الثلاثاء، 6 مارس 2012

الجهاد الأكبر







الجهاد الأكبر







رجل يشتكي من الألم والإجهاد في نهايةِ كل يوم

   

سأله صديقه
  

ولماذا كل هذا الألم الذي تشكو منه؟


فأجابه الرجل الشيخ
 

يُوجد عندي بازان ( الباز نوع من الصقور )

يجب عليَّ كل يوم أن أروضهما


وكذلك أرنبان يلزم أن أحرسهما


من الجري خارجاً


  عليَّ أن أُق َوِّدهما وأدربهما وصقران


 
 عليَّ أن أحاصرها  ٌ وحية




وأسدُ عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفص حديدي             

ومريضٌ عليَّ أن أعتني به واخدمه            


قال الصديق:



ما هذا كله لابد أنك تضحك،



لأنه حقاً لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه


الأشياء مرةً واحدة.


قال له الشيخ

:

إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة

ولكنها الهامة


إن    البازين   هما عيناي
       

وعليَّ أن أروضهما عن النظر


إلى ما لا يحل النظر إليه باجتهادٍ ونشاط


والأرنبين          هما قدماي
  

وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما


من السير في طرقِ الخطيئة


والصقرين  هما يداي   
            

وعليَّ أن أدربهما على العمل حتى تمداني بما أحتاج


وبما يحتاج إليه الآخرون من إخواني


 والحيه هي لساني
 

وعليَّ أن أحاصره وألجمه باستمرار


حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين


والأسد  هو قلبي
    

الذي تُوجد لي معه حربٌ مستمرة


وعليَّ أن أحفظه دائماً مقيداً


كي لا تخرج منه أمور شريرة


  
 فهو جسدي كله     اماالرجل المريص



الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي



إن هذا العمل اليومي يستنفد عافيتي




إن من أعظم الأشياء التي في العالم


هي أن تضبط نفسك


ولا تدع أي شخصٍ آخر محيطاً بك يدفعك


ولا تدع أيَّاً من نزواتك وضعفك وشهواتك يقهرك


 ويتسلط عليك
.

لا يوجد أعظم مما خلقك الله لأجله


وهو أن تكون ملكاً على نفسك


أفضل الجهاد جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر


ليست هناك تعليقات: