الثلاثاء، 30 أبريل 2013

يهود ايران








يهود ايران  






فكرة البحث : يعود الفضل بعد الله في فكرة هذا البحث الهام


للشيخ العلامة الوالد عبدالرحمن البراك حيث طلب من الملقن التوقف عند حديث • ( يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة )


ثم سأل حفظه الله و رعاه و أنزله منازل الصديقين : هو فيه يهود في إيران الحين ؟! كان ذلك في درس يوم الخميس 9 صفر 1427 هـ


يهود ايران يتوزعون في ( طهران ـ همدان ـ أصفهان ) يبلغ ع
ددهم حسب المصادر الرسمية الإيرانية ما بين 25 الف إلى 30 الف نسمة 
محافظة أصفهان هي إحدى محافظات إيران الثلاثين. و تقع في وسـط إيران تماماً و تتصل بأغلب المحافظات من كل جهاتها


مساحتها : 105.937 كلم2 على بعد 340 كم شمال طهران.






قال صلى الله عليه و سلم : [ يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة ]‏ صحيح مسلم رواه عن انس بن مالك رضي الله عنه 2944


( الطيالسة‏ )‏ جمع طيلسان‏.‏ والطيلسان أعجمي معرب‏.


‏ قال في معيار اللغة‏:‏ ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس‏.‏ خال من التفصيل والخياطة‏


قال الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله عند شرحه لحديث مسلم (يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة )


قال حفظه الله في وصف الطيلسان :


( شي يلبس مثل هالشماغ ..... و كنا من أول لا جا الشتا نلبس صوف أبيض مثل الشماغ يظهر لي و الله أعلم ان هذا هو الطيلسان مثل الشال لكن كبير ) .......

وهذه صور الطيلسان :

ترى هل هذا الحاخام اليهودي إيراني يرتدي الطيلسان الذي ذكره الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم ؟!


صور يهود ايران من موقع لهم

هذا يعتبر الأب الروحي ليهود إيران و اسمه : حاخام يديديا شوفط ((( يدعمهم نفسيااا يبشرهم بالدجال خخخ))
نمايندكان :أحد ممثلي يهود إيران في البرلمان الإيراني (((المدافع السياسي لحقوقهم خخخ)

ـنجي اللحين على مقابرهم وسر تعلقهم بايران رغم قيام دولة لهم ((هدمها الله عاجل غير اجل)) وشوفوا 


صورة من أصفهان لمقبرة أحد المعروفين عند يهود إيران ربما لأحد أنبياء بني اسرائيل 
كتب عليها بالفارسي : مقبره سارا بت آشر (نوه حضرت يعقوب) (اصفهان)


مقبره استر و مردخاي نبي (همدان)




( أرض إيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش مخلصهم، وعليها ضريح استر ومردخاي، وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق، هي دولة شوشندخت الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول، وتحوي أرضها جثمان بنيامين شقيق سيدنا يوسف عليه السلام، لذا يكن يهود العالم وافر التبجيل لهذه الأرض. ومنذ فتح بابل على يد الملك كورش، وتوجه العديد من اليهود إلى إيران، ترفض تلك الطائفة دعوة العودة إلى فلسطين، وفاق حبهم لإيران حبهم لأورشليم، ورغم قيام حكومة إسرائيل الصهيونية، التي عملت على تشجيع يهود إيران على الهجرة إليها، إلا أنهم رفضوا ترك إيران، وكان عدد اليهود الذين انتقلوا من الدول الأوروبية إلى إسرائيل يفوق بكثير عدد اليهود الذين انتقلوا من إيران إلى فلسطين )


المصدر كتاب ( اليهود الإيرانيون ) د . هويدا عزت محمد .




نجي لمعابدهم
 
معبد يهودي في ايران
 

هذا الذي يضعه رهبان اليهود على جباههم يسمّى "التفلّين" أو "الفلاّكتريس" أمّا بالانجليزية فتكتب " Tefillin " وكذلك Phylacteries , وأصل الكلمة تفيلاّ ومعناها بالعبرية العصابة وهو عبارة عن تميمة سحرية مكونة من صندوقين من جلد حيوان مذبوح, يُشدّ أحدهما تحت الإبط الأيمن ويربط بحزام ممّا يلي مستوى القلب, والثّاني يُربط على الجبهة, ويُلبس عند الصّلاة ما عدا يوم السّبت وأيّام الأعياد مع اختلاف بين طوائفهم في ذلك, وهو بمثابة التّميمة يحتويان على نصوص من التّوراة, فالأوّل يحتوي على أوّل عشرة أعداد من الإصحاح الثّالث عشر من سفر التّثنية والثّاني أعداد من سفر الخروج الإصحاح السّادس و لحادي عشر, مكتوبين بالعبرية أو السّريانية القديمة بحبر أسود نظيف, وهو للرّجال فمين بلغ الثّلاثين دون النّساء. وشدّ بعض طوائفهم فأوجبها للنّساء



التلفين يعالجوا به مرضاااهم>>>> الحمد لله الذي عافانا 
طفل مريض في غرفة الانعاش ويستخدمون (التفلين) في رقيته وعلاجه


لاحظ أن التفلين ملفوف على الذراع الأيسر للمريض، والآخر في يد الراقي على رأسه


أي أن التفلين (تميمة سحرية)




هنا لاحد يجي ويكون غبي ويقول ايران ضد اسرائيل او العكس المشاكسات السياسية كلها تموية... وبالنهاية هم من بعض المعتقد والتاريخ حتى الباس




ودي وتقديريصور يهود أصفهان الذين يتبعون المسيح الدجال في آخر الزمانصور يهود أصفهان الذين يتبعون المسيح الدجال في آخر الزمانصور يهود أصفهان الذين يتبعون المسيح الدجال في آخر الزمان
نقلته لكم كما وصلني
الله يكفينا شرهم وشر دجالهم
وصلني عبر الايميل
عبدالرحمن الحبيب

 
  

فوائد العسل بالقرفة العجيبة










فوائد العسل بالقرفة العلاجية









وجدت العديد من الدراسات بأن للعسل فوائد علاجية مذهلة، خصوصاً إذا تم خلطه بمقدار من القرفة، وفق لباحثين ڪنديين وبالرغم من مذاقه الحلو إلا أن مقدار من العسل يمڪنه علاج العديد من الأمراض. حيث قام العلماء بدراسة ومقارنة أبحاث عن استعمالات الحضارات القديمة للعسل، فوجدوا بأنه عالج بعض الحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل، والتهابات القولون، وألم الأسنان، وارتفاع الڪولسترول، والزڪام، وفقدان الشعر. ونشرت هذه النتائج المذهلة في مجلة أخبار العالم الڪندية وإليڪم الوصفات العلاجية:
1.
التهاب المفاصل:

1. ضع ملعقة عسل مع ملعقتان ماء دافئ، وملعقة صغيرة قرفة، اصنع عجين وأفرڪ به المنطقة المصابة، سيختفي الألم خلال دقيقتان.

2. تناول ڪوب ماء دافئ مع ملعقتان من العسل وملعقة صغيرة قرفة، صباحاً ومساءاً لتخفيف ألم المفاصل وشفائها.

وجدت دراسة قامت بها جامعة ڪوبنهاغن، على 200 مريض بالتهاب المفاصل 73 من المرضى الذين تناولوا ملعقة عسل ونصف ملعقة قرفة يومياً قبل الإفطار لمدة أسبوع شفوا تماماً، وخلال شهر شفي المرضى الباقون، وأصبح بإمڪانهم المشي والتنقل بحرية دون ألم.
2.
فقدان الشعر:

ضع ملعقة صغيرة عسل، مع فنجان زيت زيتون مغلي، و ملعقة صغيرة قرفة وأصنع مزيجاً،ضعه على الشعر قبل الاستحمام بربع ساعة، أو 5 دقائق، وسيتوقف الشعر عن التساقط ويعود إليه لمعانه وحيويته.
3.
التهابات المثانة:

اخلطي ملعقتان من القرفة، مع ملعقة من العسل في ڪوب ماء دافئ، واشربه. هذا الشراب مضمون وسيقضي على الجراثيم في المثانة.
4.
وجع الأسنان:

اصنعي معجوناً من ملعقة صغيرة قرفة، وخمسة ملاعق صغيرة من العسل، ضعي المزيج على موضع الألم. يوضع 3 مرات يومياً، حتى يتوقف الألم أو الذهاب إلى الطبيب.
5.
الڪولسترول:

1. ملعقتان من العسل، و 3 ملاعق قرفة في 16 أونس ماء شاي، يمڪنها أن تخفض الڪولسترول بنسبة 10% خلال ساعتان فقط. إذا تناولت العلاج 3 مرات يومياً لمدة أسبوع قد تشفى تماماً.

2. إن تناول ملعقة عسل قبل الطعام يقي من الإصابة بالڪولسترول
6.
البرودة:

لعلاج البرد والزڪام، تؤخذ ملعقة عسل مع ماء دافئ، /4 ملعقة قرفة 3 مرات يومياً. هذا العلاج قادر على الشفاء من أڪثر أعراض الزڪام حدة.

لعلاج الزڪام بطريقة أسرع، أعصري ليمونة، وقطعي ليمونة أخرى مع قشرها إلى أرباع، وفص ثوم مفروم ضعيها في غلاية وأغلي المزيج جيداً، صفيه في ڪوب وضعي ملعقة عسل، يشرب فنجان منها ڪل ساعتان.
7.
علاج العقم، والضعف الجنسي:

استخدم العسل لعلاج العقم منذ قديم الزمان حيث يعمل على تقوية الحيوانات المنوية.

للرجال: تناول ملعقتان من العسل يومياً قبل النوم.

للنساء: قمن بخلط رشة قرفة مع نصف ملعقة عسل وافرڪن بها اللثة حتى تذوب في اللعاب ويمتصها الجسم.
8.
المعدة المضطربة:

تناول ملعقة عسل مع ملعقة قرفة يعالج ألم المعدة واضطرابها، إذا تناول ڪعلاج يومي، يقوم بالقضاء على قرحة المعدة تماماً.
9.
الغازات:

وفقاً لدراسات في اليابان، إن تناول ملعقة من العسل وملعقة من القرفة يومياً قبل تناول الطعام، يشفي من الغازات وانتفاخ البطن.
10.
أمراض القلب:

لتفادي الإصابة بالڪولسترول وأمراض القلب، ينصح بتناول ملعقة من القرفة و العسل على خبز ڪامل في الصباح. أما الذين أصيبوا بذبحة صدرية فيمڪنهم أن يناموا مطمئنين لأن العسل والقرفة سينظف الشاريين ويمنع تڪرار الذبحة. ڪما يعمل المزيج على تقوية القلب والضربات.
11.
نظام المناعة:

إن الاستخدام المنتظم للعسل يومياً مع القرفة يقوي المناعة، ويحمي الجسم من البڪتيريا والفيروسات. يحتوي العسل على العديد من الفيتامينات والحديد. إن استعمال العسل يومياً يقوي ڪريات الدم البيضاء، ويڪافح البڪتيريا والأمراض الفيروسية.
12.
عسر الهضم:

إن تناول ملعقة عسل مع رشة قرفة قبل تناول الطعام، يمنع ارتفاع نسبة حموضة المعدة ويقي من الإصابة بالحرقة.
13.
الأنفلونزا:

أثبت عالم أسباني بأن تناول معلقة من العسل مع القرفة يمنع الإصابة بالأنفلونزا ويخفف من أعراضها.
14.
الشيخوخة المبڪرة:

امزج 4 ملاعق عسل، وملعقة قرفة، أڪواب ماء واترڪيها تغلي. تناول ¼ ڪوب ، 3 إلى 4 مرات يومياً ينعش الجلد، والبشرة، ويوقف الشيخوخة المبڪرة.
15.
البثور:

امزج 3 ملاعق عسل وملعقة قرفة وأصنع مزيج متماسڪاً يوضع منه على البثور قبل النوم. في الصباح اشطف العسل وخلال أسبوعان ستتجدد الخلايا وتقضي على البثور تماماً.
16.
إصابات جلدِ:

دهن مزيج من العسل والقرفة على المناطق المتحسسة أو المصابة بالاڪزيما يشفيها ويمنع ظهورها.
17.
تخفيف الوزن:

قبل نصف ساعة من الإفطار، على معدة خاوية، وقبل النوم، أشرب مزيج من العسل، والقرفة في ڪوب ماء مغلي. إذا ڪنت بديناً فسيخفف المزيج الوزن، ڪما أنه يمنع تراڪم الدهون.
18.
السرطان:

أثبتت أبحاث في اليابان واستراليا بأن تناول معلقة عسل ورشة قرفة 3 مرات في اليوم لمدة شهر يعالج أمراض السرطان خصوصاً العظام، والمعدة.
19.
الإعياء:

أظهرت الدراسات بأن تناول ملعقة من العسل مع رشة قرفة يقوي الجسم، ويرفع مستويات الطاقة في الجسم. خصوصاً في الصباح وعند الساعة الثالثة عندما تبدأ مستويات الطاقة بالهبوط.
20.
رائحة الفم الڪريهة:

قم بالمضمضة بمزيج من ملعقة عسل، ورشة قرفة، للحفاظ على نظافة الأسنان ونظافة رائحة الفم.
21.
الجيوب والصداع:

اشرب مزيج من العسل والليمون



الأحد، 28 أبريل 2013

هيا اسرع وبادر إلى التوبه





 هيا اسرع وبادر إلى التوبه


السـلام عليكن و رحمة الله و بركاته .هيا اسرع وبادر إلى التوبه



أشرقـت شمس الصباح .. 
و بثـت دفئها في الأرجآء .. 
و أنـارت الدنيا لتعلن عن بدء يوم جديد ..

بعد سـاعاتٍ طويلةٍ مرت .....


ظـهر القمر ~
و خيَّـم الهدوء في الأرجآء ~
فاتى الليل بسكـونه ، و بظلمتـه ، و وحشتـه ~





* محاسبـة نفـس *


قبل أن تنام ...
فكرفيما فعلت اليـوم ،،


هل ذهب هذا اليوم بلا فائـدة و ضياع للوقت ؟
هـل أديت الصلاة كـعبادة أم عآدة ؟؟
هل والديك راضيان عنك ؟ فرضا الله برضا الوالدين
و هل ........ الـخ .


قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اللَّهَ وَ لْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّه خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) و لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) } .



* الـتوبـة *


دائمـاً تــذكر الـموت 
تــذكر وقـت يحاسبك الله على ما فعلت
ألديك من الأعمال الصالحة الكثيـر ؟



اخي .. أختي .. بادر إلى التوبـة ، و لا تقنطـ من رحمة الله
فعند توبتك .. سيبدل الله سيئاتـك حسنـات
و سيكـون معك أينما كنت
... فالله مع المـتقيـن
الموت لن ينظر لصغر سنِّك ... بل قد يأتي بغتة و أنت لا تشعر 


كم من شخص مات بسكتـةٍ قلبية ؟؟ ( موت الفجـأة )
المـوت كثر في هذا الزمـآن .... أخذ كل صغيرٍ و كبيرٍ



قال الله جل و علا { وَ جَآتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بَالْحَقَ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تحِيد } .



* الصـدق *


قل الصدق في هذا الزمـان ... 
فهناك من يكذب على أمه و أبيه خوفاً منهما و لم يخف من الله !
لقلة إيمانـه و عدم خوفه من الله .



حبـل الكذب قصيـر، و الصدق انجـى ) <<<< تذكرها كلما هممت بالكـذب


مهما كانت النتائج السلبية التي ستأتي لصدقك فالصدق أفضـل .. 
لأنه نتائج وخيمة في الدنيـا و فوز بالآخرة و رضا الله .



قال الرسول صلى الله عليه و سلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، و إن البر يهدي إلى الجنة ، و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، و إن الفجور يهدي إلى النار ، و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) .



* التـواضـع *


قد نشاهد شخصاً ذا منصبٍ عالٍ و مكانة رفيعة و مـغـروراً ...
أ كل هذا الغرور من أجل منصب ؟؟
و قد يكون هذا الشخص مقصراً فلم يؤدِ حق الله عليه و لم يحافظ على الصلاة !


هـذا الإنسان هو كغيره من البشر ! خُلق من ترآب و أبوه آدم مثلنـا ..
الله سيحاسبه مثلنـا و لن ينظـر إلى مكانته و شكله بل لأعماله ..
عندمـا يموت سيلف بالكفن و يوضع في الترآب كـحال أي إنسـان ..


فلماذا كل هذا الغرور ؟
هناك فرق بيـن .. الثقة و العزة بالنفس ، و الغرور !!



الرسول صلى الله عليه و سلم المبشر المنذر الذي أنزل إليه الوحـي
كـان متواضعاً
إذا كان الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتكبر فلماذا هذا الإنسان يتكبر ؟؟! .


قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )) .


و اللهم صلِّ و سلِّم على نبينا محمـد .

السبت، 27 أبريل 2013

احذر النار














احذر النار


صورة: ‏اشتر نفسك اليوم فإن السوقَ قائمة،


 والثمن موجود، 

والبضائع رخيصة، 

وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير 


( ذلك يوم التغابن )


 ( يوم يعض الظالم على يديه ).‏

إخواني : لقد خاب من آثار شهوةً من حرام ، فإن عقباها تجرع حميم آن ، وخسر - والله - من أطلق نفسه فيما تريد ، بعد أن سمع الزبانية وأغلال الحديد ، وهلك كل الهلك وبار كل البوار ، من اشترى لذة ساعة بعذاب النار .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة " .
وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ناركم هذه مما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءاً من جهنم " .
وروى ابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك ، يجرونها " .
وقال وهب بن منبه : إذا سيرت الجبال ، فسمعت حسيس النار ، نقيضها وزفيرها وشهيقها ، صرخت الجبال كما تصرخ النساء ، ثم يرجع أوائلها على أواخرها يدق بعضها بعضاً .
وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يعظم أهل النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم وعاتقه سبعمائة عام ، وإن غلظ جلده سبعون ذراعاً ، وإن ضرسه مثل أحد " .
وروى الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الحميمليصب على رءوسهم ( فينفذ الحميم ) حتى يخلص إلى جوفه فيلهب ما في جوفه ، حتى يمرق من قدميه ، وهو الصهر ثم يعاد كما كان " .
وقال أبو موسى : أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت .
لله در أقوام أذهبوا أعمارهم في طلبي وأتبعوا أعضاءهم في فرضي وواجبي وقطعوا
قواطعهم لأجل التعلق بي ، وحلموا عن الجهال خوفاً من غضبي ، فإذا مروا على النار ،
قالت : جرياً يا مؤمن فقد أطفأ نورك نورك لهبي .
إذا رأت النار من جاهد بالخير ، وما خافت خافت ، وإذا شاهدت نفوساً طال ما صافت صافت ، وإذا عاينت أجساماً ما نبتت من الحرام وعافت عافت .
هلا تشبهت يا هذا بهؤلاء القوم ، هلا تنبهت من هذا الرقاد والنوم ، وأنت وقت العشاء نائم ، وقلبك في حب شهوات البهائم [ هائم ] ، قل للذي ألجأه عاجل لهوه عن حظه ، يحكي البهائم هائماً : أمسنا الفنا ، خذ حكمة تخصنا بها ، فانظر ولا تبغ الفنا يا نائم ،
يا هذا : المحب يطرد فلا يزول وأنت تدعى فلا تجب .
كم ليلة ينادي - وأنت غائب - : هل من سائل ؟ هل من تائب ؟
فإن تمنعوا مني السلام فإنني لغاد على حيطانكم فمسلم
رحم الله عظماً طالما نصبت وانتصبت ، فإذا جن الليل عليهم فتمكن وثبت وثبت ، إن ذكرت عدله رهبت وهربت ، وإن تفكرت فضله فرحت وطربت ، اعترف عن طاعته أنها قد أذنبت ، وقامت شاكرة لمن جمعها على إحسانه فنبت ، لا حت لها ذنوبها فبكت عليها وندبت وصاحت بها ألسن الغفران ، فاهتزت وربت :
قف بالديار فهذه آثارهم تبكي الأحبة حسرةً وتشوقاً
كم قد وقفت بها أسائل مخبراً عن أهلها أو صادقاً أو مشفقا
فأجابني داعي الهوى في رسمها فارقت من تهوى فعز الملتقى
طرق الخيال وقال لي يا مدعي أتنام بعد فراق جيران اللقى ؟
وحياتكم قسماً بأني صادق لا طاب لي من بعدكم فيكم بقا
يا سادة مذ حملوا أجمالهم ما أورثني بعدهم إلا الشقا
أترى الأرض خلت منهم أم لم ترهم ، كلا لو وصفت أعمالهم عرفناهم ، أما الأحياء منهم ، فالقطرة تجري مجراهم ، أما أمواتهم فمعنى الأحبار معناهم .
قف يا هذا على قبورهم ونادهم ، واستنشق ريح فضلهم ، فهل المعاني في اجتهادهم ضائر الريحان معهم في وسادهم :
كم قد وقفت وأحبابي بمنزلة تبيت يقظاناً ولهاناً وأهلاناً
فهاجها حين حيانا النسيم بما سقيا وألقى بالجرع حينا
نبكي فيسعدنا كور المطى فهل نحن المشوقون فيها أم مطايانا
ولا من قطر الأشياء ما وجدت كوجدنا العيس بل رقت لشكوانا

قم الليل واترك التكاسل










 قم الليل واترك التكاسل



لله در أقوام هجروا لذيذ المنام وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام وانتصبوا للنصب في الظلام ، يطلبون نصيباً من الإنعام ، إذا جن الليل سهروا ، وإذا جاء النهار اعتبروا ، وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا ، وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا .
قال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وإنه قربة إلى ربكم ، ومغفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " .
وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته ، ورجل غزا في سبيل الله فانهزموا فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه " .
قال أبو ذر رضي الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي صلاة الليل
أفضل ؟ قال : نصف الليل وقليل فاعله " .
قال داود عليه الصلاة والسلام : يارب ، أي ساعة أقوم لك ؟ فأوحى الله إليه : يا داود ، لا تقم أول الليل ولا آخره ، ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بي وأخلوا بك ، وارفع إلى حوائجك .
وروى عمر بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة ، فكن " .
كان همام بن الحارث يدعو : اللهم ارزقني سهراً في طاعتك ، فما كان ينام إلا هنيهة وهو قاعد ، وكان طاوس يتقلب على فراشه ثم يدرجه ويقول : طير ذكر جهنم نوم العابدين .
وقال القاسم بن راشد الشيباني : كان ربيعة نازلاً بيننا ، وكان يصلي ليلاً طويلاً ، فإذا كان السحر نادي بأعلى صوته : يأيها الركب المعرسون : أهذا الليل تنامون ، ألا تقومون فترحلون ، قال : فيسمع من ههنا باك ومن ههنا داع . فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يحمد القوم السرى .
وكان كهمس يختم في الشهر تسعين ختمه .
قال الضحاك : أدركت قوماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة .
يا منزل الأحباب : أين ساكنوك ؟ يا بقاع الإخلاص : أين قاطنوك ؟ يا مواطن الأبرار : أين عامروك ؟ يا مواضع التهجد : أين زائروك ؟ خلت والله الديار ، وباد القوم ، وارتحل أرباب السهر وبقى أهل النوم ، واستبدل الزمان أكل الشهوات يا أهل الصوم :
كفى حزناً بالواله الصب أن يرى منازل من يهوى معطلة قفرا
لله در أقوام اجتهدوا في الطاعة ، وتاجروا ربهم فربحت البضاعة ، وبقى الثناء عليهم إلى قيام الساعة ، لو رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم ، وفي مناجاة الملك العلام وقد تم سرورهم فإذا تذكروا ذنباً قد مضى ضاقت صدورهم ، وتقطعت قلوبهم أسفاً على ما حملت ظهورهم ، وبعثوا رسالة الندم والدمع سطورهم .
ولما وقفنا والرسائل بيننا دموع نهاها الواجدون توقفا
ذكرنا الليالي بالعقيق وظله الأنيق فقطعنا القلوب تأسفا
نسيم الصبا إن زرت أرض أحبتي فخصهم مني بكل سلام
وبلغهم أني برهن صبابة وأن غرامي فوق كل غرام
وإني ليكفيني طروق خيالهم لو أن جفوني متعت بمنام
ولست أبالي بالجنان ولا لظى إذا كان في تلك الديار مقامي
وقد صمت من أوقات نفسي كلها ويوم لقاكم كان فطر صيامي
جال الفكر في قلوبهم فلاح صوابهم ، وتذكروا فذكروا كذكر إعجابهم ، وحاسبوا أنفسهم فحققوا حسابهم ، ونادموا للمخافة فأصبحت دموعهم شرابهم ، وترنموا بالقرآن فهو سمرهم مع أترابهم ، وكلفوا بطاعة الإله فانتصبوا بحرابهم ، وخدموه مبتذلين في خدمته شبابهم ، فيا حسنهم وريح الأسحار قد حركت أثوابهم ، وحملت قصص غصصهم ثم ردت جوابهم .

الخميس، 25 أبريل 2013

قصيده بين عجوز وزوجهـا












قصيده بين عجوز وزوجهـا



قصـــــــيدة ولا اروع ,,,,,, شايب يصارح زوجته العجوز
بانه يبي يتزوج عليها ولكن المفاجأهـ في رد العجوز ,,,

يلاااااانشوووووووف ,,,,

الشــــــايب
قلبي شباب ولزوم اني اعرس ,,, ما ابي العجوز الي تتوسد الباب
الخير واجد وانا ماني مفــلس ,,, عندي فلوس تدعم البنك في الحساب

العــــجوز

ما باقي غير خشمك وهالضرس ,,, تبغي تعرس وانت وجهك شبه الغراب
قابل صلاتك الله يشفيك من المس ,,, او ترى بطب وجهك بهـــالتراب

الشــــايب
إنتي عجوز وأكلك الروب والخس ,,, اما انا ما باكل غير تكه و كباب
ما فيني سكر غير ضغطي نازل بس ,,, دام الهوى فيني ترى كل شي طاب

العجـــوز

لا بارك الله فيك يا الشيبه يا النحس ,,, ما تنفع معاك الرمسه ولا كلام العتاب
قصر لي صوتكما ابي اسمع ولا حس ,,, عطني طلاقي وانقلع واقضب الباب

الشــــايب

دومك نحيسه وذا لسانك يبي قص ,,, ربي ترى حلل لي اربع بالكتاب
هــذا خميس الاعمى جارنا كموحده اعرس ,,, مرتاح في الدنيا بلى هم واعصاب

العجـــــوز
بطران وراسك كالصخر يابس وعص ,,, مالوم طبعك يوم ربعك هالكلاب
صاير زي الاريل ودومك اتحيس ,,, استح على وجهك أصلع ولعاب

الشــــايب
فكيني من وجهك ترى مالي أي نفس ,,, زهقان من شوفتك وابغي لي أحباب
وهاذا طلاقك و طالقة بالاربعوالخمس ,,, شيلي طلاقك من ضميري بلا احساب

العجـــــوز

مشكور يالشيبه ومن دون أي دس ,,, عندي حبيب ما ابتعد لحظه وغاب
يشريك ويبيعك تراه ابثمن بخس ,,, ما تسوى ظفره وهو حلو اسمر وجذاب

الشــــايب

يالله قبل لا موت منك واقتص ,,, طلعتي لي قرن وراسي بعد شاب
يا شينه البرقع ترى قدرك اختس ,,, عجوز ولك في الدنيا خلان واحباب

العجــــــوز
ترى مثلك وهذا لك في العمر درس ,,, لاني أميز بين شيبه وشباب
او نسيت اني على الموضه ألبس ,,, ما علموك اني بلا شيله وحجاب





مو هييينه هالعجوز ههههههه

الصبر وأثره في حياة المسلم




الصبر وأثره في حياة المسلم




الحمد لله الذي وعد الصابرين أجرهم بغير حساب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام الصابرين وسيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد قال الله تعالى: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{([1])، قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلَّم وقال تعالى: }قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{([2])، وقال تعالى: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ{([3])، وفي الحديث الصحيح: «والصبر ضياء» رواه أحمد ومسلم، وللبخاري ومسلم مرفوعًا: «وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر». وقال عمر بن الخطاب t«خير عيش أدركناه بالصبر» رواه البخاري.
والصبر: حبس النفس عن الجزع والتسخط وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن التشويش كخمش الوجوه وشق الثياب عند المصيبة، والصبر يكون بالله ولله ومع الله، فالصبر بالله هو الاستعانة به سبحانه فهو وحده المعين على الصبر كما قال تعالى: }وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللهِ{([4]) والصبر لله هو أن يكون الباعث له على الصبر محبة الله وإرادة وجهه والتقرب إليه كما قال تعالى: }وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِربّهم{([5])، والصبر مع الله. هو دوران العبد مع مراد الله الدينى منه ومع أحكامه الدينية صابرًا نفسه معها، سائرًا بسيرها، مقيمًا بإقامتها، يتوجه معها أين توجهت، فهذا معنى كونه صابرًا مع الله أي قد جعل نفسه وقفًا على أوامر الله ومحابه، والصبر نصف الإيمان فإنه مركب من صبر وشكر، كما قال بعض السلف: الإيمان نصفان: فنصف صبر ونصف شكر.([6]).
وقال تعالى: }إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له، فلا إيمان لمن لا صبر له. وهو ثلاثة أنواع: صبر على فرائض الله فلا يضيعها، وصبر على محارمه فلا يرتكبها، وصبر على أقضيته وأقداره فلا يتسخطها، ومن استكمل هذه المراتب الثلاث فقد استكمل الصبر والإيمان، ولذة الدنيا والآخرة ونعيمهما، والفوز والظفر فيهما لا يوصل إليه إلا على جسر الصبر، كما لا يصل أحد إلى الجنة إلا على الصراط، فلا ينال دينًا ولا دنيا إلا بالصبر، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، كما قال تعالى: }أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ{([7]).
وإذا تأملت مراتب الكمال المكتسب في العالم رأيتها كلها منوطة بالصبر، وإذا تأملت النقصان الذي يذم صاحبه عليه ويدخل تحت قدرته رأيته كله من عدم الصبر، فالشجاعة والعفة والجود والإيثار كلها صبر ساعة، وأكثر أسقام البدن والقلب إنما تنشأ عن عدم الصبر، فما حفظت صحة القلوب والأبدان والأرواح بمثل الصبر، ولو لم يكن في الصبر إلا معية الله مع أهله فإن الله مع الصابرين، ومحبته لهم فإن الله يحب الصابرين، ونصره لأهله فإن النصر مع الصبر، وأنه خير لأهله: }ولَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ{، وأنه سبب الفلاح والفوز كما قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [سورة آل عمران: آية 200]([8]).
وقال تعالى: }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{([9])، وقال r«ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني فى مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها» رواه مسلم.
أيها المسلم الكريم: العبد في تنقلاته في هذه الحياة وأطواره فيها لا يخلو من حالتين إما أن يحصل له ما يحب ويندفع عنه ما يكره، فوظيفته في هذه الحالة الشكر والاعتراف بأن ذلك من نعم الله عليه، فيعترف بها باطنًا، ويتحدث بها ظاهرًا، ويستعين بها على طاعة الله وهذا هو الشاكر حقًّا. الحالة الثانية: أن يحصل للعبد المكروه أو يفقد المحبوب فيحدث له همًّا وحزنًا وقلقًا فوظيفته الصبر لله، فلا يتسخط ولا يضجر ولا يشكو للمخلوق ما نزل به بل تكون شكواه لخالقه سبحانه وتعالى، ومن كان في الضراء صابرًا وفي السراء شاكرًا فحياته كلها خير وبذلك يحصل على الثواب الجزيل ويكتسب الذكر الجميل قال r «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» رواه مسلم.
والخير الحاصل للشاكرين هو الزيادة }وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ{([10]) والخير الحاصل للصابرين هو الأجر والثواب والمغفرة والرحمة.
أيها المسلم الكريم: متى أصابك مكروه في بدنك أو مالك أو حبيبك، فاعلم أن الذي قدَّره حكيم عليم، لا يفعل شيئًا عبثا يُقَدِّرُ شيئًا سدى، وأنه تعالى رحيم قد تنوعت رحمته على عبده يرحمه فيعطيه، ثم يرحمه فيوفقه للشكر ويرحمه فيبتليه، ثم يرحمه فيوفقه للصبر. فرحمة الله متقدمة على التدابير السارة والضارة ومتأخرة عنها، ويرحمه أيضًا بأن يجعل ذلك البلاء مكفرًا لذنوبه وآثامه، ومنميًا لحسناته، ورافعًا لدرجاته، ومن استكمل مراتب الصبر والشكر فهو الكامل في كل أحواله، وإذا أصيب العبد بمصيبة فآمن بالقدر ولجأ إلى الصبر والاحتساب خفت وطأتها وهانت مشقتها، وتم له أجرها وكان من الفضلاء الكرام، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم([11]).
روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r عاد سعد بن عبادة ومعه عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم، فبكى رسول الله r فلما رأى القوم بكاء رسول الله r بكوا فقال: «ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى رأسه) أو يرحم»، وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد أن رسول الله r رفع إليه ابن ابنته وهو في الموت ففاضت عينا رسول الله r فقال سعد ما هذا يا رسول الله قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء»، وفي صحيح البخاري عن أنس t، أن رسول الله r دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله rتذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! قال: «يا ابن عوف إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى فقال: «إن العين لتدمع، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون».
أما الذي منعه الشرع عند المصائب فهو التسخط والجزع والندب -وهو تعداد محاسن الميت- والنياحة -وهي رفع الصوت بذلك- كما نهى عن لكم الخدود، وشق الجيوب، وحلق الشعور عند المصيبة وهو من كبائر الذنوب، حيث تبرأ رسول الله r من فاعله فقد قال r«ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» رواه البخاري في صحيحه.
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري t أن رسول الله r (برئ من الصالقة والحالقة والشاقة) فالصالقة: هي التى ترفع صوتها بالنياحة عند المصيبة، والحالقة: هي التى تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: هي التى تشق ثيابها عند المصيبة، وكل هذا حرام باتفاق العلماء.
وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد قال: أرسلت إحدى بنات رسول الله r للرسول تدعوه وتخبره أن ابنًا لها في الموت، فقال عليه الصلاة والسلام للرسول: «ارجع إليها فأخبرها: أن لله ما أخذ، وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب».
قال النووي رحمه الله: فهذا الحديث من أعظم قواعد الإسلام المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه والأدب، والصبر عند النوازل كلها والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض، ومعنى قوله r«إن لله ما أخذ» أن العالم كله ملك لله لم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

1- أن ما يصيب المؤمنين من الشرور دون ما يصيب الكافرين.
2- أن ما يصيب المؤمنين مقرون بالرضا والاحتساب فإن فاتهم ما يريدون فمعولهم على الصبر والاحتساب، وذلك يخفف البلاء بلا ريب.
3- أن المؤمن محمول عنه بحسب طاعته وإخلاصه، ووجود حقائق الإيمان في قلبه، بحيث لو كان شيء منه
 على غيره لعجز عن حمله وهذا من دفع الله عن عبده المؤمن.
4- أن محبة الله إذا تمكنت في القلب كان أذى المحب في رضا محبوبه مُسْتحلى غير مسخوط.
5- أن ما يصيب الكافر والفاجر من العز وتوابعه مقرون بضده.
6- أن ابتلاء الله لعبده المؤمن كالدواء يستخرج منه الأدواء التى لو بقيت أهلكته أو نقصت ثوابه.
7- أن ذلك من الأمور اللازمة للبشر.
8- أن لله في ذلك حكمًا عظيمةً معروفةً.
9- أن ذلك من الابتلاء والامتحان الذي يظهر به الصادق من الكاذب.
10- أن الإنسان مدني بالطبع، ولا بد من الاختلاط واختلاف التصورات والإرادات التي تنشأ عنها كثير من الأكدار، والمؤمن مأمور أن يقوم بوظيفته فيها، وذلك مما يهون المصيبة.
11- أن البلاء الذي يصيب العبد لا يخرج عن أربعة أقسام.
 إما أن يكون في نفسه، أو في ماله، أو في عرضه، أو في أهله ومن يحب، والناس مشتركون في حصولها. فغير المؤمن التقي يلقى منها أعظم مما يلقى المؤمن كما هو مشاهد([12]).
والحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على خير خلقه وأنبيائه نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

ومن منازل }إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{ منزلة الصبر.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعًا.
وهو واجب بإجماع الأمة. وهو نصف الإيمان. فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر. وهو مذكور في القرآن على ستة عشر نوعًا.
الأول: الأمر به. نحو قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ{ [البقرة: 2] وقوله: }وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ{ [البقرة: 45] وقوله: }اصْبِرُوا وَصَابِرُوا{ [آل عمران: 200] وقوله }وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللهِ{ [النحل: 127].
الثاني: النهي عن ضده كقوله }فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ{ [الأحقاف: 35] وقوله: }فلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ{ [الأنفال: 15] فإن تولية الأدبار. ترك للصبر والمصابرة وقوله }وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ{ [محمد: 33] فإن إبطالها ترك الصبر على إتمامها. وقوله }وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا{ [آل عمران: 139] فإن الوهن من عدم الصبر.
الثالث: الثناء على أهله، كقوله تعالى: }الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ{ [آل عمران: 17] وقوله }وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{ [البقرة: 176] وهو كثير في القرآن.
الرابع: إيجابه سبحانه وتعالى محبته لهم. كقوله: }وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ{ [البقرة: 146].
الخامس: إيجاب معيته لهم. وهي معية خاصة. تتضمن حفظهم ونصرهم، وتأييدهم. ليست معية عامة. وهي معية العلم، والإحاطة. كقوله}وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{ [الأنفال: 47] وقوله: } وَاللهُ مع الصَّابِرِينَ{ [البقرة: 249، والأنفال: 66].
السادس: إخباره بأن الصبر خير لأصحابه. كقوله }وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ{ [النحل: 126] وقوله }وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ{ [النساء: 24].
السابع: إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم. كقوله تعالى }وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [النحل: 96].
الثامن: إيجابه سبحانه الجزاء لهم بغير حساب. كقوله تعالى }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{ [يونس: 39].
التاسع: إطلاق البشرى لأهل الصبر. كقوله تعالى }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{ [البقرة: 155].
العاشر: ضمان النصر والمدد لهم. كقوله تعالى }بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ{ [آل عمران: 125]، ومنه قول النبي r«واعلم أن النصر مع الصبر».
الحادي عشر: الإخبار منه تعالى أن أهل الصبر هم أهل العزائم. كقوله تعالى: }وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ{ [الشورى: 43].
الثاني عشر: الإخبار أنه ما يُلَقَّى الأعمال الصالحة وجزاءها والحظوظ العظيمة إلا أهل الصبر، كقوله تعالى }وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ{ [القصص: 80] وقوله }وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{ [فصلت: 35].
الثالث عشر: الإخبار أنه إنما ينتفع بالآيات والعبر أهل الصبر كقوله لموسى }أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{ [إبراهيم: 5] وقوله في أهل سبأ }فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{ [سبأ: 19] وقوله في سورة الشورى }وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{ [الشورى: 33].
الرابع عشر: الإخبار بأن الفوز المطلوب المحبوب، والنجاة من المكروه المرهوب، ودخول الجنة، إنما نالوه بالصبر. كقوله تعالى }وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ{ [الرعد: 26].
الخامس عشر: أنه يورث صاحبه درجة الإمامة. سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين. ثم تلا قوله تعالى }وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ{ [السجدة: 24].
السادس عشر: اقترانه بمقامات الإسلام، والإيمان، كما قرنه سبحانه باليقين وبالإيمان والتوكل. وبالشكر والعمل الصالح والرحمة([13]).
من محاسن أخلاق المسلم التى يتحلى بها: الصبر، واحتمال الأذى فى ذات الله تعالى. أما الصبر فهوحبس النفس على ما تكره، أو احتمال المكروه بنوع من الرضا والتسليم.
فالمسلم يحبس نفسه على ما تكره من عبادة الله وطاعته، ويلزمها بذلك إلزامًا، ويحبسها دون معاصي الله عز وجل فلا يسمح لها باقترابها، ولا يأذن لها في فعلها مهما تاقت لذلك بطبعها، وهشت له، ويحبسها على البلاء إذا نزل بها فلا يتركها تجزع، ولا تسخط، إذ الجزع، كما قال الحكماء على الفائت آفة، وعلى المتوقع سخافة، والسخط على الأقدار معاتبة لله الواحد القهار، وهو في كل ذلك مستعين بذكر الله تعالى بالجزاء الحسن على الطاعات، وما أعد لأهلها من جزيل الأجر وعظيم المثوبات، وبذكر وعيده تعالى لأهل بغضته وأصحاب معصيته، من أليم العذاب، وشديد العقاب ويتذكر أن أقدار الله جارية، وأن قضاءه تعالى عدل، وأن حكمه نافذ، صبر العبد أم جزع، غير أنه مع الصبر الأجر ومع الجزع الوزر. ولما كان الصبر وعدم الجزع من الأخلاق التي تكتسب وتنال بنوع من الرياضة والمجاهدة، فالمسلم بعد افتقاره إلى الله تعالى أن يرزقه الصبر، فإنه يستلهم الصبر بذكر ما ورد فيه من أمر، وما وعد عليه من أجر، كقوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{([14]) وقوله: }وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ{([15]وقوله }وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللهِ{([16]) وقوله }وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ{([17]) وقوله تعالى }وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{([18]) وقوله }وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{([19]) وقوله}وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ{([20]) وقوله }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{([21]) وقول الرسول r «الصبر ضياء»([22]) وقوله: «ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر»([23]) وقوله: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»([24]).
وقوله عليه الصلاة والسلام لابنته وقد أرسلت إليه تطلب حضوره، إذ ولدها قد احتضر فقال لرسولها: «أقرأها السلام، وقل لها: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب»([25])، وقوله: «يقول الله عز وجل: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر عوضته منهما الجنة»([26])، وقوله: «من يرد الله به خيرًا يصب منه»([27]). وقوله: «إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط»([28]) وقوله عليه الصلاة والسلام: «ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة»([29])
وأما احتمال الأذى فهو الصبر ولكنه أشق، وهو بضاعة الصديقين، وشعار الصالحين، وحقيقته أن يؤذى المسلم في ذات الله تعالى فيصبر ويتحمل، فلا يرد السيئة بغير الحسنة، ولا ينتقم لذاته، ولا يتأثر لشخصيته ما دام ذلك في سبيل الله، ومؤديًا إلى مرضات الله، وأسوته في ذلك المرسلون الصالحون إذ يندر من لم يؤذ منهم في ذات الله، ولم يبتل في طريقه إلى الوصول إلى الله، قال عبدالله بن مسعود t: كأني أنظر إلى رسول الله r يحكي نبيًّا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»([30]) هذه صورة من صور احتمال الأذى كانت لرسول الله r، وصورة أخرى له: «قسم يومًا مالاً، فقال أحد الأعراب: قسمة ما أريد بها وجه الله، فبلغ ذلك رسول الله فاحمرت وجنتاه، ثم قال: يرحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر»([31]).
وقال خباب بن الأرت t: (شكونا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تنتصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دين الله)([32]) وقص الله لنا عن المرسلين وحكى عنهم قولهم وهم يتحملون الأذى فقال: }وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ{([33]) وكان عيسى بن مريم عليه السلام يقول لبني إسرائيل: (لقد قيل لكم من قبل: إن السن بالسن والأنف بالأنف، وأنا أقول لكم لا تقاوموا الشر، بالشر بل من ضرب خدك الأيمن فحول إليه الخد الأيسر، ومن أخذ منك رداءك فأعطه إزارك)([34])
وكان بعض أصحاب رسول الله r يقولون: ما كنا نعد إيمان الرجل إيمانًا إذا لم يصبر على الأذى!.
على ضوء هذه الصور الناطقة، والأمثلة الحية من الصبر والتحمل يعيش المسلم صابرًا محتسبًا متحملاً، لا يشكو ولا يتسخط، ولا يدفع المكروه بالمكروه، ولكن يدفع السيئة بالحسنة ويعفو ويصبر ويغفر: }وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ{([35]).

قاعدة: الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة:
1- أحدها:
 علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها، وأن الله إنما حرَّمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدنايا والرذائل، كما يحمي الوالد الشفيق ولده عما يضره. وهذا السبب يحمل العاقل على تركها ولو لم يعلق عليها وعيد بالعذاب.
2- السبب الثاني:
 الحياء من الله سبحانه، فإن العبد متى علم بنظره إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى منه ومسمع وكان حييًّا استحيى من ربه أن يتعرض لمساخطه.
3- السبب الثالث:
  مراعاة نعمه عليك وإحسانه إليك، فإن الذنوب تزيل النعم ولابد، فما أذنب عبد ذنبًا إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب، فإن تاب وراجع رجعت إليه أو مثلها، وإن أصرلم ترجع إليه، ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمة نعمة حتى تسلب النعم كلها، كما قال تعالى: }إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ{ وأعظم النعم الإيمان، وذنب الزنا والسرقة وشرب الخمر وانتهاب النهبة يزيلها ويسلبها. وقال بعض السلف: أذنبت ذنبًا فحرمت من قيام الليل سنة. وقال آخر أذنبت ذنبًا فحرمت فهم القرآن. وفي مثل هذا قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها





فإن المعاصي تزيل النعم

وبالجملة فإن المعاصي نار النعم تأكلها كما تأكل النار الحطب، عياذا بالله من زوال نعمته وتحول عافيته.
4- السبب الرابع:
خوف الله وخشية عقابه، وهذا إنما يثبت بتصديقه في وعده ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله. وهذا السبب يقوى بالعلم واليقين، ويضعف بضعفهما. قال الله تعالى: }إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ{ وقال بعض السلف: كفى بخشية الله علمًا، وبالاغترار بالله جهلاً.
5- السبب الخامس:
محبة الله، وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفتة ومعاصيه، فإن المحب لمن يحب مطيع.
6- السبب السادس:
شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها أن تختار الأسباب التى تحطها وتضع قدرها، وتخفض منزلتها وتحقرها، وتسوى بينها وبين السفله.
7- السبب السابع:
قوة العلم بسوء عاقبة المعصية، وقبح أثرها، والضرر الناشئ منها، من سواد الوجه وظلمة القلب، وضيقه وغمه، وحزنه وألمه، وانحصاره وشدة قلقه واضطرابه، وتمزق شمله، وضعفه عن مقاومة عدوه، فإن الذنوب تميت القلوب، والعبد إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب منها صقل قلبه، وإن أذنب ذنبًا آخر نكت نكتة أخرى ولا تزال حتى تعلو قلبه، فذلك هو الران قال تعالى: }كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{[المطففين: 14].
وبالجملة: فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبد علمًا، وآثار الطاعة الحسنه أكثر من أن يحيط بها علمًا فخير الدنيا والآخرة بحذافيره في طاعة الله، وشر الدنيا والآخرة بحذافيره في معصيته، وفي بعض الآثار يقول الله سبحانه وتعالى: «من ذا الذي أطاعني فشقى بطاعتي؟ ومن ذا الذي عصاني فسعد بمعصيتي؟».
8- السبب الثامن:
قصر الأمل، وعلمه بسرعة انتقاله، وأنه كمسافر دخل قرية وهو مزمع الخروج منها، أو كراكب قال في ظل شجرة ثم سار وتركها فهو لعلمه بقلة مقامه وسرعة انتقاله حريص على ترك ما يثقله حمله ويضره ولا ينفعه، حريص على الانتقال بخير ما بحضرته، فليس للعبد أنفع من قصر الأمل ولا أضر من التسويف وطول الأمل.
9- السبب التاسع:
مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس، فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه القضلات، فإنها تطلب لها مصرفًا فيضيق عليها المباح فتتعداه إلى الحرام وأعظم الأشياء ضررًا على العبد بطالته وفراغه، فإن النفس لا تقعد فارغة، بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ولابد.

10- السبب العاشر:
وهو الجامع لهذه الأسباب كلها: ثبات شجرة الإيمان في القلب، فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه، فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم، وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فصل:
والصبر على الطاعة ينشأ من معرفة هذه الأسباب ومن معرفة ما تجلبه الطاعة من العواقب الحميدة والآثار الجميلة، ومن أقوى أسبابها الايمان والمحبة، فكلما قوي داعى الإيمان والمحبة في القلب كانت استجابته للطاعة بحسبه.
فصل: والصبر على البلاء ينشأ من أسباب عديدة:
1- أحدها:
 معرفة جزائها وثوابها.
2- الثاني:
العلم بتكفيرها للسيئات ومحوها لها.
3- الثالث:
 الإيمان بالقدر السابق الجاري بها، وأنها مقدرة في أم الكتاب قبل أن تخلق فلا بد منها، فجزعه لا يزيده إلا بلاء.
4- الرابع:
 معرفة حق الله عليه في تلك البلوى، وواجبه فيها الصبر بلا خلاف بين الأمة، أو الصبر والرضا على أحد القولين، فهو مأمور بأداء حق الله وعبوديته عليه في تلك البلوى، فلا بد له منه وإلا تضاعفت عليه.
5- الخامس:
 العلم بترتبها عليه بذنبه،كما قال الله تعالى: }وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ{ سورة الشورى آية (30).
فهذا عام في كل مصيبة دقيقة وجليلة، فشغله شهود هذا السبب بالاستغفار الذي هو أعظم الأسباب في دفع تلك المصيبة.
قال علي بن أبي طالب: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبة).
6- السادس:
 أن يعلم أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسمها وأن العبودية تقتضي رضاه بما رضي له به سيده ومولاه، فإن لم يوف قدر المقام حقه فهو لضعفه، فلينزل إلى مقام الصبر عليها، فإن نزل عنه نزل إلى مقام الظلم وتعدي الحق.
7- السابع:
 أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه اليه الطبيب العليم بمصلحتة الرحيم به، فليصبر على تجرعه، ولا يتقيأه بتسخطه وشكواه فيذهب نفعه باطلا.
8- الثامن:
 أن يعلم أن في عقبى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لم تحصل بدونه، فإذا طالعت نفسه كراهة هذا الدواء ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره. قال تعالى: }وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ{[سورة البقرة آية 216].
9- التاسع:
 أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه، فيتبين حينئذ هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟ وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
10- العاشر:
 أن يعلم أن الله يربي عبده على السراء والضراء، والنعمة والبلاء، فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال. فإن العبد على الحقيقة من قام بعبودية الله على اختلاف الأحوال وقال: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء، فإن قويت أثمرت الرضا والشكر. نسأل الله أن يسترنا بعافيته، ولا يفضحنا بابتلائه بمنه وكرمه([36]).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.





تأليف الفقير إلى الله تعالى
عبدالله بن جار الله الجار الله

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين