الجمعة، 31 مايو 2013

من أي الناس أنت ؟؟












من أي الناس أنت ؟؟






قال ابن القيم - رحمه الله -


والناس في الصلاة

على مراتب خمس :



أحدها

مرتبة الظالم لنفسه، المفرط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها .

( فهذا معاقب ).




الثاني 

من يحافظ على مواقيتها، وحدودها، وأركانها
الظاهرة، ووضوئها، لكن قد ضيع مجاهدة نفسه
في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار .

( فهذا محاسب ).




الثالث

من حافظ على حدودها، وأركانها، وجاهد نفسه في
دفع الوساوس والأفكار: فهو مشغول بمجاهدة
عدوه؛ لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد
.

( فهذا مكفر عنه ).




الرابع

من إذا قام إلى الصلاة؛ أكمل حقوقها، وأركانها،
وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها،
لئلا يضيع شياً منها، بل همه مصروف إلى إقامتها
كما ينبغي، وإكمالها، واتمامها، قد استغرق قلبه
شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها .


( فهذا مثاب ).




الخامس

من إذا قام إلى الصلاة؛ قام إليها كذلك، ولكن مع هذا
قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل؛ ناظراً
بقلبه إليه، مراقباً له، ممتلئاً من محبته وعظمته،
كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس
والخطرات، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه.
فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما
بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه
عز وجل قرير العين به

 ( فهذا مقرب من ربه ).




فانظر ... أخي ....

من أي الناس أنت ....؟

الخميس، 30 مايو 2013

قصيده من ذهب للشاعرة / ريوف الشمري























قصيده من ذهب للشاعرة / ريوف الشمري 

قٌـمْ للمغنِّـيْ وفِّـهِ التصفـيـرا

كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا

يا جاهلاً قـدر الغنـاء و أهلِـهِ

اسمع فإنك قـد جَهِلـتَ كثيـرا

أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـذي

غنَّى فرقَّـصَ أرجُـلاً و خُصُـورا

يكفيهِ مجـدا أن يخـدرَ صوتُـهُ

أبنـاء أُمـة أحـمـدٍ تخـديـرا

يمشي و يحمل بالغنـاء رسالـةً

من ذا يرى لها في الحياة نظيرا

يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا

لا يعرفـون قضيـةً و مصيـرا

الله أكبـر حيـن يحيـي حفلـةً

فيهـا يُجعِّـرُ لاهيـاً مـغـرورا

من حوله تجدِ الشباب تجمهـروا

أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا؟


يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ

حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيـرا

يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا

ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا
 
يـا لائمـي صمتا فلستُ أُبالـغُ

فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطيـرا

أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـك

ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـرا


يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى

متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمـورا

ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـنَّ الفتـى

من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا


أقْبِح بهِ يمشي يُدنـدنُ راقصـاً

قتلَ الرجولـةَ فيـهِ و التفكيـرا

لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـةً لـهُ

يَخْلفْ على امٍ قد رعتكَ صغيرا


في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ

دوماً لكـأس الأُغنيـاتِ مُديـرا

إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـهُ

لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا


حاورهُ لكنْ خُـذْ مناديـلاً معـك

خُذها فإنك سوف تبكـي كثيـرا

مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِ

و قليـلِ علـمٍ لا يُفيـدُ نقيـرا


أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـا

و سألتَ عنْ أحلام أو شاكيرا

أو قلت أُكتب سيرةً عن مطـربٍ

لوجدتِـهُ علمـاً بـذاك خبيـرا

أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـظُ

سترى أمامـك حافظـاً نحريـرا

أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالـه

فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيـرا


لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ إذا

سكن الغناءُ به و صـار أميـرا

أيلومني مـن بعـد هـذا لائـمٌ

إنْ سال دمعُ المقلتيـن غزيـرا


بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـي

تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريـرا

تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا

ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيـرا


وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً

فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا

آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لوعـتـي

عيشي غــدا مما أراه مريـرا
 فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا
عَدِّي فأضحى عَدُّهـنَّ عسيـرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـدُ
يشدوا العدا فرحاً بهِ و سـرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـي
مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا
و غـدا تَقدُمُنـا و مخترعاتُنـا
أمراً بشغلِ القومِ ليـس جديـرا


ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـا
يوماً و لا اتخذوا الغناء سميـرا

سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـمْ
أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً
ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا
مزمـارُ إبليـس الغنـاءُ و إنـهُ
في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صاحبْتُـهُ زمنـاً فلمـا تَرَكْـتُـه
ُأضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نـورا
تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِـهِ
قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـمْ
إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـرا
***
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَأُولَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا
سورة مريم الآية 59 -60

قصه رائعه لاتفوتك كانت النصيحة ببعير وعندنا الآن مجانا








قصه رائعه لاتفوتك كانت النصيحة ببعير وعندنا الآن مجانا








  كانت النصيحة ببعير وعندنا  الآن مجانا المهم أن تقرأ

لاتستصغر النصيحة

قصة وعبرة
يحكى ان قرويا ضاقت به سبل العيش،فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله  الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر القرية متجهاً نحو المدينة، وسار طويلاً في الصحراء  وقادته الخطى إلى بيت أحد وجهاء المدينة الذي رحّب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له الوجيه ما رأيك أن تعمل عندي في رعاية الضيوف بتقديم القهوة ورعاية الابل والماشية على أن أعطيك ما يرضيك من الابل والماشية ، فقبل القروي بالعمل .
ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته  واهل قريته .فأخبر التاجر عن نيته في العودة ,فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة.
وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة .

تعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع  نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ :
 كلّ نصيحة ببعير .
 فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟ فقال له الشيخ :" إذا طلع نجم سهيل لا تأمَن للسيل " 


ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .
فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .
فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر.
وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .
وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي فالسيل أخذ الغالي و الرخيص.
 وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه.
وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به و النفاق والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .
وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد راقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .
وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى قريته  ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح. وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا : له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير.
أحبتي في الله:
لاتقدر النصيحة بثمن أذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب

فاخر الكيالي




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال إذا أصبح وإذا أمسى : 
رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ؛ إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة .
 رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى .

اللهم اغفر لي ولوالدي للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

الثلاثاء، 28 مايو 2013

هل للأعمال رائحة ؟ررررائعة





هل للأعمال رائحة ؟ررررائعة








 مجموعة أملي الجنة الإسلامية



 مجموعة أملي الجنة الإسلامية

     

  هل للأعمال رائحة؟







 قصة للدكتور مصطفى محمود
 كان الرجل مريضا بمرض عضال لا يعرف له علاجا فكلما جلس فى مكان قال له الناس - رائحتك
كريهة ... ألا تستحم .
 وتردد على الأطباء وفحص الأنف والجيوب والحلق والأسنان واللثة والكبد والأمعاء ... وكانت النتيجة ... لا مرض فى أي مكان بالجسد ولا سببا عضويا مفهوم لهذه الرائحة .
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
 و كان يتردد على الحمام عدة مرات فى اليوم ويغتسل بأغلى العطور فلا تجدى هذه الوسائل شيئا ... ولا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر منتن يهرب منه الصديق قبل العدو .
 وذهب يبكى لرجل صالح ...  وحكى له حكايته فقال الرجل الصالح ... هذه ليست رائحة جسدك ... ولكن رائحة أعمالك .
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
فقال الرجل مندهشا: وهل للأعمال رائحة ؟
 فقال الرجل: تلك بعض الأسرار التي يكشف عنها الله الحجاب.. ويبدو أن الله أحبك وأراد لك الخير وأحب أن يمهد لك الطريق إلى التوبة.
 فقال الرجل معترفا: أنا بالحق أعيش على السرقة والاختلاس والربا وأزني وأسكر وأقارف المنكرات.
 قال الرجل الصالح: وقد رأيت فهذه رائحة أعمالك.
 قال الرجل: وما الحل؟
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: الحل أصبح واضحا، أن تصلح أعمالك وتتوب إلى الله توبة نصوحا.
 وتاب الرجل توبة نصوحا واقلع عن جميع المنكرات ولكن رائحته ظلت كما هي ... فعاد يبكى إلى الرجل الصالح ... فقال له الرجل الصالح – لقد أصلحت أعمالك الحاضرة، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم ... ولا خلاص منها إلا بمغفرة.
 قال الرجل: وكيف السبيل إلى مغفرة؟
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: إن الحسنات يذهبن السيئات فتصدق بمالك ... والحج المبرور يخرج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه فاقصد الحج ... واسجد لله ... وابك على نفسك بعدد أيام عمرك ...
 وتصدق الرجل بماله وخرج إلى الحج ... وسجد فى كل ركن بالكعبة وبكى بعدد أيام عمره ... ولكنه ظل على حاله تعافه الكلاب وتهرب منه الخنازير إلى حظائرها ... فآوى إلى مقبرة قديمة وسكنها وصمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجا من كربه.
وما كاد يغمض عينيه لينام حتى رأى فى الحلم الجثث التي كانت فى المقبرة تجمع أكفانها وترحل هاربة ... وفتح عينيه فرأى جميع الجثث قد رحلت بالفعل وجميع اللحود فارغة ... فخر ساجدا يبكى حتى طلع الفجر فمر به الرجل الصالح ...
 وقال له:هذا بكاء لا ينفع فإن قلبك يمتلئ بالاعتراض ... وأنتلا تبكي اتهاما لنفسك بل
تتهم العدالة الإلهية فى حقك.
 قال الرجل: لا أفهم !
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: هل ترى أن الله كان عادلا فى حقك ؟
 قال الرجل: لا أدرى.
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: بالضبط ... إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك ... وبهذا قلبت الأمور فجعلت الله مذنبا وتصورت نفسك بريئا ... وبهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوبا جديدة فى الوقت الذى ظننت فيه أنك تحسن العمل.
 قال الرجل: ولكني أشعر أنى مظلوم.
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذابا أكبر ولعرفت أن الله الذى ابتلاك لطف بك ... ولكنك اعترضت على ما تجهل واتهمت ربك بالظلم ... فاستغفر وحاول أن تطهر قلبك وأسلم وجهك ... فإنك إلى الآن ورغم حجك وصومك وصلاتك وتوبتك لم تسلم بعد.
 قال الرجل: كيف ... ألست مسلما؟!
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: نعم لست مسلما، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ ... وذلك لا يكون إلا بالقبول وعدم الاعتراض والاسترسال مع الله فى مقاديره وبأن يستوى عندك المنع والعطاء، وأن ترى حكمة الله ورحمته فى منعه كما تراه فى عطائه، فلا تغتر بنعمة ولا تعترض على حرمان فعدل الله لا يتخلف، وهو عادل دائما فى جميع الأحوال ورحمته سابغة فى كل ما يجريه من مقادير فقل لا إله إلا الله ثم استقم ... وذلك هو الإسلام.
 قال الرجل: إني أقول لا إله إلا الله كل لحظة.
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: تقولها بلسانك ولا تقولها بقلبك ولا تقولها بموقفك وعملك.
 قال الرجل: كيف؟
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: إنك تناقش الله الحساب كل يوم وكأنك إله مثله ... تقول له استغفرت فلم تغفر لي ... سجدت فلم ترحمني ... بكيت فلم تشفق على ... صليت وصمت وحججت إليك فما سامحتني ... أين عدلك؟
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
وربت الرجل الصالح على كتفيه قائلا – يا أخي ليس هذا توحيدا.
 التوحيد أن تكون إرادة الله هي عين ما تهوى وفعله عين ما تحب وكأن يدك أصبحت يده ولسانك لسانه.. التوحيد هو أن تقول نعم وتصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا ... لأنه لا إله إلا الله ... لا عادل ولا رحمن ولا رحيم ولا حق سواه ... هو الوجود وأنت العدم ... فكيف يناقش العدم الوجود ... إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجدا حامداشاكرا ... لأنه لا وجود غيره ... هو الإيجاب وما عداه سلب ... هو الحق وما عداه باطل.
 فبكى الرجل وقد أدرك أنه ما عاش قط وما عبد ربه قط.
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الصالح: الآن عرفت فالزم ... وقل لا إله إلا الله ... ثم استقم ... قلها مرة واحدة من أحشائك.
 فقال الرجل: لا إله إلا الله.
 فتضوع الياسمين وانتشر العطر وملأ العبير الأجواء وكأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض.
وتلفت الناس ... وقالوا ... من هناك ... من ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عطر.
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قال الرجل الصالح: بل هو رجل عرف ربه.
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
اعجبتني جدا هذه القصة, فقد وجدت فيها معنى جميل و خطير فى نفس الوقت ربما يخفى على الكثير منا, فى لجوءنا الى اللهوتوجهنا اليه .

مجموعة أملي الجنة الإسلامية

الاثنين، 27 مايو 2013

من كان أبواه على قيد الحياة فهنيئاً له فقد فتح له بابان للجنة..





 من كان أبواه على قيد الحياة فهنيئاً له فقد فتح له بابان للجنة..








نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بسم الله الرحمن الرحيم 
الأم
الأم
...ماذا أكتب وماذا أقول عن هذه الانسانية العظيمة التي تعطي وتعطي وتعطي ولا تنتظر الرد...
لا أقول كم تعبت وسهرت بل هي لازالت تتعب وتسهر من أجلنا حتى بعد أن كبرنا واعتمدنا على أنفسنا...
فالأم تستحق منا الكثييييير...
ولكني حاولت الاختصار ما استطعت حتى لا يمل الموضوع والا فلن يكفيني مئات بل آلاف السطور والمواضيع...
فاللهم ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قصة في قصيدة مؤثرة وحزينة كم أبكتني في صغري وحتى الآن:

أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا.... بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى .... ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها... والقلب أخرجه وعاد على الاثر
لكنه من فرط سرعته هوى .... فتدحرج القلب المعفر اذ عفر
ناداه قلب الام وهو معفر ... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه... غضب السماء به على الولد انهمر
ودرى فظيع خيانة لم يؤتها ... أحد سواه منذ تاريخ البشر
فاستل خنجره ليقتل نفسه... طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر 
ناداه قلب الام كف يدا ولا ... تذبح فؤادي مرتين على الاثر

ياالله كم هو كبير هذا القلب
يسع الجميع بارهم وعاقهم...
اللهم أسعده وارزقنا رضاه وبره...

لتحميل القصيدة صوتياً:

من هنا 
أو 
من هنا


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يا فلذات الأكباد يا من أصبحتم أو ستصبحون أمهات
من كان له أبوان فليهنأ بهما 
وليحرص عليهما 
وليسع جهده في إرضائهما 
لأنه أوتي سعادة الدنيا والآخرة .
ومن فقد أحدهما فقد خسر نصفها ،
فليحرص على نصفها الآخر قبل أن يزول، 
ومن فجعه الدهر بهما فلا ينسهما من صلاته ودعواته . 
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم فالحياة دين و وفاء.
ولندرك تمام الإدراك أن السعيد من بر والديه ، وإن خلت يداه من حطام الدنيا ، 
والشقي من عقهما ولو جمع مال قارون ، وبلغ من الجاه ما بلغه كسرى وقيصر . 
مشكلتنا أننا ...إما نصف بار... أو نصف عاق...
لا نرفض طلبات الأم والأب.... ولكن نقدم لهم( بعض) الذي يريدون...
لا نقول لهم ( أف) عندما يطلبون منا شيئاً ... ولكن نقول لهم... (طيب)...( بعدين)...
لا نسهر على راحتهم.... ولكن إذا طلبوا المستشفى أوصلناهم...
لا نسخر من آرائهم.... ولكن نقدم رأينا على رأيهم....
وهكذا .....
أشعرنا أنفسنا أننا بارين بهم....وفي نفس الوقت....أبعدنا الهاجس الذي يطاردنا بأننا عاقين بهم...
وهكذا عشنا... في منطقة ليست خضراء مورقة...وليست كالحة معتمة....
ولن ندرك هذا الخطأ الفادح...إلا بكلمة "أغلق اليوم باب للجنة.... لن يفتح بعد ذلك أبداً....!
فهل يا ترى عاقلاً له بابان للجنة ثم يمر عليهما ولا يدخلها؟!! 
يقول الرسول الكريم "رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّة".


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كان أحد السلف يبكى على قبر أمه يوم دفنها .. فقيل له : لماذا تبكي ؟ قال : كيف لا أبكى وقد اغلق باب من أبواب الجنة .
فهل نفرط في هذا الباب العظيم ؟
هنيئا لك يامن باباك مفتوحان للجنة...
وهنيئا ثم هنيئا ثم هنييييئا لمن دخلت منهما للجنة..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلامن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "رواه مسلم
أخواتي يامن فقدت والدتها او والدها او كلاهما معا فلتجتهدي أن تبري والديك ما استطعتِ من الدعاء لهم او بالصدقات عنهم..
أخيتي الحبيبة يامن تهنئين بوجود والديك حولك هنيئا لك هذه النعمة العظيمة التي منّ الله بها عليك...
هنيئا لك مازال باب الجنة مفتوح امامك....
اجتهدي واجتهدي حتى تبري والديك وتتمكنين من الفوز بالجنة من هذا الباب...
يقول الإمام الشافعي:
وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــر


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وأخيراً
اقرؤا معي هذه المقالة واسمعوها بعقولكم وقلوبكم يقول الشيخ الطنطاوي في مذكراته:

من قعد يقرأ هذه الحلقة وله أمٌّ فليتدارك ما بقي من أيامها, لئلا يصبح يومًا فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها. وإن كانت عجوزًا أو كانت مريضةً أو كانت مزعجةً بكثرة طلباتها؛ فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يومًا أحوج إليها, وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدّمت لك من نفسها ومن جسدها, وأنها حملتك في بطنها فكنت عضوًا من أعضائها يتغذى من دمها, ثم وضعتك كرهًا عنها, انتُزعت منها انتزاع روحها. أما أبصرت يومًا حاملاً في شهرها التاسع؛ بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام؟! وإن لم ترَ بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها؟! ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب؟! لو سبب لك إنسان عُشْر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته! هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته, ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها, ثم تضمّه إلى صدرها فتحسّ كأن روحها التي كادت أن تفارقها قد رُدّت إليها, وتُلقمُه ثديها ليمتصّ حياتها, فيقوى بضعفها ويسمن بهزالها, أو يمدّها الله بقوّة من عنده فلا تضعف ولا تهزل ويقوى هو ويسمن.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وإن ضقت بطول حياة أمك تخفي ذلك في أعماق نفسك وتُنكره بلسانك, فقد كانت ترى فيك حياتها, إن تبسَّمتَ أحسّت أن الدنيا تبْسُم لها والأماني قد واتتها, وإن بكيت بكى قلبها واسودّ نهارها, وإن مرضت هجرت منامها ونسيت طعامها, ترعاك ساهرة حتى تصبح, فإن أصبحت ظلّت ترعاك حتى تمسي. إنك لو أحببتها بقلبك كله لم توفّها إلا واحدًا من المئة مما أولتك هي من حبها!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وإن كان لك أب شيخ كبير محتاج إليك, فاذكر أنه طالما تعب لتستريح أنت وشقي لتسعد, ما جمع المال إلا لك وما خسر ماضيه إلا ليضمن لك مستقبلك, وأنه كان يعود من عمله محطّمًا مكدودًا فتثب إلى حجره وتقول له: بابا, وتمدّ يديك الصغيرتين لتعانقه, فينسى بك التعب والنصب, ويرى المسرّات كلها قد جُمعت له والمتاعب كلها قد نأت عنه. واذكر أنه ما زاد من عمرك يوم حتى نقص من عمريهما مثله, ولا بلغت شبابك حتى ذهب شبابهما, ولا نلت هذه القوة حتى نالهما الضعف. أفئن بلغت مبلغ الرجال كان جزاؤهما منك الصدود والنكران؟!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إن الإنسان يربّي كلبًا فيفي له, وحمارًا فلا يرفسه, ويُطعم القط فلا يعضه, بل إن من الناس من يتألّف صغار الأسود والنمور وأنواع الوحش فتأنس به وتأوي إليه وتلحس –علامة الشكر- يده. ويفني الوالدان نفسيهما في الولد فينسى فضلهما ويجحد يدهما؟ يا عجبًا! أيكون الكلب والحمار والقط والنمر أوفى من الإنسان؟!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وقد تجد في الناس من يظهر لك من حبه أكثر مما تُظهر لك الأم ويظهر الأب, ولكن منهم من يحبك لمالك أو لجمالك أو لجاهك وصلاح حالك, فإن ساءت الحال أو ذهب الجمال أو قلّ المال أعرض عنك ولم يعد يعرفك. أما الذي يحبك لذاتك ويبقى على حبّك مهما تبدّلت الحال بك فهو أمك وأبوك, لا تجد مثلهما حتى في الزوجات. ومن الزوجات الوفيّات الصالحات الصابرات الراضيات؛ لا يتخلين عن الرجل ولو مرض وذهبت صحته, ولو افتقر وضاع ماله, ولو سقطت منزلته في الناس فهجروه, ولكن هذا في بعض الزوجات, أما الأمهات فهو فيهن جميعًا بلا استثناء.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فمن كانت له أم أو كان له أب فقد فُتح له باب الجنة, فمن الذي يمرّ بباب الجنة مفتوحًا فلا يدخلها؟!"

انتهى كلام الشيخ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

والله كلمات مؤثرة معبرة أكاد أحفظها من كثرة قرائتها وتخنقني العبرة في كل مرة أقرؤها..
فالأم والأب شيئان عظيمان لا يتكرران أبدا ولا يتعوضان ..
كل شيء في الحياة يتعوض ويتكرر..الأخ ، الأخت، الزوج ،الزوجة، الأبناء..
إلا الوالدان إذا فقدا فلا شيء آخر يعوضهما مهما كان..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اللهم ارزقنا رضى والدينا واسعادهما والبر بهما واحفظهما وأطل في عمرهما على طاعتك..
آمين
دمتم بخير أنتم ومن تحبون

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الموضوع فيه سطور متفرقة جمعتها من هنا وهناك بتعديل وإضافات من عندي 
ومجهووودي الشخصي
أتمنى أن يروق لكم...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






الأحد، 19 مايو 2013

رائــــــــــعة الرصافي الأرملة المرضع








رائــــــــــعة الرصافي الأرملة المرضع








    معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري, شاعر عراقي  ولد  في بغداد (1292هـ -  توفي 1365 هـ  )  عمل في حقل التعليم وله عدة اصدارات شعرية، امتاز أسلوبه بمتانة لغته ورصانتة وقد اشتهر بالشعر السياسي وقارع الاستعمار الإنكليزي كثيرا  ، وله ديوان "ديوان الرصافي" حيث رتب إلى أحد عشر باباً في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصفوالحرب والرثاء والتاريخ والسياسة ألخ ،،. 







رائــــــــــعة الرصافي الأرملة المرضع


لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا === تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ === وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا === وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا === فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا === وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا 

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا === وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا === فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا === حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا === كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا 

حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً === كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا === حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا

قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ === في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا 

مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا === تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا

تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ === هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا 

مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا === إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا 

يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ === كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا

مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ === وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا

يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا === تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا

وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً === وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا 

تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا === وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا

قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا === وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا

وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا === بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا 

كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً === وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا

هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ === مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا

حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ === وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا 

وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ === أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا 

سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا === في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا 

هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا === مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ

ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي === دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا 

وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي === بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا 

فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً === تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا 

وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا === كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا

وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ === وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا 

لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي === مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا 

أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ === لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا

هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا === وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا 

أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ === وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا