الخميس، 8 مارس 2012

الدولار هو سلاح أمريكا الأقوى






 
لقد خرجت أمريكا من الحرب العالمية وهي تسعى للسيطرة على


العالم وإقصاء كل منافسيها عن حلبة الصراع بما فيهم حلفاؤها



أنفسهم ، وانقسم العالم على إثر ذلك إلى معسكرين معسكر

أمريكا   ناتو ) ومعسكر الاتحاد السوفيتي ( وارسو ) ، وأنشأ


المعسكران تحالفات في كل مناطق العالم ، وأصبح العالم شرقي أو

غربي ، وخشي كل معسكر من ردة فعل الآخر ، وتجنب أن يدخل


في حرب مباشرة ضده لوجود الرادع النووي لدى الطرفان ،


 فبدأت حرب باردة لشن حروب عسكرية بين المعسكرين بالوكالة

 أو حروب اقتصادية ، إلا أن حلف الناتو وأمريكا خاصة توجهوا

للتركيز على خوض الحرب في الميدان الاقتصادي ، وهذا مما جعل

أمريكا تحرص على تقوية الدولار سلاحها الرئيس على حساب

جميع العملات ، بل وعلى حساب السلع الرئيسية في العالم

كالذهب والنفط والمعادن الأساسية للصناعات ، حيث اعتبرت


منذ 31 عاماً الدولار كأصل يصفّ في مصاف السلع الرئيسية في

العالم وأصبح هو غطاء العملات الأخرى بعد أن كان بحاجة إلى

غطاء من الذهب ، وتنامت قوة الدولار حتى أصبحت هي القوة


الضاربة التي تحسم معارك أمريكا العسكرية والسياسية لصالحها
،

 فكانت أمريكا تستخدم الحصار الاقتصادي لعدوها قبل أي عمل


عسكري سواء كان مباشراً أو بالوكالة ، فعرف المراقبون أن قوة


أمريكا تكمن في قوة اقتصادها لا في قوتها العسكرية - وهذا أحد



دوافع المجاهدين لضرب مركز التجارة - ، وأعداء معسكر الناتو لم


 يكن إقصاؤهم عن دائرة الأحداث بسبب ضعفهم العسكري فهم


يملكون السلاح النووي والكيميائي وغيرها من الأسلحة البايلوجية


، بل كان ذلك لضعف اقتصادهم أمام اقتصاد الناتو ، إلا أن انهيار



الاتحاد السوفيتي أزال الخطر من أمام أمريكا فسعت لبسط نفوذها


على العالم بفكر أحادي مطلق دون أي اعتبار لأحد حتى لحلفائها ،


فكانت ترى أنه يجب على حلفائها أن يسيروا خلفها دون سؤال ،


وهذا ما حصل منهم بالفعل وخاصة من بريطانيا ( العظمى  


لحاجتهم لمصادر الطاقة التي تسيطر أمريكا على منابعها وعلى طرق


 نقلها ، فكان أعضاء حلفها يركضون وراءها دون أدنى اعتراض


لعجزهم عن مواجهة بطش الدولار بهم ، وعجزهم أيضاً عن الآثار


الاقتصادية التي سوف يسببها اعتراضهم على الهيمنة الأمريكية


على العالم .




ليست هناك تعليقات: