست على التراب؟

قال الفخ: تواضعا لله.

قال العصفور: فلم انحنى ظهرك؟

قال الفخ: من خشية الله.

قال العصفور: فلم شددت وسطك؟

قال الفخ: للخدمة.

قال العصفور: وما هذه القصبة؟

قال الفخ: هذه عصاي أتوكأ عليها.

قال العصفور: فما هذه الحبة؟

قال الفخ: أتصدّق بها.

قال العصفور: أيجوز أن ألتقطها؟

قال الفخ: إن احتجت فافعل.

فدنا العصفور من الحبة فانطبق عليه الفخ فصاح العصفور ألما.

فقال الفخ: قل ما شئت فما لخلاصك من سبيل.

فقال العصفور: اللهم أعوذ بك من شخص ذلك قوله وهذا فعله!!

اتعرف يا أخي و يا أختي من هو الفخ ؟؟!!

الفخ هو الدنيا التى تعمى من أعمى الله ابصارهم

تلك الدنيا الفانية ...

أما العصفور فهو أنا و أنت أيها الإنسان

فإياكم والوقوع في هذا الفخ











الأربعاء، 5 فبراير 2014

شعر يافعي




شعر يافعي 







  
المقدمة صورة










يالله يارحـــمـن ياغايـــة مـــرادي والطلـــــــب *** رضاك ياربـــاه ياغــوثـــاه ياخيـــــــر الطــــلاب

باسمائك الحسنى ولك ندعــوك ياجالي الـكرب *** ياحي ياقيوم من له بـــك رجـــاء ما قــط خـاب

يـاواحــــد وحــده تعــالـى الله ذي لــلخلـــق رب *** ياقابل التوبة لعبدك حين يســـتغــــفــر وتـــــاب

والفين صلى الله وسـلم عالنبي خــير العــــرب *** على رسول الله ذي نوره ظهر ولعاد غــــــــاب

قال بن عاطف هزني فوج الصبا والدمع صــب *** ذكرتني روح الوطن عهد الثرى لب اللبـــــــاب

هزه نسيمه في الاشاير والفـلا والفـوج هـــــب *** والشوق حرك من سكن حادي المطايا والركاب

غنى منى قلبي مع صــوت الحليلة والطــــــرب *** لما سمع صوته شجى زال العجى والقلب طاب

من حيث قالي هاه خذ المعنى ولا تحمل شغــب *** افهم بما تسمع وذاك البدع ارويك الـــجـــواب

شف صاحبك لول وحـذرك لا يـغرك من كــــذب *** رع صاحبك لول على عهد الوفا ما قط عـــاب

لا تصحب الا جيد ذي يحضر معك وقت الحنــب *** بيغير لول ساعة الغارة متى ما قـــــــــال واب

الراس قد هو راس حاشى الله ما يرجـع ذنــب *** الراس عرض الراس كل عند وجه ما يهـــاب

الاولــة من عامــل الله نـــال قــصــده والطلــب *** الاعمال بالنيات واقرأ ما تيسر بالكتــــــــــاب

والـثانيـــة مـن سـايـر العـالـــــم تـعـلـــم بالادب *** والعلم كله نور ضوء الشمس ما صده سحاب

والثالثة شــل اللـيانة واســتمح وقت الغضــــب *** الحلم لاهل العلم تطفي نار بالماء العـــــــذاب

الرابعة حمل السلب عاد اللسان احسن ســـلب *** ومن لسانه طيبة يفتح الله لـــه كــــــل بــــاب

الخامسة للهرج فضة كان بالصـــمت الذهــــب *** ان اللسان تقلبه حية لها سبعين نــــــــــــــاب

والسادسة لا تفلح الـفسلة ولا تحمــل عتــــــب *** ومن تكلم بالمحاضـر لاترم شــل العتـــــــــاب

والسابعة كسب المخوة خيرمن كسب الســــلب *** رع شورهم واحد معاديهم تميل واستــــــهاب

والثامنة من شل حمل الكبر يـــتحمــــل تــعـــب *** الكبر كبرية الفتن وراحوا اهله في العــقاب

والتاسعة لا تبيح سرك في رضـــــى ولا غصب *** من بيح سره شلته لرياح هزه له زعـــــــاب

الامر بالمعروف واجــب من ذرى بيـــده صـرب *** من بر ولا من ذره بيبان لك وقت الـــصراب

ورضى بمقسومك وخل الناس يكسب من كسب *** اقنع ويطمع من طمع وتالي الدنيا حســــــاب 

والختم صلى الله على احمد عد مالماطر خصب *** على النبي وآله صلاة الله عدد قطر السحاب


السبت، 1 فبراير 2014

` '•. ¸إلى كل إنســان ¸.•'´








` '•. ¸إلى كل إنســان ¸.•'´







تذكر أن هذه 
الدنيا فانيه ولـن تثمر إلآ بأعمالك الصالحـة
وڵآ تستسلم أمام مغريات 
الشيطان..








` '•. ¸إلى كل مظلوم¸.•'´



تذكر 
أن الله معــاك والحق معك
والظالم سيأتي اليوم الذي يندم فيه على ظلمه 
لك..
ولاتلون حياتك بلون رمادي قاتم وكن موقن بإن الله 
سينصرك.









` '•. ¸إلى كل حـزين¸.•'´

أبتسم 
فالحـياه جميله ڵآتستحق منك كل هذه الآحزان..
ولا تجعل دموعك تنهار معلنا 
إستسلامك للحزن مدى الحياه..









` '•. ¸إلى كل من فقد الأمــل¸.•'´



أنت في بداية درب الأمــل لماذا تفقده!!
لآتجعل 
اليأس يدب في نفسك في أول خطواتك ..
وابني جسر طويل من الأمــل فوق بحار 
اليأس..









` '•. ¸إلى كل من دب اليأس في قلبه¸.•'´



أنت تنظر للحياه بيأس ولآ ترى فيها إلا الغروب ..
حاول أن تنظر 
للمواقف المشرقه في حياتك..
وأنظر لحياتڪ بتفاؤل لتكون كالشمس تشرق كل يوم بأمل 
جديد ..
هي ترحل ولكن تعود بكل تفاؤل..
ولآ تجعل حياتك شمعه تذووووب ولاتعود 
أبداً..








` '•. ¸إلى كل من سافر وأبتعد عنا¸.•'´



حقاً أنت بعيد بالمسافات..
ولكن أنت قريب وتعيش في 
قلوينا..
نحن في إنتظارك فلآ تبتعد كثيراً عن 

أعيننا..









` '•. ¸إلى كل عابس¸.•'´



☺أبتــسم☺ فأنت أجمل بإبتسامتك المشرقهـ..
وتذكر أن الأبتسامه 
أقصر أطرق لقلوب الأخرين..









` '•. ¸إلى كل مـن يبحث عن السعاده¸.•'´



هـل تريد السعادة حقـاً..
هل تظن أنها في جمع 
الأموال والعيش في القصور!!..
الــسعــادهـ الحقه..
هي في طــاعة الله عز 
وجــل ..
فأين أنت من تــلك الســعاده؟! 




` '•. ¸إليـكم أنتم أحبتي¸.•'´



أحببت أهديكم هذه الكـلمآآت لان لها معان كثيره..
فالحياه 
رحله طويلة فخير لنا أن نترك فيها بصماتنا قبل أن نرحل..
أستمتع بكل لحظاتك مع 
أحبابك لانك اليوم معهم وغداً تحت 
التراب..مدفونُ