الثلاثاء، 6 مارس 2012

بـــــــــــــيـــــن القلب والعين





بـــــــــــــيـــــن
 

القلب والعين



فقال طرفي لقلبي * * * * * بل كنتَ أنتَ الدليلا




أقول له:





 ماذا جرى لك!!؟؟



 ما الذي ساقك إلى هذه الحال!!؟؟


فأجاب والكلمات لا تكاد تخرج من فيه



نظرُ العيون إلى العيون هو الذي * * * * * جعل الهلاكَ إلى الفؤاد سبيلا



ما زالت اللّحَظات تغـزو قلبَـه * * * * * حتى تَشَحَّط بينهـن قتـيـلا




فنظرت له نظرة ملئت أساً وحزناً ..

حوار العين القلب

وقلت له:





 أما كان من الأولى بك أن تعاتب



 طرفك حتى لا يجرؤ على فعل ذلك



بك!!؟؟


فقال:





 لقد عاتبته ولكن..






 ولكن بعد فوات الأوان



تَمَتَّعْتُما يا مقلتيّ بنظـرةٍ * * * * * وأوردتما قـلـبـي أمَرَّ المــوارد



أعينيّ كُفَّا عن فؤادي فإنه * * * * * من الظلم سعيُ اثنين في قتل واحد



فقلت له:







 وهل اعتبرت العيون من مقالك هذا؟؟




فقال والعبرات تسيل من عينيه:







 بل أنكرت العيون وقالت



يقول طَرْفي لقلبي هِجْت لي سَقَماً * * * * * والعيـن تزعمُ أن القلـب أنكاها



والجسمُ يشهـد أن العيـن كاذبةٌ * * * * * وهي التي هيَّجت للقلـب بَلْواها



لولا العيـونُ وما يَجْنينَ من سَقَمٍ * * * * * ما كنتُ مُطَّرَحاً من بعضِ قَتْلاها


فقالـت الكبـدُ المظلـومـةُ اتَّئِدا * * * * * قطعتمـاني ومـا راقبتمـا اللهَ


فقلت:





 وهل انتهى الأمر على ذلك؟



فقال:





 كلا بل


عاتبـتُ قلبيَ لما * * * * * رأيتُ جسمي نحيلا 


فألزم القلبُ طرفي * * * * * وقال كنتَ الرسولا

فقال طرفي لقلبي * * * * * بل كنتَ أنتَ الدليلا

فقلـتُ كُفّا جميعاً * * * * * تركتماني قتـيـلا


فاحترت معه..





 وقلت:




 وهل رضت العينان والقلب بما قلته؟


فرد علي بصوت منخفض ملأه الحزن: بل ظلا

 يتشاجران حتى نطقت باقي


أعضائي


يقول قلبي لطَرْفي أن بكى جزعاً * * * * * تبكي وأنتَ الذي حَمّلْتَني الوَجَعا



فقـال طرفـي له فيمـا يعاتبهُ * * * * * بل أنـت حَمَّلْتَني الآمال والطَّمَعا


حتى إذا ماخلا كلٌّ بصـاحـبـه * * * * * كلاهما بطويـل السُّقم قـد قَنِعا


نادتهمـا كبـدي لا تَبْعدا فلقـد * * * * * قطعتمـاني بمـا لاقيتمـا قِطَعا


فأحببت أن أنهي هذا الحوار الحزين فقلت: في رأيك على من يقع اللوم!!؟؟



فأجاب


فوالله مـا أدري أنفسـي ألومُهـا * * * * * على الحبّ أم عيني المشُومَةَ أم قلبي



فإن لُمْتُ قلبي قال لي العينُ أبصرَتْ * * * * * وإن لُمْتُ عيني قالت الذنبُ للقلـبِ


فعينـي وقلبـي قد تقاسمتمـا دمي * * * * * فياربّ كن عوناً على العين والقلبِ




ثم انصرفت تاركا إياه وهو يعتصر ألما مما حال إليه حاله.. وظللت أدعو في



نفسي: يا رب اساك ان لاتجعل نهاية الطريق هو الحل الوحيد يكون  
 
الفراق

ليست هناك تعليقات: