الثلاثاء، 6 مارس 2012

كما ورد






كما ورد             عدن       


كما ورد                  
 
عدن





من الذاكرة العدنية ..قصتا الوزير حسين بيومي والبقرة مع القاضيان ويكهام وسلول


عدن « عدن الغد» خاص:
أعداد: بلال غلام حسين
Bilal41@hotmail.com

إذا ذُكر العدل في عدن ذُكر معه القاضيان ويكهام وسلول, كان هناك العديد من

 القضاة في عدن ومشهود لهم بالكفاءة, ولكن ويكهام وسلول كانا مشهوران

بالحزم والشدة والعدل


ومن المواقف العديدة التي إشتهرت بها محاكم عدن في عصرها الذهبي سوف


أختار لكم موقفين كان أبطالهما القاضيان ويكهام وسلول.


هذان الموقفان ذكرهما لي شخصية رياضية معروفة وهو لاعب نادي القطيعي


والأحرار الكابتن خليل طه خليل من أبناء عدن العريقة في أحدى الجلسات

الجميلة والنادرة التي جمعتنا معاً في منتدى صحيفة (الأيام) العريقة.  يسرد

الكابتن خليل قائلاً: "حدث هذا الموقف بين الوزير حسين بيومي مع القاضي

ويكهام عندما تم إستدعاء أخينا علي سعيد صوفي إلى المحكمة بسبب مخالفة

مدنية, وكان القاضي حينها الإنجليزي ويكهام والمشهور بحزمه وعدله

الشديدين.  فذهب الصوفي مع مجموعة من أصدقائه إلى المحكمة وكان بينهم

الوزير حسين بيومي وكان حينها وزيراً للحكم المحلي


وأثناء سير جلسات المحاكمة طرح القاضي ويكهام سؤالاً على أخونا علي سعيد

الصوفي فتلعثم الصوفي بطريقة مضحكة ولم يستطع أن يجاوب على السؤال,

فضحك كل من في القاعة جميعاً, ولكن شخص في المقعد الأخير أستمر في

الضحك رغم سكوت الحضور.  وفي تلك اللحظة الرهيبة وبينما استمرت

ضحكات ذلك الشخص   والسكون يخيم على القاعة, استشاط القاضي ويكهام

غضباً وأشار بأصبعه إلى ذلك الشخص سائلاً: "لماذا لم تتوقف عن الضحك مثل

الجميع؟؟ وطرده من القاعة وأمر رجل من الأمن بأن يقتاده إلى خارج القاعة

 ليتم محاكمته بعد انتهاء الجلسة!!!  وكان ذلك الشخص يا جماعة هو الوزير

حسين بيومي آنذاك

لم يكن القاضي يعلم بأن حسين بيومي هو وزير!!!   وبعد انتهاء الجلسة وعودة

القاضي إلى مكتبه الخاص, ذهب إليه مجموعة من موظفي المحكمة ليخبروه بأن

الشخص الذي طرده من قاعة المحكمة هو الوزير حسين بيومي, فقال لهم

القاضي ويكهام: "القانون لا يفرق بين وزير أو شخصاً عامي, الجميع متساوون

أمام القانون."  وطلب استدعاء الوزير.  وعندما مثل الوزير حسين بيومي أمام

القاضي, عاتبه ووبخه ونصحه, بأنه لا يصح لشخص في مرتبته ومقامه أن

يتصرف بتلك الطريقة, وقال له: "لو لم تكن وزير له احترامه وتقديره لكنت

سجنتك لمدة 24 ساعة, وبدلاً من ذلك سوف يتم إخلاء سبيلك بغرامة مالية

نظراً لسلوكك في قاعة المحكمة وحتى تكون عبرة!!!"    

والموقف الأخر  حدث, عندما كان القاضي سلول في أحدى الجلسات القضائية

في قاعة المحكمة.  وفي تلك الأثناء إذا به يسمع خوار بقرة تصيح عند بوابة

المحكمة حتى أزعجت الجميع... أوقف القاضي الجلسة وخرج من القاعة ليرى

 ماذا يجري خارج القاعة وإذا بالبقرة لا تزال تصيح من شدة الجوع.  غضب

القاضي من ذلك المشهد وأمر على الفور بأن يؤتى بصاحب البقرة, وعند قدم

صاحب البقرة ووقف بين يدي القاضي سلول فسأله هل أنت صاحب البقرة؟؟؟

فرد عليه بنعم!!  وكانت المفاجأة عندما قال القاضي لصاحب البقرة: "إذا كنت

تطعم البقرة مثل الناس فما كانت البقرة لتأتي إلى المحكمة ولسان حالها يشكو

منك!!! فأمر على الفور بحبسه لمدة 24 ساعة وغرامة 8 عانات.  

عندما نتمعن في هاذين الموقفين ونتذكر تاريخ القضاء في عدن أبان الزمن

الجميل وكيف كانت العدالة تطبق في حق الوزير والحيوان على السواء, نتحسر

 على حال القضاء في أيامنا هذه إلا ما رحم ربي, نشفق على حال الناس وهم

يرزحون في دوامة المحاكم لسنين عديدة ولا تزال قضاياهم عالقة, لا قاضي

يرحم ولا عدالة تُطبق!!! هي وقفة فقط وانظروا إلى حال محاكمنا وقضاتنا اليوم

والله حاجة تحزُ في النفس... وهنا أتذكر منلوج جميل عن حال المحاكم والقضاة

للدكتور قيس غانم في ديوان (أم الفال) يقول فيه
:

المحاكم بهدله في بهدله والقضايا كلها مُتأجله


بس القضاة متبجحين مبسوطين ومطنشين


عائشين ومريشين مافي أي مشكله

كل قضية تشل دهر تشي جري .. تشي صبر

تشي حبل طويل وجر .. تشي قات من حق هرر

تشتي عود تايلاندي وعطر وهدايا غالية لله در

كل يوم يشتوا ذبيح كل يوم رز وحنيد

بطلوا أكل العصيد ودخن يافع وزبيد

والفلوس تقرح قريح اللي ما يدفع يطيح

فين سلول, فين ويكهام فين أيام النظام

والمحاكم له احترام تمشي كانت يا سلام

فين أيام بابو هنده واللي زيه كانوا عده

كان لهم هده ورده مش كلام معصود عصده

من قضاة لابسين مشده وما يحبوا السروله


*مؤرخ وباحث من عدن



ليست هناك تعليقات: